الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المرجع السيد الشيرازي: الثقافة أساس التغيّر  وليس الحرب أو القمع

شبكة النبأ: قال المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله إن غاندي ـ الزعيم الهندي المعروف ـ قاد شعب الهند في حركة استطاع بها أن يحصّل على استقلال الهند، وأن يركع الاستعمار البريطاني. وقد انطلق غاندي في حركته من مبدأ الإنسانية والدفاع عنها. وهذا المبدأ تعلّمه غاندي من الإسلام. فقد نقلوا عنه أنه قال:

(لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين عليه السلام شهيد الإسلام الكبير، ودقّقت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين). وقال أيضاً: (لقد تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر).

جاء ذلك في كلمته القيّمة التي ألقاها على الإخوة المسؤولين والعاملين في مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الاثنين الموافق للتاسع عشر من شهر محرم الحرام 1429 للهجرة.

واضاف المرجع الشيرازي: أجل، لقد تعلّم غاندي من مولانا الإمام الحسين سلام الله عليه كلمة واحدة وهي (الإنسانية) فاستطاع أن يركع أقوى وأعتى استعمار كان على وجه الكرة الأرضية آنذاك وهو الاستعمار الإنجليزي. ولو أن غاندي تعلّم أكثر من كلمة من الإمام الحسين سلام الله عليه لصار شيعياً مقتدراً، ولقاد الهند والعالم أيضاً إلى اعتناق مذهب أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم. وشخصية غاندي وأمثاله ممن أخذوا شيئاً من مبادئ الإسلام تبيّن عظمة فكر المعصومين الأربعة عشر وتعاليمهم التي يجدر بنا جميعاً أن نسعى ببالغ الجهد في تعريفها للعالم أجمع. بحسب نقل موقع مؤسسة الرسول الاكرم.

وقال سماحته أيضاً: لقد قرأت في إحدى المجالات الهندية قبل سنين أنه تم الشروع في تصنيف موسوعة تتألّف من ثلاثمئة مجلّد حول حياة ونضال غاندي. فهل ألّف المسسلمون موسوعة حول أعظم شخصية في الإسلام بل في الكائنات وهو مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله بحجم الموسوعة التي حول غاندي؟ ولعل أكبر موسوعة تناولت سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هي (بحار الأنوار) باللغة العربية، و(ناسخ التواريخ) بالفارسية.

وأكّد سماحته أن الناس في زمن حكومة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، وحكومة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه كانوا منعّمين بالحريات وقال: في زمن دولة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله لم يتعرّض أحد من المعارضين للسجن أو التعذيب. وهكذا في زمن حكومة مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ـ التي كانت ممتدة على 50 دولة من دول اليوم ـ لم يتعرّض أحد من المعارضين للأذى أو الملاحقة. وقد عملت بعض الدول التي وصلها الإسلام ببعض المبادئ التي طبّقها مولانا رسول الله والإمام أمير المؤمنين زمن حكومتيهما ومنها الهند.

إنّ عدد اللاجئين السياسيين الهنود والسجناء السياسيين في الهند البالغ نسمتها أكثر من مليارد أقلّ بكثير من عدد اللاجئين والسجناء السياسيين من دول العالم المسمّى بـ(العالم الثالث)، بل إن الهند يصدّر الكثير من الأدمغة العلمية المختلفة إلى العالم.

وقال سماحته مشيراً إلى دور وتأثير العمل الثقافي: إن غاندي وجواهر لآل نهرو قد تعلّما من الإمام الحسين سلام الله عليه الشيء اليسير وذلك بسبب التبليغ والنشاط الحسيني الثقافي اللذين قام بهما المؤمنون من قبل. وهذا الأمر يبيّن لنا أهمية وضرورة ممارسة النشاط التبليغي والفعاليات الثقافية. فالعمل التبليغي والثقافي اليوم ليس بالمستوى المطلوب بل هو قطرة من بحر.

وأضاف سماحته: قرأت في أحد الكتب أن للمسيحيين أربعة ملايين ونصف المليون مبلّغ. هذا العدد حتى إن كان مبالغاً فيه أو كان مليوناً مثلاً فهو بالنسبة إلى عدد المبلّغين إلى الإسلام كثير وكثير جداً. ولكن أتباع أهل البيت سلام الله عليهم وعلى رغم قلّة الإمكانيات استطاعوا أن يهدوا إلى نور أهل البيت العديد من العلماء والمفكرين من المسيح واليهود ومن أهل العامة. وقد دوّنت أسماء الكثير منهم في موسوعة تم تأليفها حديثاً وهي (موسوعة المستبصرين). وفي المقابل لم نجد حتى عالماً أو مفكراً شيعياً واحداً تخلّى عن التشيّع أو اعتنق مذهباً آخر.

وشدّد سماحته قائلاً: قد يكون للحرب أو القمع النفسي والجسدي تأثير في التغيّر والتحوّل في بعض الأحيان لكن هذا الأمر لا يفتأ أن يزول ويضمحل لأنه نابع من الجبر والإكراه، وأساسه واه. فقبل عشرين سنة تقريباً قام أحد الإخوة الفضلاء من الحجاز بتأسيس مدرسة للعلوم الدينية في إحدى الدول الأفريقية فكان حاصل هذا العمل الثقافي أن تشيّع الكثير من الإخوة والأخوات الأفارقة وقسم منهم يدرس حالياً علوم أهل البيت الأطهار في الحوزة العلمية المباركة بمدينة قم المقدسة.

وفي ختام كلمته أكّد المرجع الشيرازي دام ظله: إن تعاليم أهل البيت سلام الله عليهم وسيرتهم أفضل بكثير وكثير من سيرة أمثال غاندي وغيره، بل إن سيرتهم وتعاليمهم صلوات الله عليهم لا تقاس بسيرة غيرهم أبداً، فيجدر بكم أن تهتموا بالأمور التالية لكي توفّقوا في إيصال رسالة أهل البيت سلام الله عليهم للعالمين:

1. زيدوا في مساعيكم وفعالياتكم الثقافية.

2. لتكن فعاليتكم الثقافية أكثر عمقاً وأفضل كيفية.

3. أخلصوا النية لله تعالى في نشاطاتكم وفعالياتكم.

4ـ تجنّبوا النزاع والتخاصم اللذين يعتبران آفة العمل التبليغي والثقافي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7 شباط/2008 - 29/محرم/1429

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م

[email protected]