الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

الملايين من الشيعة يحييون ذكرى عاشوراء في كربلاء بحماس وتحد

 

احتشد الملايين من الشيعة في مدينة كربلاء المقدسة يوم  الخميس لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين عليه السلام في شعائر استهدفها في سنوات سابقة منفذو العمليات الانتحارية.

وضرب المحتفلون الذين ارتدوا ملابس بيضاء رؤوسهم وصدورهم وجرحوا رؤوسهم بالسيوف لاظهار حزنهم على مقتل الامام الحسين الذي قتل في معركة بكربلاء عام 680 ميلادية وتجسيدا للآلام التي عانى منها.

وقالت الشرطة ان نحو 8000 من الجيش والشرطة نشروا لتعزيز الامن في أوج الاحتفالات بعاشوراء.

وأغلقت كربلاء أمام السيارات كما أقيمت نقاط للتفتيش الذاتي للزائرين القادمين من مدن أخرى.

وذكر مسؤولون بالمدينة أن ما يقدر بمليوني زائر موجودون في كربلاء لاحياء ذكرى عاشوراء.

وفي مارس عام 2004 أسفرت الهجمات على الحشود التي كانت تحيي ذكرى عاشوراء في كربلاء وبغداد عن سقوط أكثر من 170 قتيلا.

وقال الجيش الامريكي هذا الاسبوع ان قوات عراقية خاصة أحبطت خطة لمهاجمة الزائرين بعد أن شنت هجوما جويا على معسكر لتدريب المقاتلين في قرية قرب سلمان باك الى الجنوب من بغداد واحتجزت 26 مشتبها.

وفي بغداد أغلقت الشرطة الطرق الرئيسية في حي الكاظمية وهو مكان اخر يتدفق عليه الزائرون خلال عاشوراء.

وبدا وكأن الآلاف من الزائرين مسحورون في الوقت الذي كان يسرد فيه راوي عبر مكبر للصوت قصة مقتل الحسين.

ووصل بعض الزائرين الى كربلاء الواقعة على بعد 110 كيلومترات الى الجنوب الغربي من بغداد بعد السير على أقدامهم لعدة أيام.

وقال جواد كاظم (45 عاما) والذي يعمل موظفا سرت لمدة يومين من النجف لحضور احتفالات عاشوراء في كربلاء.انه يوم رائع للشيعة في كل أنحاء العالم.

وقدم سكان كربلاء للزائرين وجبة البرياني في أوان كبيرة منتشرة في جميع أنحاء المدينة والبرياني يتكون من الارز وقطع اللحم والبطاطا (البطاطس) والشعرية واللوز والفستق والمكسرات ويطهى الجميع في قدر واحد لكن على مراحل.

ولم يكن هذا المشهد ليحدث ابان حكم صدام حسين عندما كانت نتيجة أي مظهر من مظاهر الاحتفالات الشيعية هي السجن أو أسوأ من ذلك.

وتمركزت أعداد كبيرة من الشرطة حول محطات معالجة المياه في كربلاء تحسبا لاحتمال لجوء المسلحين الى أساليب أخرى غير التفجيرات الانتحارية لايقاع عدد كبير من الضحايا.

وقال الشرطي علي أمين: نحن نؤمن هذه المنشآت حتى لا يسممها الارهابيون. وحمل بعض الزائرين أعلاما عراقية كبيرة مطالبين بالوحدة الوطنية وانهاء النزعة الطائفية التي تمزق العراق.

وقال جبر يوسف وهو متقاعد جئت مع أسرتي الى كربلاء وأنا بداخلي خائف من احتمال وقوع تفجيرات ولكننا مستعدون للتضحية بأنفسنا في سبيل الامام الحسين.

وقال سيف محمد علي (35 عاما) الذي قدم من بغداد مع زوجته واثنين من اطفاله سيرا على الاقدام ان احياء هذه الذكرى من اهم الطقوس التي نمارسها نحن الشيعة.

واضاف سيف الذي يرتدي الملابس السوداء ويمسك بيد احد ابنائه اننا على استعداد للتضحية بأرواحنا وتحدي كل الارهابيين الذين يريدون ايقافنا من اداء هذه المراسم.

واوضح ان اشتداد العمل الارهابي يزيد التصميم والعزم فينا، موضحا انه لفرح عظيم للانسان ان يُقتل انسان في مثل هذه المناسبة العظيمة وفي مثل هذا المكان المقدس.

من جهتها، قالت زوجته سهير ايوب (30عاما): على الرغم من الخطر في الطريق فإننا وضعنا الحسين نصب اعيننا وتوكلنا على الله والحمد لله وصلنا سالمين.

واثنت ايوب على الاجراءات الامنية التي اتخذتها قوات الامن العراقية. وقالت من الصعب التصديق ان يأتي يوم تكون فيه القوات الامنية سلاحا للدفاع عنك وليس لاعتقالك وقمعك .

واضافت العائلة التي بدا عليها التعب والاجهاد من الطريق واتخذت من الشارع الواقع بين الحرمين مكانا لاقامتها ليل الاربعاء (الخميس) ان هذا نصر على الارهاب وتحقيق غاية يحلم ان يحققها كل الشيعة في العالم.

وقال رياض مصطفى (30 عاما) والدماء تنزف من جروح عميقة في رأسه "انا اشارك في هذه المراسم لان ذلك اقل ما يمكن ان اقدمه للامام الحسين الذي اعطى حياته للاسلام".

ومصطفى الذي تلطخ لباسه الابيض بالدم المنساب من الجروح التي احدثها في رأسه هو واحد من بين مئات نزفت منهم الدماء بغزارة اثناء ادائه شعائر التطبير اي الضرب على الرؤوس بالسيوف. ويرتدي الذي يقوم بالتطبير عادة لباسا ابيض رمزا الى الكفن. وقال مصطفى "هذه هي المرة الثالثة التي اشارك فيها في هذه الشعائر منذ الاطاحة بنظام (صدام حسين) مضيفا "انا سعيد لان الاحتفالات تتم دون اي تدخل من الحكومة".

وقد حظر نظام صدام حسين ممارسة الشعائر الدينية الشيعية منذ توليه السلطة في 1979. واستمر هذا الحظر حتى سقوط نظامه في 2003. وكان 170 شخصا قتلوا في هجمات ضد الشيعة في كربلاء وبغداد في عام 2004 كما قتل 44 شخصا في حادث في كربلاء عام 2005.

واصبحت الاغلبية الشيعية قوة مهيمنة على الساحة السياسية عقب سقوط نظام صدام حسين الذي كان السنة يسيطرون على الحكم ابانه.

وبعد منتصف النهار بدأ الاف الزوار بالركض باتجاه مسجد الامام الحسين هاتفين بشعارات "حسين يا حسين لن ننساك".

ويعتبر الركض الذي بدأ من البوابة الشرقية لمدينة كربلاء الى ضريح الحسين اخر شعائر الاحتفالات بيوم عاشوراء التي يبدأ بعدها الزوار بالتفرق. وبذلت الشرطة جهودا مضنية للسيطرة على الحشود لافساح الطريق لموكب الراكضين الى ضريح الحسين وسط مخاوف من وقوع تدافع.

وقال الطائي ان الاحتفالات جرت بسلام باستثناء هجوم وحيد بصاروخ اطلقه مسلحون على الجانب الغربي من المدينة. واكد الطائي "لم تقع اية اصابات مع سقوط الصاروخ على حقل خال عند حوالى الساعة 11,35 صباحا (08,35 تغ). وقد اعتقلنا بعض المشتبه بهم من العراقيين".

واضاف الطائي ان الاجراءت الامنية كانت مشددة ولم يسمح حتى للسيارات الخاصة بالاقتراب من المسجد بينما تخفى رجال الشرطة على هيئة مدنيين واختلطوا بالحشود. واضاف "ستستمر الاجراءات الامنية حتى يغادر الزوار كربلاء".

وشارك مئات الزوار الشيعة من ايران وباكستان وافغانستان في المسيرات التي سارت بهدوء باتجاه ضريح الحسين.

وتمركزت عشرات العيادات النقالة في كل زاوية من المنطقة وبالقرب من الضريح لعلاج المشاركين الذين شوهدوا يعالجون جروحهم بعد الاستحمام.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ