شبكة
النبأ: في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد، تنبري الى
السطح هذه الايام حاجة ملحة وضرورة قصوى تفرزها متطلبات المرحلة
الراهنة التي تمر بها مدينة كربلاء المقدسة,وهي تعيش أجواء ذكرى
أستشهاد الامام الحسين(ع), حيث يتوافد الزائرون من أرجاء القطر
وذلك لأداء مراسم زيارة عاشوراء ومنذ اليوم الاول لشهر محرم
الحرام, وربما يصل عدد الوافدين الى كربلاء الى الملايين. هذا مما
يتطلب جهدا إستثنائيا من قبل الجهات الامنية في المحافظة لتوفير
الامن للزائرين,علما بأن المحافظة قد تعرضت ولأكثر من مناسبة سابقة
الى اعتداءات ارهابية وتخريبية واخرها الاحداث التي شهدتها كربلاء
الحسين(ع) في الزيارة الشعبانية المنصرمة، مما أوقع خسائر بشرية
ومادية كبيرة. لذا توجهت(شبكة النبأ المعلوماتية)
بالسؤال الى النقيب (علي ابراهيم علي) معاون قوة حماية ما بين
الحرمين الشريفين، ليحدثنا مشكورا عن الاجراءات الامنية المزمع
تطبيقها أيام الزيارة المرتقبة, فأجابنا: في البدء اود ان أشكر
القائمين على هذه المؤسسه, ومن ثم أقد أحر التعازي الى العالمين
العربي والاسلامي بهذا المصاب الجلل الا وهو ذكرى استشهاد سبط
النبي (ص) الامام الحسين(ع). أما فيما يخص الخطة الأمنية فهي لا
تقتصر على شهر محرم فحسب بل هي مستمرة على طول السنة لأن كربلاء
محطة مهمة لكل المسلمين, هذا مما يفضي الى حالة الاستحضار الدائم
والمستمر من قبل قوات الامن في المحافظة, ولكن تبقى زيارة عاشوراء
لها خصوصية محددة من حيث عدد الزوار وهذا يفرض علينا ان نتخذ
اجراءات أمنية صارمة ومشددة ,حيث تقضي بغلق كل المنافذ المؤدية الى
الحرمين الشريفين ريثما يتم تفتيش الوافدين بشكل دقيق من قبل عناصر
قوة الحماية, فضلا عن ذلك فان عملنا يتضمن شقين الاول حفظ النظام
والأمن داخل منطقة ما بين الحرمين الشريفين بكل ما تحمل تلك الكلمة
من معنى ومسؤولية غاية في الاهمية، والشق الثاني ينحصر في تقديم
كافة أشكال المساعدة والخدمة للزائرين الوافدين الى مدينة
الحسين(ع) وهذا الموقف لزاما ينسجم مع التوجيهات الصادرة من القائد
العام للقوات المسلحة المتمثلة بشخص دولة رئيس الوزراء المالكي من
اجل حفظ الامن والنظام في ظل تلك المناسبة العظيمة على قلوب
المسلمين، كما أود ان اختم حديثي بان منتسبي الفوج جميعا لديهم
الاصرار والقوة على ردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن وامان
الزائرين ومن الله التوفيق.
اما وقفتنا التالية
فكانت مع الملازم أول(حيدر الوائلي) المنسوب الى اللواء الخامس
الفرقة السادسة، حيث قال: ما من شك بان قواتنا كان لها الدور
الفاعل في ردء الفتنة ما بعد أحداث زيارة الشعبانية الماضية وهي قد
جاءت بناء على توجيهات دولة رئيس الوزراء لمسك الارض في قاطع
المخيم الحسيني وما حوله وقد جئنا كحمامة سلام من مدينة بغداد
السلام الى ارض الشهادة والفداء ارض ابى الاحرار الامام الحسين(ع)
حيث ترتكز مهمتنا على حفظ الامن والنظام، ونحن من خلالكم اليوم
نعاهد قيادتنا العسكرية وشعبنا الصابر ان نكون الجنود الاوفياء من
اجل الحفاظ على سلامة جميع الزائرين بدون استثناء، ونحن ندعو العلي
القدير ان يمن على شعبنا بسلامة الحل والترحال الى مدينة كربلاء
المقدسة ايام زيارة عاشوراء، ونعاهد الجميع من خلالكم على ان نكون
العين الساهرة على سلامتهم، وعاش العراق حراً عربياً
ابياً.
وعند توقفنا في أحد نقاط التفتيش,
التقينا بالنائب ضابط ( محمد عمران الجبوري) وهو من منتسبي الحرس
الوطني، حيث قال: هناك تنسيق عالي بين قطعاتنا وغرفة عمليات كربلاء
على الرغم من كون المسؤولية الملقاة على عاتق وحدتنا هي حماية
منطقة المخيم الحسيني الشريف ومنطقة القزوينية والسعدية والمناطق
المحاذية لها، علما بان المنطقة تحتوي على عدد من الحسينيات
والهيئات الحسينية والتي هي تستقبل عدد كبير جدا من الزائرين يتعدى
عددهم الالاف من الزوار، كما لا يفوتني ان أنوه الى حالة التعاون
المستمر ما بين وحدتنا والخيرين من اهالي كربلاء، وفي الختام لا
يسعني الا ان اعاهد الزائرين على ان نكون العين الساهرة على أمنهم
وأمانهم وندعو من الله ان تكون كربلاء موطن الأمن والأمان لكل
الوافدين اليها في ذكرى سيد الشهداء الامام الحسين(ع). اما
محطتنا التالية فكانت مع الزائر(مالك مردان) من اهالي النجف
الاشرف، حيث قال، لا يمكن بأي حال من الاحوال ونحن نحيي ذكرى ملحمة
الطف الخالدة، من دون ان نستذكر مضامين النهضة الحسينية العظيمة،
وان نستلهم شيئا من إبداع هذه الفاجعة التي تستحق الثناء والتبجيل
بل الخلود، مدرسة الحسين(ع) تحمل أرثا تاريخيا عظيما لكل العالم،
وهي منهل عذب ينحو نحوه الظامئون من كل الاديان والاجناس ليغترفوا
من عذب ماءه حتى الوصول الى الكمال الانساني الذي مثّله ابو
الشهداء في كربلاء. كما انها تجسد منار يشع في كل افاق الوعي
العراقي الجديد، وما نراه اليوم من جهد امني وعسكري في ارض الطفوف
إلا حالة تكاد ان تعانق المضامين الحسينية الخالدة التواقة الى رفد
القيمة الانسانية بعوامل الامن والامان.
كما اشار السيد (يحيى الموسوي) الى
الدور المهم الذي تضطلع به قوات الامن من خلال مواكبتها لكل
الممارسات الدينية والطقوس التعبدية وذلك للتعبير عن حالة التواصل
الوجداني بين مكونات ومؤسسات الدولة الحكومية بكل صنوفها الأمنية
والخدمية وهي تأتي انسجاما مع الخط الحسيني الداعي الى رفض كل
التواجهات الفوضوية، أما بخصوص زيارة الإمام الحسين في ظل
الارهاصات والظروف غير الطبيعية التي يمر بها شعبنا وأمتنا
العراقية، فهي تمثل بكل فخر واعتزاز حالة استراتيجية للتعبير عن
حالة الاشعاع الفكري وليس حصرا بمن حوله بأطار ضيق، بل يتعداه الى
كل العالم، ليضع منهاج عمل لكل الثائرين.لانتهاج درب الشهادة
كعنوان من عناوين ابداء الرأي، والصمود على المبدأ مهما تكن سمة
التضحيات، نهضة الحسين(ع) لم تقتصر على زمن محدد، بل هي مدرسة
الهمت الاحرار في كل الدنيا فمنذ 14 قرن ولحد الان مدرسة الحسين
تخرج الثوار والاحرار على مختلف صنوفهم والوانهم، فعشّاق الحرية لا
ينتمون الى عرق معين بل هم دوما كالكواكب يلتفون حول رائد النهضة
الاول الإمام الحسين(ع).
وفي نهاية المطاف تمنى الأخوة
المستطلعين لكل الزائرين سلامة الوصول الى كربلاء والإقامة فيها
وان ينعم الله عليهم بسلامة العودة الى ديارهم وان يتقبل الله من
الجميع ثواب زيارة الامام الحسين(ع),وفي نهاية هذا التحقيق تشير كل
الدلائل والمعطيات الى تضافر كل الجهود الطيبة من قبل عناصر الشرطة
والحرس الوطني وعشائر كربلاء والمكاتب الحوزوية كذلك, داعين العلي
القدير ان يحفظ العراق والعراقيين من كل مكروه وان يتقبل الله
تعالى من الجميع ثواب زيارة عاشوراء وما هذا الجهد المتواضع إلا
ومضة بسيطة من فيض بحر ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين(ع).
|