شبكة
النبأ: تمثل الشعائر الحسينية امتدادا حقيقيا لإحياء ثورة
الامام الحسين (صلوات الله عليه) ومنها اقامة المآتم الحسينيه
الخاصة والعامة ولبس السواد وتسيير المواكب واللطم والسلاسل
والتطبير والتمثيل وغيرها الكثير، واقامة هذه الشعائر يرتكز على
قاعدة فكرية وطيده ليس لنا الانحراف عنها وإن تظاهرت قوى العلم
ضدها.
فأول من اسس لهذه الشعائر هو الرسول
الأعظم ( صلوات الله عليه)، فهو اول من بكى على ابن بنته عند
ولادته اذ اخبره جبرئيل عليه السلام عن كل ما سيحصل له في ذلك
اليوم والذي به سيحيي ما ضيعت من شرائعه واحكامه فهو القائل (اني
لم اخرج اشراً ولا بطرا ..... وانما خرجت لطب الاصلاح في امة جدي
...).
وهذه الشعائر لاتزال قائمه ليومنا
هذا في جميع انحاء العالم ففي العراق على مر شهري محرم وصفر نجد
الكثير من المجالس التي تحيي هذه الفاجعة الأليمه التي مر بها ثالث
الائم’ وخامس اصحاب الكساء الطاهرين.
وتفضل الاستاذ الشيخ فاضل الفراتي/
هيئة محمد الامين، بالاجابة على بعض الاسئلة لـ شبكة النبأ حول
اهمية الموروث الشعبي للشعائر الحسينية
- سماحة الشيخ
ماهي حقيقة الشعائر
الحسينيه؟
الشعائر الحسينيه لم تأتي من فراغ
ولا هي
طارئة وانما هذه الشعائر كانت لها
جذور في عصر النبوة فمثلاً شعيرة البكاء على الحسين انبثقت من خلال
بكاء الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) عندما اخبره جبرئيل
عليه السلام عن ما سيجري على الحسين (عليه السلام ) اما اللطم و
التطبير على الحسين عليه السلام فقد لطمت السيدة زينب عليها
السلام رأسها في مقدمة المحمل فسالت منها الدماء وكان ذلك على مراى
ومسمع الامام السجاد عليه السلام ولم ينهها عن ذلك وهو امام معصوم
وهو حجة الله في الارض بعد ابيه عليه السلام.
- ما هو ردكم على
من يحجم من قيمة الشعائر الحسينية ويشكك فيها ؟
هذه التشكيكات قديمة وليست حديثه
كانت منذ عشرات السنين وتوارثت جيل بعد جيل من اهل الشك والريب
الذين لم تتكامل منظومتهم الفكرية والعقائدية ولم يعرفوا حقيقة اهل
البيت (عليهم السلام ) ونرى ذلك واضحاً حينما منعت الشعائر
الحسينيه في حلب وحمص من قبل المنظومه الأموية مثلاً حصل لدى الناس
خلط فتولدت بعض الافكار المنحرفة، وهكذا بقت هذه التشكيكات
متوارثه الى الوقت الحاضر.
- كيف يتم التصدي
لهم (المستهزئين بهذه الشعائر المقدسة)؟
ان ترك الشعائر الحسينية لمجرد
استهزاء هؤلاء ليس مبرراً ولا منطقياً فهم ايضاً يضحكون ويستهزؤن
على صلاتنا وطوافنا حول الكعبه ورمي الجمرات ونحرنا الأضاحي اثناء
الحج....فهل نترك هذه الشعائر لمجرد استهزائهم؟!!
وهذا لايزيدنا إلا تمسكا بشعائرنا
لان الحق اقوى من ان يهزمه اي استهزاء فما الضير على الذين يقيمون
شعائر دينهم ان يسخر منهم الجاهلون ماداموا يعلمون انهم على حق
واعدائهم على باطل وما قيمة هذا الاستهزاء حتى يميل الانسان عن خطه
الصائب من اجل هذا الاستهزاء؟!!
وخير وسيلة لدفع هذة الشبهات هو
استثمار الفضائيات والانترنت والوسائل الحديثة التي تعد خير سلاح
فللاعداء تاثير واضح من خلال استخدامهم لهذه الوسائل.
المرأة العراقية:
نرسخ الشعائر الحسينية في نفوس اطفالنا
ولقد تجسد دور المراة العراقية في
المحافظة على الشعائر الحسينيه من خلال حظورها مجالس عزاء سيد
الشهداء والبكاء ولبس السواد وكلها مظهر من مظاهر احياء ذكرى
عاشوراء الامام الحسين عليه السلام الذي يمثل رمز العطاء للامه
الاسلاميه، فالأئمة (عليهم السلام) اكدوا على اقامة المآتم
الحسينية والبكاء على مصيبته عليه السلام التي لا تضاهيها اي مصيبة
منذ بدء الخليقه حتى يومنا هذا
وقد تحرينا عن ذلك بتوجيه بعض
الاسئله للنساء المشتركات في اقامة هذه الشعائر واللاتي ينتمين
لطبقات اجتماعية شتى:
حرم الشيخ فاضل
الفراتي العلويه ام محمد، اجابت شبكة النبأ عن هذا السؤال:
- كيف ترسخين
الشعائر الحسينيه في نفوس اطفالك؟
نرسخ الشعائر الحسينية في نفوس
اطفالنا من خلال اصطحابهم معنا الى مجالس العزاء ومحاولة اشراكهم
ولو بشيء بسيط ونبين لهم قداسة هذه الشعائر حسب فهمهم وهذا واجب
الوالدين معاً
- هل لكِ ان
تعطينا مثال على ذلك؟
مثلاً الاطفال من سن الثامنه الى
الثالثة عشر يقومون بصنع (تكيه) بسيطه وهي عبارة عن سفينه صغيرة
تحتوي على مجموعه من المصابيح ذات الالوان المختلفة والتي تعبر عن
ان الحسين عليه السلام هو سفينة النجاة وكذلك مشاركتهم في مواكب
العزاء مع ذويهم.
فاطمة كامل،
طالبة في كلية الإمام الحسين (ع) قسم الخطابة، قالت لـ شبكة النبأ
المعلوماتية:
ان حضور المرأة الى المجالس الحسينية
ولبسها السواد والبكاء على سيد الشهداء ومشاركتها في مراسيم احياء
ذكرى عاشوراء هو نصرة للامام الحسين عليه السلام لأن نصرته تعني
نصرة دين الله عز وجل
- السيدة أم حسن الوكيل، تحدثت لـ
شبكة النبأ عن معين المآتم الحسينية التي تقام في كل عام احياءً
لذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) بالقول:
ان حضور المآتم يذكرنا دائما بالمبادئ التي ثار من اجلها الامام
الحسين والتي تمثل لنا روح الاستمرار والعطاء وهي مصدر لأستلهام
العبر والدروس القيمة في مختلف ميادين حياتنا فلهذه المجالس الأثر
المهم في تربية الاولاد والسلوك مع الاخرين لأنه يضفي اشراقاً
وطهارة لنفس الانسان.
اما السيدة صديقه
حسين، فقد علقت على دور المجالس الحسينيه واهمية حضورها بالقول:
ان الدافع الاساسي من حضورنا المجالس
الحسينية هو التمسك بالقضيه الخالدة التي تجسدت في يوم عاشوراء
اضافه الى ان المنبر الحسيني مدرسة سيارة تستقي من خلالها المبادئ
الاسلاميه الساميه التي ثبتها الحسين في ذلك اليوم وبذل كل مالديه
من اجل ارساء دعائمها.
بدورها تحدثت
المبلّغه زينه مهدي لـ شبكة النبأ عن دور المبلغه او ماتسمى بـ
(الملّه) في مجالس العزاء بقولها:
ان مجالس العزاء التي تقيمها النساء
هو تجسيد الواقع المأساوي لواقعة الطف وربطها بالواقع الحالي وهنا
يأتي دور المبلغه في بيان فلسفة وأهمية القضية الحسينية فعليها ان
تمارس دورها بصدق ووعي لانها مسؤوله امام الله تعالى وامام الحسين
(ع) فتجعل عملها هذا وسيلة تؤدي بها الهدف المنشود وعن طريق ذلك
يتم ارشاد المجتمع النسوي وتغير العادات السيئه والغاء التصرفات
غير اللائقة.
الانسة ناهده
رضا/ معدة برامج في قناة الزهراء الفضائيه، اجابت عن سؤالنا لماذا
نُلبس الاطفال دون الـ ستة اشهر اللباس الاخضر ولغيرهم اللباس
الاسود؟ بالقول:
لباس الطفل الاخضر تشبيه له بعبد
الله الرضيع، وله التاثير الكبير في نفسية الطفل فهو سيتربى على
احياء الشعائر الحسينيه منذ نعومة اظافره مما يجعله اكثر تمسكاً
بها، اما من ناحية اللباس الاسود فهو التعبير عن الحزن والحداد على
شهيد كربلاء.
من جهتها تحدثت
الآنسه زهراء محمد / مونتاج قناة الزهراء الفضائية، عن قناة
الزهراء وابرازها لاهمية الشعائر الحسينيه:
يكون ذلك من خلال عرض الافكار
الحسينيه التي جسدها الحسين في يوم عاشوراء والمراثي الحسينيه،
وكذلك سنقوم ببث مباشر خلال ايام عاشوراء من جانب الحضرة المقدسة
لأبي الاحرار (ع) فقناة الزهراء دائبة على نشر فكر اهل البيت (ع)
للعالم اجمع بما يتلائم ومكانتهم عليهم السلام.
وهكذا بدت الاراء متماسكة في الولاء
لأهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام لانها تفتح المجال امام افاق
كبيرة في مجالات الحياة الرحبة. |