الشعائر الحسينية في المنظور الأكاديمي

عدسة وتحقيق:ازهار الحسيني، لبنى الربيعي

شبكة النبأ: في سبيل احياء مراسم عاشوراء اقامت كلية الإمام الحسين (ع) والتي يرعاها سماحة العلامة البروفسور الشيخ عبد الحميد المهاجر (دام توفيقه) حفلاً تأبينياً بمناسبة استشهاد أبي الأحرار ورمز الثوار الإمام الحسين (ع)على مسرح الكلية وبمشاركة عدد غفير من أساتذة وطلاب وطالبات الكلية وكانت ابرز تلك الفعاليات قد ابتدأت بتلاوة ايات من الذكر الحكيم، وبعدها قامت مجموعة من طالبات الكلية بأداء انشودة نداء العقيدة وبحضور الشاعر والأديب  السيد محمد رضا القزويني والذي القى قصيدة حسينية ايضا عبرت عن مظلومية القاسم بن الحسن(ع)، وبعدها القى الطالب زيد نضال كلمة باللغة الانكليزية حول واقعة كربلاء الخالدة.

 وبعد عدة مشاركات من الطلبة اقامت الكلية مجلس عزاء تضمن جميع الشعائر الحسينية من اللطم وتمثيل جزء من الواقعة والتي تدور حول دور القاسم ابن الحسن (ع) في معركة الطف الخالدة بالاضافة الى توزيع الطعام.

(شبكة النبأ المعلوماتية) اجرت حوارا على هامش الموضوع، مع عميد الكلية د.صادق القزويني، وابتدأنا بالسؤال عن الدافع لإقامة هذا الحفل التأبيني، فأجاب: ان الدافع هو ذكر مصيبة اهل البيت (عليهم السلام)، فعن الإمام الصادق (ع) انه قال"أحيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا "، فلا اعدوا الواقع إذا قلت بأن قضية الإمام الحسين (ع) من اعظم القضايا التي تخلدت على مر العصور وهي مسؤولية وامانة امتحنت بها الأمة الأسلاميه فحافظت عليها بإقامة هذه الشعائر، ولتكن كلية الإمام الحسين امثولة لتقديس الشعائر الحسينية.

وعن الرابط الحقيقي بين طقوس واهداف واقعة كربلاء وكذلك المغزى من اقامة التشابيه، اجاب د. صادق قائلا، الرابط هو الولاء لأهل البيت (ع) ويعتبر رابط معنوي وفكري وعقائدي.

اما المغزى من اقامة التشابيه فهو لإيصال الصورة الواقعية واستنهاض المشاعر وإحياء القضية الحسينية، ورسم ملحمة القاسم بهذه الصورة وكإن الواقعة حدثت الان.

السيد احمد بدري الموسوي، اجابنا عن سبب اختياره لإداء دور القاسم ابن الحسن في التشابيه، قائلا، منذ الصغر كان في فكري إداء دور القاسم (ع) وتحقق لي ذلك والحمد لله لإن القاسم (ع) هو الإسوة الحسنة للشباب فهو يعلمنا من خلال موفقه المشرف تقديم الغالي والنفيس من اجل علاء كلمة الحق لأننا بحاجه اليوم الى شبابا اشداء واقوياء في المبادئ والعقيدة لأننا اصحاب رسالة مقدسة اسمى وارفع من كل التيارات المنحرفة.

وعن احساسه وهو يقوم بإداء دور التشبيه، قال السيد الموسوي، لقد اجتاحني شعور لايوصف وكأنني بالفعل اخاطب الحسين (عليه السلام) فالشعور لا إرادي من الله تعالى.

الرادود الحسيني سليم كاظم محمد، قال عن كيفية استنهاض مشاعر الحاضرين عند اداء المأتم الحسيني، ان اكبر الكرنفالات في العالم عندما يريدون ان يقيمون مراسيم معينه يبذلون الكثير من الاستعدادات في سبيل انجاحها، بينما في احياء ذكرى سيد الشهداء ترى تفاعل الناس فطرياً فحضور هذه الشعائر عفوياً ونابع من حبنا لأهل البيت فترى القلوب والمشاعر متأججه ومتفاعلة لأن لمقتل الإمام الحسين حرارة في قلوب المحبين لاتنطفئ أبداً.

أُلفت عدنان، طالبة في كلية الخطابة، قالت، ان حضور هذه المراسيم هو نصرة لرسول الله واهل بيته المظلومين لان نصرة المظلوم واجبه على كل مؤمن حر، وهي نصرة للإمام المظلوم (ع) كما جاء في مضمون الزيارة الخاصة بالإمام الحسين (ع): ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري، فإذا نصر الانسان العادي منّا الامام الحسين (ع) يكون مسدداً من قبل الله تعالى.

أريج مجيد، طالبة، قالت عن تفاعل الطلبة مع شعيرة العزاء، بما ان طلبة كلية الإمام الحسين هم اناس لم يأتوا للدراسة لهدف دنيوي فبالتأكيد تكون فعالياتهم واحيائهم للمناسبات الدينية واقامتهم مواكب العزاء ذات طابع خاص يختلف عن اي شريحة طلابية اخرى.

خديجة عبيد، قالت لـ شبكة النبأ عن تأثير التشبيه في نفوس الحاضرين، ان عقول اكثر الناس في عيونهم فلا يقدرون تصور الواقعة لمجرد سماعها ولكنهم يتصورونها عند مشاهدتها فيتفاعلون معها، وان التشبيه يكشف عن مدى قدرة التمثيل لواقعة معينة وعمق اثارها النفسية والفكرية في نفوس الحاضرين.

وهكذا تبقى الشعائر الحسينية خالدة على مر الأجيال لان كربلاء المقدسة هي المنطلق الاساسي لتلك الشعائر، فمن كربلاء انطلق التشبيه وشاع في ارجاء المعمورة لان كربلاء هي رأس الهرم في كل شيء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22 كانون الثاني/2008 - 13/محرم/1429