الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء مدرسة النبوة في منهج الإمامة

عدنان آل ردام العبيدي*

 اوضح المعطيات التي افرزتها واقعة كربلاء انها كانت تصل يوم الطف بيوم بدر وأحد والخندق، فيما تسجل الوقائع الاخرى عشرات المعطيات التي تصل هي الاخرى المشهد الكربلائي العاشورائي بالمشهد المكي المحمدي بكل صوره واحداثه ووقائعه واهدافه ومواجهاته ومتغيراته.

فالمتتبع لمسيرة عاشوراء سيستحضر حالاً معطى الحوار واهميته في مدرسة النبوة من خلال اعتماد الإمام الحسين (ع) - وهو في ذاك الظرف الميداني العصيب - للحوار كوسيلة هامة من وسائل حركته التصحيحية، فالإمام الحسين (ع) ومنذ ان وطأت اقدامه كربلاء في الاول من محرم الحرام وحتى قبل استشهاده اراد من خلال حواراته المكثفة مع الجانب الآخر والتي بدأها في مكة والمدينة والطريق الى العراق وحتى في كربلاء، تحرير ارادة الانسان من التبعية للطغاة ومن التمسك بالحياة الخاضعة لقانون الاذلال بعيداً عن قوانين الحق والحرية والكرامة، مثلما انه (عليه السلام) اراد من خلال تلك الحوارات القاء الحجة على الغافلين والمستغفلين او الذين التبست عندهم الرؤى وسقطت امام بصائرهم وابصارهم الحقائق بالوقت الذي كانوا هم الاقرب اليها.

لم تقتصر حوارات الإمام الحسين على طبقة معينة من الناس بل حاور الجميع ودعاهم الى حقن الدماء، وبهذا الاتجاه فقد حاور طبقات الحكام والامراء الذين كانوا يتولون قيادة الاقاليم والولايات وامراء الجيوش الذين جاءوا لقتاله، وهناك روايات عديدة تؤكد انه (عليه السلام) قد انفرد بعمر بن سعد لساعات طويلة ناصحاً له ان لا يتورط بسفك دماء عترة آل محمد (ص)، كما حاور زعماء الكوفة الذين نكصوا دعوتهم له ولاحقاً خرج الى الجيوش التي جاءت لقتاله وذكَّرهم بنسبه الشريف واهداف حركته.

لم يكن حوار الإمام الحسين مع هؤلاء طلباً لضمان سلامة نفسه، بل كان ذلك الحوار يرتبط بالمعطى الاول للمدرسة المحمدية التي تحرك الإمام الحسين لاصلاحها من التزوير والتحريف الاموي.

المعطى الآخر الذي افرزته عاشوراء ان الإمام السبط (ع) وان كان قاصداً تفجير ثورة التصحيح الا انه رفض رفضاً قاطعاً ان يبادئ الطرف الآخر بالحرب والقتال رغم علمه الاكيد بأن القوم لن يتركوه دون ان يقتلوه، وقد بقي (عليه السلام) رغم كل التعدي الذي طاله وآل بيته يمنع اصحابه من البدء بالحرب حتى بادءه القوم بذلك، وهذا موقف لم يحدثنا التأريخ عن شبيه له سوى المواقف المحمدية والعلوية التي ترويها لنا حقائق التأريخ في بدر وأحد والخندق والجمل..

 ان البطولة والمظلومية هي واحدة من ملامح النهضة الحسينية، وهذا امر مهم حتماً، ولكن الاهم من ذلك هو هذا المنهج العظيم الذي التزمه الإمام الحسين وهو منهج الحوار والدفاع عن النفس وعدم البدء بالقتال، وهما منهجان عظيمان علينا الاستفادة منهما ونحن نخوض اليوم معركة تشبه في بعض او كثير من ملامحها وظروفها ملامح عاشوراء.  

*رئيس تحرير صحيفة الاستقامة

رئيس اتحاد الصحفيين

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ