q

يعد ما يسمى بـ "عيد الحب" مناسبة اجتماعية تحتفل بها بعض دول العالم منذ سنوات، ولا سيما الدول الغربية، إذ تعتبر هذه المناسبة تقليد ثقافي بارز من عادات الغرب التي يصفها كثيرون بأنها تتعارض مع الثقافة الإسلامية، حيث يواجه عيد الحب معارضة من بعض الدول الاسلامية على غرار باكستان والهند، فقد شهدت السنوات الماضية وصف المجتمعات المحافظة في باكستان لعيد الحب بأنه "يوم الفجور"، بناء على نظرتهم للاحتفالات من هذا النوع على أنها ممارسات غير أخلاقية تهدم قيمة الزواج التقليدي في المجتمع.

أما في الهند، يواجه عيد الحب معارضة أيضا، وعادة ما يعارضه الهندوس الذين يتخذون موقفا مضادا للاحتفالات لأنه يتعارض مع الثقافة الهندية، وهو موقف مماثل لما يتخذه المسلمون المحافظون في باكستان، وقد حث مؤخرا الرئيس الباكستاني مواطني بلاده على تجاهل عيد الحب، فيما فرق النزاع السوري المستمر منذ حوالى خمس سنوات الاحباء في سوريا فمنهم من ذهب الى جبهات القتال فيما هاجر آخرون الى خارج البلاد، ومنهم ايضا من فرقتهم المعارك وان كانوا لا يبعدون سوى مسافة ضئيلة بعضهم عن بعض، هذا حال عيد الحب في زمن الحروب، على صعيد مختلف، أصبحت بعض معادن الأرض التي أفادت قائمة أولية تتضمن 2550 معدنا عرفت فقط عن طريق عينات ضئيلة للغاية أكثر ندرة من الألماس والزمرد ويمكن أن يكون لها استخدامات مستقبلية تتراوح بين الاستخدامات في قطاع الصناعة إلى هدايا عيد الحب.

على صعيد طريف، قبل حلول عيد الحب في 14 فبراير شباط قدمت حديقة حيوان سان فرانسيسكو فرصة جديدة وغريبة للمعذبين بالحب وأصحاب القلوب المحطمة لسد الفراغ والاحتفال بهذا اليوم العالمي بتبني عقرب عملاق أو صرصور يحمل اسم الحبيب السابق.

من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي أن الأمريكيين لديهم شعور جميل ازاء الرومانسية مع اقتراب الاحتفال بعيد الحب وسط توقعات بأن ينفق المستهلكون بسخاء هذا العام لشراء الحلوى والمجوهرات والزهور.

الى ذلك قبل ساعات من الاحتفال بعيد الحب أظهر استطلاع للرأي ان المرتبطين بعلاقة عاطفية يشعرون بقدر أكبر من السعادة والأمان الاقتصادي مقارنة مع أقرانهم العزاب، فيما يلي ادناه ابرز الاخبار التي تتعلق بعيد الحب لعام 2015.

عيد الحب "مهرجان الفاحشة"

في سياق متصل، أدان الرئيس الباكستاني الاحتفالات بعيد الحب، مؤكدا أنها ليس لها علاقة بثقافة باكستان وأنه ينبغي ألا تُقام في البلاد، وقال الرئيس ممنون حسين إن عادات الغرب تتعارض مع الثقافة الإسلامية، جاءت تلك التصريحات بعد اتخاذ مجلس أحد الأحياء شمال غربي باكستان قرارا بحظر احتفالات عيد الحب.

وأصدر سلطات الحكم المحلي في حي كوهات تعليمات لرجال الشرطة بمنع المحال التجارية من بيع من بطاقات المعايدة وكل ما يمكن أن يشير إلى الاحتفال بعيد الحب، ويدير الحي حزب سياسي إسلامي علاوة على موقعه المتاخم للمنطقة القبلية ذات التوجه المحافظ، في غضون ذلك، مرر المجلس المحلي في بيشاور قرارا بحظر الاحتفالات التي وصفها بأنها "عديمة الجدوى"، وقال رئيس حي كوهات، مولانا نياز محمد، لمراسل بي بي سي "عيد الحب ليس له أساس قانوني، وثانيا لا يمت إلى ديانتنا بصلة، ولهذا منعنا الاحتفال به"، وأضاف مولانا نياز محمد إن المعايدة بالبطاقات وتقديم الورود ليست شيئا قبيحا في حد ذاتها لكن ربط الاحتفال بيوم محدد ليس أمرا لائقا، مضيفا أنه يشعر بأن هذه الممارسة قد تشجع على "الفسق"، رغم ذلك، صرح مسؤولون في كوهات وبيشاور بأن قرار الحظر أُلغي أو تجاهلته السلطات نظرا لأنها لم يلق رواجا بين المواطنين. بحسب رويترز.

ووردت تقارير غير مؤكدة في وقت سابق من الأسبوع الحالي مفادها بأن السلطات في العاصمة إسلام آباد منعت الاحتفال بعيد الحب، إلا أن الحكومة نفت هذه التقارير في وقت لاحق.

وتثير احتفالات عيد الحب حالة من الاستقطاب في باكستان، هذا البلد الذي شهد شيوعا لتلك الاحتفالات على مدار السنوات القليلة الماضية، وفقا لصحفي بي بي سي تشارلز هافيلاند.

وباقتراب احتفالات هذا العام بعيد الحب، وصفت صحيفة محافظة واحدة فقط في باكستان الاحتفالات بهذه المناسبة بأنها "مهرجان الفاحشة"، متسائلة عما إذا كانت الخطوة التالية سوف تكون احتفال باكستان بأعياد الهندوس أو عيد الميلاد المجيد.

النزاع السوري يفرق بين الاحباء في عيد الحب

مع حلول عيد الحب هذا العام، يتمسك امير الحلبي بالامل من رؤية حبيبته التي لم يقابلها منذ حوالى اربع سنوات رغم وجودهما في مدينة حلب (شمال)، وقد أبعدته عنها المعارك التي قسمت المدينة والحصار الذي اشتد على مناطقها الشرقية مؤخرا.

يسكن امير (20 عاما) المصور الصحافي في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، فيما تسكن حبيبته رنيم في المناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ويروي امير لفرانس برس "احببنا بعضنا قبل ست سنوات انا وابنة خالتي رنيم، واحتفلنا بعيد الحب سوياً في العامين 2010 و2011 قبل ان تنقسم حلب لقسمين شرقي وغربي في العام 2012"، ويضيف "منذ ذلك الحين ونحن نتواصل عن طريق السكايب، ولم نلتق وجهاً لوجه او نحتفل بعيد الحب معا".

وتشهد مدينة حلب العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا وثاني اكبر مدنها، معارك مستمرة بين الاحياء الغربية والشرقية منذ صيف 2012، ويشن الجيش السوري منذ بدء شباط/فبراير هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي، بدعم جوي روسي، مكنه من فرض حصار شبه كامل على الاحياء الشرقية من المدينة حيث يقيم 350 الف نسمة.

ويتابع امير "قررت هذا العام ان احضر لها مفاجئة بسيطة ارسلتها مع صديق تمكن من الذهاب الى المناطق الغربية قبل ايام". ويضيف، والحزن ظاهر على وجهه "اتمنى ان تكون شبكة الانترنت جيدة حتى اتصل بها واراها واحتفل معها بعيد الحب عبر سكايب"، ويخاطر الراغبون بالانتقال من الاحياء الشرقية الى الغربية في حلب بالمرور من طريق واحد طالما يشهد توترات واشتباكات وحتى اعتقالات عند الحواجز في بعض الاحيان.

وفي احد مواقع الجيش السوري عند مشارف مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف دمشق، ينقش الجندي جهاد الاشقر اسم زوجته هيام على خشب بندقيته ليرسل لها صورة تكون هديته لها في عيد الحب.

يجلس جهاد بين زملائه في احدى الثكنات العسكرية الملاصقة لمدينة دوما، يشجع بعضهم بعضا، فمنهم من يحتفل بعيد الحب للمرة الاولى بعيدا عن حبيبته وآخرون اعتادوا على الفراق اذ مرت خمس سنوات على آخر مرة احتفلوا بها بهذا العيد.

ويقول جهاد "لم أحتفل في السابق بعيد الحب، لكن البُعد عن زوجتي جعلني اشعر بجمال هذا العيد (...) لا يمكنني في هذا البعد سوى ان أقوم ببعض الأشياء التي قد تسعدها، وأصوّرها لها لارسلها عبر واتس اب"، وفي غرفة مجاورة، يخبّئ الجندي عبد الرحمن (24 عاما) بين السرير والحائط قذيفة هاون كانت قد سقطت على أحد المواقع في مخيم الوافدين على حدود مدينة دوما، ينوي عبد الرحمن تنظيف ما تبقى من القذيفة التي اصبحت أشبه بوعاء مكسور، ويقول لفرانس برس "شاهدت في أحد الأفلام الأجنبية بطل الفيلم يملأ قذيفة هاون بالورود، ويقدمها لحبيبته على شكل مزهرية، وهو ما انوي القيام به انا ايضا".

اصيب نور الدين عثمان (21 عاما) والذي كان يعمل كمسعف ميداني في الاحياء الشرقية في مدينة حلب، بقصف للطيران المروحي السوري، ما اضطره الى السفر الى تركيا للعلاج، ويروي نور الدين قصته لفرانس برس ويقول "تعرفت على ياسمين قبل عامين في احدى دورات التمريض التدريبية هنا في المناطق الشرقية، الا انني اصبت خلال عملي وبترت قدمي" في قصف للطيران المروحي السوري، ويتابع "ابعدتني تلك الاصابة عن ياسمين حوالى العام تقريبا ولم احتفل معها العام الماضي بعيد الحب لانني كنت اتلقى العلاج في تركيا". ويضيف "لقد عدت قبل ثلاثة اشهر، وكان املي ان نرتبط سوية في هذا العيد، ولكن اهلها رفضوني (...) وانا اعلم جيداً ان السبب هو اعاقتي الدائمة".

المعادن النادرة قد تدخل عالم هدايا عيد الحب

هل تريد أن تعطي خطيبتك خاتما نادرا بحق.. انس الألماس وامنحها معدن إتشنوسايت من سردينيا.. هكذا كتب روبرت هازن أحد العلماء المشاركين في دراسة لمعهد كارنيجي، كتب العلماء في الدراسة التي نشرت في مطبوعة أمريكان مينرالوجيست إن إتشنوسايت وفينجرايت وأميسايت ونيفاديا من بين المعادن النادرة التي تأتي من خمس أماكن أو أقل في العالم وفي ظروف غير عادية. بحسب رويترز.

وأضافوا "الألماس والياقوت والأحجار الكريمة الأخرى موجودة في عدة أماكن وتباع بكميات تجارية ومن ثم ليست نادرة إلى هذا الحد"، ومن إجمالي 5090 معدنا في أنحاء العالم يمثل أقل من مئة ما يصل إلى 99 في المئة من القشرة الأرضية ومعظمها من عناصر شائعة مثل الأكسجين والسيليكون والألومنيوم، وقال العلماء في الدراسة إن نحو 2550 معدنا نادرا جرى ذكرهم في الدراسة قد تكون لهم خصائص تجارية من الإلكترونيات إلى البطاريات إذا أصبح بالإمكان تصنيعها.

عيد الحب يشجع الأمريكيين على الإنفاق

أظهر استطلاع للرأي أن الأمريكيين لديهم شعور جميل ازاء الرومانسية مع اقتراب الاحتفال بعيد الحب وسط توقعات بأن ينفق المستهلكون بسخاء هذا العام لشراء الحلوى والمجوهرات والزهور، وقال الاتحاد القومي لتجار التجزئة إن الشخص العادي يتوقع أن ينفق في الاحتفال بهذه المناسبة يوم 14 فبراير شباط 142.31 دولار باسم الحب بزيادة ثمانية دولارات عن العام الماضي، وتبدو الحلوى هي الأكثر جذبا إذ تظهر على أكثر من نصف قوائم الشراء لذلك اليوم فيما يبحث أكثر من ثلث المتسوقين عن عروض خاصة لشراء زهور. بحسب رويترز.

وللحيوانات الأليفة نصيب أيضا في هدايا عيد الحب هذا العام اذ سيشتري واحد من بين كل خمسة متسوقين هدية لحيوان أليف لدى أحد الأصدقاء، وبشكل عام من المتوقع أن يصل الإنفاق في عيد الحب إلى 18.9 مليار دولار وهو المبلغ الأعلى في الاستطلاعات التي يجريها الاتحاد القومي لتجار التجزئة بخصوص الشراء في العيد منذ 2007 . واستخلصت هذه النتائج من استطلاع أجري هذا الشهر شمل 6375 مستهلكا ويبلغ هامش الخطأ فيه 1.3 نقطة مئوية.

صرصور أو عقرب مشعر هدية لاصحاب القلوب المحطمة في عيد الحب

قبل حلول عيد الحب في 14 فبراير شباط تقدم حديقة حيوان سان فرانسيسكو فرصة جديدة وغريبة للمعذبين بالحب وأصحاب القلوب المحطمة لسد الفراغ والاحتفال بهذا اليوم العالمي بتبني عقرب عملاق أو صرصور يحمل اسم الحبيب السابق.

وقالت الحديقة في عرض ترويجي على صفحتها للتبني يوم الاثنين "عندما تسترجع حبك الذي انهار في عيد الحب هذا العام فكر في تبني صرصور مدغشقر عوضا عن الحبيب السابق"، وتوصي الحديقة من لدغهم رفض الحبيب بتبني عقرب ضخم مشعر، وقالت الحديقة "انتم تعلمون عمن نتحدث.. عندما تلوح أمامه ضحية مناسبة يحكم العقرب سيطرته على الفريسة ويضمها ثم يلدغها". بحسب رويترز.

وللذين يشعرون انهم مظلومون توفر الحديقة إمكانية توجيه رسالة لمن تسبب في تحطيم قلوبهم، وقالت الحديقة إن حقوق إطلاق الأسماء على الزواحف المتبناه تبدأ من 25 دولارا وان أموال النكاية هذه ستذهب إلى أهداف خيرية. وستخصص التبرعات لدعم جهود البحث والحفاظ على الحيوانات، وجاء في صفحة التبرعات "لا نستطيع أن نقطع وعودا لكن الأسطورة تقول إن تبني عقرب هو حماية دائمة من اللدغات العاطفية مستقبلا. ولتبدأ عملية طي الجراح".

استطلاع للرأي يظهر ان المرتبطين عاطفيا أكثر سعادة من العزاب

الى ذلك قبل ساعات من الاحتفال بعيد الحب أظهر استطلاع للرأي ان المرتبطين بعلاقة عاطفية يشعرون بقدر أكبر من السعادة والأمان الاقتصادي مقارنة مع أقرانهم العزاب، وقال نحو 80 بالمئة من أكثر من 18 الف شخص شاركوا في استطلاع أجرته شركة ابسوس عبر الانترنت في 15 دولة في علاقة عاطفية ما انهم سعداء بالمقارنة مع 67 بالمئة من العزاب، وأظهر المسح ان اصحاب العلاقات العاطفية في كندا هم الاكثر سعادة بنسبة 90 بالمئة مقارنة مع 53 في المئة لدى أقرانهم في المجر.

وقالت يانيس جيلمان مديرة التسويق العالمي في ابسوس "وفقا للبحث الذي قمنا باجرائه فان الاشخاص المرتبطين بعلاقة ما يقولون انهم أكثر سعادة"، لكنها اضافت ان المسح شمل عزابا من المطلقين والارامل وهي "جميعها عوامل تلعب دورا سلبيا في سعادة الشخص وشعوره بالأمان الاقتصادي"، وفي اليابان قال 53 بالمئة من العزاب إنهم سعداء مقارنة مع 77 بالمئة ممن يرتبطون بعلاقة عاطفية بينما في الولايات المتحدة قال 74 بالمئة من العزاب إنهم سعداء مقارنة مع 89 بالمئة من الاشخاص ممن في علاقة عاطفية.

وكانت نسبة السعادة بين المرتبطين بعلاقة عاطفية في المجر واسبانيا أقل ودارت حول 50 بالمئة. وتعادلت نسبة السعادة في الارجنتين بين العزاب والمرتبطين بعلاقة عاطفية إذ بلغت 65 في المئة، واضافة الى الشعور بالسعادة أظهر الاستطلاع ان الارتباط بعلاقة عاطفية ايضا له أثر ايجابي على الشعور بالامان الاقتصادي.

وسجل السويديون أعلى نسبة للشعور بالأمان اقتصاديا مقارنة مع بقية الدول كما يتضح بينهم الفارق في الاحساس بالأمان الاقتصادي بين العزاب والمرتبطين عاطفيا. وقال 60 بالمئة من السويديين المرتبطين بعلاقة عاطفية إنهم يشعرون ان وضعهم الاقتصادي قوي متفوقين بفارق 20 بالمئة عن العزاب، وأجرت ابسوس الاستطلاع عبر الانترنت في الفترة من الرابع الى الثامن عشر ديسمبر كانون الأول الماضي بمشاركة 500 أو 1000 شخص وفقا لكل دولة.

اضف تعليق