الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

آلاف المواكب الحسينية تحيي ايام عاشوراء في العمارة والبصرة

 إنطلقت منذ ساعات الصباح الأولى يوم الثلاثاء العشرات من مواكب العزاء الحسينية في محافظة ميسان إحتفالا بذكرى العاشر من محرم (عاشوراء) ،وتجمعت تلك المواكب التي شارك فيها مسلمون سنة أيضا إلى جانب الشيعة في مناطق محددة... إنطلقت منها إلى مكان التعزية الرئيسي وسط مدينة العمارة مركز المحافظة .

ويقول عبد الواحد رحيم ،أحد المشرفين على تنظيم موكب حي ( الوحدة الإسلامية) ، لوكالة ( أصوات العراق) " أهالي كل حي سكني يمارسون هذه الطقوس طوال أيام عاشوراء ،وهي الأيام العشر الأولى من شهر محرم الحرام."

ويشير إلى أن قسما من هذه المواكب " تأسس منذ أكثر من قرن... حيث كانت حرية ممارسة الشعائر الحسينية أمرا متاحا حتى حظرها النظام السابق" ،موضحا أن الموكب الواحد "لايقل عن 60 شخصا."

وذكر رحيم أن الأهالي "يشاركون بفعالية في توفير متطلبات هذه المواكب ،من أجهزة الصوت والإنارة والمولدات الكهربائية والزناجيل (سلاسل حديد يضرب بها على الظهور )."

وقامت الأجهزة الأمنية في ميسان بتوفير الحماية لتلك المواكب وفق خطة معدة مسبقا ، حيث رافقها أفراد وعجلات الشرطة من أماكن إنطلاقها وحتى نقاط الإنتهاء ،ولم تسجل أي حوادث حتى نهاية المراسم .

ويشرح الشيخ محمد العبادي ،إمام مسجد ( النجارين) في مدينة العمارة ،أن الشعائر خلال يوم عاشوراء "لا تقتصر على إقامة المواكب فقط... وإنما ترافقها المحاضرات الدينية الإسلامية التي يجري فيها استذكار الفاجعة الأليمة لدى المسلمين عامة " في إشارة إلى مقتل ( الإمام الحسين) على يد جيش يزيد بن معاوية عام (61) هجرية .

من جانبه ،قال مدير الوقف السني في ميسان الشيخ حامد جاسم النعيمي "إن ثورة (الإمام الحسين) خالدة على مر العصور ،والشعائر الحسينية يشارك في تأديتها منذ القدم جميع الشرائح الاجتماعية والطائفية والدينية في المحافظة ،من سنة وشيعة ومسيحيين ومندائيين."

وأضاف النعيمي: وسط حشود المعزين اليوم "لأن تضحية الحسين تعد ترسيخا لقيم الإسلام في التفاني والإيثار وحب الإنسانية ،وهذا ليس غريبا..

فالتاريخ يؤكد أن أحد المسيحيين توجه في ليلة عرسة لنصرة الإمام الحسين."

واستمر تدفق المواكب من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية بعد الظهر وسط مدينة العمارة ،وأقيمت العروض التمثيلية ( التشابيه) التي تجسد وقائع (معركة الطف) التي وقعت في اليوم العاشر من عام (61) للهجرة في موقع يسمى (طف كربلاء) .

وإصطبغت ( التشابيه) هذا العام بصبغة أكاديمية ، بعد أن تبنى عدد من المسرحيين الأكاديميين إخراج تلك الأعمال الشعبية التي كان ينفذها عادة أشخاص غير محترفين... ويمثلونها فى ساحات عامة وسط الأحياء الشعبية .

وقال باسم الشيخ علي مخرج عرض ( ثأر الله) ،وهو خريج قسم المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة ،والذي عرض في قضاء الميمونة (30 كم) غربي العمارة " كتبت السيناريو والحوار عن رواية ( أبي مخنف الآزدي) للفاجعة ،وعمدت إلى سرد الأحداث بأسلوب واقعي

معاصر يقترب من أسلوب البناء الدرامي والحبكة السلسة الهادفة... إلى جانب بلورة صياغة الرؤية التاريخية بإمعان ملحمي."

وأضاف الشيخ علي "على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا خلال فترة إعداد العمل التي زادت على شهر ،لكن بفضل دعم أهالي قضاء الميمونة استطعنا تجاوز جميع الصعوبات."

اما في البصرة فقد بلغت مراسم الاحتفال بذكرى عاشوراء ذروتها بعد تسعة أيام متواصلة من ممارسة الشعائر والمراسم الخاصة بهذه المناسبة.

فمع انبلاج فجر يوم العاشر دوت طبول مواكب التطبير (الضرب بالسيوف على الرؤوس)، فيما اندلقت المواكب من أماكن تجمعها في العشار والخندق والطويسة وباقي المناطق الشعبية وراحت تجوب الشوارع والأزقة، تظللها سماء من عويل النسوة ورطانة الطبول بايقاعها الرتيب وغمائم من حزن ثقيل.

وقد فاقت احتفالات إحياء عاشوراء هذا العام في البصرة اضعافا مضاعفة عن السنوات السابقة، وتميزت باستحداث وسائل جديدة لم تكن معروفة حتى في السبعينات من القرن الماضي التي حظر بعدها النظام البائد ممارسة هذه المراسم كما تنقل ذلك القبس الكويتية.

وازاء عدم قدرة مئات الجوامع والحسينيات على استيعاب حزن البصريين واحتفاءهم بهذه الذكرى تم الاستنجاد بالشوارع والهواء الطلق.

وبعد ان كانت مواكب العزاء تعد بالعشرات في السبعينات قبل حظرها من قبل النظام السابق أصبحت الآن تعد بالألوف وتتباين في ممارساتها ونشاطاتها وتخصصاتها.

هذا، وقد ازدهرت خلال هذه الأيام مهن وتجارة وأسواق فبسبب زيادة المواكب لأكثر من 1000% هذا العام ازداد الطلب على قراء المجالس الحسينية، كما وانتشرت تجارة جديدة هي تجارة بيع الأدوات التي تستخدمها المواكب، كالزنجبيل والطبول الكبيرة.. الخ.

ولم يتخلف سنة البصرة في الاحتفاء بهذه المناسبة بالوتيرة والحماس نفسهما، ففي الزبير وأبي الخصيب المدينتين اللتين يقطنهما الكثير من سنة البصرة لا تجد بينها وبين مناطق البصرة الشيعية الأخرى أي فرق. فهناك العزاءات التي اقيمت في كل مكان من جوامع الزبير، وهناك البيوت الزبيرية التي راحت توزع نذورها على الجيران بالروح ذاتها. وقال جميع من التقيناهم من أهالي الزبير ان ما يقومون به ليس جديدا أو مستحدثا فنذورنا الى 'أبي عبدالله' قديمة ربما من زمن آبائنا واجدادنا، ونحن عوائل متداخلة ومتآخية ويندر ان لا تجد في العائلة الواحدة من اتباع المذهبين.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ