نبض الإنسانية الخالد.. |
من قضايا النهضة الحسينية /أسئلة وحوارات / القسم الثاني |
الخطابة للأطفال |
إن من المهم جدا أن يتم التفكير في اصطناع منابر خاصة للأطفال ، والذي يحدونا إلى التفكير في ذلك : 1/ أن حضور الأطفال ـ من سن السادسة إلى الثالثة عشر ـ في المجالس والمواكب الحسينية كبير جدا ، إما بمعية آبائهم أو أصدقائهم . 2/ أنهم يستطيعون استيعاب مقدار غير قليل مما يلقى فوق المنابر ، مع أن المنابر التي يجلسون إليها لم تخصص لهم ، ولا يُتكلم فيها ـ عادة ـ على مستوى عقولهم ، وإدراكاتهم . 3/ إن إمكانية التأثير في شخصياتهم ، ثقافة وسلوكا ، هي في تلك الفترة من العمر أفضل من سائر الفترات ،كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما القي فيها من شيء إلا قبلته ) ويقول الامام الصادق عليه السلام لمؤمن الطاق ( .. عليك بالأحداث ، فإنهم أسرع إلى كل خير )(1). وتعطينا كربلاء صورة واضحة عن شخصية الأحداث عندما تتأثر بالثقافة الصحيحة ، فهذا القاسم بن الحسن ( غلام لم يبلغ الحلم ) وقد قاتل بين يدي عمه ذلك القتال العظيم ، ونال الشهادة ، وذاك أخوه عبد الله بن الحسن وهو غلام ، انفلت إلى عمه الحسين وهو صريع على الأرض ليصد عنه ضربات الأعداء ، حتى قطعوا يده ثم قتلوه بسهم ، وذاك ( غلام قد قتل أبوه ) قبله ، ويريد الحسين أن يرده إلى أمه ، فيرفض إلا القتال قائلا (إن أمي هي التي ألبستني لامة حربي ) .. وهكذا .. ومما يؤسف له ، عدم التوجه إلى التخاطب المناسب مع الأطفال ، سواء على مستوى الكتابة لهم ـ إلا في القليل من الحالات ـ أو على مستوى الخطابة . أو حتى مواكب العزاء(2) فينبغي التفكير جديا في أمر الخطابة للأطفال ، بحيث يعد الخطيب ـ ويحبذ أن يكون في سن مقارب لهم ـ خطابته بنحو يستطعيون من خلاله الالمام بقضية كربلاء ، خصوصا وأنها قصة ذات حوادث كثيرة تستهوي الأطفال الذين يحبون القصص أكثر من إقبالهم على الأفكار. ومن خلال قصة كربلاء يمكن تضمين الكثير من المعاني الأخلاقية ، والدينية في أحداثها بحيث يتأثر الأحداث بها .
(1) ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 2 ص 1400 (2) يوجد في بعض المجتمعات مواكب عزائية خاصة بالأطفال ، والتجربة تشهد بنجاحها. |