شبكة النبأ:
احيى المسلمون والشيعة في كافة أنحاء العالم الاسلامي وفي
كربلاء بالخصوص ذكرى العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الامام الحسين
(ع) واهل بيته عليهم السلام حيث انطلقت مسيرات العزاء والتطبير في
شوارع العراق وايران والبحرين وأفغانستان وباكستان وفي مختلف دول
العالم، وفي ايران تم اعتقال المئات في مختلف المدن الايرانية على
خلفية قيام السلطات الايرانية بمنع عزاء ضرب الرؤوس بالسيوف وشعائر
اخرى.
وفي مدينة كربلاء المقدسة شارك ثلاثة
ملايين زائر في عزاء ركضة الطويريج الشهير بحسب نقل بعض المصادر
المطلعة. وتبدأ ركضة طويريج عادة بعد اذان الظهر من يوم العاشر من
محرم الحرام، من الحدود الادارية لمدينة طويريج، وتمر عبر شوارع
كربلاء، وصولا الى مرقد الامام العباس والمرور عبره ثم دخول مرقد
الامام الحسين (ع)، يقطع المشاركون فيها مسافة تقدر بنحو عشرين
كيلومتراً. وركضة طويريج هي استذكار لهبة اهالي طويريج لنصرة
الامام الحسين لكنهم وصلوا وكانت المعركة قد وضعت اوزارها،
باستشهاد الامام الحسين وحرق خيام عياله.
وامتلأت الشوارع والازقة في المدينة
المقدسة وارتدى مئات الرجال ملابس بيضاء اللون وساروا في الشوارع
وهم يضربون رؤوسهم بالسيوف تعبيرا عن حزنهم لمقتل الامام الحسين
(ع) بحسب رويترز.
وقد ضرب الالاف رؤوسهم بالسيوف
مواساة لمقتل الامام الحسين (ع) وقد استمرت مواكب التطبير في يوم
العاشر من الصباح الى الظهر. حيث سالت الدماء على ملابسهم في حين
ضرب اخرون صدورهم على أصوات قرع الطبول. وسار مسعفون يحملون
اسعافات أولية وسط الحشود لعلاج الاصابات في الرأس. وتأهبت عشرات
من سيارات الاسعاف.
ويمثل "التطبير" ضرب الرؤوس بالسيف
ذروة ما يمارسه المشاركون في المواكب الحسينية التي تستمر طوال
الايام العشرة الاولى من شهر محرم تاريخ مقتل الامام الحسين.
ومع بزوغ الفجر انطلقت حشود ومواكب
تمارس طقوس "التطبير" التي تقضي بان يضرب الرجال اعلى جبهاتهم
بالسيوف او سكاكين كبيرة وذلك للتماهي مع الالم الذي اصاب الامام
في مثل هذا اليوم. بحسب.
وعلى وقع الطبول واصوات حزينة تروي
كيف قتل الامام يواصل هؤلاء التطبير وتتدفق الدماء تعبيرا عما اصاب
الحسين وعائلته في موقعة الطف في حين يراقب اخرون يذرفون الدموع
هذا المشهد.
ويقول حسن احد المشاركين في هذه
الطقوس لـ فرانس برس "اطبر نفسي وفاء لامامي الحسين" واضاف الشاب
الذي تغطي الدماء ثوبه "اريد ان ابكي بدمي بدل الدموع لمصاب
الامام".
وتستمر طوال الايام العشر الاول من
شهر محرم طقوس حزينة تبلغ ذروتها اليوم الاخير احياء لذكرى مقتل
الحسين حفيد النبي محمد (ص) وابن الامام علي بن ابي طالب (ع) اول
الائمة المعصومين لدى الشيعة.
ومنذ موقعة الطف اصبح الحسين (ع)
الذي قتل في معركة غير متكافئة رمزا للشجاعة والتضحية لدى الشيعة
من اجل تحقيق العدالة والتصدي للظلم والطغيان.
ويؤكد علي صادق احد المشاركين في
التطبير وهو مهندس من كربلاء ان "الدماء التي تغطينا اوسمة على
طريق الجنة" واضاف وهو يبتسم رغم الجرح على جبهته والدماء التي
تسيل منه ان "روحي فداء للحسين".
وغصت ساحة الحرمين التي تفصل بين
مرقد الامام الحسين والعباس وسط كربلاء بالاف المشاركين الذي رددوا
"حيدر....حيدر" في طقوس استمرت ساعات طوال النهار.
والامام علي بن ابي طالب الذي يطلق
عليه الشيعة اسم حيدر الكرار ايضا من اهم الرموز عند الطائفة
الشيعية.
ويوضح محمد حسين احد القائمين على
المواكب الحسينية ان "الناس يمارسون هذه الطقوس لانهم يشعرون بانها
تمنحهم السعادة والراحة هذا ليس من الممنوعات".
وقد نشرت في مدينة كربلاء المئات من
النشرات الحائطية التي تنقل فتاوى مراجع وعلماء الشيعة حول اباحة
واستحباب الشعائر الحسينية وخصوصا التطبير حيث لاقت تفاعلا ومتابعة
من الناس.
هذا وقال مسؤولون ان 25 ألفا بين
رجال شرطة وجنود عراقيين نشروا في شتى أنحاء كربلاء الواقعة على
بعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد. وقال العميد رائد شاكر قائد شرطة
كربلاء لرويترز ان الأوضاع الامنية في كربلاء تحت السيطرة. وحلقت
طائرات هليكوبتر عراقية فوق كربلاء التي فرض فيها حظر تجول كامل
على السيارات. وجرى تفتيش الزوار ما يصل الى عشر مرات قبل وصولهم
الى مرقدي الامام الحسين والامام العباس في قلب مدينة كربلاء
القديمة.
وتجمعت الحشود وبينهم ناس يتشحون
بالسواد ويضربون أنفسهم بالسياط في ساحة تربط بين المرقدين. بحسب
رويترز.
واستهدف متشددون من تنظيم القاعدة
السني من قبل الشيعة في يوم عاشوراء. وكانت هجمات انتحارية وهجمات
أخرى استهدفت الحشود في يوم عاشوراء في كربلاء وبغداد أسفرت عن
سقوط 171 قتيلا عام 2004 .
وحضر الاحتفالات هذا العام للمرة
الاولى منذ سنوات مئات من الشيعة من دول الخليج العربية حيث شجعهم
على ذلك تحسن الاوضاع الامنية في العراق.
وقال عقيل الخزعلي محافظ كربلاء ان
أكثر من 2.5 مليون زائر كثيرون منهم جاءوا سيرا على الاقدام تجمعوا
في كربلاء للاحتفال بيوم عاشوراء والذي كانت تفرض عليه قيود شديدة
في عهد صدام حسين. وتابع ان "الطقوس اتصفت بالتنظيم الجيد
والالتزام الواضح بالتعليمات والاوامر التي صدرت عن ادارة المدينة
في المحافظة".
وقال ناصر حساني أحد الزوار "اتساءل
فقط لماذا قررت الحكومة فرض حظر للتجول. هل يسيرون على خطى صدام
لتقييد والغاء هذا الاحتفال."
وسمح انحسار العنف بعودة العراقيين
الى استئناف ما يمكن اعتباره شبيها بالحياة العادية كما شجع الشيعة
من دول الخليج العربية على القدوم الى كربلاء للاحتفال بعاشوراء.
وقال حمدان أبو محمد (45 عاما) الذي
جاء مع مجموعة من الزوار من الكويت عبر ايران "كثير من الاصدقاء
الذين تحدثت معهم شجعوني على المجئ الى كربلاء هذا العام لان الوضع
امن بشكل كاف."
وجاءت نجمة الحائل (41 عاما) من
البحرين مع شقيقتيها وتشعر بسعادة لوصولها الى كربلاء لاول مرة في
حياتها.
وقالت لرويترز "لا اعتقد أن كربلاء
مدينة عراقية انها مدينة لكل المسلمين."
وأضافت "سمعت أن الوضع الامني في
فوضى لكنني فوجئت عندما وصلت أن الامن جيد وفوجئت لان الناس
استقبلونا بحرارة."
ومن الصعب الحصول على تقديرات لاعداد
الزوار من دول الخليج. وقال محمد صادق الحير مسؤول السياحة في
كربلاء ان 680 زائرا جاءوا من الكويت والسعودية والبحرين.
وقال نافع أبو جابر وهو صاحب شركة
سياحة في البحرين انه نظم سفر 250 زائرا الى كربلاء.
وكانت رحلة شاقة بالنسبة لكثيرين من
الزوار من الخليج الذين جاءوا الى كربلاء عبر ايران.
وقالت امرأة سعودية جاءت مع زوجها
وشقيقتين ان الرحلة استغرقت عشرة أيام وتكلفت 1500 دولار.
وقالت "عندما قدمنا الى كربلاء كنا
نتوقع الاسوأ ولكنها امنة حقا."
ولعل أكثر ما يخيفها مثل كثير من
الزوار الخليجيين هو أنهم سيتعرضون لاستجواب عند عودتهم لكنها قالت
ان السفارة العراقية في طهران أعطتهم وثائق سفر مؤقتة لدخول
العراق.
ويوافق محمد وهو كويتي مضيفا "قضية
المشاركة في احتفال ديني شيعي قضية حساسة للغاية في الكويت ..
لكننا لا نبالي لان جوازات سفرنا لن تحمل ختم سلطات الحدود
العراقية." |