الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعائر الحسينية في كربلاء حزن ومواكب ومشروع اصلاحي

كتب حامد الحمراني

 هيئة أنصار فاطمة الزهراء ،موكب أحباب الحر ابن الرياحي ،مؤسسة أهل البيت... تلك ليست منظمات مسلحة تعلن مسؤوليتها عن إنفجار سيارة مفخخة ،ولا هي مانشيتات للصحف العراقية... وإنما مئات التكيات والمواكب التي غصت بها شوارع كربلاء ( 108 كم جنوب غرب بغداد) وضواحيها ومدنها وأزقتها ،إحياءً للشعائر العاشورائية .

وتوزعت تلك الشعائر في مواكب ضرب ( الزنجيل) على الظهر وإقامة مجالس العزاء والمحاضرات الدينية إبتداء من الأول من محرم لغاية العاشر منه ،لتظهر شعيرة (التطبير) بالسيوف على الرأس... وتشابيه (واقعة الطف) وحرق مخيم الإمام الحسين بعد وفاته ، وركضة (طويريج) .

والتكيات أشكال هندسية مربعة وأحيانا مستطيلة مغلقة من جميع الجهات عدا واجهتها المفتوحة ،وهي مزودة بمدارج توضع عليها الإيقونات اللماعة والتي تعكسها المري الموجودة في المدرجات... ويغلفها من الداخل والخارج يافطات سوداء وصور تمثل (واقعة الطف) التي وقعت قبل أكثر من ألف وثلاثمائة سنة .

وقُتل في تلك الواقعة ( الإمام الحسين) ابن الإمام علي ابن أبي طالب وأخاه وأبناؤه وأبناء إخوته وأصحابه البالغ عددهم (72) شخصا ،في العاشر من محرم عام (61) من الهجرة... على يد جيش يزيد ابن معاوية البالغ عدده أكثر من ثلاثين ألف جندي .

وعلى مدار تسعة أيام ،إعتبارا من أول شهر المحرم ، تشاهد مئات المواكب تطوف بشكل منتظم وبتوقيتات معدة مسبقة في مرقدي الحسين وأخيه العباس .

ويقول الحاج طعمه مشعل ،مشرف هيئة المواكب في الروضتين العباسية والحسينية:

"يوجد (850) موكبا لكربلاء ومدنها فقط ،وهي المرخص لها بالمسير في مواكب خلال هذه الأيام العشرة ،وهي تسير بتوقيتات معدة من قبلنا... ومن يخالف تلك التوقيتات يسقط حقه في الدخول في ذلك اليوم."

ويضيف "يبدأ من بعد صلاة الصبح دخول أكثر من مئة موكب زنجيل يوميا ، بشكل منظم وبالتنسيق معنا... بمعدل موكب كل (15) دقيقة ،أما عصرا فتبدأ مواكب ( اللطم على الصدور) إلى الساعة التاسعة مساءً."

أما في صبيحة اليوم العاشر من محرم ،حيث توقيت المعركة التي وقعت منذ (1367) عاما ،فيقول مشعل " تبدأ مواكب (التطبير )... وهم مجاميع تلبس الأوزار البيضاء التي تشبه كفن الميت ،وتحمل السيوف للضرب على مقدمة الرأس... وتستمر حتى الساعة العاشرة صباحا."

ويتابع "وبعد صلاة الظهر... يتم حرق الخيم في منظر للتشبيه بما حدث في (واقعة الطف) في منطقة المخيم على بعد (200) متر من حرم الإمام الحسين في مدينة كربلاء ،ليظهر أمام الناس كيف اُحرق معسكر (الإمام الحسين) بعد وفاته ، ثم تبدأ (ركضة طويريج) التي تتحرك من (قنطرة السلام) وهي على بعد (1500) متر شرقا عن مرقد الإمام العباس ويشارك فيها أكثر من نصف مليون إنسان وهم يركضون صوب المرقدين... ويضربون بأيديهم اليمنى على مقدمة الرأس ،مرددين: حسين... حسين... حسين."

وواجهت الشعائر الحسينية الكثير من المشاكل والمواجهات ،سواء من النظام السابق في العراق الذي كان يعتقل الكثيرين من زائري كربلاء مشيا على الأقدام للمشاركة في  الشعائر... أو من قبل المعترضين على بعض الشعائر بحجة إيذاء النفس ،مثل الدم الذي ينزف جراء عملية (التطبير ) والذي يقول المعترضون إنه يمكن التبرع به إلى المرضى .

وإستهدفت تلك الشعائر بعد سقوط النظام العراقي السابق في نيسان إبريل (2003) إلى أعمال عنف من جماعات مسلحة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ،كما إستهدفت مواكب العزاء بالأحزمة الناسفة في عاشوراء عام ( 2004) وذهب فيها مئات الضحايا .

ويقول الدكتور محسن القزويني عميد جامعة ( أهل البيت) في كربلاء "الشعائر الحسينية في العشرة الاولى من محرم تعتبر إحدى أسباب استمرارية (واقعة الطف) بكل مأساتها وموقفها ضد الظلم والباطل ،من خلال المجالس التي تتضمن المحاضرات وتاريخ الواقعة وأشخاصها... فضلا عن الطقوس التي تبغي تشبيه المعركة وتأجيج المشاعر والعاطفة والإنحياز إلى قضية الحسين. "

وأضاف القزويني "لذلك حاربها النظام السابق وكل الطغاة على مر التاريخ ،ويريد البعض الآن تفريغ تلك الشعائر من محتواها الإنساني... حتى يبقى (الحسين) فقط في طيات الكتب كأي ثائر في التاريخ."

وحول ما إذا كانت تلك الشعائر وذكرى (واقعة الطف) تمثل عامل وحدة للعراقيين أم عامل تفرقة ،في وقت يحتاج فيه العراقيون بشدة إلى التوحد أمام الانقسام الداخلي ، يقول القزويني " أناشد جميع العراقيين إحياء (عاشوراء)... لأن الحسين عامل وحدة ،ومشروع وطني وإنساني وإصلاحي."

ويتابع "فقد اشتركت معه جميع العشائر ومختلف أصناف الناس على إختلاف إنتماءاتهم ، فهناك المسلم والمسيحي... والعربي والموالي... والشريف والبسيط.. والشيخ والعبد."

ويعتبر الجانب السياسي هو الميزة الواضحة في الشعارات التي تطلقها المواكب ،ومن ضمنها موكب ( أنصار العقيلة زينب) الذي يحظى بتأييد المجتمعين حوله ومن يمر أمامهم وهم يرددون هتافاتهم على شكل مجاميع... بدون لطم على الصدور ولا ضرب الزنجيل:

"يكفي الصراع عالمناصب ياسيين... الثمن غالي والضحايا احنا العراقيين"

في إشارة إلى الصراع الدائر في العراق حاليا بين السياسيين .

والحزن والسواد يميزان مدينة كربلاء في العشرة الأولى من المحرم ،وقدور الطعام المنتشرة أمام التكيات لطبخ التمن والقيمية ( لحم مهروس بالحمص والمعجون) يوميا تجعل من المصيبة وكأنها وقعت هذه الأيام... إضافة إلى الاعلام الحمراء والسوداء المعلقة في أعلى الفنادق والمحال التجارية والبيوت والمساجد والحسينيات ،ومكبرات الصوت في كل مكان تنشد:

" أبد والله ما ننسى حسيناه" ،وتحية الناس هناك في كربلاء هي "عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبو عبد الله الحسين" .

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ