الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

يوم العباس (ع) في كربلاء.. ليل عاشورائي يغص بالمواكب الحسينية

خاص بشبكة النبأ/ أنمار البصري:

توالت المواكب الحسينية المعزية بعد صلاة المغرب من يوم الأحد السادس من شهر محرم الحرام(يوم العباس ع) بالانطلاق من مناطق متعددة في مدينة كربلاء المقدسة تتقدمها الرايات التي يحملها عدد من الشبان المؤمنين والمستعدين بالتضحية من أجل نصرة امام الحق الحسين بن علي عليهما السلام، حيث امتلأت الشوارع الرئيسة من المدينة المقدسة بعدة مواكب حسينية توالت بعضها خلف بعض وهي تردد(الردّات الحسينية) المعروفة بمضامينها الدينية والسياسية والتربوية إذ يحرص اهالي كربلاء المقدسة وزوارها الكرام على سماعها ومتابعتها والانشداد لها والاندماج التام معها كونها تقدم لهم وصفا مهما للوضع السياسي الماضي والراهن وتداخلاته وسبل علاجه كما تقدم مواكب اخرى(ردّات حسينية) تحرص على تقديم المشورة والتوجيهات التربوية المستمدة من مآثر أهل البيت ومن واقعة الطف التي تطرزت بالدم الطهور للامام الحسين وذويه وصحبه عليهم السلام أجمعين.

 والمعروف ان اليوم السابع للإمام العباس ع فكانت الردات الحسينية تتطرق لسيرة هذا الامام المزدهية بالتضحية ولإيثار بالنفس من اجل اخيه الحسين وذويه وصحبه ع.

وكانت لشبكة النبأ جولة في ليل اليوم السادس من عاشوراء حيث تركزت(ردّات) عزاء العباسية وباب الخان على الوضع السياسي العراقي وفضح الكثير من الاخطاء التي وقع فيها السياسيون عن قصد او بدونه وتابعنا الكثير مما حفلت به هذه الليلة(بعد صلاة المغرب والساعات التي تلتها) من شعائر مقدسة حرص أهالي كربلاء وزوار الأئمة الاطهار على تأديتها في أحلك الظروف وأصعبها خاصة تحت سطوة النظام السابق الذي حرّم على الزوار الكرام نعمة الزيارة ونعمة ممارسة الشعائر الحسينية الخالدة.

 وقد رصدت شبكة النبأ زخم الزوار الأفاضل الذي راح يتزايد يوما بعد يوم وما صاحب ذلك من خدمات حسينية جليلة تقدمها التكايا بأنوارها الساطعة والحسينيات والدور السكنية للزوار الكرام، حيث امتلأت الحسينيات بوجبات الأكل ونصبت السرادق(الجوادر) المضاءة بالمصابيح طيلة ساعات الليل في عموم شوارع المدينة المقدسة وفروعها لكي تقدم ما يحتاجه ممن حلَّ زائرا على ارض الحسين ع ابتداء من الماء مرورا بشاي ابو علي ووجبات الـ(التمن والقيمة) كما فتح أهالي المدينة المقدسة بيوتهم للزوار الكرام للراحة والمنام وتقديم وجبات الأكل ايضا.

وفي شارع قبلة الامام الحسين ع(شارع ابو الفهد) وشارع الامام العباس ع توالت المواكب الحسينية بعضها خلف بعض وهي تردد مآثر الامام العباس ع في التضحية والشجاعة، وترافق ذلك مع وجود الحشود الكبيرة من الزوار الكرام الذين اصطفوا بعضهم الى جانب بعض وهم يرددون مع المواكب الحسينية لأهالي/ باب الخان وباب الطاق/ (وا حسين وا حسين وا حسين) حيث دوّى ليل المدينة المقدسة وشوارعها(بردّات) الجوقات التي تتوالى خلف بعضها وهي تسلم الردة الى من يسبقها ويليها من جوقات اخرى في اجواء حافلة بالخشوع والايمان حيث الجميع يستذكر في مثل هذه الايام فاجعة الامام الحسين واهله وصحبه الاكرمين رضوان الله عليهم أجمعين ودور العباس (ع) في درء العطش عن أطفال الحسين ونسائه وصحبه (ع)، فتقام هذه الشعائر تعبيرا عن محبة الحسين ع والايمان بفكره الانساني الخلاق الذي يهدف بالدرجة الاولى الى تحرير الانسان من اغلال الظلم والطغيان أيا كان نوعها او مصدرها.

وفي هذا اليوم نستذكر تضحيات العباس (ع) ونستمد منه روح التضحية والإيثار والشجاعة المتميزة .

وقد علق أحد الزوار الكرام( السيد أبو دعاء) على منظر كربلاء المقدسة وهي تحتشد بالمواكب الحسينية وبالشعائر العاشورائية المستمرة منذ عدة أيام قائلا:

هذه هي كربلاء الحسين شعلة من الايمان تنير قلوبنا جميعا وبلا استثناء ولو تبحث بين الزوار الآن ستجد منهم الذي جاء من آخر الدنيا كي يتبرك بهذه التربة المقدسة والمطهرة بدم الحسين (ع) ، ما كنا نعيش مثل هذه الشعائر منذ عقود حتى انجلت الغمة وسقط طاغوت الظلم وعاد المؤمنون من شيعة امير المؤمنين ومن كل المسلمين يقيمون هذه الشعائر المقدسة تضامنا وتماشيا مع الفكر الحسيني الوّهاج.

ولم تقتصر هذه الشعائر على مركز المدينة المقدسة بل شملت عموم احيائها، حيث توزعت السرادق(الجوادر) في شوارع وساحات الاحياء كحي العامل والحي العسكري وحي الغدير وحي الحسين وغيرها، وقد كانت لنا وقفة مع موكب( هيئة لواء الحجة) في حي النصر حيث نُصب جادر كبير في الشارع العام للحي وتوزعت الاضواء مقدمة الجادر وجانبيه وعلت الاعلام فوقه وتابعنا شباب هذا الموكب وهم يؤدون شعيرة عزاء(الزنجيل) وكانت أصوت الصنوج تملأ فضاء الحي مع ردّات حسينية تخلد مآثر ومناقب آل البيت عليهم السلام، وحثنا السيد (أبو علي) قائلا:

اننا نقيم هذه الشعيرة لنستقطب الشباب في هذا الحي والحمد لله هناك حضور فاعل ومشاركات الشباب الحسيني ترونها الان بعيونكم، انهم لا يبخلون بشيء ابدا من اجل نصرة امامنا الحسين ع وتخليد ذكراه العطرة والتمسك بمبادئه الخالدة على مر التأريخ.

ومع هذه الاجواء الحسينية العابقة بالقدسية والايمان كانت مواقد الشاي والأكل منصوبة ومتواصلة وهي تقدم لكل الحاضرين.

هذه هي صورة مدينة كربلاء المقدسة او جانبا منها وهي تعيش ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) وتحيي وقائع واحداث الطف التي وضعت حدا لإنهيار المبادئ الاسلامية، وكما قلنا ان اليوم السابع مخصص لإستذكار ما قام به العباس (ع) من دور في مساندة اخيه الحسين (ع)  وصحبه وذويه وهم يسطرون اروع الملاحم الانسانية في التأريخ.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ