ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

الحقد السفياني يستنفر قواه من جديد...

أعمال إرهابية تهز مدينة كربلاء والكاظمية ومدينة الصدر وتوقع مئات الزوار الأبرياء بين قتيل وجريح..

مواكب العزاء تواصلت بكثافة رغم أعمال الإرهاب..

تقرير\ عباس سرحان

عدسة \ محمد الصواف

بينما زوار الإمام الحسين يؤدون زيارتهم المليونية حيث تجمعوا من دول ومناطق شتى ، استهدف الإرهابيون أرواح الزوار الأبرياء في جريمة ليس لها ما يبررها سوى حقد منفذيها على أهل البيت(ع) وأنصارهم ، وكأن ما جرى للحسين في الطف وما جرى لأنصاره على أيدي الطواغيت في أزمنة مختلفة لم يكف هؤلاء القتلة، فعادوا ليجددوا البيعة ليزيد ومعاوية وأبي سفيان من خلال جرائمهم التي استهدفت الأبرياء دون تفريق بين شخص وآخر بحسب سنّه وجنسه وهويته، فكل الحسينيين استُهدِفوا من قبل القتلة.. عبوات ناسفة زرعوها على طرقات الزائرين الذين اصطفوا كتف على كتف من شدة الزحام ،وقذائف أطلقوها من بعد، الأمر الذي أوقع خسائر بالأرواح إذ تقطعت بعض أجساد الزائرين وتناثرت أوصالها هنا وهناك بشكل يثير الألم..

ولكن هذه المجزرة التي أراد منفذوها إسكات الصوت الحسيني ومنع الناس من إتمام زيارتهم وإبعادهم عن الحسين، وربما زرع بذور فتنة طائفية في العراق، لم تفلح في تحقيق أي من هذه الأهداف،فالمواكب الحسينية ما انفكت تواصل طوافها بالضريح سيما وقد وصل الزائرون الذين قصدوا الإمام الحسين مشياً على الأقدام من محافظات أخرى بعد الجريمة بقليل ، فتواصلت المواكب متحدية ما حدث..

أحد الزوار الذي كان قريباً من مكان الجريمة قال:( لم نكن نجهل أننا معرضون في أي لحظة لعمل إجرامي، ولكن ذلك لن يثنينا عن الاحتفاء بعاشوراء).

بينما قال آخر: ( إنه حقد يزيدي على الحسينيين ، فكما قطع اليزيديون الأوائل رأس الحسين وأصحابه ومثلوا بجثثهم، فعل هؤلاء اليوم، حيث قُطعت رؤوس وتناثرت أعضاء).

وحول الأبعاد السياسية للجريمة قال مواطن عراقي قدم من مدينة العمارة: ( إنهم يريدون تفتيت الوحدة الوطنية ، فيقتلون السني ويتهمون الشيعة بقتلة، ويقتلون الشيعي ويتهمون السنة بقتله، ولكن هذا لا ينطلي على أحد فالسنة والشيعة العراقيون هم حسينيون ولا يمكن أن يقوم بهذه الجرائم عراقي... إنهم غرباء متآمرون على العراقيين دون استثناء... ــــ وأضاف ــــ لقد حولوا أفغانستان إلى خراب بفتنهم ويحومون حول العراق، ولكن أهل العراق يختلفون.. ).

وبعد الجريمة بساعات توجهت نحو مقر قوات التحالف في مدينة كربلاء مظاهرة حاشدة ملأت شارع أبى الفضل عليه السلام ، منددة بالجريمة ومطالبة بتقديم الفاعلين للعدالة، وقد سلم المتظاهرون مطالبهم لقوات التحالف التي وعدتهم بمتابعة الأمر..

وقد أعلن مجلس الحكم العراقي الحداد العام في العراق ولمدة ثلاثة أيام، على أرواح الشهداء الذين سقطوا في كربلاء والكاظمية ، حيث استهدف إرهابيون الزوار في حرم الإمام موسى الكاظم عليه السلام، بالإضافة إلى استهداف المعزين في مدينة الصدر. وأكدت الإحصائيات غير النهائية أن الحادثين أوقعا مئات الإصابات بين شهيد وجريح..

من جهة أخرى أكدت مصادر مسؤولة في شرطة كربلاء أن قواتها تسيطر على الأوضاع في المدينة، رغم أن العدد المكلف بحمايتها (1500شرطي) غير كاف من الناحية العملية، وأفادت تلك المصادر أن إجراءات الشرطة قد حملت الإرهابيين على تغيير تكتيكاتهم المعروفة( السيارات المفخخة)، واللجوء إلى أسلوب العبوات الناسفة، وأكد المصدر المسؤول: ( أن السيطرة على حركة الناس صعبة للغاية وهم يفدون إلى المدينة بالآلاف ، فمن السهل على أي شخص حمل شيء ما في حقيبة يده إلقائه حيث يشاء، فليس لدينا العدد الكافي من الأشخاص لمراقبة معظم الناس، فضلاً عن أن هذا العمل هو عمل استخباراتي بحت)..

ولكن مع ذلك فالشرطة العراقية قد تمكنت من إلقاء القبض على اثنين من المتورطين في التخطيط للقيام بأعمال إرهابية في كربلاء، فضلاً عن إلقائها القبض على سائق سيارة مفخخة حاول الدخول إلى مدينة كربلاء..

يذكر أن بعض الحركات السياسية في كربلاء قد ألزمت بعض أفرادها بممارسة عملية التفتيش، ولكن الأمواج البشرية كانت كبيرة جداً فضلاً عن أن طرقات المدينة الضيقة الملتوية لم تكن خضعت لعمليات المراقبة

يذكر أخيراً أن العديد من الزوار الإيرانيين بينهم طفل صغير قد قُتلوا بهذه الحوادث..

 

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ