الكتاب:الشعائر
الحسينية
المؤلف:آية الله
الشهيد السيد حسن الشيرازي
الناشر:مؤسسة دار
المهدي(عج) والقرآن الحكيم
عدد الصفحات: 144-
قطع متوسط
عرض: صباح جاسم
شبكة النبأ:
تنتج الامم الحية تراثا وثقافة اصيلين يطبعان بصماتهما على جبهة
التاريخ بحيث لاتستطيع الحوادث المتفرقة على مد القرون اخفاء معالم
ذاك التراث وتلك الثقافة.
والامة الاسلامية ومنذ ظهورها قبل
اكثر من اربعة عشر قرنا انتجت مفاهيم اساسية اصبحت فيما بعد محورا
في تشكيل صورة الانسانية على العموم. ومن اهم أوجه الإدامة
والصيانة لتلك المفاهيم هو التمسك بالشعائر( ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب).
ولطالما أغنت شعائر الدين الاسلامي
العقول برؤى وافكار وأسَرَت القلوب وثبتت اقدام المسلمين بوجه
مختلف حملات التشويه والتغيير، من باب انها حافظت على مبادئ اساسية
بتطبيقها على الارض بصورة ممنهجة دون اغفال او تهاون.
وتعد الشعائر الحسينية احدى اهم
المفاهيم الاسلامية التي رسخت اهمية الثبات على الحق ونصرة
الانسانية والتصدي للظلم والفساد والاستبداد مهما كان الثمن
والنتائج.
"الشعائر الحسينية" كتاب ثر نقلَ من
خلاله الشهيد اية الله السيد حسن الشيرازي صورة متكاملة عبر الوصف
الدقيق والتحليل المدعم بآيات قرانية واحاديث نبوية وروايات متفق
عليها، تفاصيل الشعائر التي ساهمت في ابقاء جذوة الثورة الحسينية
على مدى 1400 عام تقريبا رغم رياح الحقد والفساد التي تعرضت لها
وحاولت اطفائها.
في معرض تقديمه الحجة والدليل على
حلّية واهمية الشعائر الحسينية يقول الشهيد الشيرازي: الواقع ان
الأدلة الشرعية ليست ساكتة عن حكم الشعائر الحسينية حتى يتاح
للمبدعين ان يفتروا على الله الكذب وانما هي واضحة تفيد ان الشعائر
مباحة بطبيعتها الأولية، ومستحبة بطبيعتها الثانوية، اما لكون
الشعائر الحسينية مباحة بطبيعتها الاولية فتدل عليها اصالة الإباحة
العقلية والشرعية لأن انواع الحكم الشرعي خمسة: الوجوب الحرمة
والاستحباب والكراهية والاباحة، وهذه الاحكام الخمسة عامة تشمل
كافة الأعمال والاقوال، فكل عمل او قول او شيء لا بد ان يكون
محكوما بأحد هذه الاحكام الخمسة.
ويقول، ان الضرر الذي يحرم تحمله
باتفاق العقل والشرع هو الضرر الذي يكون بلا هدف عقلائي صحيح، واما
اذا تحمل الانسان مشقة مضرة لهدف عقلاني فلا دليل على حرمته،
كتحميل المرتاضين والزهاد كثيرا من المشقات المضنية التي تنهك
قواهم، وكتحمل اصحاب الحرف الشاقة صعوبات تبري اجسامهم وتضعف جميع
اجهزتهم العضلية دون ان يكون محرما عليهم.
ويضيف الشهيد الشيرازي، ليس في الشرع
دليل يقول، ان كل ما يضر بالصحة حرام حتى يصح التمسك بعمومه، كما
يوجد في هذا الباب قوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة.
واحاديث جمة تفيد ان اهلاك النفس أو اهلاك احد اطراف حرام، ولا
نناقش في حرمة اهلاك النفس او الطرف، فمن انتحر او شل احد اعضائه
فقد اقترف جريمة كبيرة ولكن ليس كل ما يضر بالصحة داخلاً في عنوان
اهلاك النفس او الطرف.
فان ادم عليه السلام بكى على فراق
الجنة حتى فتح الدمع في خديه اخدودين، ويعقوب بن اسحاق انتحب على
فراق نجله يوسف حتى قال له الناس "بالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون
حرضاً او تكون من الهالكين"يوسف/85, وحتى قال الله تعالى "...وتولى
عنهم وقال يا أسفي على يوسف وأبيضت عيناه من الحزن فهو
كظيم"يوسف/54.
وورد في احاديث زهد يحيى بن زكريا
عليه السلام "ان الدمع خدّ خدّيه واكل منهما حتى وضعت امه عليهما
لبداً".
وورد في شعيب عليه السلام "انه ابكى
حباً لله وخشية منه حتى عمى, فرد الله بصره, ثم بكى حتى عمى, فرد
الله بصره, ثم بكى حتى عمى, فرد الله بصره" وعندما استجوب من قبل
الله على كثرة بكائه واجاب بانه يبكي حباً لله قال الله عز وجل
"لهذا اخدمتك كليمي موسى بن عمران".
والنبي الاكرم (ص) وقف في محراب
العبادة حتى تورمت قدماه، فقد روى الطبرسي في الاحتجاج بسنده عن
علي(ع) "لقد قام رسول الله(ص) -عشر سنين- على اطراف اصابعه حتى
تورمت قدماه واصفر وجهه يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك.
ومما تقدم يظهر: ان كل ما يضر الصحة
ليس حراماً كما يبدو لبعض الناس بل قد يكون مستحبا شرعا، ونحن نفضل
الشعائر الحسينية واحدة:
فصّل الشهيد الشيرازي كتابه بعدة
اقسام، متناولا كل قسم على حدة، واصفا بالصورة الدقيقة تفاصيل كل
فقرة ينتهجها المسلمون في اقامة الشعائر الحسينية:
1- البكاء
2- التباكي
3- المأتم
4- لبس السواد
5- شق الجيب
6- اللطم
7- ضرب السلاسل
8- التمثيل
9- التطبير
واخيرا فـ"الشعائر الحسينية" كتاب
يميط اللثام بالحجة والدليل الواضح عن ماهية تلك الشعائر وأهميتها،
فيبصّر الطالبين و يزيد العارفين. |