في حديث الجمعة 29 ذو الحجة 1424هـ تابع سماحة السيد
طاهر الشميمي الحديث عن الإمام الحسين (ع) فبدأ بقول الرسول الأعظم (ص):
(إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، وأشار إلى أن هاتين الصفتين
تُطلقان على سائر الأئمة عليهم السـلام وذلك لما ورد في الحديث الشريف: (إن
مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق) وكما ورد
أيضاً في الحديث الشريف ( إن أهل بيتي فيكم كالنجوم بأيهم اقتديتم
أهتديتم)، وإنما خُصّ الحسين بحديث منفرد من رسول الله صلى (ص) لأنه (ع)
مخزون الأئمة والأنبياء، ولأن جميع الأئمة (ع) همّهم الأكبر هو قضية الحسين
(ع).
وأشار السيد الشميمي إلى واجباتنا تجاه الإمام الحسين وهي:
1- أن نتعرف على الحسين عليه السـلام شخصاً وقضية وأن نعرض هذه الشخصية
العظيمة للعالم أجمع حتى يتعرفوا عليها بشكل موسّع، فإننا مقصرون كثيراً في
معرفتنا له(ع) المعرفة الحقيقية، فبعضنا يكتفي بمعرفة الإمام الحسين أيام
عاشوراء أو فقط في جانب اللطم والبكاء.وعلينا أن نتعرف على أهداف الثورة
الحسينية والتي عبّر عنها الإمام الحسين(ع) بقوله: إنما خرجت لطلب الإصلاح
في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.ولنرى كيف تعرف أعداء
الحسين(ع) أو غير مواليه على شخصيته فمنهم من قال: تعلمت من الحسين كيف
أكون مظلوماً فأنتصر، ومنهم الحجاج الذى آذى كربلاء أشد الإيذاء وتبعه
العثمانيون الذين قطعوا الأشجار ولوثوا المياه وسبوا أهلها فضلاً عن من
قتلوهم، وهذا لمعرفتهم بمكانة الإمام الحسين(ع) وأهمية كربلاء.واستمرت
المعاناة حتى عصرنا الحالي فرأينا الطاغية صدام وما فعل في الإنتفاضة
الشعبانية وسار على نهجة حسين كامل، إلاّ أنهم جيمعاً قد هلكوا وبقيت
كربلاء مزاراً ومقصداً من كل أنحاء العالم.وعلينا أن نستغل كافة وسائل
الإعلام المتاحة لنشر قضية الإمام الحسين وأبعادها، كالأنترنت والإذاعات
والفضائيات والصحف والمجلات والنشرات.
2- أن نسعى لتطبيق أهداف الإمام الحسين(ع)، فلقد رفع الحسين راية الجهاد
ليأمر بالمعروف ولينهى عن المنكر ولطلب الإصلاح، فعلينا أن نشترك معه(ع) في
أهدافه القيمة، ولنسعى لطلب الإصلاح كلٌ منا بقدر طاقته في المدارس
والطرقات والتجمعات ، وبيّن العلامة حفظه الله ما لهذه النقطة من دور كبير
ينعكس لصالح الإمام الحسين(ع)، حتى يتميّز أتباعه(ع) بتطبيق الأهداف
القيمة، وبيّن سماحته بعضاً من صفاته(ع) مع أعدائه وأنه سقاهم الماء عندما
كان تحت تصرفه،وأنه بكى عليهم لأنهم سيدخلوا النار بسببه، ولم يغلظ عليهم
لأنهم اختلفوا معه في الأفكار والتوجهات مع علمه(ع) بأنهم إن تمكنوا من
الماء فلن يشفقوا عليه ولا على أهل بيته حتى الرضّع منهم.
3- تعظيم الشعائر الحسينية والإهتمام بها أبلغ الإهتمام، وذلك لأن الإسلام
لا يُحفظ إلاّ بالحسين، والحسين لا يُحفظ إلاّ بشعائره، والشعائر لا تستمر
إلاّ بتفاعلنا معها، وذكر العلاّمة الشميمي أنه يتوجب علينا أن ننظر إلى
آثار الشعائر الحسينية عبر التاريخ، وكيف حفظت التشيع طوال القرون السابقة،
وكيف أن آبائنا وأجدادنا ضحّوا من أجل استمرارها حتى وصلت إلينا بهذا
المستوى، فعلينا المحافظة عليها وتطويرها حتى تصل لأجيالنا القادمة.
و أخيراً ناشد العلامة الشميمي المؤمنين الكرام لأن يقتدوا بأهل البيت(ع)
الذين لم يكتفوا بالمجالس الحسينية فقط وإنما أضافوا إليها الخروج في
الطرقات والأسواق وتشجيع الشعراء والخطباء والحث على الزيارة وتأسيس
المؤسسات والهيئات الخيرية بإسمه(ع).