كربلاء تنهي عاشوراها هذا العام بسلامة الزوار ونجاح الخطة الامنية

 انهت زوار الامام الحسين (ع) ومحبيه مراسم عاشوراء حيث احيى الملايين هذه الذكرى وسط اجراءات امنية مشددة، وقد كان لتعاون الزوار واهل المدينة مع القوات الامنية الدور الكبير في الحفاظ على حياة الزوار من العمليات الارهابية.

فقد ذكر وزير الدولة لشؤون الامن الوطني يوم الاثنين ان هناك درعا جويا من القوات المتعددة الجنسيات لتامين المناطق المحيطة بمحافظة كربلاء. مضيفا انه تم القاء القبض على مسلح يحمل قنبلة يدوية في المحافظة, فيما أعلن محافظ المدينة عن وجود طائرات مسيرة تشارك في الخطة الامنية.

وقال شيروان الوائلي في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم في كربلاء مع المحافظ عقيل الخزعلي ومدير شرطتها اللواء الركن أبو الوليد "ان هناك درعا جويا من القوات المتعددة الجنسيات لتأمين المناطق المحيطة بكربلاء ..إضافة إلى وجود (10) ألاف شرطي عراقي منتشر في جميع أنحاء المحافظة."

و أضاف الوائلي خلال المؤتمر "تم ايضا إلقاء القبض على إرهابي كان يحمل رمانة (قنبلة) يدوية وان التحقيقات ما زالت جارية معه لمعرفة الجهات التي تقف وراءه."

و من جانبه , قال محافظ كربلاء الدكتور عقيل الخزعلي في المؤتمر ذاته "هناك طيران مسير من قبل القوات المتعددة الجنسيات إضافة إلى الطيران الحربي لاستكشاف المنطقة بكاملها وتزويد غرفة العمليات بالمعلومات."

وأضاف الخزعلي "تقوم هذه الطائرات بتزويدنا بخرائط عن الأماكن الزراعية والصحراوية المحيطة بالمدينة لكشف تحركات الجماعات الإرهابية."

و أوضح "تمكنت شرطة كربلاء من إلقاء القبض على خمسة إرهابيين في منطقة عويريج (90 كم شمال كربلاء) , اربعة منهم عرب من الجزائر وسوريا و الخامس عراقي الجنسية حاولوا ادخال احزمه ناسفه الى المدينة ."

و أشار الخزعلي إلى انه لدينا أرقام سيارات مشبوهة ويرجح أنها مفخخة حيث عممت أرقامها على الدوريات والسيطرات لمصادرتها في حال العثور عليها.

وتقع محافظة كربلاء على بعد (108 كم) جنوب غرب بغداد .

وقال محافظ كربلاء إنه تم صباح اليوم الثلاثاء تفكيك عبوتين ناسفتين زرعتا على الطريق العام شمال كربلاء لاستهداف زوار المدينة أو سيارات المسؤولين ،فيما تم اعتقال أحد الاشخاص يرتدي حزاما ناسفا وهو يحاول دخول المدينة.

وأوضح المحافظ الدكتور عقيل الخزعلي ان الأجهزة الأمنية المسؤولة تمكنت عن حماية الطريق الموصل من بغداد إلى كربلاء من تفكيك عبوتين ناسفتين تم زرعهما على الطريق العام جنوب منطقة اللطيفية( 85 كم) شمال كربلاء."

وكانت الأجهزة الأمنية قد ضبطت يوم الأحد الماضي في نفس المنطقة سيارة مفخخة يستقلها ثلاثة عناصر بينهم سعودي وأفغاني حاولا إدخال سيارة مفخخة إلى مدينة كربلاء.

وكان محافظ كربلاء قد ذكر في وقت سابق أن كربلاء قسمت إلى تسعة أطواق أمنية إضافة إلى طوقين في مدينتي الهندية (20كم شرق كربلاء ) وعين التمر ( 85كم غرب كربلاء ) ينتشر فيها أكثر من 11 ألف شرطي مع لواءين من الشرطة والجيش..مع مشاركة للطيران الحربي الأمريكي والطائرات المسيرة التي تزود القوات الأمريكية بالمعلومات والخرائط لتأمين إحتفالات المواطنين بعاشوراء.

وأضاف المحافظ الدكتور عقيل الخزعلي لوكالة أنباء ( أصوات العراق):" تمكنت قواتنا الأمنية المنتشرة خارج كربلاء من إلقاء القبض على خمسة ( إرهابيين ) عصر اليوم ،في إطار الخطة الأمنية التي يشرف عليها وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني شيروان الوائلي."

وأوضح أن الخمسة " ألقي القبض عليهم في منطقة المسيب (40 كم شمال كربلاء) ،

وهم جزائريان وسوري وعراقيان."

وأشار الخزعلي إلى أن المجموعة " كانت تحاول إدخال سيارة مشبوهة لتفخيخها في كربلاء" ،منوها بأن تلك العملية " تبين قدرة قواتنا المسلحة على أداء واجبها ،كما تبين نجاح الخطة الأمنية " التي تم وضعها لتأمين الإحتفالات التي تشهدها كربلاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين في (واقعة الطف) عام 61هجرية .

وذكر مصدر اعلامي في وزارة الداخلية يوم الاثنين ان قوات الشرطة وبالتعاون مع قوات الجيش العراقي تقوم بإجراءات امنية مشددة لحماية مواكب الزائرين المنطلقة من بغداد إلى محافظة كربلاء.

و قال المصدر لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة اليوم "إن نقاط تفتيش مشتركة وضعت على الطريق الرئيسي بين بغداد وكربلاء , وان الشرطة العراقية كثفت من وجود دورياتها على طول الطريق." مشيرا إلى عدم وجود اي حوادث حتى الان استهدفت المواكب أو الزائرين.

ومن جانب اخر , ذكر شهود عيان لـ (أصوات العراق) ان قوات الامن اغلقت بعض الطرق الرئيسية في بغداد لفسح المجال امام المواكب الراجلة المتجهة الى كربلاء , كما قامت بإغلاق بعض الجسور بعد ان وضعت حواجز خرسانية ونقاط تفتيش.

فيما تقوم فرق صحية وسيارات اسعاف بمرافقة المواكب الحسينية المتجهة من بغداد الى كربلاء .

وقال مصدر اعلامي في وزارة الصحة "إن الوزارة خصصت فرق صحية وطبية لمرافقة هذه المواكب وفرق اخرى في محافظتي النجف وكربلاء لتقديم الخدمات الصحية للزائرين ."

وأضاف المصدر "كما تم توفير العلاج اللازم للمرضى أو لمن يتعرضون لحالات اغماء أو اعمال عنف ..إضافة إلى تخصيص عدد كبير من سيارات الاسعاف للطوارئ."

بدوره قال وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي اليوم الاحد إن كربلاء تشهد إجراءات أمنية مكثفة ودقيقة وانه يرأس حاليا غرفة العمليات في كربلاء بأمر من رئيس الوزراء لان هناك معلومات دقيقة تفيد بوجود عناصر اسماها بالإرهابية تريد "القيام بأعمال إرهابية داخل الأضرحة المقدسة في كربلاء لإحداث فتنة طائفية قوية."

وقال وزير الأمن الوطني في تصريحات للصحفيين في كربلاء "شكلنا غرفة عمليات جديدة بتكليف من رئيس الوزراء بمعاونة وكلاء من وزارتي الدفاع والداخلية والوزارات الساندة الأخرى كالصحة والكهرباء والبلديات وغيرها."

وأضاف" وزعنا خطة العمل وأجرينا مسحا ميدانيا لكافة المناطق الداخلية والخارجية لكربلاء ,و احكمنا كربلاء بعدة أطواق لتأمين عدم رمي الهاونات والصواريخ على المدينة."

وتابع "لدينا انتشار واسع وكثيف خارج المدينة وأطرافها وتم استطلاع المنطقة واستطيع أن أقول إن الوضع مطمئن."

واستطرد "تصاعدت استعداداتنا في اليوم العاشر حيث من المؤمل أن يزور كربلاء أكثر من مليون مواطن"، مشيرا الى أن "الحكومة يقظة وجرى التحضير على ضوء المعلومات المتوفرة والدقيقة لدينا...كربلاء يجري الاهتمام بها لأنها مدينة مقدسة والإرهابيون يستعدون للقيام بأعمال إرهابية لذلك أمنا الطرق كافة وخاصة من المناطق الغربية."

ويحي المسلمون الشيعة في العراق، وخصوصا في مدينتي كربلاء والنجف حيث يقع مرقدا الإمام الحسين بن علي وعلي بن أبي طالب (ع)، خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم طقوسا دينية عن ذكرى استشهاد إبي عبد الله الحسين (ع) في واقعة الطف قرب كربلاء سنة 61 هـ. وتشهد هذه المناسبة حضورا مكثفا تصل أعداده إلى ما يتجاوز المليون إنسان.

وسبق أن استهدفت طقوس عاشوراء خلال السنوات الثلاث الماضية بالقنابل والهاونات والسيارات المفخخة وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المحتفلين.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ