ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

الشعائر الحسينية: يمارسها العراقيون اليوم بحرية

منذ وقت طويل لم يألف عراقيو الداخل ما يرونه اليوم من الشعائر الحسينية وبعض الممارسات التي تصحبها كالتطبير والزنجيل... التطبير هو ضرب الرؤوس الحليقة بمدى حادة ضربات تسير على إثرها الدماء، بينما الزنجيل هو ضرب الظهور بالسلاسل ، فالنظام العراقي المنهار كان قد منع الشعائر الحسينية لأكثر من عقدين ونصف ، لذا بدا العراقيون اليوم الجمعة يجولون أنظارهم بلهفة على تلك المواكب التي عاد بعض مؤسسيها من الخارج بعد سنوات هجرة إجبارية قضوها في دول إقليمية أو بعيدة عن العراق...

معظم الذين التقيناهم لم يصرحوا بأسمائهم واختار بعض آخر أسماء مستعارة ، وهو أمر يشير إلى أن العراقيين لم يألفوا إلى الآن أجواء الحرية التي يعيشونها ، أو أنهم مازالوا مسكونين بهواجس الخوف من أجهزة التسجيل وعدسات الكاميرا، التي استخدمت سابقاً كأدوات لتوريط العراقيين وإرهابهم أو ابتزازهم من قبل أجهزة الأمن والمخابرات..

لم تنفع تأكيداتنا للذين التقيناهم أنهم أحرار فيما يقولون، وأننا نافذة لنقل آرائهم فقط ، لذا اقتصرت مهمتنا على طرح الأسئلة بشكل عام..

المواطن العراقي (س) قال: ( هذه تقاليد قديمة قضى عليها النظام ، أو حاول ، ولكنها عادت الآن في وقت الحرية، إنها شئ لم نره من قبل .. ( واضاف): أنا عمري 36 عاما ولكنني لم أعش هذه المرحلة لم أشاهد هذه المواكب وهذه العزاءات )ــ ويضيف ــ : ( ضرب الجسد من أجل الإمام الحسين (ع) ليس فيه أذى للنفس، ولو كنت من الذين يضربون الزنجيل سوف ترى أنك لا تشعر بالألم حين ترشق ظهرك بالسلاسل )..

ولكن ماذا عن التطبير؟ ويواصل المواطن العراقي (س): ( التطبير ليس فيه حرمة شرعية لم أسمع أن أحدا من مراجع الشيعة قد أفتى بتحريمه(..) في النجف لم نسمع أن مرجعاً عراقياً قد حرمه).

ويبدو أن المسلمين الشيعة العراقيين مجمعين ، أو شبه مجمعين على دعم هذه الشعائر ، فهذا مواطن آخر يقول: ( الذي يضرب جسده من أجل الإمام الحسين لا يؤذي نفسه بل هو يحصل على الأجر والمثوبة)..

وأضاف مواطن عراقي آخر رفض ذكر اسمه أيضاً: ( لطم الجسد نفعله لإظهار الحب لأبي عبد الله الحسين (ع)، فهذا قليل بحقه وقد عاش تلك المصيبة الكبرى... أما عن التطبير فلا تسألني رأيي ، بل اسأل المتعمقين بالدين واصحاب الفتوى، فليس لدي جواب أعطيك إياه )!

بينما أجاب آخر : ( أتمنى أن أمارس الضرب بالزنجيل، لأنني أحب الإمام الحسين عليه السلام، فكيفما كانت تضحياتنا ، فهي لن ترقى لتضحيته سلام الله عليه .. ولن أفتي بخصوص الفتوى، يعني أنني لن أعطيك رأياً محدداً.

ورأى آخر أن هذه المراسيم والشعائر هي تذكير للناس بمصاب الإمام الحسين(ع) ، ولا يرى في التطبير أي إساءة للمذهب أو الدين، إنما هو تعبير عن مأساة الإمام الحسين(ع)

الشيخ أبو علي البصري اعترض علينا قائلاً: ( من أنتم وماذا تريدون) وكان لابد أن يقرأ بطاقة التعريف الصادرة من المجلة قبل أن يبدأ حديثه قائلاً: ( هناك طرق مختلفة للتعبير عن الاحتفاء بعاشوراء ، والاحتفاء بعاشوراء ليس فقط تعبيراً عن الحزن وعن المأساة التي مرت بها عترة الرسول(ص)، هناك طرق مختلفة للتعبير والتظاهر وللثورة ، منها عن طريق اللسان او القلم والمسرح وغيرها، واحدة من تلك الطرق هي الضرب على الصدور والظهور بالزنجيل...ـــ ويضيف ـــ أما من ناحية جذور هذه المسألة التأريخية فهي ترجع لثورة الحسين عليه السلام حين وصلت بعض الجحافل التي كان ينبغي لها أن تصل قبل اليوم العاشر من محرم، بعد اليوم العاشر منه فوجدوا أن القضية قد انتهت فبدأوا يدعون بالويل والثبور ويلطمون صدورهم وظهورهم ، بل إن البعض استخدم السيوف وأخذ يضرب على رأسه، مواساة للإمام الحسين(ع)، ليس فقط بالموقف السياسي أو العقائدي وإنما بالدم والألم كذلك) ـــ وأضاف ـــ : ( إن أحداً لم يفت بحرمة التطبير) .

ثم أضاف: ( في زمن الإمام علي الهادي عليه السلام، كانت زيارة الحسين تستوجب قطع اليد ، وقطع اليد يعتبر إيذاء، وتطورت المسألة في زمن المتوكل بحيث أصبحت نسبة القتل في صفوف الزوار كبيرة جداً،فلماذا لم يفت الإمام علي الهادي بحرمة الزيارة )...

وقاطعنا الشيخ أبا علي البصري قائلين: ( ربما كان الظرف السياسي آنذاك يتطلب الإصرار على إظهار العقيدة الحسينية والتمسك بها) فأجاب: ( وفي هذه الفترة نحتاج الإصرار على إثبات قضية الإمام ، فلو تركنا قضية الإمام الحسين لأصبحت كقضية الغدير التي ابتلعت من هذا الفك إلى هذا الفك... نحن نصر على تجسيد ثورة الإمام الحسين بكل المظاهر)...

.

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ