الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشيعة في السعودية لازالوا يعانون قمعا في حرياتهم الدينية والصفار يدين التعبئة الطائفية

 لازال الشيعة في السعودية يعانون من لجوء السلطات المحلية الى مصادرة حرياتهم الدينية فقد

أمرت السلطات الأمنية بمدينة صفوى في محافظة القطيف بالغاء العرض المسرحي الحسيني «ثورة الدم» المزمع عرضه في جامع الكوثر مساء الأربعاء المقبل كما نقلت شبكة راصد.

واستدعت شرطة صفوى القائم على الجامع الحاج علي العالي وأبلغته قرار امارة الدمام القاضي بمنع العرض المسرحي دون ابداء أي أسباب محددة.

وأجبرت الشرطة السيد العالي على توقيع تعهد بعدم السماح بقيام العرض المسرحي داخل أسوار الجامع.

و«ثورة الدم» مشهد تمثيلي تنظمه لجنة داحي الباب بصفوى ويحكي أحد جوانب واقعة عاشوراء وهو من تأليف الكاتبة حميدة المطرود واخراج علي آل فاران.

ويأتي الغاء العرض المسرحي الأخير ضمن سلسلة العروض المسرحية التي تعرضت للالغاء بسبب الضغوط الدينية كما يرى بعض المراقبين.

وسبق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التدخل لمنع اقامة عدة عروض مسرحية في المنطقة كان اولها مسرحية «أبو فلس» على مسرح نادي الصفا والأخرى المسرحية الشعرية النسائية «قيس وليلى 2006» في سبتمبر الماضي اعقبها الغاء المسرحية النسائية «حج يا.. حاج» بالعوامية بعد ذلك بنحو الشهرين.

وفي حالة نادرة رفض فرع الهيئة بالقطيف علنا في اتصال بصحيفة محلية تبرير الغاء أحد العروض بدعوى أن لدى الهيئة أمرا بعدم توضيح الأسباب التي يتخذونها لمنع أي نشاط لوسائل الإعلام.

وفي هذا الصدد ومع ساعات المساء الأولى اعتاد محمد حسين الاتجاه من مدينة الدمام إلى مدينة سيهات المجاورة لغرض حضور الفعاليات السنوية لعاشوراء، وذلك لدواعي الحظر الحكومي غير المعلن على اقامة مثل هذه الفعاليات في المدينة التي يقطنها أكثر من 150 الف من الشيعة -بحسب بعض التقديرات- والذين تعود أصول معظمهم لمحافظة الأحساء.

ويتأسف محمد الذي ولد وترعرع في الدمام ويعمل في احدى دوائرها الحكومية وهو يسرد معاناة عشرات الآلاف من اقرانه الذين اعتادوا على الذهاب إلى مدينة سيهات لحضور المجالس الحسينية المقامة هناك في ذكرى عاشوراء واستشهاد الامام الحسين.

ويقول «من المؤسف أن لا أحظى بالحرية في ممارسة حريتي الدينية في مسقط رأسي والمدينة التي لم أفارقها طوال حياتي..»

وفي مثل هذه الأيام من كل عام تفرض السلطات الأمنية في الدمام حظرا مشددا على الشيعة الذين اعتادوا على اقامة المحاضرات والمجالس الحسينية والندوات الثقافية في المدينة طوال العام.

جانب من الحضور في اثنينية النمر بالدمام التي منعتها السلطات «أرشيف»السيدة فاطمة زوجة محمد والتي ترافقه يوميا في الرحلة إلى سيهات قالت «حتى المجالس النسائية الخاصة التي نعقدها في بيوتنا ممنوعة وهي خاضعة مع الأسف لرقابة الأمن تحت طائلة ايقاف رب المنزل الذي "تضبط" في بيته مثل هذه الفعاليات.»

ويقيم الأحسائيون وهي الصفة التي عرف بها شيعة الدمام العديد من الفعاليات الثقافية والدينية في سيهات حيث بات لديهم مجالسهم المعروفة بعد أن كانوا يستخدمون في السابق الحسينيات القديمة في المدينة التي تقع أقصى جنوب محافظة القطيف وهي على مرمى حجر من الدمام.

ويستضيفون على مدى الليالي العشر الأولى من شهر محرم الجاري «20 - 29 يناير» بعضا من أبرز المحاضرين والخطباء والاكاديميين على مستوى المنطقة.

وتتعدد الأنشطة التي يقيمونها بين المحاضرات الثقافية والدينية والمجالس الحسينية والعزاء الحسيني والبرامج الموجهة للأطفال والفعاليات النسائية والأمسيات الشعرية إلى جانب النشرات الثقافية.

وعرف من أبرز المجالس الأحسائية في سيهات مجلس الحاج حسن النمر وحسينية بقية الله واللتان تغصان ليليا بالمستمعين من مختلف مدن وبلدات المنطقة.

ويشتكي محمد مما وصفه بالتمييز الذي تمارسه السلطات الأمنية بحقهم بالقول «لدينا مسجد واحد فقط. ويكفي بأن السلطات ترفض حتى الآن تخصيص قطعة أرض لنا لاستخدامها مقبرة لدفن موتانا».

ويضيف «تعرض العديد منا للاستدعاء والسجن بسبب اقامة مجالس حسينية خاصة في المنازل.. فجميع الانشطة العامة ذات الصبغة الشيعية ممنوعة حتى لو كانت فرقة انشاد ديني.»

وحظرت السلطات الأمنية في العام الماضي ما عرف بأوبريت الإمام المهدي الذي يقام بمناسبة ذكرى ميلاد المهدي المنتظر  وسبقه حظر آخر طال «اثنينية النمر» احدى أقوى المنتديات الثقافية في المنطقة.

ويلخص محمد مشكلته بالقول «الحكومة ترفض الاعتراف بنا.. هذا هو التفسير الوحيد في أن لا يجد الآلاف من المواطنين الحرية في اقامة شعائرهم الدينية بحرية في أحيائهم ومنازلهم الخاصة في أحد أهم مواسمهم الدينية عبر العالم.»

ويعود التواجد الأحسائي بالدمام إلى منتصف القرن الماضي مع نشوء المدينة وتوافد الآلاف من مختلف مناطق المملكة اثر اكتشاف النفط.

ويعمل العديد من الاحسائيين بالدمام في التجارة وصناعة الذهب.

من جهة اخرى قال رجل دين شيعي بارز يوم الاثنين إن الشيعة السعوديين لن ينجروا الى صراع طائفي في المنطقة وان ولاءهم للمملكة العربية السعودية وليس لايران كما تنقل رويترز ذلك.

وقال الشيخ حسن الصفار أبرز رجال الدين بين الاقلية الشيعية في السعودية للصحفيين ان المدنيين الشيعة فخورون بقوميتهم ولا يعتبرون انفسهم طرفا في صراعات سياسية اقليمية في ايران أو العراق أو لبنان.

وجاءت تصريحاته في الوقت الذي يحتفل فيه الشيعة بيوم عاشوراء وهو الذكرى السنوية لمقتل الامام الحسين عام 680 ميلادية.

ودفع القتال بين الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران والمسلحين من الاقلية السنية العراق نحو حافة الحرب الاهلية واثار توترات طائفية في جميع ارجاء المنطقة.

وتشارك المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الشعور بالقلق من البرنامج النووي لايران الشيعية وكذلك المخاوف من ان طهران ستساعد الاغلبية الشيعية في تعزيز هيمنتها على العراق عندما تسحب واشنطن قواتها من هناك في نهاية المطاف.

وقال الصفار ان الشيعة السعوديين الذين يعيش معظمهم في المنطقة الشرقية الواقعة على ساحل الخليج لا يتخذون من السلطات الشيعية في ايران او العراق قيادة لهم.

وقال ان المرجعية (السلطات الدينية الشيعية) في العراق وايران لم يحددوا موقفا سياسا او اجتماعيا في المملكة العربية السعودية".

وقال ان كون وجود هذه المرجعية في الخارج ما هو الا ذريعة لاشاعة الشكوك والتحريض ضد الشيعة.

وكان الشيعة في المنطقة الشرقية التي توجد بها معظم حقول النفط الكبيرة بالمملكة العربية السعودية تمردوا على السلطات السعودية بعد اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.

وترتاب الحكومة في امرهم منذ ذلك الحين. وخففت السلطات السعودية القيود على ممارسة الشيعة لشعائرهم بشكل علني منذ ان بدأ مسلحون سنة على صلة بتنظيم القاعدة حملة للاطاحة بالعائلة السعودية الحاكمة عام 2003.

والقي القبض على بعض الشيعة بعدما عبروا عن تأييدهم العلني لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية العام الماضي خلال الحملة العسكرية الاسرائيلية التي استمرت شهرا على لبنان.

وقال الصفار ان الزعماء السعوديين في حاجة لعمل المزيد لوقف تيار الفتاوى المناهضة للشيعة التي يصدرها كبار رجال الدين من السنة.

ويتهم رجال الدين السنة بالسعودية الشيعة بالكفر والتحالف مع ايران للقضاء على السنة في العراق مما يثير المخاوف من وقوع اشتباكات طائفية في السعودية.

وقال الصفار وهو معارض سابق يصفه بعض الشيعة بانه اصبح اكثر توافقا مع الحكومة ان الشيعة يشعرون بالقلق من هذه الفتاوى وهذه التعبئة ضدهم.

وقال الصفار ان الرأي العام السائد بين الشيعة يؤيد التعامل مع الدولة السعودية وهذا نابع من الخطوات الايجابية التي اتخذتها الدولة تجاههم.

وفي محاضرة له أرجع الشيخ حسن الصفار حالة الشحن المذهبي القائمة في البلاد العربية إلى النكسة التي منيت بها إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان وإلى وجود خلل في العلاقات بين فئات الأمة.

مضيفا أن الاستهداف المذهبي لطوائف بأكملها عبر التكفير وبيانات التحريض والتهييج والإثارة خطر يهدد مجتمعاتنا الإسلامية.

وأشار الصفار في محاضرة ألقاها مساء الاثنين في القطيف في ذكرى عاشوراء إلى أن أعداء الأمة وجدوا أن إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة من جديد هي السبيل الأمثل لتمزيق حالة الوحدة التي برزت أبان العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وأضاف بأن الأصوات المتطرفة أخذت تعكر صفو العلاقة بين المسلمين حتى صارت تهدد بإعادة الأمة إلى نقطة الصفر والمربع الأول بعد أن خطت خطوات متقدمة في ردم هوة الخلاف عبر سلسلة الحوارات والمؤتمرات واللقاءات بين قيادات الأمة الدينية والسياسية.

وقال ان الملفت في هذه الموجة أنها تأتي بعد النكسة التي منيت بها إسرائيل على يد المقاومة الاسلامية في حرب تموز والتي ضربت صميم المشروع الصهيوني وزلزلت أركان الكيان بإعتراف العدو نفسه.

وكشف بأن الهدف الرئيس لأعداء الأمة اليوم هو في أن يقنعوا الشيعة بأن عدوهم الأول هم السنة وأن يقنعوا السنة بأن عدوهم الأول هم الشيعة.

إلا ان المؤسف هو وجود الأرضية النفسية المهيأة والمستعدة لتقبل هذه الاثارات في مختلف أوساطنا أضاف الصفار.

وقطع الشيخ الصفار بأن الصراع القائم في العراق هو سياسي بالدرجة الأولى على الأدوار والحصص والمواقع السياسية وانما تستعمل الطائفة والمذهب كعناوين لذلك الصراع في وقت يتم تغذية الصراعات في أماكن أخرى بعناوين مختلفة.

مضيفا بأن «المشكلة الرئيسية تكمن في وجود الخلل في العلاقات وانعدام القدرة على التوافق.»

وضرب الصفار عدة أمثلة لصراعات أبيدت فيها قرى وراح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والمشردين وهتك الأعراض لدواع سياسية محضة في دارفور والصومال وأفغانستان.. وفلسطين مؤخرا «علما بأن الفئات المتصارعة في هذه الشعوب تنتمي لذات القومية واللغة والدين والمذهب».

وتساءل مستغربا «هل يعود سبب الصراع في أي من هذه الأماكن أيضا إلى التبشير المذهبي الشيعي أو وجود نفوذ لـ "دولة مجاورة".»

وأضاف الصفار بأن التعبئة الطائفية والتطرف مدانان من أي طرف صدرت من السنة أو الشيعة. موضحا بأن ذلك لا يعني بأي حال تجريد بعضنا البعض من اتخاذ المواقف التي يراها مناسبة تجاه مختلف القضايا، فذلك ما يدخل في باب التعددية في الرأي.

واستهجن حالات التعبئة المذهبية التي تستهدف مذاهب وطوائف بأكملها معتبرا ذلك خطرا يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا الإسلامية.

وطالب الشيخ الصفار «بالعودة للرشد والعقل والصواب». حاضا القيادات السياسية والدينية في الأمة على المبادرة إلى «إنقاذ الموقف.. فإن التعبئة ليست في مصلحة أحد.»

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ