ثمنت جمعية المستقبل
الثقافية الاجتماعية المواقف المسؤولة التي اتخذتها بعض الجهات
الاعلامية والشخصيات الاجتماعية لدعم حرية المجالس الحسينية وادانة
التهديدات اللامسؤولة التي اطلقها البعض في محاولة للتضييق على
حرية الرأي والتعبير واثارة الفتنة الطائفية.
جاء ذلك في بيان للجمعية بمناسبة
العاشر من محرم الحرام عزت فيه الأمة الاسلامية قاطبة باستشهاد
الامام الحسين عليه السلام الذي خاض صراعا مريرا من اجل تثبيت قيم
الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان.
وانتهزت الجمعية هذه المناسبة فأكدت
في بيانها على ضرورة استذكار القيم الانسانية النبيلة التي جاء بها
شهيد كربلاء باستمرار، واستلهام الحق من رجال الله الصادقين،
تعتبره الطريق الاسرع لنهضة مجتمعاتنا والخروج من وضعها المتخلف،
فالاوطان تنهض بالحرية وتنمو بالعدالة وتزدهر بمقاومة الفساد
والمفسدين في الارض، فطريق النصر لا يتحقق بالقوة المادية فقط،
وانما كذلك عبر شفافية المواقف والتزام طريق الحق.
ودعت في بيانها الى اهمية اعتبار يوم
عاشوراء يوما للوحدة الوطنية وتنادي للتكاتف الجماعي ضد نداءات
العنف الفكري والمادي وضد الاهمال والتسيب، فالاهتداء بهدي الحسين
عليه السلام في لم الشمل، وتنظيم العلاقات وتوحيد الكلمة، وتسديد
الرأي بالتشاور، واتباع احسن القلوب، هو طريقنا في هذه المدرسة
المباركة.
بدوره اكد الشيخ احمد الصالح خطيب
مسجد الامام زين العابدين ان الامام الحسين عليه السلام وردت اليه
الكثير من الكتب من اهل الكوفة تطالبه بالتحرك لتخليصهم مما هم
فيه، ومع آخر كتاب وصله في منتصف شهر رمضان استدعى الحسين عليه
السلام مسلم بن عقيل رضي الله عنه واعطاه وثيقة اشار فيها الى انه
يبعث لهم أخاه وابن عمه وثقته والمفضل عنده ومن اهل بيته.
وقال في خطبة له في مسجد الامام زين
العابدين بمناسبة احياء ذكرى مقتل مسلم بن عقيل ان هذه الرسالة او
الوثيقة تدل على تعيين الامام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل
سفيرا عنه في الكوفة حتى يستطلع الامور ويستطيع ان يهيئ الدولة
الحسينية في الكوفة، وان كلام الحسين عليه السلام في هذه الرسالة
يدل في وصف مسلم على انه اهل لهذه الثقة الكبيرة التي اولاها اياه
وليس كما يقول البعض في الروايات الخاطئة انه كان «متطيرا من
سفرته»، والتي تحاول ان تحط من قيمة مسلم بن عقيل، موضحا ان اهل
الكوفة في ذلك الوقت الذين تعودوا على خطب وقيادة الامام علي عليه
السلام وكذلك وجود عدة جنسيات كالفرس والعرب وغيرهم كانوا بحاجة
الى ان يرسل لهم رجلا ليس بسطحي بل يرسل لهم فقيها وعالما وفاضلا
ومحنكا وشجاعا ويتمكن من الادارة، ومسلم رضي الله عنه كان هو الرجل
الذي رأى فيه الامام الحسين عليه السلام الكفاءة في الذهاب الى
الكوفة.
وقال ان الامام الحسين عليه السلام
لا يختار او يمدح شخصا بسبب عرقي او طائفي او غير ذلك، بل لما
يمتاز له هذا الرجل من ادارة للامور ومعرفة في الدين وغيرها من
الفضائل حيث ان الحسين عليه السلام بعيد كل البعد عن مثل هذه
الامور.
واوضح الصالح ان مسلم رضوان الله
عليه عندما وصل للكوفة وسكن في بيت المختار وقام بقراءة كتاب
الامام الحسين عليه السلام لاهل الكوفة الذين بكوا وهم يستمعون لما
في هذه الرسالة، وقد وصل عدد الذين بايعوا مسلم للحسين عليه السلام
18 الف نسمة وزاد عددهم بعد ذلك الى اربعين الف مجند في تلك
المبايعة. وعين عبيدالله بن زياد واليا للبصرة والكوفة معا وكان في
نفس الوقت الذي تحرك فيه الامام الحسين عليه السلام الى الكوفة بعد
ان وصلته رسالة مسلم رضوان الله عليه تخبره بمبايعة اهل الكوفة له.
واضاف الشيخ الصالح انه وقبل وصول
الامام عليه السلام كان ابن زياد قد تمكن من تشتيت شمل من بايعوا
الامام الحسين عليه السلام عبر سجن العديد من المبايعين ومن ضمنهم
المختار ومحاربتهم نفسيا وذلك بنشر الشائعات بينهم بالاضافة الى
انه بدأ في البحث عن مسلم بن عقيل رضي الله عنه عن طريق العيون
والجواسيس.
وقال الصالح ان مسلم رضوان الله عليه
بعد ان غدر به انصاره وتركوه وحيدا وسجن وقتل من اصحابه من سجن
وقتل فقد آوته في تلك الليلة امرأة اسمها «طوعة» بعد ان عرفت انه
مسلم بن عقيل مندوب ورسول الحسين عليه السلام الى الكوفة، الا ان
ولدها الخائن قام بابلاغ ابن زياد بان مسلم في منزلهم فطوقوا
المنزل وخرج لهم وقاتلهم قتال الشجعان حتى حفروا له حفرة وقع فيها
واقتادوه الى قصر الامارة وقتلوه هناك ورموا بجثمانه من أعلى
القصر... |