الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لو كنت في المدينة عند وفاة الرسول..!!!

عبدالامير علي الهماشي

تساؤل جال في خاطري عند استماعي للخطيب وهو يتلو علينا روايات وأخبار الفاجعة العُظمى بانقطاع الوحي ووفاة الرسول الامين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ولم أرد لهذا التساؤل أن يمر عابرا ولذلك حاولت أن اُجيب على هذا التساؤل لا بعقلية اليوم ومن خارج دائرة الحدث وإنما من رجل يعيش الحالة يعيش مؤثراتها التي تجعله يتخذ الموقف..

وكمل قيل :أن الانسان عبارة عن مواقف ،وقد يُخلد الانسان كرجل عظيم وقد يخلد بعكس ذلك تماما أو تمر عليه مرورا سريعا ولا يكاد يُذكر..

وهنا أتامل هل كنت من الذين سيذكرهم التاريخ بموقف ما أم لا ؟ وهنا لست باحثا عن عقدة الخلود والبقاء ولكني ساكون سُنة بعد موتي قد يذكرني الاخرون سلبا أو ايجابا أو لايعرفني أحد..

لا اُحاول هنا أن اُثير هذا التساؤل لاثارة المشاعر على الطريقة الوعظية لاذرف الدمع وابلل الوجنات طالبا الاجر والثواب بهذه الطريقة السهلة (والمستساغة) من قبل الكثيرين !!!

ولوكنت في المدينة لحظة الوفاة وساعتها هل ساكتفي بذرف الدموع ها أنا اليوم أفعل عندما أتذكر هذه الفاجعة العظيمة والرزية الاليمة!!

وإذا ما كنت سمعت وصايا الرسول واحاديثه هل سأطبقها كما أراد أم كما اُريد، وبعد الوفاة وسمعت باجتماع القوم في سقيفة بني ساعدة وقرووا أمرا ما هل سأتبعهم أم يكون لي موقفا آخر وهم كبار قريش والانصار!!

لا تجب وانت هنا خارج دائرة الحدث والتأثير وقس ما تقوم به اليوم من أحداث عندما تتبع الزعيم الفلاني والقائد دون ادنى تفكير وأدني تأمل لانه الكبير والزعيم وهو القادر على التفكير والتخطيط...

هاهم كبار قريش قرروا ووافقهم الانصار ما عساي أن أفعل !!

صراع بين الايمان الذي لم يتبلور حتى هذه اللحظة وبدأ يتلاشى بمجرد انقطاع الوحي ووفاة الرسول فلاخوف من قران يفضحني ويوبخني ويسجل ما سأقوم به!!

وبين النفس الامارة بالسوء الوجلة الباحثة عن السلامة والدعة ودع الملك لاهل الملك.

هل ساكون مع ما قررت سقيفة بين ساعدة واُبايع مثلما بايع الاخرون ؟أم سيكون لي موقف آخر.

وجُل القوم يرى الخلافة ملكا دنيويا لا منصبا إلهيا  ،هل ساعتزل وأخرج خارج المدينة كقرار احتجاجي كما فعل ذلك الصحابي الجليل مؤذن الرسول بلال بن رباح كمعارض صامت.

أم اتبع سعد بن عبادة ويأتيني سهم من الجن يتخلص مني ((فإن لله جنودا من الجن)) يرمون بسهم قاتل أم أذهب الى بيت علي وفاطمة الرافض لمثل هذه البيعة الى ذلك البيت الذي كان رسول الله لايبارحه صباح مساء وهاهو اليوم بيتا للمعارضة يحسب عدد الداخلين والخارجين منه.

لابد لي من اجابة حقيقية تجعلني أقف الموقف المطلوب الموقف الذي يُخلدني في الدنيا وينجيني في الاخرة.

ساختبر إيماني هنا بين منطقين منطق السلامة ومنطق الاثارة منطق لايرضى الا برضا الرسول منطق الدعة والقبول  ومنطق الرفض لكل ماهو بدعة.

لا أستطيع الاجابة حقا فإن الاجابة بالكلمات بحاجة الى رسوخ الايمان فكيف بموقف يحدد مصيري في الدنيا والاخرة.

حقا لا أريد أن اُجيب جوابا عفويا أندم عليه أو لاأكون أهلا له.

قد أهرب من الجواب ولكن التساؤل سيظل يلاحقني طالما شعرت إن الانسان موقف وكلمة.

...................................

الرجل: اقصد به الانسان لابمعنى الذكر مقابل الانثى

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ