الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

لمناسبة ذكرى الأربعين:

القيم العالية في انتفاضة الإمام الحسين (ع)

 

علّمنا الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال نهضته الكبرى في كربلاء معنى الخُلق الثوري وعدم التنازل عن المبادئ السامية التي يحملها مهما كانت قوة وإجرام العدو المتربص به.

وأداء الاستشهاد الذي قدمه الإمام سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) هو الفتح الثاني للدين المحمدي الإلهي ففي ذلك الاستشهاد برزت خصال سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواجهة أعداء الإسلام الذين اتخذوا منه ديناً للدعاية الشخصية والمكاسب الذاتية الأنانية بعيداً عن درجة الإيمان بهذا الدين العظيم ولكن عملية التنصل عن الدين قد أتمها يزيد وأزلامه المجرمين باسم الإسلام ذاته إلا أنه سرعان ما انكشفت لعبة تلاعب هؤلاء وأنفضح أمرها بفضل صمود وجهادية الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) وعمته العظيمة السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين تحديا عنجهية يزيد وحكمه.

والاحتفاء السنوي بذكرى مرور أربعين يوم على استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) أمسى من تقاليد ليس المسلمين فحسب بل وأحرار العالم الذين يمجدون الأشخاص التاريخيين المدافعين عن العدالة. إن دُجى المحنة التي حلت بالإمام الحسين (عليه السلام) ورجاله الأبرار في كربلاء قد أوقع معسكر الكفار في فضح وإدانة لم يطال إلا المجرمين ولهذا يلاحظ أن المسلمين بمختلف مذاهبهم إن لم يكن منهم محتفياً بذكرى استشهاد الحسين (عليه السلام) فإنه لا يُعلن تأييده لـ(يزيد) أو أزلامه إلا ما ندر وهؤلاء النفر إن وجدوا بأي زمن فلا يمثلون إلا خط انحلالهم نحو الرذيلة ومعاداة الإسلام ويتحدوا مشاعر المسلمين.

لقد أنقاد الإمام الحسين عليه السلام ومعه خيرة رجال المسلمين في زمنه نحو التمسك بالقيم العالية التي يؤكد عليها كتاب الله (القرآن الكريم) فيما يخص ضرورة النصرة للحق وأهل الحق وهذا التدبر في الالتزام بذلك من قبل معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) هو الذي برهن إلى أن الدفاع عن الإسلام هو من خصال المؤمنين المعنيين لا المسلمين المزيفين إذ يمكن لمس هذا الفارق تماماً من (الحس الديني الراقي) الذي كان يُلمس في قيادة الحسين (عليه السلام) مقابل (الكفر بالدين) لدى جانب (يزيد بن معاوية) ورهطه الأشرار الذين لم يكونوا مسلمين حقيقيين حتى ليوم واحد فقط.

وعجباً واليوم من هؤلاء الذين يحاولون أن يبرروا لـ(يزيد) وأزلامه المجرمين بما لم يستطيعوا هم ذاتهم أن يدافعوا به عن أنفسهم رغم أن مكرهم قد أنفضح أمام الرأي الإسلامي. ويبقى دائماً أن جانب الحق ليس شرطاً أن تمثله الكثرة على حساب القلة التي قد تكون هي التي تمثل الحق في خلافها مع الكثرة وهذا ما حدث فعلاً في معركة كربلاء التي وصلت أخبارها وتفاصيل معركتها وأسبابها إلى أقاصي الأرض. إن ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) تُفهمنا والاحتفاء بها كل سنة تقربنا أكثر إلى أن الحق ذا وجه واحد ولا يقبل أي تأويل آخر.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ