نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

بحث علمي فقهي حول مشروعية التطبير وتأكيد استحبابه

حسين محمد حكيم الطريفي

 

    أيـــها الــــمحيي الـــشريعة

 

مــات الـتصبر بانتـــظارك  

التحمل غير أحشاء جـزوعة

 

فـــانهــض فــــما أبـقــى

 هـــدمت قـــــواعده الرفيعة   كم ذا الـقـــعود وديــنكم

لـــوقعة الـــطف الـــــفـجيعة

 

ماذا يهيـجك ان صبــــرت 

أمــّرُ مــن تــلك الــــفجـيعة

 

أتراهــا تجـــيء فـــجيعة

خيل العدى طحنت ضلوعه   حيث الحسين على الثرى
مـــخضبا فــاطــلب رضــيعه   ورضيعـــه بــــدم الـــوريد

قبل نحو خمسة وأربعين عاما؛ شد الكولونيل البريطاني (لبنس هوبت) رحاله متوجها وفرقته العسكرية إلى العراق - الذي كان آنئذ تحت الانتداب الإنجليزي - للقيام بمهامه التي أوكلت إليه. لكن (هوبت) لم يكن يخطر بباله أثناء رحلته تلك أنها ستغير مجرى حياته كليا، وأنه على موعد لركوب سفينة النجاة!

لقد وجد الكولونيل نفسه في عالم جديد لم يعهد مثيلا له من قبل، ليس لأن العادات والتقاليد والسمات الاجتماعية تختلف عن مجتمعه الذي كان يعيش فيه، حيث إنه كان مستوعبا لذلك بالطبع، بل لأنه عايش أجواء هزّته من الأعماق طوال خمس سنوات كانت فترة مقامه في تلك البلاد.

إنها صور ومشاهدات رأتها عيناه فانطبعت في ذهنه وساورته في نفسه، وبقي يفكر ويتأمل فيها متسائلا: لماذا يفعل هؤلاء ما يفعلونه؟ لمَ كل هذا البكاء؟ لمَ كل هذه الدماء؟

وفي ليلة مهيبة جللها الحزن والسواد؛ وقف على مقربة مما يريد فهمه واستيعابه، فشاهد الآلاف المؤلفة من كل حدب وصوب، تنتحب وتندب وتلطم وتشج رؤوسها وتضرب أجسادها وهي تتوجه في مواكب منظومة منتظمة إلى حيث شُيِّدت قبة ذهبية على ضريح بات محورا تجتمع حوله الخلائق بشتى أصنافها.

لم يدرِ (هوبت) لماذا لم يستطع كبح جماح نفسه عندما رأى تلك المناظر فدمعت عيناه لا إراديا، بيد أنه أحس بأن ثمة أمرا فطريا يحرّك كل هذه الجماهير، ذلك الأمر الذي لم يستطع هو بنفسه مقاومته حينما تقاطر الدمع من عينيه.

وكانت الخطوة الأولى! عندما سأل أحدَ من كان هناك عن الذي يجري، فأجابه قائلا: (إنه الحسين)!!

وهكذا استطلع (هوبت) الأمر وبحث فيه، ليجد نفسه غارقا في عشق الحسين عليه الصلاة والسلام. وبعدما علم بقصة ثورته العظيمة، وبالمُثُل والمبادئ، والقيم والسجايا، التي استشهد صلوات الله عليه من أجلها، لم يجد (هوبت) مفرا من أن يعتنق عقيدة الإسلام قائلا: (أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن عليا ولي الله).

وبهذا أصبح اسمه (عبد الله هوبت) بدلا من (لبنس هوبت) ليصوغ بذلك حياة جديدة لنفسه، فهو كأنما قد وُلِد من جديد في عالم جديد مفعم بروح الإيمان وعبق الولاية.

وبينما كان (عبد الله) يستعد - للمرة الأولى - لدخول حرم الحسين عليه الصلاة والسلام، استعادت ذاكرته وقائع ما جرى في ذلك المكان قبل ما ينيف على 1300 عام، فانتابته مشاعر لا يمكن وصفها. لقد تملكته العبرة، وفي كل خطوة كان يخطوها كان قلبه يزداد خفقانا، ودموعه تسيل على خديه. وعندما اخترق تلك الجموع، ووصل إلى ذلك الضريح المقدس، التصق به بما يشبه الالتحام، حيث كان يشعر وكأن الإمام قد استقبله بذراعيه، فارتمى بين يديه!

في تلك الأثناء؛ حيث كان يقبّل الضريح مناجيا باكيا.. عاهد (عبد الله) إمامه صلوات الله عليه بأن يبقى على ولائه له مدى الحياة، وأن يبذل كل ما يستطيع بذله من أجل أن يعرف الناس قضيته ومظلوميته ورسالته.

وظلَّ الرجل وفيا لعهده. فحينما عاد إلى لندن في عام 1962 للميلاد، جمع معارفه وأصدقاءه وكل من استطاع جمعه، وشرع بقراءة مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام. وسرعان ما انتشر حديثه بين الناس وذاع صيته، فبدؤوا يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم.

وبذلك حاز الكولونيل (عبد الله (لبنس) هوبت) شرف كونه أول من أقام مجلسا حسينيا في العاصمة البريطانية. فرحمة الله تعالى ورضوانه عليه. وهنيئا له الجنة.

ربما كان (عبد الله هوبت) موقنا بأن ذكر إمامه الحسين عليه الصلاة والسلام سينتشر في كل أرجاء الأرض، وأنه بدلا من أن يكون في بلاده مجلس واحد كان يقيمه بنفسه، فستكون هناك عشرات بل مئات من المجالس. ربما كان يدرك بأن القضية الحسينية ستظل خالدة في الضمائر الحية، وأن ذلك كفيل بتوسع نطاقها لتعم العالم أجمع فلا تكاد تخلو بقعة واحدة منه من مجلس يرثي الحسين صلوات الله وسلامه عليه وينقل أقواله وتعاليمه ووصاياه.

إلا أنه ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُقصَف فيه كربلاء وتُدمَّر القبة الحسينية المقدسة على مرأى من البشرية التي لم تحرك ساكنا.

ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُمنع فيه شعائر أبي عبد الله صلوات الله عليه ويُنَّكل بمن يقيمها في مهدها ومنبعها؛ أرض العراق وبلاد إيران.

ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُوجَّه فيه أصابع الاتهام إلى من يتمسك بالتراث الحسيني العظيم بدعوى أنه (متشبث بالأساطير والخرافات والممارسات البالية).

ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، سيُعتبر فيه البكاء على الحسين (حالة غير حضارية)! واللطم لأجله (ممارسة رجعية)! والتطبير لمواساته (جريمة لا تقبلها الإنسانية)!

تُرى.. كيف ستكون حال (عبد الله هوبت) لو أنه عمّر إلى حين أن يرى كل ذلك بعينيه؟! لا شك أن قلبه كان سيعتصر ألما. ليس لأن عشاق الحسين عليه الصلاة والسلام محاربون - فذلك أمر أزلي ما دام الصراع بين الحق والباطل - بل لأن الذين انضموا إلى محاربتهم هذه المرة أناس يدعون أنهم منهم! ولأن الأسلحة الجديدة التي لجئوا إلى استخدامها ضدهم، هي أسلحة فتوائية!

(ماذا يريد هؤلاء)؟! لعل هذا هو السؤال الذي سيراود الكولونيل البريطاني المتشيّع إذا ما كان حيا بيننا الآن. إنه السؤال ذاته الذي دار في أذهان عشاق الحسين عليه السلام قبل سنوات، لكنهم اليوم ما عادوا يشغلون أنفسهم بالإجابة، فهم أيقنوا أن تلك المحاربات لم تزدهم إلا عزيمة وإصرارا، وأن الجماهير التي تحيي شعائر سيد الأحرار والشهداء صلوات الله عليه في ازدياد ونماء يوما بعد يوم.

لعل الاسى سيتملك الكولونيل البريطاني (عبد الله (لبنس) هوبت) لو أنه علم بأن إحدى أهم الشعائر التي هزت ضميره وأحيت وجدانه قد تعرضت إلى القمع والاضطهاد في بلدان يفترض أن تكون حامية لها.

غير أن من المؤكد أنه سيشعر بالفخر والاعتزاز إذا ما علم بأن هذه الشعيرة وصلت إلى أقصى الأرض، في بلدان ككندا وأستراليا وجزر الكاريبي، وأنها يوما بعد يوم في توسع وتمدد، وأن أتباع ديانات أخرى، كالمسيحية والهندوسية والزرادشتية وغيرها، يقيمونها أسى وحزنا على الحسين عليه السلام واستذكارا لثورته العظيمة، ثورة الحق والحرية والعدالة والإنسانية.

حقا.. كم هو عظيم هذا الإمام!!

العالم يهتف باسمه، ويسيل الدماء لأجله!

يرتدي العالم في يوم العاشر كفنا أبيض، ملطخا بالدم الأحمر، ويصرخ قائلا: حيدر حيدر! يا نفس من بعد الحسين هوني!

حقا.. لقد انتصر الدم على السيف! وانتصرت كربلاء على الظالمين! فدماء كربلاء تسري في عروق كل أحرار العالم.

لقد اكتسح الظَلَمة هذا العالم، وتسلطوا على الرقاب حتى أوقفوا كل نبض من نبضات الحرية، وكاد القلب أن يتوقف، لولا أن دماء تنبض »يا حسين« تعيد نبض البشرية كل عام!.. هذا ما جعل أمثال »هوبت« يسيرون نحو نور الحسين. فطوبى لعشاق الحسين..

الحملات المنظمة والغير منطقية  ضد الشعائر الحسينية عموما والتطبير خصوصا يشن بعض الأطراف حملات منظمة ضد الشعائر الحسينية عموما والتطبير خصوصا بدعوى أنها ممارسات غير حضارية ولا تتفق مع العقل وتقدم صورة سلبية عن الشيعة.

ولا تعطي هذه الأطراف مبررات منطقية لقولها ذاك، بل تنطلق في محاربتها للشعائر من أوهام الشعور بالحرج مقابل الآخرين، ومن منطلقات الإحساس بالانهزامية والنقص. وقد استثمرت جهات سلطوية انتفاعية هذه الحالة، وغذتها بكل ما تملك، رامية بذلك إلى الانقضاض على هذه الشعائر المقدسة التي تهدد مراكز نفوذها وتسير بالضد من مصالحها وأهدافها.

ورغم أن هذا المعسكر، وهو معسكر مناهضة الشعائر، تمكن من تحقيق نصر أولي يتمثل بصدور فرمان حكومي مُنِعت فيه شعيرة التطبير في موطن الشيعة والتشيع، بيد أن الانتصار اليوم هو لمجاميع المؤمنين الذين تمسكوا بهذه الشعيرة المقدسة، وكسروا بذلك كل الفرمانات والقرارات الجائرة التي ظنّ مصدروها أنهم قادرون على إيقاف شلال الشعائر الحسينية بإيقاف إحدى أهم عناصرها، وهي شعيرة التطبير. إنهم بدؤوا بالانتقاص من هذه الشعيرة ويريدون بذلك التوسع إلى أن يشتمل منعهم كل الشعائر المقدسة، ولكن هذا ما أباه المؤمنون، عندما أحبطوا تلك المؤامرة وتصدوا لها، وهاهم المطبرون اليوم في ازدياد وتكاثر إلى ما شاء الله، وهاهو التطبير يعود من جديد إلى موطن الشيعة والتشيع، ولسان حال جميع من أحيوا هذه الشعيرة العظيمة قول إمامنا الحجة أرواحنا لتراب مقدمه الفداء مخاطبا جده الحسين عليه السلام: (ولأبكين عليك بدل الدموع دما).

هناك نقطة لابد من معالجتها في الرد على جمهور المنتقصين، ومعسكر الانهزاميين، وهي تتمثل في السؤال التالي: هل صحيح أن إحياءنا لشعائرنا الحسينية ومنها التطبير يتسبب في نظرة دونية إلينا من قبل الآخرين؟

ولعل الجواب أوضح من السؤال، إذ من المعلوم أن كل الشعائر الإسلامية قد تسبب مثل تلك النظرة، بما فيها شعائر الصلاة والحج وغيرها، إذا لم نعمل على إيضاح فلسفة تلك الشعائر للآخرين. إن الناس عندما تنظر إلينا، فإنها تريد منا تفسيرا لما نقوم به من طقوس ومراسيم دينية، وهذا أمر طبيعي. فإذا لم نوضح لهم هذه الفلسفة، ولم نشرح أبعادها وغاياتها، فإننا حينئذ نفتح على أنفسنا الباب لنظرات الاستغراب والاستهزاء والتحقير أيضا، أما لو عملنا على شرح كل ذلك للناس، وخاصة أهل الفكر والعلم والفهم، فإنهم بلا شك سيستوعبون الأهداف السامية لتلك الشعائر الحضارية، وسيدركون مدى أهميتها، وسيتسبب ذلك في زيادة احترامهم لنا ولعقيدتنا ومذهبنا.

ولا نقول هذا من فراغ، فالواقع أثبت ذلك، لأن كثيرا من المفكرين والأكاديميين، الغربيين منهم قبل المسلمين، شهدوا لهذه الشعائر بالعظمة وطأطأوا رؤوسهم احتراما لها. ويكفينا أن نطلع على كتب مثل: (شهادات علماء الغرب في الشعائر الحسينية) و(التطبير حقيقة لا بدعة) وغيرها لنقف على تلك الأقوال والشهادات بحذافيرها.

ومن المؤسف والمحزن في نفس الوقت حقاً أن الكثير من المسلمين وممن برمجت وسيرت عقولهم أخذوا ينادون بتحريم هذه الشعيرة العظيمة ظلماً وحقداً وافتراء على مرجع وإمام عظيم كان ينادي بها ألا وهو الإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) وبقية المراجع العظام  والذي لم تعرف تلك الأمة البائسة قدره العظيم   وقبل ذلك كله ظلم جهلاً بالموضوع من أناس يدعون الخمينية وقد كانوا ضد الخميني قبل انتصاره والشواهد كثيرة وحاضرة وواضحة وضوح الشمس فكما يقول الإمام علي (عليه السلام) الناس أعداء ما جهلوا  فليسألوا أنفسهم قليلاً من الذي كان مع الإمام  الخميني يوم لم يكن أحد بجانبه عام 1962 و 1964 و 1979 حتى انتصار الثورة وبعدها ؟

 ولا نريد التفصيل في هذا الموضوع فهو ليس موضوعنا بل أريد أن أبين لجميع من انطلت عليه فكرة التطبير كعنوان لتشويه وتوهين  المذهب كما يزعمون وأبينها علمياً ودينياً ونظرياً  وأذكر بعض الفتاوى لكبار المراجع لدينا ونذرت على نفسي أن أكتب هذا الموضوع خصوصاً مع حلول الشهر العظيم محرم الحرام وذكرى الطف الدامية وبالرغم مما سوف ألاقيه من أذى وإتهام ولعن وسباب من صبية الأحزاب وأبواق الأنظمة والعقول المبرمجة والتي لا يروق لها ذكر كلمة الحق والحسين ولكنني ولما رأيته من اتهام جزاف وعدم اطلاع من الكثير من الناس البسطاء الجاهلين بالمسألة الآخذين بها ظاهرياً لا باطنياً أو استكشاف ما وراء تلك الشعيرة العظيمة والذين تأثروا ببعض الذين ينعقون ويطبلون ويسقطون العلماء بالشبهة التي بدأ بها الأعداء وشككوا فيها بسبب ولائهم وإيمانهم الضعيف فتقولوا على العلماء ما لا يقولون.  ولنبدأ بالسؤال  لماذا يحرم البعض التطبير وبذل الدم في سبيل سيد الشهداء؟ فدماء الأمة الإسلامية بأكملها لا تساوي شيئاً مقابل دمعة واحدة ذرفها أبا عبدالله الحسين عليه السلام حزنا وألماً على مصابه.. فلو قام بعض المسلمين بطبر رؤوسهم وجباههم وإسالة دمهم في سبيل سيد الشهداء، فالحسين قد بذل دمه ودم أخوته وعشيرته وآل بيته من أجل إعلاء كلمة الحق ورفع راية المسلمين، فحياة الشيعة وما يعيشون به من فخر ومجد في يومنا هذا ما هو إلا من تضحيات لا تحصى قدمها لهم شهيد كربلاء والإسلام العظيم وقد نذرت نفسي للحق ولسيدي محمد وآله الأطهار قرباناً وفداء عسى أن يتقبل مني ذلك الشيء اليسير  فالسلام عليك سيدي يا أبا عبدالله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا والسلام على أهلك وعلى أصحباك الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

ما هي الحجامة (التطبير) ؟

الحجم في اللغة هو المص . والحجامة هي عملية إخراج الدم من مواضع محددة – بينتها السنة المطهرة – على الجسم وذلك بإحداث بعض الجروح السطحية وجمع الدم في المحجم (الكأس الذي يمص ويجمع الدم) وتستحب الحجامة استحباباً مؤكداً، خصوصاً لمن هاج به الدم، فان الحجامة تنقذ الإنسان من السكتة القلبية والدماغية أو ما أشبه ذلك.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (احتجموا إذا هاج بكم الدم فإن الدم ربما تبيغ بصاحبه فيقتله).

وكذلك تكون الحجامة لكل عضوٍ من الأعضاء حسب المقرر في الطب، فيحتجم الإنسان على الرأس مما تسمى بالمنقذة، وعند النقرة وبين الكتفين وغير ذلك.

فعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: في خبر المعراج، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا: يا محمد احتجم، وأمر أمتك بالحجامة) وفي حديث قال (صلى الله عليه وآله): (في ليلة أسري بي إلى السماء ما مررت بملأٍ من الملائكة إلا قالوا يا محمد مُرّ أمتك بالحجامة.

موانع الحجامة ( التطبير)

لا يوجد مانع أو مرض يمنع من عمل الحجامة وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن في الحجم شفاء) متفق عليه ، وحتى مرضى الناعور ومرضى السكري لا يمنعون من الحجامة إذ أن الحجامة لهما شفاء. ( راجع البحث الطبي الأتي ذكره شفاء مرضى الناعور ومرضى السكري بالحجامة )

مواضع الحجامة في السنة المطهرة

1. حجامة الأخدعين والكاهل

الأخدعان: عرقان في جانبي العنق قد خفيا وبطنا . لسان العرب (2,1114)

الكاهل : مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق ، وهو الثلث الأعلى فيه ست فقر . لسان العرب (5/3948)

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (كان النبي(صلى الله عليه وآله) يحتجم في الأخدعين فأتاه جبرائيل(عليه السلام) عن الله تبارك وتعالى بحجامة الكاهل - طب الأئمة: ص58

2. الحجامة وسط الرأس

عن عبدالله ابن بحينة عنه قال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلحي جمل ، وهو محرم وسط رأسه (صحيح سنن ابن ماجة 2821) . وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه قال ( احتجم النبي في رأسه وهو محرم من وجع كان به ، بما يقال له لحيُ جمل )

3.  الحجامة على ظهر القدم:

عن أمير المؤمنين(عليه السلام): (إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحتجم في باطن رجله من وجع أصابه)- مستدرك الوسائل: ج13 ص78 ب11 ح14806 .

وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه شكى إليه رجل الحكّة، فقال: (احتجم ثلاث مرّات في الرجلين جميعاً فيما بين العرقوب والكعب) ففعل الرجل ذلك فذهب عنه، وشكى إليه آخر فقال: (احتجم في أحد عقبيك أومن الرجلين جميعاً ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله) - مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة .

ولا يخفى أن العرقوب والعصب الغليظ الموتر فوق عقب الإنسان خلف الكعبين من مفصل القدم والساق كما ذكره أهل اللغة- راجع كتاب العين: ج2 ص296، لسان العرب: ج1 ص594، مجمع البحرين: ج2 ص120.مادة عرقب

4. الحجامة من آلام الركبة

وهذه الحجامة تشفي بإذن الله تعالى من جميع آلام الركبة بعد تسخين مواضع الحجامة بكمادات حارة لكي تعطي نتائج أفضل.

الحجامة بالوسائل الحديثة : يفضل لكل محتجم أن يحتجم بأدواته الخاصة.

وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه (صلوات الله عليهما) قال: (احتجم النبي (صلى الله عليه وآله) في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثاً، سمى واحدة النافعة والأخرى المغيثة والثالثة المنقذة)(17).

ولا يخفى أن هذه المصطلحات هي تعبير من حيث اللفظ، وان كان الأمر من حيث المعنى واحداً.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحتجم بثلاثة، واحدة منها في الرأس ويسميها المتقدمة، وواحدة بين الكتفين يسميها النافعة، وواحدة بين الوركين يسميها المغيثة).

 فوائد الحجامة  (التطبير) كما اكتشفتها الأبحاث الطبية

لقد اكتشفت الأبحاث الطبية هذا العلاج الإسلامي الأكيد للأمراض المستعصية ، فقد  أجرى الحجامة فريق طبي مكون من 15 طبيباً من كلية الطب بجامعة دمشق لأكثر من 300 شخص اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة ، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة ، لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم ، والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم ، وارتفاع عدد الكريات الحمراء بشكل طبيعي ، وارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء وزيادة عدد الصفيحات الدموية ، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم ، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم وانخفاض الكولسترول عند الأشخاص المصابين بإرتفاعه ، وقد فوجئ الفريق الطبي بالنتائج التي حققتها الحجامة ، ومن بين الحالات التي شفيت تماماً بالحجامة أربع حالات سرطانية ، وأربع حالات شلل وحالتان لمرض الناعور المستعصي وحالتان عقم وحالتان للأمراض التناسلية والأكزيما وحالات للأمراض الكبدية وحالات للأمراض الدموية وحالة لمرض ضعف المناعة ، أما إصابات القلب الفتاكة فكانت حالات الشفاء فيها كثيرة ، وهناك حالة شفاء تام لمرض الذئبة البصرية لدى آخرين . فاذا تريد مني أن أقبل شهادات الأطباء فأنا أقبل بشهادة سيد البرشية ومنقذها محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول  : الحجامة في الرأس شفاءٌ من كل داء ويقول أيضاً : الحجامة في الرأس شفاءُ من سبع من الجنون والجذام والبرص ووجع الضرس وظلمة العين والصداع  ، والحجامة في الظهر ما بين الكتفين تؤمن الإنسان من النوبة القلبية إذا التزم بها مرة أو مرتين في السنة . ويمكنكم قراءة  المزيد من هذا البحث على شبكة الإنترنت .

الحجامة والنشاط الجسماني العام

بما أن الحجامة تشفي جميع الأمراض . فإن أول فائدة يستفيدها المحتجم هي نشاط جسماني كبير وحيوية بالجسم ، أما تحسن النشاط الجنسي فإنه يتبع بإذن الله تعالى تحسن النشاط الجسماني العام ، حتى وإن كان سبب الضعف الجنسي مرض السكر مثلاً ، فإن الحجامة له شفاء بإذن الله تعالى . الحجامة وأمراض النساء والولادة والعقم : الحجامة أثناء الحمل للمرأة تنفعها من التقلبات النفسية والتقيء وسلس البول وتثبت الجنين وتعالجه إن اعترض ، حتى الولادة لها تكون سهلة وخفيفة ولا تحتاج لعملة قيصرية أو حتى أي جراحة لتسهيل الولادة . أما الحجامة للعقيم والعقيمة فهي لها شفاء. ( راجع البحث الطبي شفاء حالتان للعقم بالحجامة)

بني جمرة -  مملكة البحرين