الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

مواكب العزاء الحسينية في مدينة كربلاء تحيي يوم القاسم (ع)

شبكة النبأ/ أنمار البصري

في نهار اليوم السابع من أيام عاشوراء، استمرت مواكب(الزنجيل) الحسينية إبتداءً من الساعة التاسعة صباحا وتواصلت طيلة ساعات النهار، وانطلقت من الجهات الرئيسة لمدينة كربلاء المقدسة( باب بغداد/ شارع أبو الفهد/ باب طويريج/ باب الخان/ وغيرها).

 وتدفقت هذه المواكب على ضريحيّ الامام الحسين وأخيه العباس(ع) تباعا حسب جدول زمني ومكاني لنزول هيئات ومواكب الزنجيل نظمه( تجمع الهيئات والمواكب الحسينية في العراق/ المركز العام كربلاء) وتميزت هذه المواكب بالتنظيم الجيد، من حيث توقيتات الانطلاق وأماكنها ومن حيث اداء هذه الشعيرة بصورة منتظمة تتفق مع آليات الاداء المتبعة في إحياء هذه الشعيرة منذ زمن طويل. وقد حملت جميع المواكب رايات عالية ولافتات عريضة كُتب عليها شعارات رسالية مهمة تمثل دعوة أمينة وصادقة للاهتداء والإقتداء بمبادئ الفكر الحسيني القائم على التضحية والإيثار ومقارعة الظلم والطغيان والجبروت الأجوف أيا كان مصدرها، ومن هذه الشعارات( حسين مني وأنا من حسين) و( يا ثأر الله) و( الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).

وبعد صلاة المغرب بمدة بدأت مواكب العزاء تتوالى على الأضرحة المقدسة للأئمة الاطهار (ع) ومعروف ان اليوم الثامن من عاشوراء مسمى بإسم (القاسم بن الحسن)عليهما السلام حيث تركزت (الردّات) الحسينية التي كانت ترددها جوقات المواكب على واقعة استشهاد القاسم (ع) من أجل دعوة الامام الحسين (ع) ومن اجل إعادة المبادئ الاسلامية الى جادة الحق بعد أن أهدرها يزيد بن معاوية في اللهو والعبث والتبجح بالسلطان الزائف وممارسة الظلم والطغيان الأهوج على المسلمين وسواهم واعطاء صورة مشوهة للأمم الاخرى عن الاسلام الحنيف الذي بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة ونعمة ونورا وهداية للانسان الذي كان يقبع في دياجير الظلام، وهكذا كان للحق صرخته، ذلك الحق الذي تجلى بأبهى صورة له في وقفة الامام الحسين وفكره الوقّاد وتضحياته وذويه وصحبه الاكرمين عليهم السلام أجمعين ومنهم (القاسم ع) الذي لم يبخل بنفسه بل جاد بها من أجل نصرة الحسين(ع) والمسلمين كافة.

ومن المواكب التي ساهمت في احياء هذة الشعيرة المقدسة، هيئة الحسن المجتبى/ العباسية، وقمر بني هاشم/ العباسية، وموكب الشهيد الصدر قدس، وشباب الحسن /هيئة الرسول الاعظم، وأشبال القاسم/ باب الخان، وهيئة شباب المنتظر وجمهور الحيدرية والزينبية وجمهور الفاطمية، وخدَمَة أهل البيت/شارع ابو الفهد، وهيئة أبا الحسن والحسين وخديجة الكبرى وهيئة شباب جعفر الطيار وحيدر الكرار وغيرها.

ومن الردّات التي رددتها المواكب الحسينية عن القاسم (ع):

( شموعك يبني ياجسام بالخيم ظلت............ما نعلك الشمعة بنار من قلبي وجت)

 جمرة عرسك ياجسام بالقلب تسعر............بالقلب تســـــــــــعر.)

ومن مواكب الاحياء، حامل لواء الحسين/ الملحق، وشباب القاسم/ حي العامل، وهيئة الحوراء زينب/حي الغدير، ومالك الأشتر/ حي رمضان، وشباب موسى الكاظم/ حي الحر، وشباب اصحاب الكساء / باب طويريج، وغيرها الكثير من المواكب الحسينية التي بارك الله في جهودها وعظم اجورها.

وقد التقينا الحاج عدنان عابدين من اهالي كربلاء وسألناه عن مشاعره في هذه الليلة وا قدموه اهالي كربلاء للزوار الكرام فأجاب قائلا: أهالي كربلاء معروف عنهم الهمة والبذل في ايام كهذه فنحن رغم مصيبة ابا عبدالله لكننا نفرح عندما نرى هذا الكم الكبير من الزوار ونقدم لهم كل ما نستطيع من مأكل ومشرب واماكن للراحة طمعا بشفاعة الحسين (ع) ومحبته.

والتقينا ايضا السيد مدير مكتب الشهيد الصدر في كربلاء فاضل الشرع وسألناه عن مشاعره في هذه الايام التي جرت فيها واقعة الطف الخالدة فأجاب:

نعزي الامة الاسلامية وعلى رأسها الامام الحجة(عج) بذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) ونجدد البيعة الى الرسول الاكرم لأن هناك من اراد ان ينتهك حرمته(ص) ونقول بأننا سوف نبقى سائرين على خطاك يا رسول الله وسوف نبقى سائرين على الخطى التي رسمها الامام الحسين (ع) ونقول لكل الذين ارادوا ان ينتهكوا حرمة الرسول (ص) انهم انتهكوا حرمة الانسانية اولا والمبادئ الاسلامي ثانيا وسوف تكون وقفتنا قوية وكبيرة ضد هؤلاء الذين خططوا للنيل من رسولنا الاكرم(ص).

وبقيت كربلاء مضاءة بمواكب العزاء الحسيني المتواصلة ومطهرة بدم الحسين(ع) وحاضنة لكل الزوار الكرام الذين تقاطروا عليها من كل جنبات الارض آملين بشفاعة أبي عبد الله الحسين (ع) عند الباري عز وجل مضحين من اجل الفكر الحسيني ومبادئه الخالدة بكل ما يستطيعون لكي تسمو هذه المبادئ الخالدة بالانسانية جمعاء الى مصاف النقاء الذي يتمناه الامام الحسين (ع) لكل محبيه وزواره ومؤيديه ولكل من يطلب الهداية الصادقة.

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ