شبكة
النبأ: لاشك بأن ذكرى ملحمة الطف تعد علامة بارزة تشرع بدحض
كل التخرصات المناهضة لعدم أذكاء ذاكرة التاريخ من جديد وهي تعيد
من خلال ذلك تلك المشاهد والصور التي تركت أثرها على خارطة الوعي
الاسلامي والانسانية على حد سواء من دون أن تستسلم لفلسفة التزويق
والتجميل انذاك، الا أنها تتعدى مركز الحدث كونه أستهدف تلك النفوس
الزكية ، بل تتمحورمن خلال ذلك قراءات أقل ما يقال عنها أنها كانت
تستهدف مهبط الوحي وبيت الرسالة المحمدية المطهرة، كما أنها تجسد
سابقة خطيرة تمهد الطريق أمام فلسفة هدامة تبيح لكل من هب ودب أن
يتجرأ على استباحة تاريخنا بكل معانيه ورموزه الزاخرة.
حيث أمست تلك الثقافة المجنونة
والكافرة امتدادا لذلك الفكر الذي حاول منذ اربعة عشر قرنا دون
خجلا او وجل أن يمحو كل ما شأنه أن يديم حالة التواصل الروحي بين
الاسلام والمسلمين.
ومن أجل اغناء ثقافة الطف او ملحمة
الطف التاريخية كان لمراسل ( شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الوقفة
للاطلاع عن كثب على ماهية الاستحضارات والاستعدادات التي من المزمع
اقامتها في العتبتين المطهرتين الحسينية والعباسية في ظل احياء
ذكرى عاشوراء، فكانت الحصيلة ما يلي:
كانت محطتنا الاولى في العتبة
العباسية المطهرة لنلتقي هناك مع الاستاذ (علي الخباز) رئيس تحرير
صحيفة صدى الروضتين ومسؤول القسم الثقافي ليحدثنا عن مدى
الاستعدادات لاستقبال شهر محرم الحرام، حيث قال لـ(شبكة النبأ): ما
يميز عملنا نحن هنا في القسم الثقافي كوننا مستعدين للتماهي مع أي
زيادة عددية في نسبة الزائرين الى العتبة كون قسم الاعلام بكوادره
الفاعلة هو على الدوام في حالة استنفار عال، وهذا بالتاكيد ينسجم
مع الحالة الاعتيادية كون كربلاء على مدار العام تغص بالزائرين،
ولكن حتما لكل حادث حديث، ونحن في ظل شهر محرم الحرام هناك
اصدارات عدة سوف يقوم القسم الثقافي باصدارها ومنها منشور ثقافي
أسمه صدى عاشوراء وهو يصدر بعشرة أعداد على مدى الايام العشرة
الاولى لشهر محرم، وأعني بذلك كل يوم هناك منشور لصدى عاشوراء حيث
يتضمن هذا الاصدار مواضيع مختلفة تهتم بالثقافة الدينية والتراثية
والطقوس وتحاول كذلك ان تسلط الضوء على شخصية الامام الحسين(ع).
كما لايسعني ان اذكر باننا نتمتع
بمرجعية خاصة تهتم بتناول كتابات كتاب ومثقفين وادباء لهم السمعة
الطيبة، وقد الفت نظرك كون الاصدار قد استحوذ على اهتمام الكثير من
الشخصيات الثقافية، فضلا عن ذلك هناك اصدار اخر نسائي خاص بهذه
المناسبة حيث يضم في جوانبه قسم يعنى بمحاكاة عقل الطفل عبر
الرسوم، وسوف نقيم كذلك معرض يسمى معرض عاشوراء.
كما يصدر قسمنا ايضا منشورات،
والكلام مازال للاستاذ الخباز، تخص مناسبة عاشوراء وهناك نشرات
خاصة عبادية ايضا.
واود ان أنوه الى اننا مستمرون
بتعزيز مشروعنا الدائم في استضافة خمسين شخص كل يوم من اجل مناقشة
العديد من القضايا المتعلقة في حيثيات عملنا وعمل العتبة من اجل
السعي الى تجاوز كل المعوقات والاخفاقات للوصول الى اعلى مستوى من
استمالة الزائر الكريم عبر تقديم افضل الخدمات له، ولا يمكن بأي
حال من الاحوال ان نحيد ما ذهبت اليه المكتبة العامة في العتبة
العباسية المطهرة وهي تستقبل يوميا العديد من الزوار على مدار
العام.
وفي الختام ما عرضته سابقا لا يمثل
الا القسم الثقافي فقط وهناك اقسام عدة تعمل ليلا ونهارا من اجل
الفوز برضى الله والزائر الكريم وندعو من الله ان يوفق الجميع لما
فيه خير الدنيا والاخرة.
اما وقفتنا التالية فكانت مع الحاج
(كاظم عبد الحسين علي) رئيس قسم مضيف ابي الفضل العباس(ع)، حيث قال
لـ(شبكة النبأ): في البدء لا يسعنى الا ان أقدم الشكر الجزيل
لشبكة النبأ على استضافتي، ومن ثم اشكركم مرة اخرى لتجشمكم عناء
المجيىء الى هنا، اما بعد فقد تم استلام المرجعية المباركة بقيادة
اية الله العظمى السيد على الحسيني السيستاني(دام ظله)العتبة
العباسية والحسينية المطهرتين منذ اربعة أعوام أي منذ سقوط النظام
الدكتاتوري، حيث تعتمد العتبة المطهرة، واخص بالذكر العتبة
العباسية على هيكلية قوامها الأمين العام السيد احمد الصافي وكيل
السيد السيستاني، ومجلس ادارة العتبة المكون من خمسة أشخاص وهناك
نائب أمين العتبة، علما بأن العتبة تنقسم الى عشرة اقسام وهي تعنى
جميعا في خدمة وادارة العتبة المطهرة وهي كالتالي:
1ـ قسم حفظ النظام
2ـ قسم الشؤون الدينية
3ـ قسم التشريفات
4ـ قسم الثقافية
5ـ قسم المضيف
6ـ قسم التوجيه
7ـ قسم المالية
8ـ قسم الهندسية
9ـ العلاقات العامة
10ـ القسم الاداري
وهذه الاقسام جميعها تحرص على تقديم
افضل الخدمات للزائر الكريم، علما بان القسم الواحد يشتمل على عدة
شعب.
أما بخصوص قسم المضيف الذي نحن بصدد
الحديث عنه فهو يتكون من شعب متعددة وهو معروف بواجبه للقاصي
والداني، حيث يعنى باستضافة الزائرين من مختلف الاجناس والقوميات
بدون استثناء، فضلا عن ذلك فنحن في المعتاد، نحن العرب اذا جاءنا
ضيف نقوم تجاهه بالواجب والضيافة فكيف حسبك بسيدنا العباس عليه
السلام وهو المضياف، ونحن نقدم الطعام هنا ليس للشبع بل هو بركة
وكرامة من صاحب هذا المقام الشريف، علما بان المضيف سابقا ايام
الطاغية صدام كان حصريا على المسؤولين الكبار والشخصيات الحكومية،
اما اليوم فأنت ترى بأم عينك، فنحن نستقبل الجميع بدون استثناء،
كما أود ان أذكر كون المضيف سابقا كان يفتقر الى أبسط الأواني
والمستلزمات اما اليوم وبفضل وبركة الامام العباس(ع) فالمضيف الان
مجهز بأفضل ألاواني والتجهيزات وهناك طباخين ماهرين يقومون بالطبخ
علما بان طموحنا يرتقي الى اعلى من ذلك بكثير حيث هناك معوق مهم
الا وهو مساحة المضيف فهي صغيرة، وعلى الرغم من ذلك فنحن نستقبل من
خلال هذا المضيف يوميا ما بين 600 الى 1000 زائر من داخل القطر
العزيز وخارجه حيث نعتمد على الية محددة تقوم على طلب البطاقة
التموينية من خارج كربلاء وطلب جواز السفر للوافدين من خارج
العراق، ولا ينسحب هذا الامر بطبيعة الحال على الموظفين العاملين
في العتبة كونهم يتماشون مع النظام التعاوني، ليس هذا فحسب بل هناك
توزيع للطعام يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع يصل ما بين 7000 الى
عشرة الاف وجبة مجانية، اما فيما يخص تلك المناسبة الا وهي مناسبة
عاشوراء فبالتاكيد نحن مستعدين دوما كون كربلاء على مدار العام
تستقبل الضيوف، ولكن هناك الية تقتضي بأن نجهز مخازننا من المواد
الجافة واللحوم والتمن ومواد اخرى قبل حلول شهر محرم بفترة تلافيا
لحالة الازدحام والارباك بالسير، وختاما ندعو العلي القدير ان يمن
علينا بالموفقية من اجل خدمة زوار الامام الحسين واخيه
العباس(عليهما السلام) في ظل هذه المناسبة الاليمة على قلوب كل
المحبين لأهل بيت النبوة والرحمة، ومن الله السلام وشكرا.
ومن ثم انتقلنا الى الحاج (خليل مهدي
محمد) رئيس الشؤون الخدمية في الحضرة العباسية المطهرة، ليحدثنا هو
الاخر قائلا لـ(شبكة النبأ): يقينا بان الشؤون الخدمية هي تشكل
العمود الفقري في العتبة المقدسة كونها تمس اهم ركيزة في العتبة
الا وهي النظافة، والحظرة قوامها الاساس نظافة المكان المقدس هنا،
فنحن على الدوام في حالة استنفار كامل لكل كوادرنا العاملة في
العتبة من اجل تقديم افضل الخدمات من اجل ان يبقى المكان في حالة
نظافة دائمة، وهذا بالتالي انسحب ليجعل الحائر الخارجي هو بمثابة
صحن اخر، حيث وفقنا الله وببركة صاحب المكان الشريف ان نجعل من
الحائر مكان معتمر بالسجاد والفرش كون الحائر في المناسبات الدينية
يتحول الى مكان للأكل والصلاة والمنام هذا مما حتم علينا ان نواصل
الليل بالنهار من اجل جعل الحائر صحن اضافي للصحن الداخلي، كما
أستطعنا ايضا ان نوفر الاف البطانيات والسجاد من اجل ان نجعل من
الزائر آمن على منامه واقامته وهناك أماكن خاصة يمكن ان توفر
للزائر الكريم البطانيات والسجاد، علما في أحدى المناسبات الدينية
في كربلاء تم استنفاذ كل البطانيات الموجودة من قبل الزائرين مما
أضطرانا الى ان نجلب كل بطانيات المنتسبين الخاصة بهم من اجل ان
ينعم الزائر بالدفء، ناهيك عن ذلك هناك أماكن خاصة لإيداع الامانات
مثل الكامرات واجهزة الموبايل والامتعة الشخصية للزائرين.
وانا اوكد دوما على ان لا تستغرق
عملية تسليم الامانة إلا دقيقة واحدة فقط في اصعب الزيارات، كما
اود ان ابين بان هناك 14 كشيوانية، وكل واحدة من هذه الكشوانيات
تحتوي على 600 خانة الى 1000 خانة، وكل خانة من الخانات يمكن ان
تحتمل اكثر من زوج او زوجين من الاحذية بالاضافة الى وجود الزبلان.
كما لا يفوتني ان انوه، والكلام
مازال مع مدير الشؤون الخدمية، بان هناك تحضيرات تخص يوم العاشر من
محرم على التحديد تتضمن فرش ارضية الصحن الشريف بمادة الرمل ووضع
النايلون تلافيا لسقوط الدم يوم الركضة والتطبير، وفي نهاية حديثي
ادعو من الباري عز وجل ان يمن على العراقين والمسلمين عموما
القادمين الى كربلاء لاداء زيارة العاشر من محرم بقبول الاعمال
وسلامة النيه والعمل.
ومن ثم انتقلنا الى الحضرة الحسينية
المطهرة لنلتقي هناك بالاستاذ (جمال الدين الشهرستاني) مسؤول
العلاقات العامة في العتبة الحسينية،حيث قال لـ(شبكة النبأ):
يقينا بأن هناك ثمة استحضارات واستعدادات ينبغي لنا القيام بها في
ظل المناسبة المليونية المرتقبة، حيث تجتمع قلوب وألسن كل المسلمين
في مختلف بقاع الارض على ارض الشهادة في كربلاء الحسين(ع)، علما
بان العتبة هي على مدار السنة في حالة استنفار واستحضار لكافة
الوان الحشد الامني والجماهيري والخدمي فضلا عن ذلك فان العتبة
يوجد لديها تنسيق عالي جدا مع الجهات الامنية ورئاسة الصحة ومحافظ
كربلاء شخصيا.
اما فيما يخص الجانب الامني فهناك
اتصال وتنسيق مباشر مع قائد عمليات كربلاء ومديرية شرطة كربلاء من
اجل حفظ النظام في عموم كربلاء وبالاخص العتبتين المطهرتين، كما
توجد هناك سرية تابعة للحرس الوطني مرابطة في المنطقة القريبة من
العتبتين بالاضافة الى وجود الفوج الرابع المسؤول عن حماية
العتبتين ايضا، فضلا عن ذلك هناك عناصر لحفظ النظام في العتبتين
مسؤوليتهم تقتصر على تفتيش كل الزائرين الرامين الى الدخول الى
منطقة ما بين الحرمين الشريفين والذي يرومون الدخول الى الصحن
الشريف حيث يتعرضون الى التفتيش جميعا بدون استثناء خشية ان ينسل
احد المجرمين ويعبث بأمن وامان الزائرين الكرام والروضتين
المطهرتين، كما أود ان اوضح بان هناك تنسيق مع رئاسة الصحة تحسبا
لحدوث أي عمل تخريبي لا سمح الله او أي عارض مرضي للزوار كنزلات
البرد او تعرض احد الاشخاص في مواكب التطبير الى مضاعفات خطيرة حيث
هناك مستوصف في الحضرة العباسية واخر في الحضرة الحسينية، كما ان
هناك في الحضرة الحسينية المطهرة صالة خاصة لاجراء العلميات داخل
الحضرة، وفي نهاية حديثي ادعو للجميع بسلامة الحل والترحال في ارض
الشهادة والإباء ارض سيد الشهداء الامام الحسين(ع).
وقبل ان نودع الجميع هنا على ان
نلقاهم ثانية كان يتملكنا شعور يقول بأن هناك ثمة حرص اكيد على
مواصلة الليل بالنهار من اجل تقديم افضل الخدمات للزائرين كونهم
يدركون حقيقة مفادها بانهم محسودون على عملهم في اشرف بقعة في
العالم بعد مكة، وعندها يتماهي بل ربما يتسامى عَرَق العمل مع شرف
الشهادة.
|