q

هكذا علمنا الإسلام لا إكراه في الدين، وكلنا خُلقنا من أب واحد وأم واحدة، وأصبحنا شعوبا وقبائل حتى نتعارف ما بيننا وإن أكرمنا عند الله من كان أتقانا، وهذا ما عشنا عليه ألاف السنين بل منذ أن خلق الله الأرض والسماء كانت المجتمعات خليط مما يعتقد مكوناتها والجميع تربطه العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وقد أطر الإمام علي عليه السلام هذه العلاقات بكلمة لم ينتج الإنسان بمثلها من قبل أو بعد حتى أصبحت شعار الأمم المتحدة حين قال (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وقد كادت الأفكار الوهابية التكفيرية السوداء التي اكتسحت الساحة الإسلامية وخصوصاً الشرق الأوسطية أن تدمر كل الأواصر والعلاقات التي تربط ما بين مكونات وأقليات الشعب الواحد.

وظهرت صورة التململ واليأس على أقوال وتفكير الكثير من أبناء الأقليات نتيجة الهجمة الشرسة التي قادتها قوى الإرهاب المتمثلة بالقاعدة وداعش والنصرة وباقي التنظيمات الإرهابية عليهم، فقطعت رؤوسهم وسرقة أموالهم وهدمت دور عبادتهم وباعت نساءهم بالأسواق، ومنعت كل مراسيمهم العبادية بل اجبرتهم على تغيير أديانهم ومذاهبهم وإلا فالسيف مسلط على الرقاب.

حتى أنتفض الشباب الشيعي رافضاً الوضع المأساوي الذي جلبه الفكر الوهابي الى الساحة العربية والإسلامية، فقدم التضحيات الجسام حتى انتصر على فلول التكفير والإرهاب من قاعدة وداعش والنصرة ومن يلتحق بهم من تنظيمات الشر والدمار، وهزموهم من المدن العراقية والسورية حتى عادت الفرحة الى وجوه جميع من يسكن هذه المدن من أقليات ومكونات على مختلف أديانهم ومذاهبهم.

وعاد أبناء هذه المدن بعد أن تركوها نتيجة الهجمة البربرية التكفيرية، فعاد أبناء حلب والموصل بجميع مكوناتهم وأديانهم ومذاهبهم فرحون مسرورون، وأقاموا المسيحيون احتفالاتهم بمناسبة أعياد الميلاد وراس السنة الميلادية، فنصبوا اشجار ميلادهم وأضاءوها وصدحوا بترانيم أناشيدهم الدينية في كنائسهم بأجواء مملوءة بالمحبة والسلام والأمان، وكيف لا يكون كذلك والمدافعون عن الإنسانية والحياة من شباب مقاوم يقظ يحرس كل كنيسة ومعبد وشارع ومدينة يتربص للإرهابيين ويراقب كل تحركاتهم وأعمالهم الشيطانية، حتى يعيش الجميع تغمرهم أخوة الخلق ومحبة عبادة خالق الأكوان ويحتضنهم تراب وطن واحد، فكيف يموت شعب يحوي شباب تفرش دمائها الحمراء حتى تنصب عليها أشجار الميلاد.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق