الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

الشيخ عبدالحميد المهاجر يؤكد على ضرورة ان نعرف كربلاء كما هي وما هي ولماذا..

 

أكد الشيخ عبدالحميد المهاجر على مبدأ الوحدة والتعاون في محاضرة ألقاها بحسينية معرفي الواقعة بمنطقة شرق في الليلة الثالثة من شهر المحرم.

استهل المحاضر كلامه بقول الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

وقال ان أساس مشاكل الانسان هي التنازع وبين ان حركة جوارح الانسان ومخالفتها النية هي نقطة بداية التقاسم في الانسان ثم تبدأ التفرقة.

وقال ان الوئام والألفة والاجتماع والتفاهم والاتفاق على المبادئ وتغليب المصلحة العامة على الخاصة هو الطريق الى النجاح والتوفيق وان الله سبحانه وتعالى قال «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، مشيرا الى ان ابواب التعارف تشمل التعاون والعمل المشترك ولم الشمل والوحدة.

وقال: نعتقد نحن المسلمين ان الله يبين لنا ان كل شيء يمر بمراحل وترتيب ومعادلة صحيحة لا يختلف عليها اثنان وهو ان الاتحاد قوة وعزة والفرقة ضعف وانكسار.

وعرج المهاجر على القضية التي تشغل العالم الاسلامي اليوم الا وهي مسألة الاساءة المقصودة من بعض الصحف والمجلات الاجنبية واصرارهم على موقفهم المخزي من القضية وعدم الاعتذار واعتبارها حرية صحافية ولا تحتاج الى تبرير أو اعتذار.

وبين المهاجر ان الله جلت قدرته عندما كان يخاطب الرسول الاكرم كان يقول له «يا أيها النبي» فهذا رب الخلق يحترم النبي والبشر يسيئون اليه.

وأضاف انهم لم يكتفوا بهذا الحد بل قامت بعض الصحف الاخرى بإعادة نشر الاساءة للرسول والامة الاسلامية.

وعلل الشيخ المهاجر سبب ذلك بفرقتنا وخلافنا وعدم توحدنا وقال ان هذا هو الذي جرأ اعداء الاسلام علينا وان هذا خط هم سائرون فيه ونهج آخذوه ويعملون على تطبيقه من دون أي احترام باعتقاداتنا.

وقال: اننا السبب في الجرأة علينا وعلى الاسلام وذلك لأننا كمجموع لسنا اصحاب موقف ولا نغار على معتقداتنا.

وطالب المهاجر الجماهير والدول الاسلامية بموقف يذكره التاريخ، بموقف يعيد هيبة وعزة المسلمين، موقف يبيّض وجوهنا عند الله ورسوله، وأعطى مثالا على أهمية الموقف فذكر موقف مولى ابوذر الغفاري ودفاعه عن آل بيت النبي مع انه كان عبدا، فموقفه كان افضل من مئات الشخصيات الاسلامية البارزة في ذاك الزمان وانه بدفاعه عن الاسلام وأهل بيت النبوة بقى ذكره الى يومنا هذا محل تقدير واجلال عكس بعض الشخصيات التي مر عليها التاريخ مرور الكرام.

وذكر موقف «سعد بن عبدالله الثقفي «الذي وقف يوم العاشر من محرم أمام الامام الحسين وهو يصلي سدا في وجه الاعداء، يتلقى السهام في صدره حتى استشهد فهكذا رجال يبقى ذكرهم خالدا مدى الازمان».

وطالب بأن نعيد قراءة وكتابة التاريخ وذكر المواقف كما هي من دون خوف أو وجل لنعيد كرامة الامة المهدورة.

وأكد على ضرورة ان نعرف كربلاء كما هي وما هي ولماذا هي ومن قاد المسيرة ومن رواها بدمه ولماذا كان الصدى الاعلامي لها ولماذا أصبحت كربلاء من دون البقاع مقصد القلوب؟

وقال الشيخ المهاجر اتعرفون أي رجل نتحدث عنه عندما نقول كربلاء، عن رجل عندما كان طفلا كان يصعد على ظهر جده رسول الله في الصلاة فيطيل الرسول الاكرم السجدة لأجل ألا يوقع الحسين عند قيامه من سجدته، نتحدث عن مخدرة الهاشمين زينب التي لم يرها أحد قط قبل يوم الطف، نتحدث عن امرأة قدمت جميع ابنائها وهي أم البنين زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نتحدث عن شاب في عمر الورود وهو القاسم ابن الحسن الذي فدى عمه بنفسه، نتحدث عن أناس أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقفوا في وجه أناس أمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف وقتلوا أطهر خلق الله في زمانه، الا وهو الامام الحسين الذي قال عنه الرسول الاكرم «سيد شباب أهل الجنة» في حديث مجمع عليه لدى جميع الفرق الاسلامية، نتحدث عن اعدائه الذين باعوا دينهم مقابل دنيا زائلة وهذا اذا افترضنا جدلا انهم حصلوا عليها.

وذكر الشيخ ان الفرقة زادت والشق ازداد لأننا لا نحكم شرع الله وتمسكنا بمصالحنا الشخصية، وهنا دب الضعف فينا وأدى بالتدرج الى هواننا على الناس وذلك لأننا نقول شيئا ونعمل خلافه.

وطالب المهاجر بالعمل على تطابق نياتنا بأقوالنا وأفعالنا وسريرتنا وهو عين الايمان، فلا قول بلا نية والنية والقول يجب ان تكون مقرونة بعمل لأن خلافه يجلب مقت الله علينا «كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون».

واختتم الشيخ مجلسه بالدعاء للجميع بحسن العاقبة والثبات على الاسلام ودرء جميع الاخطار عن المسلمين.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ