الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

ضرورة التثقيف بدروس معركة كربلاء

 

التعريف الأمثل المستند إلى الحقائق حول معركة الطف في العراق هو في إبداء نوع الجهاد السلمي المطلوب أولاً وإذا اقتضى الأمر بعد الفشل في ذلك هو إبداء نوع الجهاد المتحدي للظلم والظالمين وهذا ما حدث في تلك المعركة التي خلدها التاريخ لصالح الإمام الحسين (عليه السلام) ومعسكر أبطاله الميامين.

الحمد لله سبحانه عز وعلا الذي جعل بواقعة كربلاء حيث الاستشهاد الأعظم للإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وصحبه الأبرار من يحيي ذكراها كل سنة إذ تعبأ النفوس فتنقسم بين أساتذة مؤمنين يعرفون تلاميذهم المؤمنين أيضاً من خلال المنابر والإذاعات والتلفزات والكتب والنشرات واللافتات التي كل منها يحكي جانباً من جوانب القدر الذي آل إليه مصير الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه مؤدين متطلبات الاستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض فباعوا كل غالٍ ونفيس من أجل الإثبات أن الإيمان بالإسلام مسؤولية كبرى ما بعدها من مسؤولية أكبر.

فبهذا النفس المجرد من طمع في الدنيا برز الحق الحسيني أمام الباطل اليزيدي واليوم فإن هذا الجيل الذي يعاصر مراحل الاحتفاءات الدينية لإحياء ذكرى عاشوراء بحاجة أكثر مساساً لإدلالهم على معنى (الولاية) التي حصرها الله سبحانه وتعالى بالإمام علي (عليه السلام) ومن بعده ولده الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

إن خريجي ثقافة معركة كربلاء اليوم ليسوا قليلون فمجرد أن يقوموا بإحياء المجالس الحسينية ما يدفع إلى الاستحسان فالمثقفون الحسينيون هم أقدر على أداء التكليف لمسؤولية الأحياء لأن قضية كربلاء هي قضية الضمير الذي ينبغي أن لا يركن جانباً في إحدى زوايا التاريخ كما يحدث ذلك مع مناسبات أخرى.

وطرح المسألة الحسينية لكربلاء وعن كربلاء هي مسألة الحدث المتجدد في كل عام وتحتاج لتوضيح الأفكار وفضح القتلة الظالمين في معركة الطف وينبغي أن يكون كذلك على طول التاريخ فلقد تعلم الناس أن الدين الحقيقي أكبر من أن يكون أحد يدعيه والعارف بالدين الإسلامي وتاريخه ومتطلبات عدله هو الذي يحوّل الحضور إلى قدوة صالحة ولا مجال للمقارنة أو التأويل بين حق إسلامي واضح وباطل كفور جلي حيث يقول بعض الجهال أن معركة كربلاء قد انتهت منذ زمن بعيد ولكن لو تم التسليم لمثل هذا الأمر للوحظ أن هؤلاء المدعين انتقاصاً من إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) سيفسحون المجال لوضع الحق الحسيني والباطل الأموي في كفتي ميزان وهذا ما لا يرضاه ذو إيمان بوصايا الله سبحانه وتعالى.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ