الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

على هدى كربلاء : نحو قراءة إستراتيجية للملحمة الحسينية

بقلم: م.غريبي مراد عبد الملك(*)

 

مدخل منهجي :

اختلفت المدارس الإسلامية بكل مذاهبها و مشاربها في طريقة تعاطيها مع واقعة الطف العظيمة، نتيجة التباين الواضح في المنظومات الفكرية والثقافية والاجتماعية التاريخية و التي تمثل ليس فقط ترجمة فعلية لأزمة المنهج التاريخي الإسلامي، و لكن تشكل المرآة العاكسة للمحنة الإسلامية في كتابة تراثها الخالد. في هذا الصدد نجد أن بعض أدباء التاريخ من الطبري إلى ابن كثير مرورا بالنابغة شيخ الإسلام(؟!) ابن تيمية وصولا إلى العصامي ابن حزم و أخيرا السياسي المحنك ابن خلدون، هذه النخبة و غيرها ممن  أضفت حللاً من القداسة على بعض الشخصيات، في حين أنها تطيّرت من بعضها الآخر لأسباب عديدة، وتركت ما تبقى من الشخصيات الرائدة في دائرة الاحتشام الديني.

 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن عمليات التداخل بين التراث  والأديولوجيا نتيجة للتراكمات الإستكبارية، جعلت هذه الواقعة تأخذ أنفاقا تأويلية وأنماطاً و مناهجا مغايرة لمنظومة المنطق الإسلامي الأصيل، وهذا ما جعل من الصعوبة بمكان التمييز من قبل شرائح كبيرة من المسلمين، بين الأصيل والدخيل، وربما انعكس ذلك على طبيعة المعتقد الديني، ما قد شكل انحرافاً عن الفهم الحقيقي لجوهر الدين.

 ولفض التعتيم و التمويه الحاصل بالنسبة لواقعة الطف، وما تشكله من إطار جامع لأصول الدين و آفاقه الرسالية في الحياة، ومن منطلق السعي لرؤية جديدة لكربلاء الإسلام و الفكر والثقافة و السياسة و الاجتماع، كان لا بد من لفت النباهة لبعض الإشكاليات الكبيرة و العميقة في أزمة الوعي التاريخي الإسلامي، واستكشاف سبل السلام في عاصمة الوعي الإسلامي التاريخي كربلاء الحرية و العدالة و الرشاد و الرسالية الصادقة، لأجل تحديد ماهية القراءات الجديدة والشاملة والعميقة لمواطن القلق الإستكباري من كربلاء العزة و الكرامة، وكيفية التعاطي معها  نهجاً وأسلوباً و سلوكا وما إلى ذلك.

المحور الأول: إن مشكلة الإسلام، في تجارب المؤرخين المسلمين، من خلال النظرة التجزيئية و الانتقائية المصلحية التي حاولت أن تنظر إلى التاريخ الإسلامي كأجزاء بمقاييس متباعدة ومستقلة، فحين نقرأ عن البعثة فكأن الحديث عن أسطورة و الطامة الكبرى هي في  الحديث عن شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لا حياء و لا تقوى، كأن النبي شخصية عادية لم تكن تنتظر الوحي فجاءه بغتة فذهل و جاء العارف بخطوب السماء ابن عم السيدة خديجة عليها السلام فثبته و عقله، وعن السيرة النبوية بعد الهجرة فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام صحابي عادي ، وعن السقيفة فهناك الشورى الإسلامية و مجلس الوفاق الإسلامي الأول، وعن صلح الإمام الحسن عليه السلام فهنا الباب مفتوح للنقد و التجريح، أما عن خروج أبي عبد الله الحسين عليه السلام ففيه غث و سمين من لدن مؤرخينا العظماء الذين حفظوا لنا بعين واحدة وقائع هذه الفاجعة الأليمة التي بكى لها الأنبياء و المرسلين واحمرت من ظلامتها السموات و اهتزت من وقعتها الأرضين...كل هذا و غيره كثير  ما أدى إلى بعض الانعكاسات السلبية على واقع الوعي الإسلامي، والعلاقة  الحكمية العملية للإنسان المسلم في التزامه بالحق و العدل و العزة والكرامة .

وهذه النظرة تبعدنا عن التصور المتكامل للإسلام؛ لأن القراءة لوقائع كربلاء المنفتحة على ما قبلها من تاريخ إسلامي تختزن في كل جانب من جوانبها، عناصر الوعي الإسلامي السليم .. فنحن مثلاً عندما ندرس شهادة الإمام الحسن عليه السلام و تسلم الإمام الحسين عليه السلام ولاية المسلمين العامة، فإننا لا نجد فيها جوّاً سياسيا بحتا يتحدث عن النظم السياسية، وطريقة انتقال السلطة، وما إلى ذلك، بل نجد ـ إلى جانب حقيقة الولاية السياسية ـ عمقاً روحياً ومنهاجاً أخلاقياً و أدبا إماميا يعطي للحقيقة الإسلامية متنفسا جديدا، وحركةً اجتماعيةً ممتدة في نطاق حركة الإسلام الأصيل في  الفرد والمجتمع، كما يوحي لنا بأن تواصل الحجة مع الناس هو لطف الهي  يتكامل ليكوّن العلم والحق و العدل في المنهج، وفي النظرية الإسلامية.. وعلى ضوء ذلك فإننا لا نستطيع أن نفصل الجانب الذاتي للإمام عن الجانب الموضوعي في مسألة الإمامة.

كما أننا  في حال  أردنا أن ندرس واقعة الطف، فإنه ليس عدلا دراستها في نطاق التاريخ الأيديولوجي  المرتكز على الجانب الفلسفي السياسي(وهو غير فلسفة التاريخ) الذي يراعي الكليات، بل لابد لنا من استحضار النظرية المعرفية الإسلامية  المستوحاة من القرآن و السنة المطهرة  التي أغنت المنطق الإسلامي والمنهج الاستقرائي التاريخي   بالأسس و المرتكزات  التي تنمي الوعي الإسلامي في المجالات الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية كافة، إلى غاية بلوغ مستوى عبادي راق و رفيع ، يتبلور في خطوط أخلاقية ممتدة في الحياة الإسلامية...

هكذا لا نجد الجانب الروحي مفصولاً عن روح التاريخ، بل نجد لوناً من التزاوج الواقعي والعملي، والتفاعل النظري بينهما على مستوى التصور في تركيز النظرية الإسلامية في تفسير الكون والحياة والإنسان وفي صياغة منهج الإصلاح و التغيير والعدل والكرامة وكل القيم الإسلامية الأصيلة.

جرت العادة لدي أن اكتب بعقل ملتهب، لكنني هذه السنة بعد كل ما استجد في واقعنا الإسلامي ككل، لاحظت أن المسألة أكبر من الداخل، حيث هناك تحد سافر من الاستكبار العالمي، الذي أصبح يؤطر خلاياه الإستخباراتية للعب على أحجار التاريخ السياسية-المذهبية، كما لا يخفى على كل أهل المتابعة للإستراتيجيات العالمية، أن الشيطان الأكبر خصص ميزانيات هائلة، لمشروع الفتن الرابحة، وعليه ارتأيت أن يكون الإحياء الكربلائي هذه السنة، إحياءا لا يستغرق في التاريخ فقط و لكن ينفتح على النهضة الحسينية إنفتاحا فيزيائيا ( ما يعرف بالمستوى القطبي الذي يحتوي على معلمين أحدهما ثابت و الآخر متحرك) ليغني تصوره الإسلامي الراهن، بفيتامينات الحكمة الإمامية في كربلاء الرسالة...

إننا ندعو إلى تحليل هذه المسألة بعمقٍ؛ لنصل إلى النتيجة الحاسمة التي نخرج منها بالتركيب الإسلامي الذي  يستمد أصالته من إيمانه بفكرة :" الإسلام كيان فكري وتشريعي عملي يتغذى من كل عناصره"، لأن كربلاء ليست ملحمة ماركسية قابعة في  المادية ، إنها ملحمة قرآنية تجسدت إماميا فاحتلت التاريخ الإسلامي كله بشهادتها الخالدة...

فكربلاء الرسالة، فيها الحقيقة الإسلامية كلها التي تجدد الحياة و تنقذ الملهوف و تروي العطشان و تحرر أسير النفس و الشيطان وتفتح البلدان و تقهر العدوان و النفاق و البهتان...إنها صدى يستطيع أن يدخل مدخل صدق إلى الواقع الإسلامي للإنسان المسلم فقط، من خلال بعث الوعي التكاملي لتاريخها، لنتحرك إلى مواجهة مسألة كربلاء من موقع المسؤولية التي تحرر واقعنا الإسلامي من الاستكبار كله، فكربلاء لا تريدنا أن ندخل في رحابها لنسجن أنفسنا ونطأطئ رؤوسنا في غمارها كالنعام و نواري سوآتنا في صفحاتها الزكية، لا أبدا ما كانت و لن تكون كربلاء لمثل هؤولاء، إنها تريدنا أن ندخل في رحابها لنتعلم الإسلام الحي الحركي الذي ترتفع فيه الروح لتصافح ملائكة الرحمن و تعانق الأرواح الطاهرة لتعود من جديد إلى الأرض لتملأها قسطا وعدلا و تصلح ما أفسد المبطلون ، إنها كربلاء الإسلام المحمدي الأصيل التي ارتوت من دم السبط الشهيد لتنبت في كل عام أزهار تعبق برحيق الشهادة و الحق و العدالة و العزة و الكرامة و الحرية في نفوس أبية عاشقة لروح الله الذي به تنال المكارم...

لنتخلص من التخلف الفكري و الروحي و المذهبي و الطائفي  و الخدع التاريخانية الرهيبة  التي أثارها و ركبها  الكفر المتدين  في وعي الأمة، وحرّكها الاستكبار في حياتها عندما فصل الإسلام عن تراثه الطاهر، من خلال الفصل بين أجزاء الواقع ومفرداته، فجعل القضية المطروحة، هي أن هناك ديناً ودنياً، وأن للدين دائرته، وللدنيا دائرتها، فآفاق الدين هي آفاق الغيب والروح والمثال، التي تنطلق معها العبادة في أجواء الصلاة والصوم والحج والدعاء والابتهال والتصوف وغيبوبة الذات عن الواقع.

 أمّا آفاق الدنيا فهي آفاق الحياة العامة والخاصة في أجوائها المادية.. وهكذا دخل الإسلام هذه الدائرة.. وبقيت الدوائر الأُخرى تنتظر الفكر الآخر، والقوة الأُخرى التي لا مكان فيها للإسلام.  كما هناك قضية حساسة ، قد تبدو غريبة في الوهلة الأولى بينما هي الحقيقة كلها في تاريخ كربلاء الحق ، لم يقف في صف الإمام الحسين عليه السلام إلا المسلمون الصادقون و لم يقف في صف يزيد إلا المبطلون المجرمون ، أبدا لم تكن قراءة شيعة أهل البيت عليهم السلام توحي بأن من وقف مع يزيد هم السنة ، لأن يزيد لم يكن يمثل الإسلام الذي كان عنوان حق و عدل و صدق و عزة و كرامة، لقد حدث إجرام فكري في الكتابة التاريخية لواقعة الطف من قبل العديد من أزلام الطواغيت و الطائفيين عبر الزمن الإسلامي كله ، بحيث صاغوا الواقعة صياغة استحمارية للمسلم العامي و عملوا على التحكم -من خلال ذلك التمويه التاريخي- بسيكولوجية الجماهير الإسلامية، مما أودى بالمجتمع الإسلامي في القرون الأخيرة إلى إنشطارات و اضطرابات و احتقانات مذهبية و عرقية و طائفية مقيتة...

أيها المسلم ، الإمام الحسين عليه السلام إمام كل إنسان قال لا إله إلا محمد رسول الله حقا و عدلا ، الإمام الحسين سلام الله عليه شئنا أم أبينا هو زين السموات ، و هذا كلام جده المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم و من كان زينا للسموات فحقا هو النور الساطع على التاريخ الإسلامي كله، و النور لا يجتمع مع الظلام فالظلمة الطائفية في الثقافة الحسينية و الملحمة الكربلائية ليس لها مكان لأنها حرجة ضيقة في حين شهادة أبي عبد الله عليه السلام رحيبة منفتحة عارفة صادقة جمعت الإسلام كله فكلما شعت في وجه تائه نبهته للقضية الإنسانية في الإسلام و أثارت بداخله حقيقة الشهادة التي لا تموت لأنها تختزن الخلود الإسلامي ...

المحور الثاني: إنني أريد ـ من خلال شمولية  هذه الواقعة للنظرة الإسلامية إلى الحياة ـ أن نركز جيدا في  الحديث على كربلاء الإسلام ونقترب من الأخلاق الإسلامية و الآفاق  العبادية التي ناقشت الظروف  السياسية والاجتماعية و الإستراتيجية في الطف بروح إسلامية اختزلت بدر و الأحزاب و الجمل و صفين و النهروان في بطولات عظيمة حضرها النبي الأكرم (ص) وعلي أسد الله الغالب بأرواح أولادهما الأتقياء، كما لابد أن نغني عباداتنا بالثقافة الكربلائية التي تسعفنا بمقررات الإسلام المختصرة  مع بداية كل سنة هجرية ؛ لنصل إلى تأكيد أصالتنا  في تكامل الإسلام في كل مفردات حياتنا.. فننهج نهج أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي يؤكد على  أن العبادة في الإسلام تلتقي بالسياسة في مفهومها الواسع، كما تطل على ساحة الحياة الاجتماعية.. و المسجد منارة الواقع الإسلامي و رمزه الخالد و عنوانه  الرافض للظلم و التشويه و العزل و بالتالي ندخل المسجد المكان  و رمضان الزمان والحج الاجتماع للعبادة التي ترشد  قلب الحياة، بدلاً من أن تتزمت و تتعصب و تنغلق في الآنا و النحن.

ثم إذا دققنا في أشواط كربلاء الزمنية و المكانية أقصد المسار من المدينة مرورا بمكة  إلى الطف، في الشخصيات و العبادات و الكلمات وفي الأفعال، وفي الإيحاءات.. وإذا درسنا هذا كله دراسة هندسية  تراعي الترابط الموضوعي و الأخلاقي فيما تثيره من أجواء ثقافية فكرية و نفسية و حضارية، وفيما تؤكده من قوةٍ حركية روحية، ولاحظنا ما في ليلة العاشر  من معطيات ومؤثراتٍ وأجواء ونتائج.. فإننا نجد أنها تنتج بزخرفتها الروحية  الصفاء الإنساني في أعظم تعابيره و تشكلاته، وترشد بتوجهاتها الإدارية  إلى ما يحقق توازن الحركة الإسلامية في كل زلازل الحياة.. لأن سرّ مشكلة المسلم المقهور و المستحمر تاريخيا في علاقته بكربلاء الحسين عليه السلام  هو ذلك الانفصام المنهجي الحاصل بداخله بخصوص ثنائية(المذهب/الدين) و فيما حوله من مضاربات  الحياة الدنيا، و غفلته  عن جوهر الإسلام الأخلاقي و الفكري و الحضاري المتجه نحو  هدف العدل و الحق و العزة و الكرامة الكبيرة الذي  ينطلق من أصول و مواقع و بطولات  القيم الخيّرة في حركة الرسالات.

مسألتنا كسنة و شيعة أن  نحيي عنوان المسلمين فكرا و سلوكا... و واقعا هي  مسألة القضايا الكبيرة التي تضيع في البلادة المحركة للقضايا الصغيرة،  والتي تسجن إنساننا  في دائرة شهواته وملذاته وأطماعه الذاتية، حتى أصبح يعرف عن يزيد أكثر مما يعرفه عن الحسين عليه السلام، وهذا ما جعل عوامنا يحزنوا على صدام كما برأ أجدادهم فيما مضى يزيد من دم الحسين، و حاولوا التخندق تحت عنوان السنة و الجماعة و لكنها في العمق هي سنة و جماعة  معاوية و أذنابه و ليست سنة النبي الأكرم (ص) و علي(ع) و أبي ذر و عمار و المقداد و سلمان و غيرهم من أهل السنة الحقيقية التي تعنونت بالتشيع و توطنت بالتسنن الأصيل الذي يحمي التشيع من التحوير و المراوغات السياسية و الإستكبارية .

وكانت الوحدة الإسلامية في كربلاء قليلة العدد قوية العزيمة عظيمة الإرادة ناصعة البياض تحركت على أساس أن ترشد دنيا المسلمين إلى الآخرةً، وأن تكون آخرة منطلقةً من حركة المسؤولية في بناء الدنيا على النهج الذي يحبه الله و رسوله...

إنه الحسين بن علي و فاطمة و حب رسول الله و بهجته ، إمام المتقين نصير المستضعفين حبيب الصادقين لا تمثل الآخرة ـ في ثقافته ـ منطقة مستقلة عن الدنيا، بل تمثل أهداف الدنيا الكبيرة التي تخضع لها حركتها الصاعدة إلى الله.

لنفكر إسلاميا كما أرادنا الحسين و آباؤه و أولاده عليهم الصلاة و السلام أجمعين، فالتشيع هو صميم الإسلام و ليس من شيعتهم عليهم السلام إلا من اتقى الله، يريدنا أن نمارس دورنا في الدنيا على أساس الإسلام.. {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}(القصص:77)

ذيل الآية يرشدنا لنظرية العلاقات، فولايتنا للإمام الحسين عليه السلام ليست ولاية اعتباطية وراثية، إنها ولاية رشيدة عاقلة إيمانية نبيهة  متطلعة لرضوان الله تعالى، لا تبغ الفساد في الأرض، هكذا علمنا الحسين أن نحب المصلحين و نبغض المفسدين و نجاهدهم لإرساء دعائم  الصلاح والإصلاح.. لأن الله لا يحب المفسدين.

المحور الثالث: إننا نستطيع ـ من خلال ما أثرناه في المحور الثاني ـ أن ندنو دنو المخلصين من أجواء كربلاء العظيمة، لنستلهم واجبنا تجاه امتدادات مشروعها الإسلامي الإصلاحي  الكبير  في عدة جوانب استراتيجية...

سنحاول- بتوفيق من الله و ببركة دعاء الأحبة المؤمنين- في قراءات مقتضبة على طول شهر محرم الحرام و حتى الأربعينية المباركة... أن نبكي البكاء الثقافي النبيه الذي يوقف الضلال الطائفي و يصلح ما أفسد خوارج هذا الزمان و طواغيت هذا العصر...و خير الختام، لبيك يا حسين، لبيك يا شهيد الحق...و لا جعله الله آخر العهد مني إليكم سادتي فبولايتكم أسلمنا الإسلام الحق ...

(*) كاتب و باحث إسلامي جزائري

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ