الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

تاريخ تأسيس الـحسينيات في الكويت

 

اتشحت الحسينيات والمراكز الدينية في الكويت بالسواد احياء لذكرى استشهاد سبط رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده الحسين بن علي عليهما السلام، على رمضاء كربلاء مع بعض من اهله وصحبه عام 61 هـ، وجرت العادة في معظم دول العالم اقامة تلك المناسبة الأليمة من قبل محبي اهل بيت النبوة، وكانت الكويت من تلك الدول التي مارس اهلها حرية الاعتقاد واداء الشعائر الدينية بكل حرية علاوة على ذلك ساهم الحكام من آل الصباح من القرن الثامن عشر وحتى اليوم ماديا ومعنويا في ارساء تلك الدور المسماة بالحسينيات، اضافة الى ابناء الاسرة وكبار التجار كما ذكرت ذلك صحيفة القبس.

وكما يعرف ان الحسينيات في الكويت تقوم باداء الشعائر الدينية واحياء عاشوراء سنويا، ولم يقف دورها عند هذا الحد، بل تجاوز الى الدور الديني والاجتماعي الفاعل في المجتمع، كما انها مكان للمناسبات الاجتماعية ولتقبل العزاء في المتوفى، ويعود تاريخ تأسيس اول حسينية في البلاد الى عام 1815 ميلادي، وكانت عبارة عن ديوانية للسيد علي الموسوي الخباز، وكان موقعها في فريج البحارنة في منطقة الميدان في الشرق، وما زالت تؤدي دورها حتى اليوم في مبناها الجديد تحت اسم حسينية سيد عمران في منطقة الدسمة، وسيد عمران هو احد أحفاد السيد علي الموسوي الخباز.

اما اول حسينية بنيت رسميا وخصصت بالكامل لهذا الغرض فهي حسينية معرفي التي أسسها الحاج محمد حسين الحاج نصرالله معرفي عام 1905، ولا يزال مبناها قائما الى اليوم في منطقة الشرق.

وبدأ الشيعة ببناء حسينية جديدة في عام 1916 ويطلق عليها اسم الخزعلية اكراما للشيخ خزعل حاكم المحمرة وصديق الشيخ مبارك الصباح، وقد تبرع للبناء الحاج ابراهيم محمد علي معرفي، والحاج عبدالكريم معرفي، والحاج علي اسطى بهبهاني، والحاج عبدالكريم ابل، وتبرع حينها الشيخ مبارك الصباح بكتل من الاخشاب تعرف في الكويت باسم «صوارة» وهي تستخدم كجسور يوضع عليها «الجندل» لبناء الاسقف الكبيرة، كما تبرع الشيخ جابر المبارك ببيت مجاور للحسينية من ناحية الغرب، كان ملكا للشيخة موضي الدعيج الصباح استخدم كمطبخ للحسينية، وقد عوضها الشيخ جابر بدل ذلك بدكانين اثنين، كما تم شراء قطعة ارض مجاورة تعود لآل الخشرم اضافوها الى الحسينية، كما جاء في مقالة لـ عبدالمحسن جمال في «القبس» وبعد توسعتها للمرحلة الاخرى تبرع لها الشيخ عبدالله السالم الصباح بمبلغ خمسين الف روبية، والشيخ صباح الناصر الصباح بمبلغ ثلاثين الف روبية، كما تبرع بعض التجار الميسورين ماديا بمبالغ من المال وبناها المرحوم الاستاذ راشد الرباح وساعده علي الاسطى احمد.

وكان اول من اعتلى المنبر للقراءة هو المرحوم ملا جاسم العيدي، ثم ملا حسين الخياط وولده ملا علي، ومن بعده ملا حسن العبدالله الناصر، وملا علي العندليب، ثم الشيخ ابراهيم المزيدي، وسيد محمد حسن الشخص، ثم الشيخ احمد الوائلي، الذي وافته المنية قبل اكثر من عامين.

اما الحسينيات النسائية فاولاها اسستها السيدة فاطمة الموسوي، زوجة سيد سليمان سيد ربيع الموسوي، وكان موقعها بفريج الشيوخ، حيث كان زوجها سيد سليمان صاحب مدرسة اهلية درس فيها المرحوم الشيخ مبارك الصباح والمرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي عام 1845.

واستمر محبو اهل البيت في بناء الحسينيات عاما تلو الآخر، وحتى يومنا هذا ونحن نعيش في عهد جديد من ولاية سمو الشيخ صباح الاحمد كأمير للبلاد، حيث لا يخفى على الجميع علاقة الشيخ صباح الاحمد بأهل الكويت عموما من دون اي تفرقة بينهم، وكان كثيرا ما يجتمع بابنائه واخوانه الشيعة ويقول لهم «انتم منا وفينا، ولا تقولوا سنة وشيعة، كلنا مواطنون كويتيون، تحت القانون والدستور»، وكما ذكر سموه في معرض دفاعه عن اجواء التسامح والحرية الدينية التي كانت تسود مجتمعات الكويت المدنية في السابق، انه كان يقوم بمرافقة المرحوم احمد ابل بزيارة مجالس العزاء في الحسينيات خلال المناسبات الدينية المهمة، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على التماسك الكبير بين ابناء هذا الوطن ومشاركة بعضهم بعضا في المناسبات الدينية والاجتماعية.

المصدر: جريدة القبس الكويتية

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ