ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

مدينة الحسين لم تصمت منذ ايام وحتى الآن

* مواكـب ضخمة من مختـلف البلــدان تطـــوف الطرقــات

* يافطــات وأهازيــج تعكس البــعد السيـاسي لعاشــوراء

* شعارات تتحدى الارهاب وتنتقد الفضائيات العربية

تقريرـــ عباس سرحان

تصويرــ محمد الصواف

كربلاء الحسين تعيش أياماً لم تعشها منذ عقود طويلة، فطرقاتها غصت بالزائرين الذين وفدوا إليها من مختلف أنحاء العالم ، فضلاً عن أولئك الذين وفدوا إليها من مدن عراقية أخرى..ألاف تتبعها آلاف من الحشود البشرية تنطلق من مختلف المناطق والأحياء لتتجه نحو الحرمين الطاهرين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل (ع).. ومن مختلف الأعمار .. نساء ورجال... انتظموا في مواكب عراقية .. وأخرى من إيران وباكستان والهند ودول الخليج ولبنان.. كل أولئك يتجهون صباحاً ومساءً نحو المرقدين الطاهرين..

الشرطة العراقية والجهات المسئولة عن تنظيم الأوضاع وحفظ الأمن في مدينة كربلاء المقدسة، بادرت أولاً لإغلاق الطرقات القريبة من المرقدين بوجه المركبات كي تسمح للزوار القيام بشعائرهم بشكل مرتب ودون مضايقات، ولكن الشوارع قد غصت بالحشود، الأمر الذي حدا بها إلى توسيع دائرة المنع بوجه المركبات لتشمل طرقات أخرى بعيدة عن دائرة الروضتين الشريفتين .. لذا فالناس يقطعون مسافات طويلة قبل أن يصلوا إلى مركز المدينة..ورغم أن هذه الإجراءات تسبب بعض المتاعب للمواطنين، غير أنهم استقبلوها بعين الرضا، وألفوا إجراءات قوى الأمن لأتهم أدركوا أنها في صالحهم، بعكس ما كان عليه الأمر أيام النظام البائد ، حيث كانت كل الإجراءات التي تقدم عليها قوى الأمن هي ضد المواطنين العراقيين..

أحد العراقيين علق على هذا الأمر وهو يشير إلى بندقية أحد رجال الشرطة: ( إنها أسلحة لم نعد نخشاها، لأن أصحابها لا يريدون بنا الشر كما في السابق ).

مواكب الليلة الماضية وصباح اليوم كانت كبيرة جداً ومنظمة بشكل لافت، ورفعت فيها شعارات ذات معان سياسية واضحة، فقد هاجم بعض تلك الشعارات والأهازيج الحسينية القنوات العربية، كقناتي (الجزيرة والعربية): ( ليش الجزيرة والعربية والإعلام...ظلت تعتم عالمآسي والآلام...عده اسباب معروفه عالدورلار ملهوفه... لا لا لا مانرضه بالإرهاب).. ومعنى هذا باللغة العربية الفصحى: ( لماذا قناة الجزيرة وقناة العربية ظلتا تعتمان على مآسي الشعب العراقي وآلامه.. إذا لم تكونا لديهماا أسباب نعرفها تتعلق بالدولار.. ) ثم يؤكد المعزون رفضهم لهذا الأمر معتبرينه إرهاباً فيكررون: ( لا .. لا.. لا.. لن نرضى بالإرهاب).

وعلى غرار هذه الأهزوجة قيلت العديد من الأهازيج رددتها الآلاف المحتشدة وتكررت أصداؤها طوال الليلة الماضية تقريباً قي مختلف أنحاء كربلاء..

ولم ينس المعزون التعريج على الإرهابيين بأهازيجهم: ( هذه جرائم كل الضمائر ترفضها...نعرف قصدهم خلق المشاكل غايتها...ابصوت انصيح كل احنه...وحدة اتصير كلمتنه..لن نرضه بالإرهاب..).

الملاحظ في هذا الحضور الذي يؤكد عزيمة وشجاعة كبيرتين أن الناس تحدوا كل الرسائل الإرهابية التي حاول الإرهابيون إيصالها للعراقيين، فربما قصد الزرقاوي أن يقول للشيعة أن لدي خطة ما لإلحاق الأذى بكم.. ربما أراد أن يثنيهم عن إحياء ذكرى الامام الحسين لإسباب سياسية، ولكن الحشود التي تملأ كربلاء أكدت أن الشيعة العراقيين أقوى عند التحدي..!

سألنا بعض المعزين ألا تخشون العمليات الإرهابية؟

وأجابونا بلغة واحدة رغم أننا التقيناهم في أمكنة شتى: ( وهل ترك صدام جريمة للزرقاوي كي يرتكبها).. هم يدركوا أن الإرهابيين ربما يستهدفونهم في أي لحظة، رغم الإحتياطات الأمنية المشددة ، ولكن عودهم أقوى بعد مامروا به من ويلات على يد النظام العراقي السابق..وبعبارة أخرى أن ولاءهم للحسين عليه السلام، هو أقوى من هواجس الخوف والرغبة في السلامة.. ذلك ما قرأناه من خلا ماخط على إحدى اليافطات: (شعبك تحدى يا أبو الأئمة هذه الأخطار..هذه دماؤنا تشهد علينه نظل ثوار..جينه اليوم نشكيلك.. مايرضون نحكي لك.. لن نرضى بالإرهاب).

حتى كتابة هذا التقرير في ضحى اليوم الإثنين والجموع تطوف الشوارع وتطلق العنان لحناجرها مرددة عبارات العشق والولاء للحسين وأهل بيته(ع).. لم تصمت كربلاء منذ الليلة الماضية، ولن تصمت هذه الليلة أيضاً ، وهناك استعدادات مكثفة لإحياء هذا المساء بشكل مهيب..

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ