الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

ارض الطف تربة مباركة

صباح سعيد الزبيدي*

تسمى الارض التي نزلها الامام الحسين (عليه السلام) ليبقى فيها الى الابد (كربله) والتي يرجع تاريخها الى العهد البابلي.وعن اسمها ذهب بعض المؤرخين الى ان اسمها مشتق من كلمة(كور بابل) التي هي مجموعة قرى بابليه قديمه،ذهب اخرون الى ان اسمها مشتق من(الكرب والبلاء)..او من( كربله) اي رخاوة ارضها وتربتها.

لهذه الارض منزله رفيعه في التاريخ الاسلامي والانساني.حيث مر بهذه التربة المباركة النبي ادم(ع) حينما هبط على الارض، والنبي نوح(ع) مرت سفينته بكربلاء،وابراهيم(ع) مر بكربلاء وهو راكب فرسه،واسماعيل(ع) كانت اغنامه ترعى بشط الفرات فاخبره الراعي ان الاغنام لاتشرب الماء،فسأل ربه، فنزل جبرئيل على اسماعيل وقص قصة كربلاء.والانبياء سليمان(ع) وعيسى(ع) وزكريا(ع) لهم قصص وشواهد تاريخية مع هذه التربه.

قال رسول الله (صلى الله عليه واله)عن هذه الارض:"اخبرني جبريل ان ابني الحسين يقتل بعدي بارض الطف وجاءني بهذه التربه واخبرني ان فيها مضجعه".

كذلك امير المومنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) في سفره الى صفين مر بكربلاء فاخذ من تربتها قليلا وقال:"واها ياتربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب".

وارتضى الامام الحسين(ع) بأسمها وقال:"هي هي هي والله محط رحالنا ومناخ ركابنا وسفك دمائنا".

وحين كان الامام علي بن الحسين(عليه السلام) ينظر الى ابيه واهله مجزرين قالت له السيدة زينب(بنت سيدة نساء العالمين)عليها السلام :"مالي اراك تجود بنفسك يابقية جدي وابي واخوتي؟! فوالله ان هذا العهد من الله الى جدك وابيك، ولقد اخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماوات،انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء لايُدرَس أثره، ولايمحى رسمه على كرور الليالي والايام، وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة في محوه وتطميسه،فلا يزداد أثره الاظهورا، وامره الا علوا".

بدأ تاريخ هذه الارض الطيبه بمقتل سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين بن علي(عليه السلام) واهل بيته واصحابه الكرام فيها سنة (61) ه، حيث وقعت فيها اعظم مأساة واعظم ثورة قادها وسطر ملحمتها ابن بنت رسول الله(صلى الله عليه واله) الامام الحسين(ع) للقضاء على كل انواع الظلالة والانحراف واقامة حكم الله العادل في الارض الاسلامية وضد حاكم متغلب، انتزع من الامة حقها في اختيار حاكمها الا وهو يزيد بن معاويه(لعنه الله) الذي كان معروفا بالانحراف والفسق والمجون.

وهاهي اليوم ارض كربلاء اصبحت قبلة لكل ثائر ولكل رافض للظلم والكفر والطغيان ومنارا للحق والعدل والايمان لان دماء الحسين سيد الشهداء قد سقتها،ودموع السيدة زينب(سلام الله عليها)روتها والابدان الزكية دفنت فيها والارواح الطيبة حلت بفنائها.

واخيرا يجب ان لاننسى الامام الحسين (ع)عندما وقف لوحده وقال:"هيهات منا الذله".

*بلغراد- صربيا والجبل الاسود

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ