q
مايكل يونغ

 

سينان أولغن/باحث زائر في مركز كارنيغي أوروبا-بروكسل:

الردّ السريع هو كلا. إذ حتى لو تمّ إجراء الاستفتاء وأيّدت النتيجة الاستقلال، لن تسمح الديناميكيات الإقليمية لحكومة إقليم كردستان بأن تمضي قدماً في أجندتها الانفصالية حتى مستقبل منظور. فالعديد من القوى الإقليمية وكذلك السكان العراقيون غير الأكراد يعارضون إقامة دولة كردية مستقلة. والحال نفسه كذلك بالنسبة إلى تركيا، التي تتمتع بعلاقات متينة للغاية مع قيادة حكومة إقليم كردستان. صحيح أن السياسة التركية تغيّرت بشكل ملحوظ مع الوقت، ولم يعد الاستقلال الكردي خطاً أحمر بالنسبة إلى أنقرة، لكن الصحيح أيضاً هو أن مثل هذا التطوّر قمين بأن يثير المزيد من اللااستقرار في المنطقة. كما أنها تشعر بالقلق إزاء وضع الأراضي المتنازع عليها فى العراق، وعلى رأسها كركوك. لذا، السيناريو الوحيد الذي قد يحظى، على الأرجح، بدعم تركيا يتمثّل في نشوء كيان كردي مستقل يكون وليدة تسوية متفاوض عليها. وأي مسعى آخر إلى الاستقلال سيواجه معارضة دبلوماسية تركية قوية.

فلاديمير فان فيلغنبورغ/محلل متخصّص في السياسة الكردية، وصحافي مستقل يغطي حالياً التطوّرات من إربيل في كردستان العراق:

كان الرئيس الكردي مسعود بارزاني يخطط لإجراء استفتاء قبل ثلاث سنوات، لكن في ذلك الحين هاجم تنظيم الدولة الإسلامية إقليم كردستان، ما أدّى إلى تأجيله. لذا، وعلى الرغم من انتهاء ولايته في العام 2015، برّر بارزاني احتفاظه بمنصبه الرئاسي بسبب كونه القائد العام للقوات المسلحة الكردية في المعركة ضد الدولة الإسلامية. حينها، لم يجبره الغرب على التنحي في العام 2015، لأنهم كانوا بحاجة إلى الأكراد وإلى وجود حكومة فعّالة لمحاربة الدولة الإسلامية. أما الآن وبعد أن تمّ دحر التنظيم في الغالب بعيداً عن الخطوط الأمامية الكردية ونشر القوات العراقية مكانه، وبعد أن سيطر الأكراد على أكثر من 90 في المئة من الأراضي المتنازع عليها في العراق، يريد بارزاني أن يُذكر في التاريخ على أنه الأب المؤسس لدولة كردية قبل التنحّي عن منصبه. مع ذلك، هذا لايعني أن الأكراد سيعلنون استقلالهم على الفور، بل سيستغرق الأمر سنوات من المفاوضات بسبب معارضة إيران وتركيا، ما لم يقرّر الأكراد ركوب نمر الطريق الصعب وهو أمر يبدو مستبعدا.

ماريا فانتابيه/محللة أولى في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية:

يضع الاستفتاء الناخبين، لاسيما منهم الأكراد الشباب، في موقف عسير: فالتصويت ضد الاستقلال هو بمثابة خيانة لنضال مستمر منذ عقود من أجل إقامة دولة كردية مستقلة. وفي الوقت نفسه، التصويت لصالح الاستقلال يعني منح دعم لأمراء فيه للوضع القائم وللقادة الذين يمثّلونه والذين اقترحوا إجراء الاستفتاء. وبالتالي فهو تعبير عن مؤسسة سياسية ترغب في تأبيد سلطتها، على رغم أنها أثبتت عدم قدرتها على تجديد نفسها.

وهنا قد أجرؤ على القول، حتى لو كان قولي هذا مناقضاً للحدس والمنطق، إن الاستفتاء يخاطر بإثباط عملية الاستقلال الكردي بدلاً من تمكينها. إذ قد يتمكّن الاستفتاء من تحقيق التطلّعات الحقيقية لجيل أقدم من الأكراد الذين عانوا الأمرّين ويريدون الآن أن يخلّفوا إرثاً تاريخيا. بيد أنهم يتركون جيلاً من الأكراد الشباب مع ميراث من الإصلاحات السياسية غير المُنجزة، ومؤسسات ضعيفة خاضعة إلى سيطرة شبكات شخصية، وعلاقات عدائية مع الجوار. لذلك، فهم غير قادرين على بناء وتحقيق حلم الدولة المستقلة. والآن، سواء تحوّل إقليم كردستان إلى دولة ذات سيادة بالكامل أم لا، يواجه جيل الألفية من الأكراد مشاكل مماثلة لنظرائه في جميع أنحاء العالم التي تتمثّل بالوعود المجرّدة لمؤسسة سياسية تتخبّط هي نفسها في الأزمات، وتقدّم ضمانات للمستقبل فيما هي تترك الشباب يجهدون ويعانون من عيوب وقصور الجيل السابق.

http://carnegie-mec.org

اضف تعليق