الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

آلاف المواكب وأكثر من مليون ونصف زائر احيوا ذكرى عاشوراء في كربلاء

أعلن محافظ كربلاء أن أكثر من مليون ونصف المليون زائر وزائرة قدموا من كل المحافظات العراقية وبعض الدول الإسلامية أنهوا يوم الثلاثاء إحتفالاتهم وسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شرطي إضافة إلى لواءين من الشرطة والجيش.

وقال المحافظ الدكتور عقيل الخزعلى إن الاحتفالات تمت بحرية كاملة ومارس فيها الزوار شعائرهم بيسر بعد أن وفرت لهم الدولة والحكومة المحلية كل سبل الراحة."

واحتفلت الطائفة الشيعية اليوم بيوم عاشوراء التى توافق ذكرى استشهاد الامام الحسين فى واقعة الطف عام 61 هجرية.

من جانبه، قال المتحدث الاعلامي باسم قيادة شرطة المدينة إن" الأجهزة الأمنية ستبقى في حالة إنذار وستبقى منتشرة في أماكنها."

وأضاف" انتهت الزيارة بنجاح إلا إن الأجهزة الأمنية ستبقى في يقظة حتى عودة آخر زائر إلى مدينته."

هذا وكان نحو الف من المواكب الحسينية قد انطلقت وسط مدينة كربلاء احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين في واقعة الطف عام 61 للهجرة واتخذت اتجاهين الاول من شارع العباس غربا باتجاه ضريح الامام العباس والثانية من شارع طويريج جنوبا وباتجاه ضريح العباس ايضا لتصل في النهاية عند ضريح الامام الحسين.

يقول احمد الوزني احد مسؤولي هيئات العزاء في كربلاء لـ (أصوات العراق) أن" هذه المواكب احتفظت بآلاتها وعناوينها منذ زمن بعيد حين كانت كربلاء عبارة عن سور ومحلات صغيرة تحيط بالضريحين."

يقول رياض نعمة السلمان مسؤول موكب المخيم أن" أول موكب بدا في كربلاء يعود تاريخه إلى عام 1650 واسسه الحاج حمد بن درويش أل عويد."

ويضيف" كانت المواكب قبل ذلك عبارة عن محاضرات دينية لإحياء ثورة الحسين وتحولت بمرور الزمن إلى مواكب عزاء في القرن الماضي" واوضح" كانت المواكب تنطلق على اضواء مشاعل نفطية داخل أزقة ضيقة حين كانت كربلاء عبارة عن أزقة وممرات متداخلة."

ويضيف السلمان" في عام 1907 بدأت هذه المواكب تخرج إلى الشارع حين كان أول رئيس بلدية لكربلاء وهو الشيخ سلمان الحاج حمد آل عويد وكان عدد المواكب وقتها ستة مواكب كبيرة تسمى مواكب (أطراف كربلاء)."

ويستذكر" في عام 1965 اتخذت المواكب شكل (الجوقة) أي التجمعات ترافقها قصائد شعرية تعبر عن ثورة الحسين وبعضها يتخذ من السياسة طريقة للتعبير خاصة في المناسبات ومثلا اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1952 كتبنا( هذا الشعب ثار، يا أبو الأحرار، يأيد مصر العربية، ضد الهجمة الرجعية، يبعث استنكار، يا أبو الأحرار)."

أما السيد هادي السيد حسين البلوشي مسؤول موكب عزاء البلوش فقال"موكبنا تأسس عام 1880 وفي عام 1910 انتظم بشكل مجاميع نزلت إلى الشوارع وكانت المواكب تقام في البيوت ثم على شكل حلقات تشبه السلسلة مثل مواكب السلاسل حتى عام 1975 أصبح موكبنا يشارك مع المواكب الأخرى."

ويبين" موكبنا يمتاز بأنه يقوم بعرض التشابيه لعملية حرق الخيام" موضحا" في معركة الطف تم حرق خيام نساء الحسين لذلك نقوم بنصب بعض الخيام الصغيرة والكبيرة ومن ثم تحرق خيمة واحدة للتذكير بانتهاء المعركة."

كل شيء عاد كما كان حتى سبعينيات القرن الماضي قبل أن تختفي هذه المظاهر في زمن النظام السابق لتعود الآن بقوة وتعلن الهيئات والتكيات عن نفسها إذ انها لم تكن قد ضاعت بل كان الخوف من الموت أو الاعتقال هو الذي جعل مثل هذه التكيات تختفي من الشوارع.

السيد كريم ميري العبيس مسؤول تكية جمهور العباسية في شارع الجمهورية ، قال "تعتبر تكيتنا وموكبها من أشهر المواكب الحسينية في كربلاء والعراق" ،مضيفا أن "النظام السابق حرمنا من حرية التعبير عن الرأي مثلما حرمنا من أن نتوج حبنا لأهل البيت وللحسين الشهيد بمثل هذه الشعائر الحسينية." واوضح أن "التكية هي مقر للموكب تهيئ للمشاركين فيه كل سبل نجاح احتفالهم من تحضير القصائد الشعرية والشاي ومكان الانطلاق والأجهزة الصوتية وغيرها."

أما علي الوزني مسؤول تكية هيئة خدمة أهل البيت في شارع العباس فقال" إن هذه اللالات عمرها أكثر من مائة عام ، وأقدم تكية عمرها أكثر من 200 عام وكانت لآل كمونة وال سلمان."

وأضاف" تمثل هذه اللالات وعددها 72 لالة عدد أصحاب الحسين أي أن في كل تكية لا بد أن يكون اقل عدد هو 72 ، وإذا ما كانت التكية كبيرة و أراد أصحابها أن يملأوها فإنهم يضعون فيها مضاعفات العدد 72 ."

وأوضح الوزني أن تكيتهم تقدم خدماتها إلى الزوار من شاي وكعك وماء ،وأن "الأموال تدفع عن طريق الاشتراك الشخصي والتبرعات الخيرية من قبل الميسورين واغلب المشتركين هم من مشجعي كرة القدم الذين يتواجدون دائما في مقهى الزوراء."

وتابع " هناك تكيات تقدم أيضا الفواكهة مثل الموز والتفاح وحتى الشوكولاته وهناك مواطنون يقومون بتوزيع ما يستطيعون على المواطنين مثل الحلويات والشربات."

وفي شوارع وسط المدينة تجد هناك الكثيرين ممن يقومون بتوزيع الشاي على الزوار وأهالي المدينة على حد سواء، فيما تجد قدور الطبخ وقد وضعت تحتها مشاعل النيران لإعداد الطعام إلى كل من يريد أن يأكل ما يسمونه (زاد الحسين) حتى لكأن لا احد لا يأكل إذا ما مر في هذه الشوارع التي انتشرت فيها الهيئات والمواكب واحدة ملاصقة للأخرى..والزوار لا ينتظرون ما تقدمه المطاعم فثمة طعام لوجبة غداء ووجبة لليل وما بينهما الشاي والشربات والكعك.

يقول رفيق شكري النصراوي مسؤول هيئة أبناء الدعوة وهي تابعة لكوادر حزب الدعوة من أهالي المخيم "نحن نقدم الطعام للزوار.. نطبخ هنا في الشارع ليأكل ما بين 350 و400 زائر في كل وجبة..وسوف يتصاعد العدد في يومي التاسع والعاشر من محرم الحرام ليصل إلى ألف زائر."

وأضاف" هذه التكية ليست الوحيدة بل لدينا إثنتان ،واحدة على طريق النجف والأخرى على طريق الحلة تستقبلان الزوار وتقدمان لهما الطعام والشراب والشاي" ، مشيرا الى ان " هيئتنا تأسست منذ سبعينيات القرن الماضي إلا إن النظام السابق قتل هذه الاحتفالات وكنا نطبخ الطعام بعيدا عن عيون العسس."

وتابع" يوجد الآن في وسط المدينة فقط أكثر من 1500 هيئة ، وكل هيئة لها أكثر من تكية موزعة على الشوارع."

واضاف قائلا " لدينا كما لدى غيرنا مضائف على الطريق لاستقبال الزوار القادمين مشيا على الأقدام لإراحتهم ومبيتهم إذا ما حل الليل."

وكانت كربلاء قد توشحت بالسواد منذ اليوم الأول من محرم حين بدأ المواطنون وأصحاب المواكب والهيئات وتكياتها بالعمل على تهيئة مستلزمات الاحتفال بالذكرى التى تعد أحد أقدس المناسبات لدى الشيعة فى العالم والعراق .

ومع بداية الشهر الحرام صار "المشهد الكربلائى" قطعة قماش سوداء تتخللها الألوان الخضراء والحمراء التي علقت على الجدران وأعمدة الشوارع وبوابات المحال وحتى الدوائر الحكومية فيما غطى التكيات والهيئات اللون الأسود من الخارج بينما هى من الداخل مزدانة باللالات/زجاجة طويلة ملونة في داخلها مصباح كهربائي/ والفوانيس التي تضاء عند بدء الظلام لتعطي لونا آخر للاحتفال.

وقد أحيطت جدران التكيات الحسينية بالأقمشة والرايات السود التي تعبر عن الحزن والرايات الحمر التي تعبر عن الدم والرايات الخضر التي تعبر عن الإسلام وفي داخل هذه التكيات وضعت قوارير ولالات وفوانيس ملونة ومزججة فوق رفوف متناسقة حتى سقف التكية.

وتستعيد تلك المظاهر التى كانت محرمة ابان عهد صدام حسين ما اعتاد عليه العراقيون الشيعة حتى سبعينيات القرن الماضي قبل أن تختفي هذه المظاهر في زمن النظام السابق لتعود الآن بقوة وتعلن الهيئات والتكيات عن نفسها إذ انها لم تكن قد ضاعت بل كان الخوف من الموت أو الاعتقال هو الذي جعل مثل هذه التكيات تختفي من الشوارع.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ