الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

إفلاس الإعلام الاموي

بقلم – جعفر يتيم

إذا كانت جريمة الرئيس المخلوع صدام حسين إرتكاب جرائم القتل العمد والتخريب فإن جريمة يزيد بن معاوية قتل سبط رسول الله ( ص) وعائلته , ولاعجب ولااستغراب في هذا العالم المتناقض الأفكار أن تجد من يدافع بكل ما أوتي من قوة عن الرئيس المخلوع صدام حسين والذي قضيته واضحة كوضوح الشمس للقاصي والداني , فالحسين (ع) من قبل مئات

السنين قد حوصرمع أصحابه وقتلوا بأمر يزيد بن معاوية, والى الآن تجد أناس لازالوا في نهجهم الحياتي وفي فكرهم وكتاباتهم يترضّون ويترحموّن على يزيد ويشيدون بحكمه وفتوحاته وما يزيد على ذلك أن بعضهم صار أكثر يزيدية من يزيد وأخذوا يكتبون عن مظلومية الخليفة المفترى عليه ؟!

حقيقة الأمر أن السلطة الأموية لعبت دوراً كبيراً في تضليل الناس إعلامياً وعملت على تغييب الحقيقة عنهم وشوهّت التاريخ بقلب الحقائق والمفاهيم وهو ما جنته الامة الإسلامية الى يومنا هذا من فتن وبغضاء , إذ كيف يترحم ويترضى على يزيد وهو شارب الخمر والمجنون باللهو والغناء ! وكيف يدعى بأمرة المسلمين وهو السبب في قتل الحسين وعائلته وتغريب الدين ! ولايغيب عن فكر أحد من المسلمين أن الحسين (ع) إبن فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) وأبوه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) وأخوه الإمام الحسن (ع) وقد ذكره جده المصطفى (ص) مراراً في أحاديثه وشهد له بالإمامة وصحبة الجنة هو وأخيه الإمام الحسن (ع) (( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط )) , (( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )) , ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا )) الخ , إذاً لابد من وجود للحقيقة التاريخية الدامغة في وجود الفصل بين الحق والباطل على أن الحسين حينما حاولت السلطة الاموية بطريقة أو بأخرى إجباره على أن يبايع قال في كلمة المشهورة (يزيد فاسق، شارب للخمر، مثلي لايبايع مثله) كما أن الحسين (ع) إمام مفترض الطاعة بنص رسول الله (ص) ومعسكره يمثّل الحق والخير ومعسكر يزيد يمثل الباطل والشر وهذا ما سعى اليه الإعلام الأموي في قلب الموازين والمفاهيم وتغييب الحقائق

عن المسلمين وتضليل الرأي العام للعالم الإسلامي باستخدام كافة الوسائل المتاحة آن ذاك في خلط الباطل بالحق والحق بالباطل وصار يزيد أمير المؤمنين والفاتح وموحّد المسلمين والإمام الحسين ( ع) شاق عصا المسلمين والخارج عن دين الله..

بالمقابل تجد أن هناك إعلام حسيني قام بدور صارخ في توضيح مسيرة وأهداف الثورة الحسينية الإصلاحية عن طريق الجناح الإعلامي المكمل للثورة بالسيدة زينب (ع ) والإمام زين العابدين (ع) فقد هزوا أركان الجهاز الأموي المتسلط والمستبد في الشام والكوفة بخطبهم وبياناتهم حينما أوضحوا للناس حقيقة السلطة الاموية في القمع والظلم والجور وملئ السجون مما كان الأثر واضحاً في نفوس الناس المخدوعين من الآلة الإعلامية الاموية وإفلاسها وأتت بعد ذلك حركات التحرر من المستلهمين للفكر الحسيني المتنور والمتحرر.

والتاريخ يعلمنا كيف أن الحقيقة لابد لها أن تظهر وتكشف المستور من فضائح وألاعيب الأجهزة القمعية والمستبدة كما كانت عليه سلطة يزيد بن معاوية في السابق وصدام والأنظمة الحاكمة المستبدة في زماننا , والأمة عليها أن تتعّرف على حالها ووضعها جيداً وتنفض غبار التخدير والذل فإما أن تكون حسينية الثبات والمبدأ تدعوا للحق وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسعى للتغيير والإصلاح كما كان الفكر الحسيني أو تكون يزيدية التغطرس تتشبث بالماضي المظلم بالفساد والخراب كما كان عليه عهد الطاغية يزيد من إنحطاط وتسلط وقمع للروح الإسلامية الأصيلة.

بقي أن نقول أن التدليس والتزوير للحقائق إفلاس حقيقي لايجدي نفعاً فالعالم أصبح بابه مفتوحاً على مصراعيه فالأسطورة البراقة العظيمة (إمرة المسليمن ) قد سقطت وولت وفاح زيفها وأسطورة المهييب ( سيف العرب ) فاتح القدس قد أنزلت للجحيم وضحك عليها المراقبون وما التعلّق بالسيد الرئيس الا هو إمتداد للتكبّر وإستغفال لعقول الناس, وتبقى الثورة الإصلاحية الحسينية مستمرة على مدى الازمان مقياساً وفيصلاً للأضداد والتناقضات تكشف وتفّرق بين الحق والباطل.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ