الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

الإقتداء بسيد الشهداء (ع)

 

علمنا سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) كيف ينبغي أن يضحي المرء المؤمن ويسلك من سلوك في سبيل نصرة دينه الإسلامي وفي أول ذاك أن لا يخشى أي قوة غاشمة.

فالتصدي لأعداء الله واجب شرعي ولهذا فإن كل ما يقال من محاولات تضليل ضد انتفاضة الإمام (عليه السلام) ما هو إلا سم يخفي وراؤه غايات كافرة أو جاهلة ولعل في فهم قيمة المعنى الكبير من جراء الوقوف على أسباب تضحية الحسين (عليه السلام) بوجه الجور أي كانت شوارعية النفس لدى الحكومات الظالمة وعصاباتها لأن طلب الاستشهاد بمثل هذه الحالات هو واجب شرعي إذا ما سبقتها بذل محاولات جادة ليدرك الظالمون معرفة حجمهم الحقيقي.

والإقتداء الأمثل في معركة كربلاء علمنا أبو الأحرار (عليه السلام) بأن من أوليات تحديد التكليف في تحدي الظالمين هو عدم الخشية من الموت فالموت بهذه الحال هو حياة جديدة سيجازى بها الشهيد إذا ما وقع صريعاً في ميدان معارك الحق ضد الباطل.

وأن يموت الإنسان مظلوماً هو خير له أن يموت ظالماً ووسيلة الوصول لترجمة هذا الموقف يتطلب نضالاً عنيداً ضد الأجلاف الذين يرفعون رايات الكفر والظلم بوجه الإيمان والسماحة. لقد علمنا الحسين (عليه السلام) كيف نكون مظلومين لننتصر على الظالمين وأن الوضع المعاصر الآن ينبغي أن يؤخذ في فهمه أن إقامة العدل على الأرض يقتضي الإلمام بما تحيطه الساحات السياسية الملغومة بالغدر والنذالة والتهور عند الظالمين لكن مع عدم خشية أي ذلك وضرورة مواجهتها بالسلم أولاً لأن المواجهة بالحوار تفضح الطرف الظالم دون شك وتجعله يأت من كشف سقوطه الأخلاقي وبيع ضميره للشيطان.

إن حادثة كربلاء هي رسالة بحد ذاتها تترجم حضور الإيمان في ساحات وغى الكافرين وفروضها على الأحرار. إلا أن ما ينبغي التمسك به من قبل هؤلاء الأحرار هو أن تشييد صرح الشهادة في سبيل الله عز وجل لا يأتي دون بذل الدماء.

إن كفار الأرض أوشكوا هذه الأيام أن يعلنوا تعميمهم لمحو الإسلام السلمي حين يتهمون دين الإسلام بصفته دين إرهاب! وقد فاتهم أن تفكيرهم الخرافي سوف لن ينفع شيئاً إذ أن العلة ليست لدى الطرف الإسلامي بل لدى أعدائه ورفع العقيرة ضد الإسلام السمح والمسلمين السلميين لا يقوم بها إلى شياطين الأرض.

والخطر الداهم على دين الإسلام السماوي لم ينحصر على مجال دون آخر وهذا ما يفضل أن يتم سلب صفة الإسلام من كل مسلم زائف يحاول اللعب على حبال النفاق وبالذات أولئك الذين يحاربون الإسلام السلمي الحقيقي بالإسلام العنفي الإرهابي.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ