الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعائر الحسينية: عاشوراء بين رابطين

برير السادة

 تتفاوت المسافة بين الرابط الزمني (عاشوراء) والمكاني (كربلاء) في واقعة كربلاء التي رسمت خطا فاصلا بين العديد من القيم بين الكرامة والهوان, بين العز والذل, الحرية والعبودية, فالاقتراب الزمني (عاشوراء) للمكاني (كربلاء) جعل منها قضية مؤثره على المستوى العام للحياة.

 فظهرت على اثرها العديد من الحركات المناوئه التي تطالب بالتغيير والاصلاح, بل اصبحت اداة للتعبير عن الحقوق, والمطالبة بالتغيير, وعامل من عوامل الاصلاح كلما مالت دفة الامور نحو الانحراف, فقلد اختزلت في داخلها طاقة كبيرة للنهوض, استطاعت ان تدفع الامة المنشغلة والمتشاغلة بلقمة العيش, والمدفونة تحت احلام الشبع, والصامتة تحت ضربات السياط, والمرعوبة بشبح السلطان نحو الحرية, والنهوض والمطالبة بالحقوق والتضحية في سبيل الحق بالدم والاولاد, لان الاستماته في طلب الحقوق تردع الطالمين و والطغاة عن الاستهتار بحقوق الناس وكرامتهم, يقول الامام علي عليه السلام " ما ضاع حق ورائه مطالب".

غير ان ابتعاد الرابط الزمني (عاشوراء) عن المكاني (كربلاء) قد يضعف من تاثيرها في النفوس, وتمضي الواقعة التي اريد لها ان تكون درسا ونموذجا بارزا في صناديق النسيان, وخزائن التاريخ, من هنا كان لابد من وجود رابط حركي تفاعلي (الشعائر) يبقي على جذوة الثورة الحسينية, ويحقق اهدافها حتى مع الانفصال الزماني والمكاني و لتكون" كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء".

 اذا الشعائر رابط مهم للمحافظة على قيم واهداف الثورة الحسينية, وابقائها مشتعلة في القلوب والنفوس, فكربلاء ممتدة لم تنتهي حين رفعت الرؤوس على الرماح, وعاد السيف الى غمده بالخيبة والهوان, فهو لتو قد مارس ابشع واقسى صور الهمجية والوحشية في الظلم, لكنه لم ياخذ من الحسين ما اراد (البيعة).

فالرابط الحركي التفاعلي (الشعائر) ليس بديلا عن اهداف كربلاء وقيمها, فالشعائر الحسينية وسائل للوصول لكربلاء ومعالمها, يراد بها ابقاء مبادئ الحسين في ضمائر الناس وتكوين مضادات حيوية-نفسية (حيو نفسية) ضد الظلم و والذل والهوان, والقهر والفساد وغيرها. والهدف منها تهذيب سلوك الانسان  واحياء معالم التقى والفضيلة في نفسه بحيث تدفعه نحو احقاق العدل وانصاف الناس, وتوقد في نفسه نار الحب والتعلق مع الله. فكربلاء مدرسة يجب ان نتعلم منها معنى من معاني الكمال والسمو.

ونحن بهذا لا نريد ان نسوق الشعائر قرابين للذبح والنحر, تجرها حبائل الاستعجال والتطاول, وتودعها نظرات الشفقة. ونبحر في متاهات القبول والرفض, بل نسعى لتوجيه وتوظيف جميع الشعائر الحسينية بلا استثناء لخدمة الهدف, وايقاظ الهمم, وبعث الضمائر للحرية والكرامة, فيكفينا انها جميعا تعبير صادق عن حب الحسين, ومكانته.

 فكربلاء يوم الحسين للشهادة, ويومنا للكرامة والحرية,فلنجعل منها منطلقا ويوما " لحرية الراي" ويوما" للمطالبة بالاصلاح" ويوما "لبناء الانسان" ويوما "لتحمل المسؤلية" ويوما "للنهوض" بكل الوسائل المتاحة والسليمة.

 فلا يكفي ان تمر الذكرى دون نتائج وتطلعات, فعاشوراء الحسين التي تشبع بطون الجوعى وتسقي ظمئهم هي نفسها التي تطالب بحقوقهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17 كانون الثاني/2008 - 8/محرم/1429

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة المستقبل للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م

[email protected]