q

ا.م.د. كامران أورحمان مجيد-جامعة السليمانية/كلية العلوم الاسلامية/قسم أصول الدين

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله تعالى محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على نهجهم وتمسك بمنهجهم الى يوم الدين.

مما هو معلوم لدى المسلمين أن علماءنا رحمهم الله تعالى بذلوا جهودهم الطيبة لبيان حقيقة الاسلام وتشريعه، وارشدوا الناس الى معرفة أحكام الشريعة، وذلك بتأسيس علم فريد يعتني بتقعيد قواعد كلية لكيفية استنباط الاحكام، ومعرفة التعامل مع النصوص الشرعية، وقد ساهم هذا العلم الجليل في إعراب وسطية الأحكام، ومنع التطرف والانحراف، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا كان لهذا الفن حظه الأوفر في نشر التفاهم عند الاختلاف، ونبذ العنف، والتعامل مع النصوص الشرعية وتراث العلماء حسب المنهج السليم، ولذلك وصفه العلماء بأقوال متنوعة، ومن ذلك قال الغزالي رحمه الله": خير العلم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع علم الفقه، وأصول الفقه من هذا القبيل، فإنه يأخذ من صفو العقل والشرع سواء السبيل، فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبني على التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد....المستصفى .

وقال الاسنوي: "علم الأصول هو نبراس العقول، والعاصم لذهن المجتهد من الخطأ في استنباط الأحكام من المنقول، وهو السد المنيع لحفظ ثوابت الدين من دعاه التضليل، وشبهات الملحدين. فهذه الاقوال وغيرها تبين أهمية هذا العلم وقواعده عند أهله.

بطبيعة الحال اليوم نحن أحوج إلى هذا العلم، وهذا المنهج المنير إلى التعامل مع المستجدات والأحداث لكي نستطيع نتعامل معها تعاملا مناسبا ملائما، ونستنبط الحكم الشرعي لها دون تسرع واضطراب، أو الوقوع في الانزلاق، كما نرى بام أعيننا من يتطرف باسم الدين، ومن يكفّر المجتمعات، ومن يقتل الابرياء، ويأمل ان يدخل الجنة بدماء الآمنين، وسبب كل هذا هو الإعراض عن منهج الأقدمين الذي ركز عليه علماؤنا، كاستدلال بنص في غير موضعه، أو تنزيل النصوص الواردة في غير أهل الملة على المسلمين، وكل ذلك يمكن الاجتناب عنه بمعرفة هذا العلم وهذا المنهج الجليل.

المبحث الاول: معالم المنهج الاصولي وجهود العلماء

المبحث الثاني: أثر المنهج الاصولي في نبذ العنف

المبحث الثالث: أثر المنهج الاصولي في التحلي بالاعتدال

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق