q

على ما يبدو أن هنالك ازمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين والسبب الرئيسي في خلق هذه الازمة هو الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيسة تايوان، تساي إنج وين، وقد بحثا من خلاله الجانبان العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين أمريكا وتايوان.

حدث هذا الاتصال قبل تولي ترامب منصب الرئاسة رسميا ورغم تأكيد حملة ترامب ان الاتصال فقط لتلقي التهاني وليس له شأن في السياسة الخارجة. لكنه اثار قلق الصين واعربت عن شكوكها حول التزام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بسياسة الصين الموحدة خاصة ان ترامب يعتبر الرئيس الأول الذي يتحادث دبلوماسيا مع تايوان منذ عام 1979 عندما انقطعت العلاقات الامريكية بإغلاق سفارة الولايات المتحدة بناءا على طلب من بكين.

لعل أبرز الاحداث التي أدت الى تصاعد التوتر بين الحكومة في بكين مع تايوان ذات الحكم الذاتي هو قيام تايوان بدفع طائرات وسفن حربية فيما أبحرت مجموعة من السفن الحربية الصينية تتقدمها حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها شمالا عبر مضيق في تايوان الامر الذي اثار تصاعد مؤشر التوتر بينهما خاصة وان الصين تنظر بشكل كبير بعين الريبة لرئيسة تايوان تساي إينج وين التي يؤيد حزبها الحاكم الحزب الديمقراطي التقدمي.

ان عام 2017 سوف تحمل مخاطر كبيرة للصين هذا ماصرح به أكبر مسؤول صيني مختص بالشؤون التايوانية جاء هذا التصريح ردا على خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة حلول العام الجديد والذي جاء فيه إن الصين لن تسمح أبدا لأي طرف بأن "يخلق ضجة كبرى" بشأن سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية. ماادى من الحكومة الصينية ان تتأخذ الحيطة والحذر من خلال زيادة نسبة الإنفاق الدفاعي لهذا العام بنسبة سبعة بالمئة بما سيمثل نحو 1.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وعلى صعيد متصل بسبب السيطرة المطلقة لحكام الحزب الشيوعي الصيني في بكين يخشى بعض الناس في هونج كونج من أنهم يتدخلون على نحو متزايد لقمع المعارضة خاصة بعد تصريح مسؤول صيني كبير للتلفزيون الحكومي إن بكين لن تسمح لأي شخص باستخدام كقاعدة للتخريب ضد البر الرئيسي الصيني أو للإضرار بالاستقرار السياسي.

من جانب اخر على مايبدو ان الإرهاب بدأ يطرق أبواب الصين فقد قالت صحيفة جلوبال تايمز المملوكة للدولة إن الصين شددت القوانين الأمنية في منطقة الحدود مع التبت لمحاربة مخاطر الإرهاب و"النزعات الانفصالية". وتأتي هذه الخطوة بعد أن طلبت الصين من جارتها الهند في ديسمبر كانون الأول تفادي تعقيد خلاف بشأن زيارة الزعيم الروحي للتبت المنفي الدلاي لاما إلى منطقة الحدود.

محاربة النزعات الانفصالية

في نفس الشأن قالت صحيفة جلوبال تايمز المملوكة للدولة إن الصين شددت القوانين الأمنية في منطقة الحدود مع التبت لمحاربة مخاطر الإرهاب و"النزعات الانفصالية". وتأتي هذه الخطوة بعد أن طلبت الصين من جارتها الهند في ديسمبر كانون الأول تفادي تعقيد خلاف بشأن زيارة الزعيم الروحي للتبت المنفي الدلاي لاما إلى منطقة الحدود.

وكان البلدان خاضا حربا حدودية قصيرة في عام 1962. وتعتبر بكين الدلاي لاما زعيما انفصاليا يمثل خطورة. ويقول الدلاي لاما الحائز على جائزة نوبل إنه ببساطة يريد حكما ذاتيا حقيقيا لموطنه. وكان قد فر إلى الهند في عام 1959 بعد انتفاضة فاشلة ضد الصين.

ونقلت الصحيفة عن وانغ تشون هوان الباحث بأكاديمية التبت للعلوم الاجتماعية والذي ساعد في صياغة القانون الجديد قوله إن التغييرات التي وضعت "تعطي أسسا قانونية لمحاربة الأنشطة الإرهابية المحتملة الناجمة عن مزيد من الانفتاح من التبت." بحسب رويترز.

ووفقا لمقال الصحيفة فإن القانون الجديد يضع الموانئ البرية والمناطق التجارية في نطاق القانون السابق ويحمل المسؤولين الحكوميين الصغار مسؤولية إبلاغ الشرطة للمساعدة في تنظيم الحدود. وكانت صحيفة تبت ليجال الرسمية نقلت عن با تشو نائب رئيس شرطة الدفاع عن الحدود في المنطقة قوله في 14 ديسمبر كانون الأول إن "الحاجة لمحاربة النزعات الانفصالية والتسلل والهجرة بشكل غير مشروع والإرهاب تزداد إلحاحا بمرور الأيام."

هونج كونج قاعدة للتخريب

يتزايد قلق قادة الصين من حركة استقلال وليدة في هونج كونج التي عادت إلى حكم البر الرئيسي في عام 1997 مع التعهد بحكم ذاتي بموجب اتفاق "دولة واحدة ونظامين". وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي في وقت متأخر قال تشانغ شياو مينغ رئيس مكتب الاتصال الصيني في هونج كونج إن بكين لن تتدخل في الشؤون التي تؤثر مباشرة في الحكم الذاتي لهونج كونج.

وقال تشانغ "لن يسمح لأحد بعمل أي شيء يضر بسيادة وأمن البلاد ولن يسمح لهم بتحدي سلطة الحكومة المركزية أو القانون الأساسي لهونج كونج ولن يسمح لهم باستخدام هونج كونج لتسلل الأنشطة التخريبية ضد البر الرئيسي للإضرار بالاستقرار الاجتماعي والسياسي." وقام البرلمان الصيني بتفسير نادر للقانون الأساسي وهو الدستور المصغر لهونج كونج لمنع المشرعين المؤيدين للاستقلال من تولي المناصب هناك. بحسب رويترز.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس التنفيذي المنتهية ولايته في هونج كونج ليونج تشون ينج إن الحكومة المركزية الصينية تدعم بقوة جهود حكومة هونج كونج للحد من تحركات بعض الذين يروجون لاستقلال المركز المالي العالمي. وعادت المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في إطار اتفاق "دولة واحدة ونظامين" الذي يضمن الحريات والحكم الذاتي بما في ذلك النظام القانوني المستقل.

الصين تتجه لتعزيز دفاعاتها

قالت فو ينغ المتحدثة باسم البرلمان الصيني إن نسبة الزيادة في الإنفاق الدفاعي لهذا العام هي سبعة بالمئة بما سيمثل نحو 1.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وهي نفس نسبة السنوات القليلة المنصرمة. إلا أن المبلغ الفعلي المستهدف للإنفاق الدفاعي لهذا العام لم يكن متضمنا في موازنة البلاد العامة التي أعلنت في افتتاح الدورة السنوية للبرلمان الصيني كما كان يحدث في السنوات الماضية.

وقالت الحكومة في تقرير الميزانية "سنعزز جهود تعميق الإصلاحات في الدفاع الوطني والقوات المسلحة بهدف بناء دفاع صلب وقوات مسلحة قوية تتناسب مع الوضع الدولي للصين وتتلاءم مع مصالحنا الخاصة بالأمن القومي والتنمية." ولم يذكر التقرير مزيدا من التفاصيل. ولم تنشر أيضا وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) الرقم. ولم تستجب وزارة الدفاع والمتحدثة باسم البرلمان لطلبات التعليق. ولم يٌعرف بشكل فوري سبب عدم نشر الرقم.

وقالت الصين مرارا إن إنفاقها الدفاعي شفاف. وفي العام الماضي ومع معاناة الاقتصاد من تباطؤ سجلت ميزانية الدفاع أقل معدل زيادة في ست سنوات وهو 7.6 بالمئة. ورفض أغلب ضباط الجيش ممن حضروا جلسة البرلمان الحديث إلى الصحفيين عن الميزانية كما حدث العام الماضي عندما أمروا بالاحتفاظ باعتراضاتهم على معدل الزيادة المنخفض في ميزانية الدفاع لأنفسهم. وفي خطابه أمام البرلمان قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ إن الصين ستواصل تعميق الإصلاحات العسكرية. بحسب رويترز.

وقال "سنعزز من الدفاعات البحرية والجوية بالإضافة إلى الرقابة على الحدود ونضمن سير العمليات الهامة المتعلقة بمكافحة الإرهاب لحماية الاستقرار وحفظ السلام العالمي." وباحتساب زيادة السبعة بالمئة على ميزانية العام الماضي المعلنة سيتراوح الإنفاق الدفاعي حول 1.02 تريليون يوان وهو ما يوازي ربع ميزانية الدفاع الأمريكية تقريبا.

استعراض للقوة الاستراتيجية

قالت وزارة الدفاع التايوانية إن حاملة الطائرات لياونينغ سوفيتية الصنع العائدة من تدريبات في بحر الصين الجنوبي لم تنتهك المياه الإقليمية لتايوان وإنما دخلت منطقة الدفاع الجوي الخاصة بها في الجنوب الغربي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة تشين تشونج تشي إن نتيجة لذلك دفعت تايوان بطائرات وسفن حربية "للمراقبة والتحكم" في مرور السفن الصينية عبر الممر المائي الضيق الذي يفصل بين تايوان والصين.

وذكرت أنه تم الدفع بطائرات وسفن حربية تايوانية لتتبع المجموعة القتالية التي تتصدرها حاملة الطائرات. ودعت وزيرة شؤون البر الرئيسي التايواني بكين لاستئناف الحوار مع تايبه بعد أن أغلقت بكين قنوات الاتصال الرسمية منذ يونيو حزيران. وقالت ردا على أسئلة الصحفيين بشأن تحركات حاملة الطائرات لياونينغ "أريد أن أؤكد أن حكومتنا لديها القدرة الكافية على حماية أمننا القومي. ليس هناك ما يدعو للمبالغة في الخوف."

كانت الصين قالت إن حاملة الطائرات لياونينغ تجري مناورات لاختبار أسلحة وعتاد في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وإن تحركاتها تتفق مع القانون الدولي. وقال مسؤول أمريكي حلقت قاذفة صينية حول جزر سبراتلي في استعراض "للقوة الاستراتيجية". وأثارت أحدث تدريبات بحرية صينية قلق جيران بكين خاصة تايوان التي تقول الصين إنها أحد أقاليمها وذلك في ظل النزاعات الممتدة منذ فترة طويلة في بحر الصين الجنوبي.

ضجة بشأن السيادة الإقليمية

انزعجت دول الجوار من مساعي الصين المتزايدة لفرض مطالباتها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بما في ذلك بناء جزر صناعية. وقال شي "لن يسمح الشعب الصيني لأي طرف بالإفلات من تداعيات خلق ضجة كبرى في هذا الشأن" دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريبا فيما تنازعها في تلك المطالب بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام. وعلى الرغم من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يذكر تايوان المتمتعة بحكم ذاتي صراحة بخلاف توجيه تهنئة العام الجديد لها فقد قال رئيس مكتب شؤون تايوان الصيني في رسالته بمناسبة العام الجديد إن 2017 سيشهد غموضا. بحسب رويترز.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشانغ شي جون رئيس المكتب قوله "بالنظر إلى 2017 الموقف في مضيق تايوان معقد وخطير وتطور العلاقات يواجه الكثير من العوامل المشكوك فيها والمخاطر." وقالت رئيسة تايوان تساي إينج وين إن تايوان ستكون "هادئة" في تعاملها مع الصين لكن الأمور غير الموثوق فيها في 2017 ستختبر الجزيرة وفريق أمنها الوطني على الرغم من أنها أعادت التأكيد على التزامها بالحفاظ على السلام.

بكين ستعارض بشكل حازم استقلال تايوان

قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في تصريحات معدة للإلقاء في افتتاح الدورة السنوية للبرلمان الصيني إن الصين ستعارض وتحتوي بشكل حازم الأنشطة الرامية إلى استقلال تايوان وذلك وسط توتر متزايد بين بكين وتايوان التي تتمتع بحكم ذاتي. وتنظر الصين بشكل كبير بعين الريبة لرئيسة تايوان تساي إينج وين التي يؤيد حزبها الحاكم الحزب الديمقراطي التقدمي الاستقلال الرسمي للجزيرة وهو خط أحمر بالنسبة لبكين التي قطعت آلية حوار رسمي مع تايبه.

وقال لي في تقرير أتيح الاطلاع عليه قبل إلقائه خطابا سنويا أمام البرلمان الصين "أن الصين ستحمي سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها في الوقت الذي تصون فيه السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان". بحسب رويترز.

وقال أيضا إن فكرة استقلال هونج كونج لن تفضي لشيء وإن الصين ستضمن تطبيق مبدأ "بلد واحد ونظامان" في هونج كونج ومكاو "دون تحريف أو تشويه." ونظم طلاب هونج كونج احتجاجات استمرت أسابيع في أواخر 2014 للحث على الحصول على ديمقراطية كاملة لكن بكين امتنعت عن تقديم تنازلات. ويشعر الزعماء الصينيون بقلق متزايد من حركة استقلال ناشئة في هونج كونج.

اضف تعليق