q

مقدمة

يعد التخطيط أحد اساسيات العصر الحديث للنجاح في بلوغ الاهداف، فهو يهتم بالوسائل التي تمكن من بلوغ الهدف على أسس علمية صحيحة استناداً الى الدراسات العلمية والاحصاءات والبيانات الدقيقة والتجارب السابقة التي تؤدي الى كشف المشكلات المتوقعة وايجاد الحلول السلمية لها قبل تفاقمها.

وغالبا ما يعد التخطيط الوظيفة الاولى من وظائف الادارة، فهو القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الادارية الاخرى، والتخطيط عملية مستمرة تتضمن طريقة سير الامور للإجابة عن كثير من الاسئلة مثل يجب أن نفعل؟، ومن يقوم به؟، وأين؟، ومتى؟، وكيف؟، ونشاط التخطيط يمكننا من تحديد الانشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق الاهداف (1).

أن التخطيط من الوظائف القيادية والمهمة في الإدارة العامة والتي يقع على عاتق القيادة الإدارية وجوب النهوض به كوظيفة أساسية تختص بها الإدارة العليا. ولا تنتهي هذه الوظيفة إلا بتحقيق الهدف عن طريق نشاطات الإدارة التي تعمل على تنفيذ الخطة(2).

كما يعد التخطيط مفهوما حديثا نسبيا لجأ إليه الانسان الواعي محاولا تجنب ما لا يرغب وتحقيق مصالحه وتأمين صالحه ودفعه الى اتخاذ اجراءات ووضع مخططات مسبقة تمكنه من الوصول الى غاياته مستقبلا، لذا فإن التوجّه للتخطيط العلمي أصبح ميزة من ميزات عصرنا الحاضر مثلما اصبح سمة مميزة للإنسان الحديث (3).

وعندما ننتقل في تناول التخطيط، بشكل عام من حيث المفهوم الى دراسته من جانب المفهوم الجزئي (التخطيط الاعلامي) فاننا نرى أنه لا يختلف عنه من حيث الاسس والمنطلقات العامة، ولكنه يتميز سمات محددة، تنطلق من خصوصية العملية الاعلامية نفسها (4).

أولا: ماهية التخطيط

اهتم الكثير من العلماء في مجال الإرادة العامة بمفهوم التخطيط وهو ما دفع العديد من الباحثين المتخصصين في الميادين المختلفة الى تقديم تعريفات وتحديد مفاهيم مختلفة للتخطيط منطلقين من اهتماماتهم وطبيعة اختصاصاتهم والوظائف التي يؤديها التخطيط وسنستعرض عدادا من تعريفات التخطيط بالتحليل والمناقشة (5):

- التخطيط عند "هنري فايول" هو " التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له" وهو يقوم على هدف أو أهداف مستقبلية محددة يراد تحقيقها عن طريق التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له، وهو يتنافى مع العشوائية ويعني الاستعداد والاعداد للأمر.

- التخطيط هو "جمع المعلومات التي تساعد على تحديد الاعمال الضرورية لتحقيق النتائج والاهداف المرغوب فيها"، عن طريق وضع مجموعة من الافتراضات حول الوضع في المستقبل، ومن ثم وضع خطة تبين الاهداف المطلوب تحقيقها خلال فترة محددة، والامكانات الواجب توافرها لتحقيق هذه الاهداف، وكيفية استخدام هذه الامكانات بالكفاءة والفعالية المطلوبة.

- التخطيط نشاط أساسي تنتهجه الادارة لحل مشكلاتها ولتحقيق أهداف محددة في زمن محدد.

- المفهوم الشامل للتخطيط هو تحديد ما يجب القيام به واتخاذ القرارات وتدبير الاجراءات والطرق والتوقيت الزمني في سبيل ذلك.

لا شك أنّ التخطيط المدروس أساس العمل الناجح والإدارة البارعة هي التي تتمتع بتخطيط حكيم يوازن بين الإمكانات المتاحة والطموحات.. ولكي يكون التخطيط أكثر منطقية واعتدال لابدّ وإن يعرف المخططون أهدافهم المنشودة بشكل واضح ودقيق.

ولعلّنا نوضّح الفكرة بمثال: إذا أردنا تطوير مستوى الأعمال في المؤسسة أو توسعتها أو تنشيطها بشكل أفضل لابد أن نطّعم الأعمال بأفراد جدد وبطاقات متحمسة وهادفة وهذا ليس دائما في المتناول وإنما لابد من صناعة الطاقات المطلوبة وهذا لا يتم إلا عبر تربية مجموعة من الكوادر والخبرات ولإدارة ذلك بشكل فاعل(6).

ثانيا: التخطيط الاعلامي

أصبحت ظاهرة التخطيط الاعلامي ومساهمة الحكومات ومسؤولياتها من مقتضيات العصر وهي جزء من الخطط الشاملة للدولة، إذ أن هناك اهتماماً بالتخطيط الجزئي وخاصة في قطاعات النشر والانتاج الهندسي والاعلام الخارجي وهو تخطيط يتماشى مع استراتيجية الدولة.

ومن هذا المنطلق تعددت التعريفات الخاصة بالتخطيط الاعلامي من لدن المتخصصين، فقد عرف د. نبيل عارف الجردي، التخطيط الاعلامي بأنه: (توظيف الامكانيات المادية والبشرية والاعلامية من أجل تحقيق أهداف معينة).

بينما وضع د. محمود كرم سلمان التعريف الآتي للتخطيط الاعلامي: (اتخاذ التدابير العملية للاستفادة المثلى من الامكانات والقوى والكفاءات الاعلامية المتاحة لتحقيق أهداف واضحة معينة مستقبلية في إطار سياسة اعلامية محددة وباستخدام خطط اعلامية متكاملة يجري تنفيذها تنفيذا فاعلا بأجهزة ادارية وتنظيمية قادرة). (7).

يبدو أن أدق التعاريف وأشملهـا تعريف الخبير الإعلامـــي سعــد لبيــب للتخطيــــط الإعلامي والذي عرّفــه بأنه (توظيــف الإمكانات البشرية والمادية المتاحة أو التي يمكن أن تتـــاح خلال سنوات الخطــة من أجـل تحقيق أهداف معينة في أطار السياسة الإعلامية أو الاتصالية مع الاستخدام الأمثل لهذه الإمكانيات).

ويتميز هذا التعريف المستمد من خبرات واقعية طويلة في العمل الإعلامي من ناحية ومعايشة ومتابعة لاهتمام المنظمات الإعلامية الدولية والعربية للعمل الإعلامي من ناحية أخرى بعدة مميزات هي (8):-

1. الإشارة إلى المفهوم الأدق: توظيف الذي يعني الاستفادة من كل ما هو متاح من إمكانيات بشرية ومادية.

2. الجمع بين الإمكانيات البشرية والمادية حيث أن النوعين أهم أسس التخطيط الإعلامي السليم حيث لا يمكن الاعتماد على أحدهما دون الأخر.

3. عدم قصر النظرة على الامكانيات المتوافرة حالياً وانما التطلع والبحث والتخطيط للاستفادة مما سيتم توفيره أو المتوقع اتاحته من هذه الموارد مستقبلاً انطلاقا من النظرة المستقبلية للتخطيط.

4. الإشارة الى الأهداف الإعلامية التي تسعى كل خطة الى تحقيقها وربطها بالسياسة الاتصالية والإعلامية التي توضع في ضوئها هذه الأهداف وتسعى وسائل الإعلام الى تنفيذها.

5. الإشارة الى ضرورة وأهمية الاستخدام الأمثل للإمكانيات البشرية والمادية باعتبار أن إحدى سمات التخطيط تقليل النشاط العشوائي.

ثالثا: أهداف التخطيط الاعلامي

وضع الكثير من الباحثين المتخصصين أهدافا عدة لعملية التخطيط الاعلامي أبرزها ما يلي (9):

1 – وضع سياسية اعلامية تقوم على اساسها خطط تنفيذ برامج مرحلية.

2 – حشد الطاقات الاعلامية البشرية والمادية في المؤسسات الاعلامية.

3 – تنمية المجتمع وتطويره.

4- التصدي للازمات والتحديات الداخلية والخارجية.

5- وضع أهداف استراتجية متكاملة.

6- الحصول على اجهزة ادارية وتنظيمية قادرة على التنفيذ الفاعل للخطط.

7- تقديم رؤية مستقبلية من أجل تحقيق أجندة معينة.

رابعا: اهمية التخطيط في المؤسسات الاعلامية:

للتخطيط وظيفة ضرورية لا غنى عنها للمؤسسات الاعلامية العامة او الخاصة للأسباب الاتية (10):

- يوضح التخطيط الاهداف التي تسعى المؤسسة الى تحقيقها وبالتالي يسعى كل فرد من افراد المؤسسة الى ان يؤدي عمله مما يساعد على تحقيق هذه الاهداف بالاضافة الى انه يساعد على توفير الاطار الذي يساعد على توحيد الجهود لتحقيق الاهداف

- يساعد التخطيط على التنسيق بين جهود العاملين الذين يشتركون في التنفيذ كما ان التنسيق بين الخطط الفرعية يضمن التنسيق بين الاعمال والادارات التي تتكون منها المؤسسة ويعتبر اساس لتنظيم

- يساعد التخطيط على الاستخدام الدقيق الافضل للموارد المتاحة مادية او بشرية وتحقيق الاهداف بأقل تكلفة ممكنة.

- يساعد التخطيط على التحديد الدقيق للمداخلات من الموارد المطلوبة من حيث الكم والنوع سواء كانت الموارد مادية مثل الاموال والخامات والمعدات....الخ او البشرية حتى يمكن اعدادها والاستعداد لكافة الاحتمالات والظروف المتوقعة.

- يساهم التخطيط في تحقيق الرقابة بمجال العمل فالتخطيط والرقابة وظيفتان متلازمتان والتخطيط يحدد مستويات الاعمال اما الرقابة فتعمل على التأكد من ان المراحل التنفيذية الاعمال متطابقة مع التخطيط الذي تم وضعه واكتشاف الانحرافات إن وجدت والاستفادة من ذلك في اجراء التعديلات في الخطط الحالية لتصبح اكثر من مناسبة.

- يساهم التخطيط في تحقيق الامن النفسي للعاملين والجماعات حيث يطمئن الجميع الى الامور التي تهمهم.

خامسا: خطوات عملية التخطيط الاعلامي

لابد للتخطيط الاعلامي الناجح، أن يقوم على مجموعة من المراحل والخطوات التي تتخذ لمواجهة الظروف والمشكلات خلال فترة زمنية مستقبلية.

ويقوم التخطيط الاعلامي على سلسلة من الخطوات المنطقية بالشكل الآتي (11):

الخطوة الاولى:

ا. تحديد المشكلة وجمع المعلومات اللازمة عنها وتحليلها.

ب. حصر وتقييم الامكانات المادية والبشرية المتاحة واساليب الممارسة الحالية الاتصال.

ج. تحديد الاحتياجات والأولويات ودراستها ومعرفة علاقتها باهداف التطور وخططه لتحديد حقوق والتزامات وامتيازات مؤسسات الاتصال، لذلك اكدت الدراسات العلمية على ان الجمهور المستهدَف يستجيب للمصادر ذات الثقة، والموضوعية والنشطة او الخبيرة بشؤونه لانه يعتبرها محترمة وجريئة وقريبة منه.

الخطوة الثانية

وفي هذه الخطوة يقوم المخططون الاعلاميون بتحديد كل المصادر المتوافرة، وبشكل خاص المصادر المستغلة، وحصر المصادر المادية بما في ذلك البنى التحتية، من المستلزمات الرئيسة للتخطيط.

ويتم ذلك من خلال دراسة كل الموارد والجهود، التي يمكن استخدامها وكيفية الاستخدام الأمثل لها. كما ينبغي التعرف على ماهية، الطاقات الاعلامية المتوفرة بشكل تفصيلي دقيق (بشر، اجهزة، قنوات) وما يساندها من قوى اخرى (ادارية مالية) التي تؤثر بفاعلية عملية التخطيط الاعلامي ونجاحها.

الخطوة الثالثة

يراعى في عملية التخطيط الاعلامي، دراسة احتياجات المجتمع ككل او احتياجات ومصالح الجمهور المستهدَف، شرط أن ينعكس ذلك في اهداف سياسات الاتصال وبرامجه.

ويعرف الهدف بأنه: (صورة ذهنية عن الحالة المستقبلية المراد بلوغها).

الخطوة الرابعة

وفي اطار هذه الخطوة يقوم القائمون على التخطيط الاعلامي بتحديد المصادر التي سيخصصونها لتنفيذ الخطط ومدى تكلفة كل وسيلة، الى جانب دراسة اساليب التنسيق بين الوسائل مع استخدام الوسائل الأقل تكلفة التي تصل للجمهور المستهدف بشكل فعال.

سادسا: عناصر التخطيط الإعلامي

يقوم التخطيط الإعلامي بصفة عامة والتخطيط الإذاعي بشقيه المسموع والمرئي بصفة خاصة على مجموعة أساسية من العناصر لا تتم بدونها عملية التخطيط ويتسم بمجموعة من السمات من أهمها (12):

1. توفر المعلومات: لا تخطيط بدون معلومات ومن المعلومات الأساسية لبدء التخطيط الإعلامي هي:

- ضرورة توافر المعلومات الدقيقة بشأن الموارد المادية والإمكانيات البشرية المتاحة عند بدء تنفيذ الخطة والتي ستتاح حتماً خلال فترة التنفيذ وموعد توافرها بالتحديد.

- ضرورة توافر المعلومات عن الخطط القومية الشاملة والخطط الإقليمية والقطاعية.

- تعداد وتوزيع السكان وفقاً لإحداث التعدادات وتحديثها المستمر سنوياً وأهم ملامح النمو السكاني وخصائصه.

- الأنشطة الاقتصادية والمجتمعية المختلفة التي تشكل اقتصاد الدولة.

- الملامح الأساسية لمرافق الإعلام والاتصال والأنشطة المعاونة من وسائل وأجهزة الاتصال المباشر.

- واقع التأهيل الأكاديمي والتدريب الإعلامي سواء على المستوى القومي أو الإقليمي أو المحلي.

- واقع الصناعات المتصلة بالنشاط الإعلامي.

- واقع ونتائج البحوث الإعلامية الأكاديمية والمهنية وتوثيقها.

- تدفق المنتجات الإعلامية والثقافية والمصادر التي تعتمد عليها وسائل الإعلام.

- واقع الإنتاج الإعلامي العربي والقطري بالقطاعين الحكومي والخاص.

- المشكلات والقضايا الاجتماعية والثقافية بالمجتمع.

2. وضع سياسة اتصالية واضحة:

إن السياسة الاتصالية هي مجموع المبادئ والمعايير التي تحكم نشاط الدولة تجاه عمليات تنظيم وإدارة ورقابة وتقييم ومواءمة نظم وأشكال الاتصال المختلفة على الأخص منها: وسائل الاتصال الجماهيري من أجل تحقيق أفضل النتائج الاجتماعية الممكنة في أطار النموذج السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تأخذ به الدولة.

- ركائز مبدأ ديمقراطية الاتصال والنتائج المترتبة على الأخذ به في السياسات الاتصالية والإعلامية (13):

إن الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه السياسة الإعلامية هو مبدأ ديمقراطية الاتصال الذي يتكون من ثلاث ركائز هي: الحق في الاتصال، الانتفاع والمشاركة.

3. تحديد الأولويات والأهداف:

يعتبر العنصر الثالث من عناصر التخطيط الإعلامي هو تحديد الأولويات والأهداف العامة للخطة الإعلامية ووسائل الوصول إليها من خلال توجيه كافة الامكانيات صوب تحقيقها بحيث يتم توظيف الامكانيات البشرية والمادية المتاحة، أو التي يمكن أتاحتها خلال عام أو أعوام الخطة (14).

4. التخطيط الإعلامي عملية مستمرة:

أن التخطيط الإعلامي عملية مستمرة لا تنتهي بوضع خطة، حيث يتبع الخطة خططاً لاحقة مبنية على الخطط السابقة، إذ لابد من تتابع الخطط في أطار التخطيط طويل المدى ومقتضياته بالإضافة الى متابعة الخطط الموضوعة أثناء وبعد تنفيذها، واكتشاف المعوقات التي تقف أمام التنفيذ ودراسة سبل التغلب عليها من ناحية وتحاشيها في الخطط المستقبلية من ناحية أخرى، كما يتم قياس آثار الخطة الإعلامية من خلال التصنيف البرامجي اليومي والأسبوعي والشهري والذي يمتد الى دورة برامجية كاملة حتى يتسنى إدخال التعديلات المناسبة في الخطط التالية لتتلائم مع السياسات والخطط الإعلامية الموضوعة وتحقق أهدافها.

5. التخطيط الإعلامي عملية متكاملة:

أن التنسيق الإعلامي عملية متكاملة لا تقتصر فيها عملية التخطيط الإذاعي على سبيل المثال على البرامج وأن كانت هي المجال الأساسي لها وأنما تمتد الى النواحي الهندسية والتدريبية والمالية حيث يستلزم التخطيط الإذاعي وضع خطة رئيسية للبرامج ترتبط بها مجموعة من الخطط المعاونة في المجالات الأخرى بالإضافة الى مجموعة الخطط التفصيلية المتفرعة عن الخطط العامة أو الخاصة بقطاعات العمل المختلفة (15).

6. التنسيــــق:

ضرورة التنسيق بين الخطط الإعلامية للقطاع الواحد كالتنسيق بين الخطط الإذاعية للمحطة الواحدة وبينها وبين خطط المحطات الإذاعية الوطنية الأخرى وبين الخطط الإذاعية بوجه عام وبين خطط وسائل الإعلام المختلفة.

وتتولى أدارة التنسيق وضع وتصميم هيكل البرامج بناء على ما يصلها من اللجنة العليا للبرامج من خلال ترتيب ظهور البرامج في شكل ونسق معين خلال فترة الإرسال وتراعى فيه ظروف المستمع أو المشاهد وعادات الناس وهي تختلف من خدمة إذاعية أو تلفزيونية ألي أخرى ومن مكان لآخر وتراعى التوازن في ترتيب الفقرات والحرص على عدم التعارض بين المواد المذاعة في الوقت نفسه، ولذلك توجد في محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون إدارة للتنسيق تضم عدة شعب منها شعبة البرنامج الأسبوعي وشعبة البرنامج اليومي ومكتبة الاحتياطي ومكتبة التنفيذ وشعبة التنفيذ وشعبة الموسيقى...الخ.

7. الإطار الزمني للخطة:

يتم التخطيط الإعلامي بصفة عامة والإذاعي والتلفزيوني بصفة خاصة في إطار زمني معين فلابد من تحديد الإطار الزمني للخطة وفقاً للظروف ونوعية الأهداف المطلوب تحقيقها، وقد يكون الإطار الزمني خمس أو ثلاث سنوات ولكن الإطار الغالب على الخطط الإعلامية هو الخطط السنوية التي تقسم الى دورات برامجية عادية وخاصة وتكون الدورات البرامجية العادية مدتها ثلاثة أشهر والدورات الخاصة كدورة برامج شهر رمضان المبارك تكون مدتها شهر واحد.

8. المرونة:

ضرورة اتخاذ اكبر قدر ممكن من المرونة في الخطة الإعلامية حتى لا تنهار أمام الظروف الجديدة ويمكن وضع خطط بديلة مقدماً لمواجهة الظروف المحتملة أو المتوقعة فمن الضروري أن تشمل عملية التخطيط البحث عن البدائل واختيار أفضلها بما يتلاءم مع الأهداف الموضوعة، ولذلك يستلزم التخطيط الإعلامي الفعّال تحليل توقعات المتقبل والتخطيط لها لتحاشي وقوع أية اضطرابات في الخطة الإعلامية حيث يؤدي أخذ التوقعات والاحتمالات المستقبلية بعين الاعتبار عند التخطيط الإعلامي الى توفير الكثير من الوقت والجهد عند وقوعها ولذلك تتصف الخطط الإعلامية بالمرونة من ناحية ووضع الخطط البديلة من ناحية أخرى (16).

9. المشاركة:

إن ضمان أكبر قدر من المشاركة في صياغة أهداف الخطة واعدادها يستلزم على قيادات المؤسسة الإعلامية عرض الخطوط العريضة للخطة الإعلامية وأهدافها ووسائل تنفيذها على القيادات الأدنى مع أيجاد الأساليب التي تضمن أن تعود الخطة الى القيادة الأعلى متضمنة الاقتراحات المختلفة لهذه القيادات، ومما لاشك فيه أن هذه المشاركة من العاملين بالمؤسسة الإعلامية بل وجمهورها (أن أمكن) من شأنها أن تؤدي الى زيادة فعالية الخطط الإعلامية وتحقيق أهدافها حيث تؤدي هذه المشاركة الى تدعيم الجسور القائمة بين القائمين بالتخطيط والإعلاميين والجمهور المستهدف (17).

10. متابعة الخطة الإعلامية:

ضرورة متابعة الخطة حيث تعمل المتابعة على تحقيق هدفين رئيسيين الأول ضمان تنفيذ الخطة باكتشاف معوقات التنفيذ وأزالتها أولاً بأول، والثاني قياس الآثار الناتجة عن التنفيذ لمعرفة مدى مطابقتها للتصورات الخاصة في أذهان واضعي الخطة وفق ما تبين من أثارها.

سابعا: سمات عملية التخطيط الاعلامية (18):

1 – استمرارية التخطيط: التخطيط من الوظائف المستمرة طول حياة المؤسسة خاصة فالمؤسسات الاعلامية لا تعمل في ظروف ساكنة ولكنها تتسم بالتغييرات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية.. الخ. يتطلب الاستعداد لمواجهتها ويمكن أن يتم ذلك من خلال التخطيط.

2- الاهتمام بمستقبل المؤسسة: يهتم التخطيط دائما بالمستقبل فعن طريق تقيم البدائل (الخطط المقترحة) يمكن تحديد البديل الانسب الذي يمكن تطبيقه في المستقبل بناء على الموارد المتاحة والمتوقعة والحصول على المعلومات عن أداء المؤسسة في الماضي والحاضر وكذلك التنبؤ بما سيحدث في المؤسسة والظروف المحيطة بها في المستقبل واتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة التغيرات المحتملة.

3- شمولية التخطيط: يشمل التخطيط جميع نواحي النشاط في المؤسسة ولا يقتصر على بعض النواحي دون الاخرى. فعملية التخطيط ينتج عنها هيكل كامل من الخطط على المستويات المختلفة بالمنظمة.

4- مرونة التخطيط: ينبغي أن تكون الخطة مرنة ويقصد بالمرونة قابلية الخطة للتعديل على ضوء الظروف الجديدة والتغيرات المستقبلية التي لم تكنفي الحسبان وقت القيام بالتخطيط وإعداد الخطة.

5- يجب أن تكون الخطة سرية بحيث لا يعرف محتوياتها إلا الافراد القائمين بإنجازها.

6- مسؤولية التخطيط: قد تقع مسؤولية التخطيط على الادارة العليا بالمؤسسة الاعلامية حيث يقوم رئيس مجلس الادارة أو المدير العام بمعاونة مساعديه ومستشاريه بوضع الخطة العامة أو الخطط الفرعية.

ثامنا: سبل التخطيط الاعلامي (19):

1- بناء التخطيط على اساس التقييم الموضوعي لجميع المعلومات وعلى اساس اعتبار الوسائل الصحيحة بتنفيذه، و ان يبتعد عن التناقضات، فالتخطيط لنوع معين من العمليات او المشروعات قد يؤدي احيانا الى مناقضة تامة للأهداف والاغراض التي تؤدي اليها الخطط، لذا ينبغي ان يدرك المخططون مدى تأثير الخطة على الخطط السابقة، وان يوضحوا ما يجب اتباعه بالنسبة لما قد يبدو من تعارض او تناقض بين الخطط حتى يكون المنفذون على بينة من الأمر.

2- عدم تقيد المخططين لأنفسهم بتجاربهم الخاصة او التجارب التي سبق دراستها بواسطة الادارة المختصة وان يعد المخطط نفسه لمواجهة حقائق غير سارة وان يناقض الاجراءات التنفيذية المتبعة اذا لزم الامر وان يستفيد من تجارب الاخرين فيما يتعلق بالمشكلة موضوع التخطيط كما ان فاعلية الخطة الناجحة تعتمد الى درجة كبيرة على حسن توقيتها ومعرفة اتجاهات الافراد وقابليتهم لتنفيذ الخط.

تاسعا: التحديات التي تواجه عملية التخطيط الاعلامي (20):

1 – عدم وضوح الاهداف وغموضها.

2 – عدم الواقعية في تحديد الاهداف.

3 – وضع أهداف غير قابلة للقياس.

4 – عدم مشاركة المستوى الادنى في وضع الاهداف.

5 – التركيز على الاهداف قصيرة المدى بغية الحصول على نتائج سريعة وعدم الاهتمام بالأهداف بعيدة المدى.

6- عدم دقة المعلومات والبينات.

7- معارضة اتجاهات العاملين على تنفيذ الخطة.

8- عدم صحة التنبؤات والافتراضات.

9- أغفال العامل الانساني أثناء التخطيط.

10- الاعتماد على جهات خارجية في وضع الخطة.

11- القيود الحكومية.

12- التغيرات المستمرة.

13- عدم مراعاة تسلسل خطوات التخطيط.

عاشرا: الصعوبات التي تواجه التخطيط الإعلامي في الدول النامية:

تواجه التخطيط الإعلامي بصفة عامة والتخطيط الإذاعي والتلفزيوني بشكل خاص مجموعة من الصعوبات في الدول النامية هي (21):

1. عدم أشراك مخططي الإعلام في عملية التخطيط التنموي.

2. عدم الاستعانة بالمخططين الإعلاميين عند وضع السياسات العامة والسياسات الإعلامية حيث تأتي الخطط التي توضع لوسائل الإعلام في مرحلة متأخرة وتهدف فقط الى نشر معلومات أو أفكار محددة.

3. قد لا يعرف المخططون تماماً (بسبب نقص الأبحاث) احتياجات الجماهير المستهدفة واتجاهاتها ورغباتها وعادات وأنماط تعرضها لوسائل الإعلام، فهناك نقص شديد في أساليب نقل احتياجات الجماهير الى مخططي التنمية والإعلام وفي بعض الأحوال قد لا يكون لدى المخططين استعداد لاستخدام تلك المعلومات حتى أن وجدت.

4. وجود اختلاف بين ما يريده الناس على مختلف المستويات وما يحتاجون إليه فقد لا يستطيع الناس التعبير عن احتياجاتهم وعلى المخططين أن يسبقوهم ويعملوا على بلورة الاحتياجات التي قد يعجز الجمهور عن التعبير عنها.

5. نقص الاتصال بين الإعلاميين الممارسين والباحثين الأكاديميين حيث أكدت العديد من الدراسات الميدانية ذلك، مما يدعو الى أيجاد قنوات تحقق هذا الاتصال المفيد للعمل الإعلامي.

6. الحاجة الى تبسيط نتائج البحوث حتى تصبح أكثر فائدة للعاملين في المجال الإعلامي، حيث تبين ندرة الاستفادة من الدراسات الأكاديمية التي تظل حبيسة أدراج ورفوف المكتبات لكبر حجمها من ناحية أخرى، كما أن البحوث التي تجريها المؤسسات الإعلامية لا يعرف الممارسون الكثير عن نتائجها وتظل الاستفادة منها محدودة في تطوير الأداء الإعلامي.

7. عدم وجود تنسيق سواء بين نشاطات المؤسسات الخدمية المختلفة التي تستعين بوسائل الإعلام أو بين الوسائل الإعلامية نفسها وبين الخدمات المتعددة لوسيلة واحدة كالإذاعة في حالة تعدد المحطات الإذاعية.

8. إغفال الإعلام المحلي وأساليب الاتصال الأفقي بين المواطنين والتركيز على أساليب الاتصال الرأسية المركزية مما يؤدي الى إغفال احتياجات الجمهور المحلي وبالتالي اختلال خطط الاتصال من اجل التنمية.

الخاتمة

تشير المعطيات آنفة الذكر أن التخطيط الإعلامي بات يشكل عصبا أساسيا في عملية الاتصال، وذلك لان نتائجه تنعكس على طبيعة أداء المؤسسات الإعلامية، ومن ثم الوقوف على نقاط القوة والضعف في أدائها الإعلامي، مما يساعدها لاحقاً في اختيار البرامج والمواضيع التي تصب فعلاً ضمن اهتمامات الجمهور، ومن الجدير بالذكر أن على المؤسسات الإعلامية المختلفة متابعة البحوث والدراسات التي تجرى في الجانب الإعلامي خاصة، وان معظم الباحثين لا يستهدفون من جراء دراساتهم تحقيق أية منافع تذكر سوى لأغراض البحث العلمي خالصة.

أسئلة مقترحة

س1: ما الفرق بين الخطة والتخطيط؟.

س2: للتخطيط وظيفة ضرورية لا غنى عنها في المؤسسات الاعلامية، أين تكمن أهمية هذه الوظيفة التخطيطية؟.

س3: يقوم التخطيط الإعلامي على مجموعة أساسية من العناصر لا تتم بدونها عملية التخطيط، ما أهم سمات هذه العناصر؟.

س4: وضح أبرز الصعوبات التي تواجه التخطيط الإعلامي في الدول النامية؟.

س5: أرسم مخططا يوضح آلية عمل التخطيط الاعلامي؟.

........................................
الهوامش:
(1) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، (سوريا: مطبعة الروضة، 2009م)، ص130.
(2) مفكرة الاسلام، التخطيط والتخطيط الاستراتجي، تاريخ الوصول 22-11-2014، www.syrcs.org/articles/manage/ART-070.
(3) عماد محمد حسين الهلالي، التخطيط والتخطيط الاعلامي، (دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2001م)، ص7-8.
(4) عماد محمد حسين الهلالي، التخطيط والتخطيط الاعلامي، المصدر نفسه، ص5.
 (5) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، مصدر سابق، ص105.
(6) فاضل الصفار، إدارة المؤسسات منهجيتان في النجاح والفشل،، تاريخ الوصول 25-11-2014، http://annabaa.org/nba45/edaraa.htm.
(7) عماد محمد حسين الهلالي، التخطيط والتخطيط الاعلامي، مصدر سابق، ص45-50.
(8) عاطف عدلي العبد – عدلي رضا، أدارة المؤسسات الإعلامية، (القاهرة: دار الفكر العربي، 2008م) ص 130.
(9) حميد جاعد محسن الدليمي، التخطيط الاعلامي والسياسية الاعلامية، (بغداد: دار النهرين للتوزيع والنشر والاعلان، 2009م، ص43.
(10) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، مصدر سابق، ص 136.
(11) عماد محمد حسين الهلالي، التخطيط والتخطيط الاعلامي، مصدر سابق، ص69-80.
(12) سعد لبيب، دراسات في العمل التلفزيوني العربي، (بغداد: مركز التوثيق الإعلامي، 1984) ص 28.
(13) عواطف عبد الرحمن، قضايا إعلامية معاصرة، (القاهرة: دار الفكر العربي، 1997).
(14) عاطف عدلي العبد، التخطيط الإعلامي: الأسس النظرية والنماذج التطبيقية، (القاهرة: دار الهاني، 2000م)، ص21.
(15) عماد محمد حسن الهلالي، التخطيط الإعلامي للسياسة الخارجية في العراق، (بغداد: دار الشؤون العامة،2002م) ص 41.
(16) عاطف عدلي العبد – عدلي رضا، أدارة المؤسسات الإعلامية، مصدر سابق، ص149.
(17) عاطف عدلي العبد، التخطيط الإعلامي: الأسس النظرية والنماذج التطبيقية، مصدر سابق ص21.
(18) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، مصدر سابق، ص 125.
(19) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، مصدر سابق، ص 137.
(20) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، مصدر نفسه، ص 138.
 (21) جيهان أحمد رشتي، التنسيق والتكامل في مجال التخطيط الإعلامي على المستوى الوطني في قضية التخطيط الإعلامي في الوطن العربي، (القاهرة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1980) ص 84-86.
................................
المصادر والمراجع
 (1) بطرس حلاق، إدارة المؤسسات الاعلامية، (جامعة دمشق، مطبعة الروضة، 2009م).
(2) جيهان أحمد رشتي، التنسيق والتكامل في مجال التخطيط الإعلامي على المستوى الوطني في قضية التخطيط الإعلامي في الوطن العربي، (القاهرة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1980).
(3) حميد جاعد محسن الدليمي، التخطيط الاعلامي والسياسية الاعلامية، (بغداد: دار النهرين للتوزيع والنشر والاعلان، 2009م.
(4) سعد لبيب، دراسات في العمل التلفزيوني العربي، (بغداد: مركز التوثيق الإعلامي، 1984).
(5) عاطف عدلي العبد – عدلي رضا، أدارة المؤسسات الإعلامية، (القاهرة: دار الفكر العربي، 2008م).
(6) عاطف عدلي العبد، التخطيط الإعلامي: الأسس النظرية والنماذج التطبيقية، (القاهرة: دار الهاني، 2000م).
(7) عماد محمد حسين الهلالي، التخطيط والتخطيط الاعلامي، (دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2001م).
(8) عماد محمد حسن الهلالي، التخطيط الإعلامي للسياسة الخارجية في العراق، (بغداد: دار الشؤون العامة،2002م).
(9) عواطف عبد الرحمن، قضايا إعلامية معاصرة، (القاهرة: دار الفكر العربي، 1997).
(10) فاضل الصفار، إدارة المؤسسات منهجيتان في النجاح والفشل،، تاريخ الوصول 25-11-2014، http://annabaa.org/nba45/edaraa.htm.
(11) مفكرة الاسلام، التخطيط والتخطيط الاستراتجي، تاريخ الوصول 22-11-2014، www.syrcs.org/articles/manage/ART-070.
.........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق