الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

عاشوراء بين الأحزان والعبر.. وقفة تأمل

مريم المدحوب

عاشوراء قضية، كلما تأملنا فيها، أو أبحرنا في عمقها، نجد أنفسنا ما زلنا على الشاطئ، عاشورا قصة، لا يمكن وصفها تجريدياً، لان أبطالها كانوا عظماء، ومازالوا عظماء، وسيظلون عظماء، فهي قضية عظيمة.

كل ما نعرفه هو ما رواه لنا التاريخ في حقبة ظلت مجهولة في تاريخنا الإسلامي، ولكن أبعادها ظلت مآثر وسطور يحيها المسلمين في كل أنحاء الدنيا، ويقيمون لها الشعائر، حتى تكاد تهتز الجوارح، وتحتبس الدموع في المآقي عند عصي الدمع.. فعقول الملايين لم تعد ترى في واقعة الطف واستشهاد ابن بنت نبي الرحمة محمد (ص) أعظم العبر وأعمق الأحزان لهؤلاء العظماء وحسب، بل أعظم الذكرى لكل عام.

واليوم عندما نقف إجلالا لهذه الواقعة في تاريخنا الإسلامي، إنما نستذكر كل عام مع أنفسنا لنقترب بعض الخطوات نحو حقائق ربما ظلت مختفية عن أذهان الكثير منا. ففي عاشوراء الدمعة والعبرة والدماء.. عاشوراء موسم تجديد الولاء لأشرف سلالة من أصول النبوة.. عاشوراء موسم مكاشفة النفس لنفسها .. ففيها يتم استحضار الذكرى في كل عام من الذاكرة لتكون واقعا حياتيا للمواجهة، حيث يُرى في آل بيت الرسول "ع" أعظم آيات الخير والتسامح، وبالتالي فان عاشوراء موسم إحياء الشعائر إسلامية وتعظيمها، والله تعالى يقول في كتابه المجيد ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

ففي عاشوراء يتم تعظيم هذه الشعائر المقدسة، فهذا يقيم أعظم العزاء في مجالس عرفت بالتقوى واسترجاع ما في المخيلة من شعائر، وذاك يرى في الجموع تشارك في اكبر عزاء للبشرية كان وما زال قائما رغم كل المحن، وهذا يطعم الناس باسم شهداء واقعة الطف في كربلاء، وهذا يشارك في مواكب الحزن التي تخرج بأشكال متنوعة، فالكل يعبر عن حزنه بطريقته وحسب مقدرته وحبه للرسول وآل بيته الكرام، وكل عاشق له طريقته الخاصة التي يعبر من خلالها عن مدى عشقه وهيامه.

ومن هنا فان عاشوراء ليست قضية وذكرى وحسب، إنما عاشوراء قضية إنسانية عظيمة، بل واقعة تستحق التأمل والوقوف عندها، فهي بحق وجع الإنسانية كلها، فالتعاطف معها لابد من أن يكون في مستوى لائق بعظمتها، ففيها أسيلت دماء أهل بيت رسول الرحمة محمد"ص" وفيها تعرضت أعظم نساء الأمة الإسلامية بإجماع كل المذاهب إلى السبي.

سلام عليك أبا الشهداء الإمام الحسين وعلى كل من استشهد معك من صلب رسول الله ومن أصحابك الذين باعوا الدنيا بالآخرة في زمن الطغاة وجبابرة الإسلام المزيف الذين ما زال أتباعهم يعبثون في الأرض كفراً ، تارة باسم الجهاد المزيف، وتارة أخرى باسم الفتاوى المضللة، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ