q

شبكة النبأ: التكنولوجيا المتطورة والحديثة وبمختلف أنواعها، قد أصبحت اليوم مطلباً مهما للعديد من الجهات والدول، التي دخلت في سباق علمي كبير من اجل تعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية، من خلال أنتاج وتطوير أجهزتها ومعداتها المتطورة، ولعلم من اهم تلك الابتكارات الطائرات بدون طيار التي يسعى الجميع الى امتلاكها، باعتبارها احدى اهم التقنيات العصرية التي حققت نجاحا كبيرا في العديد من المهام المدنية والعسكرية.

والطائرة بدون طيار وكما تشير بعض المصادر، هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه. في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف. الاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم لكن شهد استخدامها في الأعمال المدنية مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب تزايدا كبيرا حيث تستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية والتي يجب أن تتزود بالعديد من احتياجات الطيار مثل المقصورة، أدوات التحكم في الطائرة، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين، وأدى التخلص من كل هذه الاحتياجات إلى تخفيف وزن الطائرة وتكلفتها، ولقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم في الطائرة غير معرض لأي خطر حقيقي.

هذه الطائرات وكما يقول بعض الخبراء، اصبحت اليوم محط اهتمام واسع من قبل الكثير من المؤسسات المدنية والتجارية والاعلامية التي تسعى الى الاستفادة من هذه التقنيات المتطورة بشكل مباشر من اجل ترويج منتجاتها وتحقيق اهدافها الخاصة، هذا الامر وبحسب بعض المراقبين لايزال موضع جدل ونقاش لأسباب كثيرة، خصوصا وان القوانين في اغلب الدول ومنها القانون الامريكي تحظر حاليا استخدام طائرات بدون طيار للأغراض المدنية و التجارية.

يضاف الى ذلك وجود مخاوف كبيرة من انتشار الطائرات بدون طيار التي قد تعرض الرحلات الجوية للخطر ويتسبب في وقوع حوادث خطيرة، او تتسبب بمشاكل اخرى تعيق الرحلات الجوية، كما انها يمكن ان تستخدم كسلاح لاستهداف بعض الشخصيات المهمة وغيرها من الأسباب الأخرى.

التحدي الأكبر

وفي هذا الشأن فهل سنرى الطائرات بدون طيار المعروفة باسم (درون) تحلق في أجواء مدننا قريبا؟ قبل أن يحدث ذلك، تكمن في الطريق عقبات جمة، أحدها هو أنت، كما يقول الكاتب ديفيد روبسون. لماذا هذا الجدل؟ إطلاق طائرات يمكن التحكم بها عن بعد في الهواء، وتحلق بدون أن يكون على متنها إنسان، وتستخدم لحماية المخلوقات المهددة بالخطر، والعثور على الأطفال المفقودين، وتستكشف مناطق الكوارث، يجعل من السهل أن نعرف لماذا تثري هذه الطائرات خيالنا وأحياناً تثير غضبنا أيضاً.

لقد بلغ الجدل ذروته عندما أعلنت شركة أمازون للتسوق عبر الإنترنت أنها ستوصل طلبات الزبائن بإستخدام طائرات بدون طيار في غضون نصف ساعة من تلقي هذه الطلبات. غير أن بعض المعلقين اعتبروا أن ذلك لا يعدو كونه مجرد دعاية للترويج للتسوق لأعياد الميلاد من موقع أمازون على الإنترنت. فقد كتبت صحيفة الغارديان تقول: "إنها مجرد فقاقيع هوائية وبالونات دعائية". وقالت مجلة بزنس انسايدر في عنوان رئيسي: "السبب الحقيقي لإعلان أمازون عن خدمة التوصيل باستخدام طائرات بدون طيار الليلة الماضية هو توفير 3 ملايين دولار مقابل دعاية تجارية مجانية."

كلا، فبعد مرور عشرة شهور على إعلان أمازون، يبدو الاستخدام التجاري للطائرات بدون طيار أمراً أكثر احتمالاً. خدمة البريد السريع "يو بي إس" في الولايات المتحدة، وشركة غوغل، وشركة "أس أف اكسبرس" الصينية تفكر أيضا مثل أمازون في استخدام تلك الطائرات لتوصيل المنتجات والطرود البريدية. في غضون ذلك، بدأت شركة البريد العملاقة "دي إتش إل" في تجربة محدودة لتوصيل الأدوية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في ألمانيا. ورغم أنها خطوة صغيرة، إلا أنها مهمة جدا باتجاه استخدام مثل هذه الطائرات على نطاق أوسع.

دعونا لا ننسى أنه يمكن استخدام طائرات بدون طيار في مجالات غير مجال التسوق على الإنترنت. ماري كامينغز في جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية على سبيل المثال تشير الى إمكانية أن تلعب تلك الطائرات دوراً كبيراً في مجال الزراعة، وتحديداً في الكشف عن سلامة المزروعات من الأمراض، والإرشاد إلى استخدام المبيدات الحشرية على سبيل المثال. كما يمكن أن تستخدم في مجال تجارة العقارات، حيث يمكن أن تساعد المشترين في استكشاف تفاصيل وأوضاع العقارات عن بعد.

كما أن هناك إمكانية في أن تستخدم هذه الطائرات بشكل شخصي في أغراض التقاط الصور. وتقول كامينغز: "يستخف الناس بالنزعة البشرية لحب الاستكشاف، والرغبة في رؤية العالم، والاطلاع على جوانبه الغامضة." المصممة والنجمة التليفزيونية الشهيرة والثرية مارثا ستيوارت كانت سباقة في استخدام التكنولوجيا لهذا الغرض. فهي تستخدم طائرتها الخاصة بدون طيار لتصوير أملاكها ومزارعها المترامية الأطراف.

وانتهاك الخصوصية من أبرز السلبيات. أي أن هذه الطائرات يمكن أن تسجل سراً معلومات عنك وعن بيتك وهي تحلق قريبة منك. لكن كامينغز تعتقد أنه في الولايات المتحدة على الأقل يجب أن توفر القوانين حماية للأفراد من تصويرهم بدون إرادتهم أو رغبتهم. وبينما تحتاج هذه الطائرات المستخدمة في توصيل الطلبات والطرود البريدية إلى تصوير الطريق الذي تسلكه، فمن الممكن برمجتها لكي تمسح تلقائيا أي صور تلتقطها خلال 24 ساعة. ومن الأمور المثيرة للقلق أيضا سلامة هذه الطائرات. فماذا لو فقدت السيطرة عليها وتحطمت؟ وماذا لو شفطها محرك طائرة ركاب كبيرة؟

تعتقد كامينغز أنه يمكن تصميم نظام ذكي للتحكم في الملاحة الجوية يمكنه تجنب ذلك النوع من التصادمات الخطيرة. وفي حالة وجود خلل فني يمكن لهذا النظام توقع الخلل في المحركات قبل سقوط الطائرة وتحطمها. ومن السهل نسبياً على هذا النظام أن يستشعر وقوع الخلل ومن ثم اختيار الهبوط في أماكن غير مأهولة. لكنك لا تستطيع أن تستبعد إمكانية وقوع الأخطاء البشرية. تستشهد كامينغز بحالة رجل أطلق النار على طائرة بدون طيار يملكها جاره، وأسقطها عندما تعدت على ممتلكاته بالتحليق فوق أرضه.

الحادثة أثارت تساؤلات عن مفهوم وطبيعة التعدي على ممتلكات الغير، فضلاً عن أن الحطام يشكل خطراً كبيراً إذا سقط في المكان الخطأ. "في هذه الحالة تكون الطائرة بمثابة صخرة تهوي من ارتفاع كبير،" حسب ما تقول كامينغز. وفي الحقيقة يبدو أن فكرة إسقاط الطائرات بدون طيار تضرب وتراً حساساً في بعض الأوساط في مجتمعنا. وهي تشي بأن العقبة الكبرى لطائرات الدرون هذه هي أنت.

تقول كامينغز: "في نهاية الأمر، العقبات الكبرى هي عقبات تقنية اجتماعية. كثيرون يربطون بين تلك الطائرات وبين الجيش، وبالتالي يشعرون بالعداء تجاهها، هذا بالطبع موقف خاطئ، فمعظم الناس الذين يسمعون بطائرات من دون طيار ينصرف ذهنهم إلى قتل الناس في باكستان مثلا. إنهم لا يدركون الجوانب والآثار الإيجابية لهذه الطائرات." لعلنا نقتنع بهذا الأثر الإيجابي عندما نراه على أرض الواقع. ولتحقيق ذلك فإن الشركات المختلفة تحتاج إلى موافقة حكوماتها، وفي الولايات المتحدة تحتاج الى موافقة الإدارة الفيدرالية للطيران FAA.

على ضوء هذه المعطيات، شكلت أمازون وغوغل وعدد آخر من الشركات مجموعة ضغط للحصول على موافقة الادارة الفيدرالية للطيران في الولايات المتحدة لاستخدام هذه الطائرات في الأغراض التجارية. وتعتقد كامينغز أن هذا اللوبي سيحدث التغيير المطلوب، وفي غضون خمسة إلى عشرة سنوات، سنرى طائرات توصيل الطلبات إلى الزبائن تحلق في الجو، إلى جانب استخدامات أخرى كثيرة. وإذا صدقت توقعات كامينغز، فإن تقنية الطائرات بدون طيار ستكون مجرد مقدمة لأشياء أكثر تطوراً. فهي تعتقد أن من شأن هذه الطائرات أن تجسر الهوة بيننا وبين استخدام السيارات الطائرة، وأن تدفع باتجاه إيجاد نظام مستقل للملاحة الجوية الآمنة. بحسب بي بي سي.

تقول كامينغز: "السيارات التي تتحول إلى طائرات موجودة حالياً، وكل ما تحتاجه هو تركيب أجهزة الكمبيوتر المناسبة داخلها." وتعتقد أن السيارات الطائرة ستواجه صعوبات أقل من تلك التي تواجهها السيارات التي نقودها في الشوارع، نظراً لعدم وجود عوائق في الجو كتلك الموجودة على الأرض. وتضيف: "من وجهة نظري كمتطلعة دوماً إلى المستقبل، لا أستغرب أبدا حدوث ذلك."

نيويورك للاختبار

من جانب اخر أعلنت الإدارة الفدرالية للملاحة الجوية (اف إيه إيه) أنها اختارت نيويورك لتشكل موقع الاختبار الخامس للطائرات الصغيرة من دون طيار، في حين لا تزال المناقشات جارية بشأن تشريعات استخدامها في الفضاء الجوي الأميركي. وستخصص التجارب التي ستجرى على طائرات بلا طيار تحتمل التحليق المرتفع في شمال نيويورك للتطبيقات الزراعية. وصرح أنطوني فوكس وزير النقل الأميركي أن "الإدماج السليم للطائرات بلا طيار في الفضاء الجوي الأميركي هو على رأس أولوياتنا، غير أن الأبحاث التي تجرى في مجال الزراعة قد تعود أيضا بنفع كبير على المزارعين في نيويورك والولايات الأميركية برمتها".

وقد اختارت الإدارة الأميركية للملاحة الجوية خمسة مواقع في الولايات المتحدة لاختبار طيران الطائرات من دون طيار في الفضاء الجوي الأميركي المزدحم دوما، في حين لا تزال تتباحث في مجموعة شاملة من القواعد تضعها في هذا الخصوص. والمواقع الأخرى التي اختيرت لهذه التجارب هي في ألاسكا ونيفادا وداكوتا الشمالية وتكساس. وبانتظار إصدار التشريعات في هذا الشأن، تحظر الإدارة الفدرالية للملاحة الجوية استخدام الطائرات من دون طيار لأغراض تجارية، بالرغم من الرواج الكبير الذي يلقاه هذا النوع من الطائرات المتعدد الاستخدامات. بحسب فرانس برس.

وطائرة "فانتوم 2" هي من أشهر الطائرات الصغيرة من دون طيار المتوفرة اليوم في الأسواق. وهذه الطائرة مزودة بكاميرا وتبلغ كلفتها 1200 دولار. وتنظر الإدارة الفدرالية للملاحة الجوية في 22 عريضة رفعت إليها في واشنطن من قبل مخرجين ومفتشين ومحققين ووكلاء عقاريين يطالبونها برفع الحظر عن استخدام الطائرات من دون طيار لأغراض تجارية.

لوائح جديدة

في السياق ذاته قال توني تايلر مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) ان التوسع في استخدام طائرات وطائرات هليكوبتر بدون طيار يجري التحكم فيها عن بعد يسبب المزيد من المخاطر ما يتطلب رد فعل يتسم بالحسم من جهات تنظيمية ضمانا للسلامة. وقال تايلر "لست ممن يبالغون في المطالبة بفرض اجراءات تنظيمية. "ولكنها صناعة جديدة وستحلق طائراتها إلى جانب طائرات قطاع رسخ اقدامه. وفي ضوء ما تثيره من قضايا سلامة ثمة حاجة لان تتعامل معها الجهات التنظيمية وتسايرها."

وتأتي مخاوف تايلر وسط تقارير متزايدة عن رحلات خطيرة لطائرات بدون طيار في مطارات واستادات وقواعد عسكرية في الولايات المتحدة وأماكن اخرى. وفي الاونة الاخيرة وثقت إدارة الطيران الاتحادية الامريكية أكثر من 190 واقعة خطيرة في عام 2014 بينها حالات اقتربت فيها طائرات بدون طيار لمسافة لا تزيد عن 15 مترا من طائرات نفاثة اثناء هبوطها في نيويورك ومدن اخرى.

الى جانب ذلك ربما فوجيء أمريكيون -ممن يتسوقون بحثا عن ألعاب أطفال عبارة عن طائرات أو طائرات هليكوبتر تعمل بالتحكم عن بعد- بقائمة من القواعد التنظيمية الجديدة في المستقبل القريب. فمن المتوقع ان تطرح الادارة الاتحادية للملاحة الجوية لوائح جديدة تفرض قيودا على أنظمة الطائرات الصغيرة بلا طيار في أول تعديل شامل لسياساتها المتعلقة بهذه الطائرات.

وتفرض الادارة ستارا من السرية على التفاصيل واكتفت بالقول إن القواعد الجديدة تختص بمجموعة كبيرة من مستخدمي الطائرات والطائرات بلا طيار التي تزن 55 رطلا أو دون ذلك. إلا ان خبراء قانونيين وفي مجال السياسات ممن أسدوا النصح للادارة الاتحادية للملاحة الجوية بخصوص التعليمات الخاصة بالطائرات الصغيرة يقولون إنهم يتوقعون ان تضم التشريعات المستحدثة قيودا على مئات الآلاف من الأشخاص من مستخدمي طائرات ألعاب الأطفال العادية أو تلك الرباعية الاجنحة في الحدائق والأفنية الخلفية.

ويمثل التركيز على طائرات ألعاب الاطفال توجها جديدا بيد ان فكرة هذه اللوائح ظلت تختمر في الاذهان منذ بضع سنوات ويعزى ذلك بدرجة كبيرة الى الضغوط التي يمارسها قطاع الاعمال الذي يريد استخدام الطائرات بلا طيار في مهام منها التصوير الجوي. وقال خبراء إنه في ضوء التوجيهات القائمة المعمول بها حاليا فان من المتوقع ان يستغرق البدء في تنفيذ التشريعات الجديدة عاما واحدا وقد يتطلب الامر -بالاضافة الى أمور أخرى- ان ينضم هواة استخدام طائرات ألعاب الاطفال إما الى منظمة محلية لطرز هذه الطائرات وإما ان يحصلوا على تصريح من الادارة الاتحادية للملاحة الجوية.

واضاف الخبراء ان القواعد الجديدة قد تفرض قيودا أخرى على مستخدمي الطائرات الصغيرة باستهتار. وقالوا إن هذه اللوائح لو استثنت مناقشة أمر هواة هذه الرياضة الترفيهية فقد يثير ذلك ارتباكا بشأن ماهي إذن الطائرات المسموح باستخدامها. وقال ريتشارد هانسون مدير الشؤون الحكومية لدى أكاديمية الملاحة الجوية الذي اتصل بالكونجرس وأسدى النصح للادارة الاتحادية للملاحة الجوية "سيكون هناك خياران بالاساس هما إما الاشتراك في منظمة محلية وإما ان تنصاع للوائح كما لو كنت تقوم بتشغيل الطائرات على نطاق تجاري".

وتلقي بالمسؤولية على من يزاولون هذه الرياضة الترفيهية ويشترون هذه الطائرات كألعاب للهو أيام العطلات عن وقوع أحداث خطيرة قرب المطارات والملاعب الرياضية والقواعد الجوية. وسجلت الادارة الاتحادية للملاحة الجوية في الآونة الاخيرة أكثر من 190 من الوقائع منها تحليق طائرات ألعاب الاطفال على مسافة 50 قدما من طائرات نفاثة تهبط في نيويورك وأماكن أخرى. بحسب رويترز.

وفي غياب التشريعات الملائمة تعول الادارة الاتحادية للملاحة الجوية بدرجة كبيرة على الشرطة المحلية وشرطة الولاية لمقاضاة من يستهترون في استخدام طائرات ألعاب الاطفال. وقالت الادارة الاتحادية للملاحة الجوية خلال جلسة للكونجرس إنها تحاول تلقين هواة ممارسي هذه الرياضة الترفيهية ارشادات بشأن الطيران السليم واضعة في اعتبارها ان القواعد النهائية ستطبق بعد عام.

باريس ولندن

على صعيد متصل كلفت فرنسا وبريطانيا مجموعات صناعية من البلدين درس مشروع لتطوير طائرة قتالية من دون طيار فرنسية-بريطانية تكون جاهزة للاستخدام بحلول العام 2030. وسلم المندوبان المكلفان شؤون التسلح لدى البلدين لوران كوليه بيون وبرنار غراي رسميا في سان كلو قرب باريس الى رئيسي مجلسي ادارة مجموعتي داسو للطيران وبي آي اي سيستمز اريك ترابييه وايان كينغ، دراسات جدوى لتطوير "نظام قتالي جوي جديد".

وهذه المرحلة نحو صناعة طائرة قتالية من دون طيار تاتي اثر اتفاق سياسي وقعته باريس ولندن في تموز/يوليو لتطوير هذا النوع الجديد من الاسلحة. وذكرت الادارة العامة للتسلح الفرنسي انه يتوقع ان تفضي الدراسات التي ستتوصل الى نتيجة مطلع 2017، الى اطلاق صناعة نموذج لطائرة قتالية من دون طيار. والهدف النهائي هو تطوير طائرة قتالية من دون طيار قادرة بحلول العام 2030 على القيام بمهام مراقبة وتحديد الاهداف وشن غارات على اراضي العدو وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.

وتطوير طائرة قتالية من دون طيار بين فرنسا وبريطانيا امر استثنائي. ومثل هذه الطائرة قد تستخدم اولا فوق اراضي العدو قبل الاستعانة بمقاتلات كلاسيكية. ولم يذهب الخبراء الى حد القول بان هذه الطائرات قد تحل على الاجل البعيد مكان المقاتلات بكل بساطة. والمبلغ المخصص لإطلاق الدراسات يصل الى 250 مليون يورو. وقالت الادارة العامة للتسلح الفرنسي ان "المشروع المشترك بقيمة 120 مليون جنيه (150 مليون يورو) الموزع بين الشركاء يتمم بدراسات وطنية موازية بقيمة 40 مليون جنيه (50 مليون يورو) عن كل بلد".

واضافة الى المجموعتين الفرنسية والبريطانية، ستكلف شركتا رولز رويس وسافران تطوير نظام الدفع في حين تقوم شركتا سيليكس (مجموعة فينميكانيكا) وتاليس بتطوير النظام الاكتروني واجهزة الاستشعار. وذكرت الادارة العامة للتسلح الفرنسي ان هذه المرحلة من دراسات الجدوى "ستتعلق خصوصا بتصميم الطائرة القتالية من دون طيار وبعض الاوجه التقنية الرئيسية وتحديد اساليب المحاكاة للقيام بالخيارات التقنية والعوامل الوظيفية".

وقالت مجموعة داسو للطيران ان الرهان بالنسبة الى المجموعتين يكمن في عدم السماح للاميركيين بالتفوق في مجال تطوير طائرة قتالية من دون طيار والحفاظ على "قدرات تفوق جوي من الجيل الجديد". وقال ترابييه ان "المرحلة التي تبدأ اليوم تضمن للمؤسسات الفرنسية والبريطانية الحفاظ على امتيازاتها التكنولوجية وتثبت خصوصا تمسك فرنسا وبريطانيا بطموحاتهما للبقاء في الصف الاول في مجال الطيران". ومجموعة داسو التي تنتج مقاتلة رافال الفرنسية طورت طائرة نورون الخفية لاختبار وتطوير تكنولوجيات ستستخدم للتوصل الى "نظام قتالي جوي جديد". بحسب فرانس برس.

وقال ايان كينغ مدير بي آي اي سيستمز التي طورت طائرة ترانيس من دون طيار المشابهة لنورون "ان هذا العقد يسجل نقطة رئيسية في الشراكة التي تربط بين بلدينا وحكومتينا والمجموعات الصناعية لدينا". والتعاون بين المجموعتين الصناعيتين يندرج في اطار المعاهدات العسكرية المبرمة بين لندن وباريس في لانكستر هاوس في 2010 واكدت العزم على بناء معا نظام دفاعي اكثر فعالية.

نسخة ايرانية

من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان النسخة الايرانية من طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار وضعت طهران يدها عليها عام 2011 أقلعت في أول طلعة لها. وفي ديسمبر كانون الاول اعلنت طهران انها استولت على طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار طراز ار.كيو-170 سنتينل في شرق ايران بعد تقارير أفادت بأن القوات الامريكية في دولة أفغانستان المجاورة فقدت الطائرة.

وقال البريجادير جنرال أمير علي حاجيزادة للوكالة "وعدنا بأن يطير نموذج (للطائرة) ار.كيو-170 في النصف الثاني من العام وهو ما حدث." وفي تسجيل مصور بثته وكالة تسنيم للانباء غير الرسمية عبر الزعيم الأعلى الايراني علي خامنئي عن سعادته بنبأ تحليق النسخة الايرانية قائلا "هذا يوم جميل جدا لا ينسى بالنسبة لي." بحسب رويترز.

وبعد انباء الاستيلاء على الطائرة الامريكية بلا طيار قال قادة ايرانيون انهم حصلوا من الطائرة على تقنيات ثمينة وانهم يستخلصون منها معلومات عن التصميم لصالح صناعة الدفاع الايرانية. وفي مايو ايار الماضي كشفت ايران عن نسختها من الطائرة ار.كيو-170 بلا طيار التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الامريكية لتكنولوجيا الدفاع. وكانت الولايات المتحدة قالت إن النظام الامني لن يمكن ايران على الارجح من الحصول على معلومات ثمينة من الطائرة.

اضف تعليق