q

في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء الماضي، اقتحمت القوات السعودية حي المسورة التاريخي وسط بلدة العوامية ذات الغالبية الشيعية.

يقول شهود من أهالي المدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن القوات "استقدمت عدداً من الجرافات والمدرعات المصفحة لتهديم منازل حي المسورة مسقط الشيخ النمر الذي أعدمته السعودية في الـ 2 يناير 2016.

فيما تحدثت وسائل إعلام شيعية عن منع السلطات السعودية الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من دخول العوامية لإسعاف الجرحى، كذلك الأمر بالنسبة للإعلاميين والصحفيين الذين منعوا من تغطية الهجوم العسكري على حي المسورة.

إغلاق طرق

وترددت أنباء عن دخول مجموعة جديدة من الكسارات وإغلاق طريق الهدلة وطريق السد من العوامية إلى القديح وإغلاق طريق البحاري وإغلاق الطريق المؤدي إلى صالة شهاب.

والعوامية بلدة شيعية في محافظة القطيف شهدت عدة حوادث أمنية خلال السنوات الماضية في وقت بدات فيه السلطات مخططا لتطوير حي قديم، وفقا لما أفاد سكان.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها من المكان، سحب الدخان تتصاعد من الموقع حيث انتشرت جرافات وحفارات وسيارات شرطة مدرعة.

إطلاق نار

وتحدث أحد السكان عن إطلاق نار في محيط حي المسورة في المنطقة القديمة بالعوامية، مضيفا أن طلاب المدارس لم يتمكنوا من تقديم امتحاناتهم نتيجة ذلك.

ونقلت صحيفة الحياة عن مصادر قولها إن مسلحين هاجموا عمالا كانوا يحاولون إزالة حي المسورة ضمن خطط للتطوير وقتلت قوات الأمن "أحد المطلوبين أثناء المواجهات".

وتزعم السلطات السعودية إن الشوارع الضيقة لحي المسورة القديم الذي يرجع تاريخه لأكثر من 200 عام أصبحت مخبأ لمسلحين شيعة يعتقد أنهم وراء هجمات على قوات الأمن في المنطقة المنتجة للنفط والتي يغلب على سكانها الشيعة.

وتعد المنطقة بؤرة احتكاك منذ وقت طويل بين الحكومة والشيعة الذين يشتكون من التمييز. وتصاعد التوتر منذ أن أعدمت السلطات قبل عام نمر النمر وهو رجل دين شيعي بارز أدين بالتحريض على العنف على حد زعم السلطات السعودية.

ونشر نشطاء صورا وتسجيلات فيديو لجرافات في شارع وسيارات تشتعل فيها النيران وجدران بها آثار طلقات نارية وقالوا إن قوات الأمن في سيارات مصفحة تمنع المسعفين من الوصول إلى المنطقة.

وتتهم السلطات مسلحين بشن موجة هجمات على قوات الأمن وحملة ترويع للشيعة الذين يتهمونهم بالتعاون مع السلطات المحلية.

كانت وسائل الإعلام السعودية قد نشرت أنباء هجمات على مسؤولين محليين وخطف قاض شيعي في ديسمبر كانون الأول.

هدم المنازل مقابل تعويضات

وفي يناير كانون الثاني قالت صحيفة عكاظ إن محافظ القطيف قدر أن تعويضات هدم 488 منزلا في الحي القديم ستصل إلى 764 مليون ريال (204 ملايين دولار).

ويقول السكان إن الكثير من قاطني الحي رفضوا قبول التعويضات وطالبوا السلطات بالمساعدة في ترميم المباني المتداعية بدلا من تدميرها.

وتقول السلطات إنها ستبني منطقة تضم مراكز تسوق ومباني إدارية ومساحات خضراء ونافورات محل حي المسورة.

شيعة متهمون بالإرهاب

وفي بيان لها، اعتبرت وزارة الداخلية السعودية أن ما جرى هو "استهداف مشروع تنموي بحي المسورة الشيعي من قبل إرهابيين"، على حد وصف البيان.

وبحسب البيان، فإن "الإرهابيين" اطلقوا النار على العاملين في المشروع، فيما لم يكشف البيان تفاصيل أكثر، وأكتفى باعتبار حي المسورة "وكراً لشن جرائمهم".

لكن مسؤولاً حكومياً لم تكشف وسائل الإعلام السعودية عن هويته قال إن "العناصر الإرهابية لجأت إلى إطلاق النار بعشوائية وبكثافة عالية على المارة وعابري السبيل ورجال الأمن في الموقع".

محاصرة مساجد شيعية

وكانت مساجد محاصرة من قبل السلطات السعودية في منطقة العوامية قد تعرضت إلى طلق ناري مباشر من الآليات المدرعة التي تواصل فرض حصاراً أمنياً مشدداً على المنطقة الواقعة في محافظة القطيف شرق السعودية.

وعزلت القوات المنطقة عن باقي المناطق بالحواجز الإسمنية ونقاط التفتيش حيث يمنع التنقل والحركة مع تواجد كثيف للآليات المدرعة التي تقوم بإطلاق الرصاص العشوائي ما أدى لوقع شهداء وجرحى.

وقالت قناة نبأ إن القوات السعودية عمدت إلى قصف مسجد “الشيخ محمد” وسط الحي المحاصر كما قامت بجرف الساحة الأمامية ومرافق خدمية لمسجد المسألة وسط القطيف.

ولا يزال هجوم القوات السعودية للمسوّرة يشلّ الحركة العامة، وسط إغلاق المحال التجارية والمستوصفات والمدارس.

اضف تعليق