الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

من سينصر الحسين (ع)

بتوقيع : بهلول الكظماوي*

خذوا من ضحايا الطف درس تحرّر

ففيها لروّاد التحرّر معهد

ولا تذكروها بالبكاء مجرّداً

فلن يجدها هذا البكاء المجرّد

وكونوا كما كان الحسين و صحبه

مشاعل حقّ للجماهير توقد

و صونوا حقوق الشعب من كل مارد

على الشعب في طغيانه يتمرّد

ولا تثقوا من فاتح بتعهّد

فما للغزاة الفاتحين تعهّد

ابا الشهداء الطهر يومك جرّني

لتشخيص يومي و هو يوم مردّد

تفاقم فيه البغي و البعض مبرق

بوجهي و بعض فوق رأسي مرعد

وانت مناري كلّما اسودت الدنى

بطرفي فطرفي في سناك مزوّد

وهبني اصبت الدرب منذ طفولتي

فلا فضل لي فيه وانت المعبّد

ابا الشهداء الطهر باسمك نتّقي

سهاماً لقتل المخلصين تسدّد

فشعب تبنّى من ابيك صموده

سيثبت في حرب الطغاة و يصمد

فثورته في العارضيّت حيّة

وتأريخه فوق الفرات ممجّد

و لا بدّ للمستعمرين منيّة

محتّمة والملتقى يومه الغد

عزيزي القارئ الكريم : تجّرني هذه الابيات لافتش باحثاً فيها واحدّد من هو المستعمر, ثمّ من هو عميله , محاولاً فرزه عن الوطني الاصيل الرافض لكلّ اشكال الاستعمار و الاحتلال.

وانا اعيش مع شعبي في ذكرى عاشوراء وطفوف الحسين الشهيد الخالد ابد الازمنة والدهور, فهو نبراسنا ومعلّمنا ومؤدّبنا , نحن ابناء العراق شعبه الذي اهتدى به , ونسير على نهجه سنّة و شيعه , ونلتقيه في الفكر المسيحي و في الادب الصابئي.

نعم : كنّا ايام صبانا نعبر الشط من مدينتنا (الكاظميّة) قاصدين مرقد الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان الذي قتل بفتواه صابراً محتسباً في سجن الطاغية العباسي ابي جعفر المنصور الدوانيقي.

فأن كان قد فلت شيخنا ابي حنيفة من سيف الطاغية الحجّاج بن يوسف الثقفي لانه(ابو حنيفة) افتى بوجوب صرف الحقوق الشرعية لتمويل ثورة ثائر آل محمد (ص) (زيد بن علي بن الحسين (ع) ) وقال كلمته المشهورة : من ثار مع زيد و قتل فهو شهيد.

ولكن هذه المرّة سقط شهيداً مسموماً في سجن الدوانيقي لانه لم يساوم على مبادئه و يتنازل عن مدرسته الفكرية (مدرسة الرأي) ولم يرضى لنفسه ان يكون قاضياً للمنصور يشاركه بسوء اوزاره ,فارتقت روحه الطاهرة الى عليين ليلتحق بمعلّمه و مؤدّبه الامام جعفر الصادق (ع) في جنان الله تعالى.

نعم لقد تعلّمنا منهج الحسين نحن ابناء الكاظمية من مجالس ذكر الحسين التي كانت تقام في الاعظمية حيث مرقد الامام الاعظم ابي حنيفة , وكذلك في مرقد السيد عبد القادر الكيلاني سنّة و شيعة متوحّدين تحت راية الحسين (ع).

و كذلك لا انسى مواكب الدراويش و حلقات الذكر السيّارة لاخوتنا ابناء السنّة التي كانت توآزرنا و تعزّز وحدتنا وهي قادمة الى مدينتا الكاظمية.

من هنا انطلق لاجيب على تسائل البعض من غير العراقيين عن من يقتل الشيعة في العراق ؟

و خصوصاً هؤلاء القتلة يتّخذون من اسم السنّة غطاءً لتبرير اعمالهم الاجرامية التي وصلت من بعض ما وصلت اليه تفجير مستشفى في مدينة المسيب الشيعية والى قتل جمع ممن كانوا في احتفال تأبيني للحسين في مدينة بعقوبة , بل وصلت اعمالهم الاجرامية الى قتل مجموعة من الزبائن الذين كانوا يشترون الخبز من مخبز في حي شيعي.

وفي السنه الماضية كلّنا و العالم اجمع سمعنا بتفجير مواكب زوار الحسين في مدن كربلاء والنجف و الكاظمية, وما بين السنة الماضية وما قبلها و ما بعدها عشرات , بل مئات العمليات الاجرامية لقتل و ذبح ابناء الشعب العراقي العزّل و جلّهم من المدنيين النساء والاطفال و الشيوخ و العجزة اضافة لتدمير البنى التحتية للدولة العراقية.

بل وصل تطاولهم على سماحة الدين الاسلامي الحنيف بأن فجّروا كنائس اخواننا النصارى وهم الذين في ذمّة المسلمين.

و نرجع لنجيب على التسائل : هل هؤلاء القتلة هم من ابناء السنّة كما يدّعون ؟؟

بل هل هم مسلمين ؟ هل هم من البشريّة في شيئ ؟؟؟؟

نعم ..... انا اجيب و بكلّ تأكيد : انهم حتّى ليسوا من سلالة بني آدم .... انهم مسخ استغلّهم الاستعمار..نعم انهم ادواة الاستعمار و مطاياه الذين يعيثون قتلا و تدميراً بشعبنا و بلادنا, وهم خدمه الذين طالما حقّقوا له مآربه و اغراضه و رغباته و وّطئوا له و مكنوه من الجثو على صدر شعبنا لاكثر من خمسة و ثلاثين سنة.

وان كانوا بالامس يمارسون سياسة الارهاب عن طريق الاعدامات و المقابر الجماعية, اضافة لسياسة تجويع الشعب و تبديد ثرواته على المرتزقة الاجانب و حروب نيابية عن اللاستعمار.

فهم اليوم بعد ان يئسوا من الرجوع الى سدّة الحكم تطوّرت اساليبهم و اتخذت اشكال الانتقام من المواطنين العزل بتفجير تجمعاتهم وقتل علمائهم , تساعدهم في ذلك مجاميع من المرتزقة المرتشين من قابضي ثروات شعبنا الجائع بالامس عن طريق كوبونات النفط و اليوم عن طريق الثروات المهرّبة مع بقايا و فلول النظام البائد الهاربة الى الخارج ليسخّروا بها الممسوخين من البشر لاستقدامهم بحجّة الجهاد و تحرير بلاد الرافدين من المستعمرين , في حين هم ( الارهابيين ) من يمهّدون لطول امد هذا الاحتلال و يزوّدوه بالذرائع الّلازمة لطول بقاء استعماره للعراق.

العراق الجديد الذي لم يكن بمقدور اميركا ادارته, ولم يكن بمقدورها الايفاء بوعودها امام العالم لتحسينه و ترقيته اقتصادياً و مادياً وديمقراطياً و اعادت اعماره كما تعهدت .

ولذلك وجدت قوات الاحتلال الفرصة سانحة لبقائها, حيث وجدت في الارهابيين ضالتها المنشودة, وما دامت وزارة الدفاع عاجزة عن توفير الامن للمواطن العراقي, ووزير دفاعها يحرف انظار الناس عن فشله بافتعال ازمات مع اطراف سياسية تارة , ومع دول الجوار تارة اخرى.

و وزير داخلية تلقفها كما تلقفوها بنوا امية من قبله فعيّن اهله و ذويه وابناء مدينته في وزارته , وجلّهم من البعثيين السابقين , اذاً من يحمي المواطن غير الجيش و الشرطة؟؟؟

وهؤلاء ( الجيش و الشرطة ) ما بين نارين , نار مرؤوسيهم و نار الارهابيين الذين يتفنّنون بقتلهم ؟؟؟؟

امّا جلّ الارهابيين الذين قدموا من الخارج : فهم من ابناء المطلّقة , نعم انهم من ابناء المطلّقة.

نعم لقد حصل الطلاق بين الوهابية وآل سعود بعد زواج دام لامد طويل.

و لمّا كانت الوهابية العجوز لا تقدر ان تعيش بمفردها و بدون زواج الى ما لا نهاية , فبحثت لتجد ضالتها المنشودة في حزب البعث الذي كان قد طلّقه الشعب العراقي هو اللآخر.

حصل الزواج مؤخراً بين الوهابية و البعثية , وحتماً و بكلّ تأكيد هو زواج مصلحة, او زواج متعة قصير الامد , او سمّه عزيزي القارئ (زواج مسيار كما هو متعارف عليه في دول الخليج العربي ) و سينقطع باجله القريب.

يبقى اني اشك , والشك ظن, وانّ بعض الظنّ اثم , ولكن الكثير منه غير اثم : اظنّ انّ الذي

قام بدور الخاطبة وآلف بين هذين الرأسين ( الوهابية والبعثية ) وجمعهما على وسادة واحدة

هو الاردن , امّا المأذون الشرعي الذي عقد لهم القران فهو انكلو/امريكي , ومكان عقد هذا القران كان في مقر السفارة الاسرائيلية التي يرفرف علمها زهواً و خيلاءً في سماء عمّان العروبة والاسلام.

امّا مكان العرس وفندق الدخلة الميمونة فكانت منطقة الرويشد العراقية المغتصبة , وبالطبع كان الزفّافة و المعازيم كلّ بالعي كوبونات النفط.

امّا المنشدين فكانوا القومجية و الاسلاموين التي تبرءت منهم القومية و الاسلام منذ زمان قديم.

عزيزي القارئ الكريم

بعد هذا الذي شرحناه حيث توصّلنا الى تحديد من يقتل العراقيين و ( هم شعب الحسين ع ) .

اذاً لنبحث معاً و نرى من هم انصار الحسين (ع) .

سنجد حتماً انّ من يتعاضد ليحمي مدارس الاطفال في احياء العراق من القتله و المختطفين هو من انصار الحسين.

ان من يحمي المستشفيات و دور العجزة, او يتبرّع لهم بمكيف هواء او مبردة ماء او ماكنة توليد كهرباء لهو حقاً من انصار الحسين.

ان من يمسك ادوار الحراسة في محلته وحارته ليحمي منطقته و يذود عن جيرانه ضد اللصوص والعصابات لهو من انصار الحسين.

ان من يتطوع لاجل تنظيم حركة السير و المرور لهو من انصار الحسين.

ان من يحارب الغش و الاحتكار و الاحتيال في تهريب النفط و البنزين في محطات تعبئة الوقود لهو من انصار الحسين.

التاجر الذي يوفر السلع الجيدة و الرخيصة و يرأف بزبائنه لهو من انصار الحسين.

من يتطوع لعمل الخير و انقاذ الملهوف لهو من انصار الحسين.

ان من يحارب تقزيم الثورة الحسينية و يحارب المؤآمرة الكبرى على الحسين بحصره في طائفة معينة دون اخرى في حال ان الثورة الحسينية وصاحبها لكل الطوائف, بل لكل البشرية جمعاء لهو من انصار الحسين.

عزيزي القارئ الكريم

الحسين ع يدعوكم للنصرة في ايامه المقدّسة هذه لتحموا انصاره الذاهبين لمبايعته في كربلاء.

الحسين يدعوكم لتحموا طريق زوّاره المار من اللطيفية و الاسكندرية و بقية ما يسمّى بمثلّث الموت , المطلوب منكم ان تحموا هذا الطريق من اعداء الحسين ومن قتلة شعب الحسين.

الحسين (ع) باع نفسه وذويه لله , وسقط شهيداً مضرّجاً بدمه و دماء اصحابه واهل بيته , ثم سبيت عائلته ليطاف بها في اسقاع الارض على يد اراذل خلق الله ليصحّح ما فسد من دين جدّه , ومن اجل ان يعمل بالحق و يتناهى عن الباطل , ويسعد المجتمع.

فلنسعد الحسين (ع) في يومه هذا بالتعاضد و التآزر والتلاحم و التراحم و الوحدة واشاعة روح التسامح و المحبة في مجتمعنا العراقي الجديد.

*امستردام في 14/2/2005

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ