يقترن يوم السابع من شهر محرم
الحرام في كثير من بلدان العالم الاسلامي خصوصا في العراق بذكرى
احياء بطولات ابي الفضل العباس عليه السلام، لما كان له من موقف
عظيم وتاريخي في الوقوف مع أخيه أبا عبد الله الحسين عليهم السلام،
وما كان له من دور في معركة الطف تجسدت بشجاعته وبسالته في الذود
عن حرم رسول الله وأهل بيته، حتى إن احد قادة جيوش ابن زياد لعنهم
الله قال إن معسكر الحسين (ع) بكفة وسيف العباس(ع) بكفة أخرى، ولم
يسطع أن يتغلب عليه جيش ابن زياد إلا بعد أن كمنوا له وقطعوا يديه،
قبيل استشهاده عليه السلام.
لذا يعد الشيعة في يوم السابع
مراسم وطقوس خاصة لهذه الشخصية العظيمة، حيث تذكر على المنابر
مناقب العباس(ع) وسيرة الشخصية وتطوف حشود العزاء وهي تنعى
استشهاده.
وتجسد بعض المواكب الخاصة بطولات
العباس (ع) عبر اجراء التشابيه حيث يرتدي الرجال أزياء الفرسان
بكامل عدتهم وهم يحملون السيوف والدروع والخوذ التي كانت تردى في
عصر المعارك الإسلامية، ويمتطي احد الأشخاص فرسا بيضاء متشبها
بالعباس (ع) متوسطا الفرسان، لينطلق في موكب مهيب طائفا شوارع
المدينة الى أن يدخل الحضرة العباسية المطهرة.
هو العباس بن علي بن أبي طالب والدته
هي السيدة فاطمة بنت حزام بن خالد وُلد سنة (26 هـ) في اليوم
الرابع من شهر شعبان، له العديد من الألقاب و منها قمر بني هاشم و
السقّاء (لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت في واقعة الطف) و بطل
العلقمي (العلقمي هو اسم للنهر الذي استشهد على ضفافه) و حامل
اللواء و كبش الكتيبة (لدوره في معركة كربلاء) و العميد و حامي
الظعينة (لدوره في حماية وحراسة نساء اهل البيت طيلة انتقالهنّ من
يثرب إلى كربلاء)، إستشهد مع أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب في
واقعة الطف في يوم عاشوراء سنة 60 هـ في كربلاء على يد الجيش
الأموي.
من مواقفه انه لما ركب جواده وأخذ
القربة ونزل إلى الفرات مطمئناً غير مبال بذلك االجمع. ولما اغترف
من الماء ليشرب تذكر عطش أخيه الحسين (ع) ومن معه فرمى الماء وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا
كنت أن تكوني هذا الحســين وارد المنون وتشــربين بارد المعين،
تالله ما هذا فعال ديني.
|