الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

آلاف اللبنانيين يحييون ذكرى عاشوراء بالدم والدمع والشهادة

ينتظر الشبان والفتية حاتم محي الدين كي يشطب رؤوسهم بشفرة للحلاقة فتسيل دماؤهم بمناسبة ذكرى عاشوراء في مدينة بجنوب لبنان كما تنقل رويترز ذلك.

ضربتان أو ثلاث من شفرته كافية لبدء نزف الدماء إحياء لذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع) حفيد النبي محمد (ص) في موقعة كربلاء في اليوم العاشر من شهر محرم سنة 680 ميلادية.

وقال محي الدين البالغ من العمر 67 عاما والذي كان يحمل في جيبه مجموعة من شفرات الحلاقة "انا افعل ذلك منذ 45 سنة. انه واجب ديني وتقليد قديم."

ويقول محي الدين وهو يدق بخفة على رأس طفل في شهره الخامس فتنبثق نقاط قليلة من الدماء "هذا من اجل ان يشب على حب الحسين". ويبتسم وهو يروي كيف ان احد ابنائه كان عمره 40 يوما فقط عندما ضرب رأسه للمرة الاولى ويقول "الحسين هو الطريق الى الله."

وغطت الدماء وجوه شبان وهم يصرخون "حيدر حيدر حيدر" بينما كانوا يجوبون الشوارع وهم يضربون رؤوسهم بايدهم سعيا لانهمار مزيد من الدماء.

وحيدر هو اسم آخر للامام علي والد الامام الحسين وابن عم النبي. ويعتقد الشيعة ان الخلافة كان يجب ان تؤول الى الامام علي (ع) بعد وفاة النبي (ص).

وقال شخص وهو ينظر بدهشة الى طفل في عامه الاول تعرض لضربات خفيفة بشفرة الحلاقة ولكنه لم يصرخ "شيعة علي يجب ان يكونوا شجعانا."

والنبطية التي تقع على احد تلال جنوب لبنان هي من الاماكن القليلة في البلاد التي يسيل فيها الشيعة دماءهم خلال عاشوراء.

وقال الممرض علي عطوي (33 عاما) الذي كان يشير الى اثار الضرب على رأسه من السنة الماضية ان الدماء تزيد من روحانية عاشوراء. واضاف "تتعمق في نفسك... قد تضرب رأسك أكثر وتبدأ بالبكاء."

ويروي شيخ وهو يبكي من حين لآخر أحداث الايام الاخيرة للحسين وتتردد القصة عبر مكبرات الصوت.

ويتحدث احمد عبد الله (80 عاما) الذي وقف يراقب المشهد مع المئات الذين تجمعوا كيف تزايدت الحشود عن ذي قبل وقال "كنت آتي مع جدي. الان انا آتي الى هنا مع حفيدي."

وتدفق الالاف يرتدون السواد على الضاحية الجنوبية لبيروت أحياء لذكرى مقتل الامام الحسين.

ولطم رجال ونساء وأطفال صدورهم وحمل البعض أعلاما حمراء وصفراء وسوداء كتبت عليها شعارات دينية. وهتفت الجموع "هيهات من الذلة".

وازدحمت الشوارع التي قصفتها اسرائيل أثناء حربها بلبنان العام الماضي بالمشاركين في موكب حزب الله. وتذكر المشاركون مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في الحرب فيما هتفوا ضد اسرائيل والولايات المتحدة ونددوا بخصوم الحزب السياسيين في لبنان.

وافادت مراسلة لوكالة فرانس برس ان مناصري الحزب هتفوا "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" ورفعوا رايات خضراء وصفراء وسوداء واعلاما لبنانية مجددين ولاءهم لنصرالله.

وباقدام عارية وجبهات عصبت باشرطة سوداء او صفراء اخذوا يضربون على صدورهم وهو يرفعون قبضاتهم صارخين "حسين" في اشارة الى الامام الحسين بن علي الذي (ع) قتل في مدينة كربلاء العراقية في العام ستين للهجرة.

وفي النبطية (جنوب) افاد مصور فرانس برس ان بضعة الاف جابوا شوارع المدينة تحت المطر الغزير وقد عمدوا الى تشطيب رؤوسهم حتى سالت منها الدماء بغزارة لتختلط بمياه المطر.

واقيمت مسرحية جسدت موقعة كربلاء فيما نظمت الجالية العراقية للمرة الاولى مسيرة ضمت المئات تقدمها العلم العراقي الذي لطخ بالدماء.

واتخذ الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي تدابير امنية كثيفة في مدينة النبطية ومحيطها.

وتصف لافتات كبيرة ذكرى عاشوراء على انها "انتصار المظلوم" لتعيد الى الاذهان "الانتصار الالهي" الذي حققه حزب الله على اسرائيل في يوليو تموز واغسطس اب العام الماضي.

وقالت أمل سعد غريب الخبيرة في شؤون حزب الله ان جماعة حزب الله يصورون انفسهم على انهم المظلومون المنتصرون.

وقالت إن ايديولوجية "المقاومة تمتلىء بفكرة ايديولوجية الضحية والمظلومية والايمان بان الاستشهاد يأتي بالنصر".

وحزب الله يفخر دائما بمقاتليه الذين يقتلون ويحترمهم ويقدرهم. كما ان عائلات القتلى يتمتعون باحترام كبير ودعم مالي. وازدادت شعبية امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله منذ مقتل احد ابنائه في معركة في التسعينيات.

ولم يذكر حزب الله عددا رسميا عن عدد مقاتليه الذين سقطوا في حرب الصيف الماضي والتي قتل خلالها نحو 1200 لبناني اغلبهم من المدنيين فيما قتل 157 اسرائيليا معظمهم من الجنود. لكن مصدرا في الجماعة قال إن عدد القتلى هو 270 مقاتلا.

وتتخلل مسيرات ومجالس عاشوراء هتافات ضد الولايات المتحدة واسرائيل تساويهما مع يزيد الذي حارب الحسين.

واستخدم القادة السياسيون والدينيون لحزب الله الخطب الدينية في عاشوراء هذا العام لشن هجوم عنيف على الزعماء السياسيين المنافسين لهم والمدعومين من الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الحكومة التي وصفوها بانها حكومة ظالمة ولكنها ليست عدوة.

وحزب الله جزء من المعارضة التي تطالب بتمثيل افضل في الحكومة. وتتهم الجماعة الشيعية سياسيين بالفشل في دعمها في الحرب الصيف الماضي.

وقال المسؤول البارز في حزب الله السيد هاشم صفي الدين "نعود الى البداية نعود الى الدم الكربلائي ...من اجل ان ننتصر بمظلوميتنا وان ننتصر بحقنا".

اضاف في خطاب امام الالاف الذي يرتدون اللباس الاسود حدادا على الحسين "كما انتصرنا على العدو الصهيوني وكما حققت المقاومة ومعها كل الشرفاء الانتصار التاريخي من خلال المواجهة في عدوان تموز الماضي سنحقق جميعا الانتصار تلو الانتصار للبنان ولامتنا الاسلامية والعربية." ويعرف مقتل الحسين على انه "انتصار الدم على السيف".

وقال نصر الله في احدى الخطب في عاشوراء " اقتلونا.. اسفكوا دمنا لقد فعلتم ذلك سابقا" لكنه اضاف مخاطبا الحكومة "ولكننا واثقون من حقنا ومن قولنا ومن موقعنا وواثقون بان دمنا إذا سفكتموه ظلما سينتصر على سيفكم وعلى بندقيتكم".

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ