q

في ظل استمرار الصراع وغياب الحلول السلمية في سوريا التي اصبحت ساحة لمعركة عالمية بالوكالة، تستمر معاناة المهاجرين السوريين الفارين من ويلات الموت والفقر والخراب حيث وصل عددهم الى اكثر من اربعة ملايين شخص يعيشون في أوضاع سيئة وصعبة للغاية، تفاقمت بشكل خطير في الفترة الاخيرة بسبب اعتماد بعض الدول اجراءات وقوانين مشددة ضد سيل اللاجئين، يضاف الى ذلك ضعف الامكانات والدعم المقدم لهم من قبل المنظمات العالمية المعنية بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجباته وعدم الايفاء بتعهداته، ومعظم اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر أربع سنوات يقيمون في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا ، ويوجد 270 ألف سوري آخرين طلبوا اللجوء إلى أوروبا، إلى جانب 7.6 مليون سوري نازحين داخل سوريا. وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قال في وقت سابق إن نحو 12.2 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات عاجلة، بينهم أكثر من خمسة ملايين طفل. وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين وكما تنقل بعض المصادر، فهناك نحو 86% لاجئ سوري في الأردن، يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من نصف السوريين اللاجئين في لبنان وعدهم 1.173 مليون يعيشون في أماكن إيواء دون المستوى المطلوب.

العودة إلى الديار

لاجئون سوريون يبكون ويتعانقون أثناء توديعهم لبعضهم بعضا في شمال الأردن، وأطفال يساعدون آباءهم في حمل حقائب صغيرة ووضعها في حافلة تنتظرهم. هؤلاء اللاجئون إما لم يستطيعوا الذهاب إلى أوروبا أو لا يرغبوا في ذلك، وسيذهبون في رحلة مختلفة محفوفة بالمخاطر ليعودوا إلى ديارهم في منطقة الحرب. قالت سيدة، أم لثلاثة أطفال من درعا في جنوب سوريا : "ليس لدي أقارب هنا ولا أملك المال. الجميع بدأ في العودة. نحن متعبون". وأضافت : "في سوريا سأجد أناسا أعرفهم وسأكون بينهم، سأكون بخير، مهما حدث".

قالت الأمم المتحدة إنها تشهد في خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعا يدعو إلى القلق في عودة اللاجئين إلى سوريا. ففي شهر يوليو/تموز، سجل متوسط العودة اليومية 66 لاجئا، لكن في أغسطس/آب تضاعف الرقم إلى نحو 129 لاجئا، ومنذ ذلك الوقت ظل متجاوزا 100 لاجئ يوميا. وثمة نحو 600 ألف لاجئ مسجلين في الأردن، معظمهم يعيشون في مناطق حضرية. وبعد أربع سنوات من حرب أهلية دامية، أصبحوا لا يملكون شيئا وتملكهم اليأس.

فكل من يرغب في مغادرة الأردن إلى سوريا يتعين عليه التسجيل لركوب الحافلة في منطقة المغادرة في مخيم الزعتري للاجئين، كما يلجأ الكثيرون إلى الحصول على نصيحة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. نحو 86 في المئة من اللاجئين السوريين يعيشون في الأردن تحت خط الفقر (3.2 دولار يوميا). وقال أحد موظفي الحماية ويدعى عمر : "أول شئ نخبرهم به هو أنه لا يوجد أمان في سوريا من وجهة نظر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ثانيا هو عدم استطاعة العودة إلى الأردن على الإطلاق. إنها تذكرة ذهاب فقط".

ويعاني اللاجئون السوريون في الأردن من تعثر مالي شديد. وتقول الأمم المتحدة إن 86 في المئة يعيشون حاليا تحت خط الفقر الأردني والذي يقدر بـ96 دولارا في الشهر. ولا تسمح الحكومة للكثيرين بالعمل بشكل قانوني ولم تعد توفر رعاية صحية مجانية. في مطلع الشهر الماضي حصل 229 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات على مساعدات أقل من برنامج الأغذية العالمي نتيجة عدم توافر تبرعات دولية. واضطرت الأسر إلى اتخاذ خيارات شديدة الصعوبة.

قرر أحد اللاجئين، ويدعى أبو أحمد، من حمص البقاء مع أمه المسنة في الأردن في حين أخذت زوجته طفليهما الصغار، إحداهما رضيعة، لتعود إلى والديها في دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وقال : "الحياة صعبة جدا هنا. ابنتي الرضيعة مريضة بالفعل ولا أقدر على تحمل نفقات علاجها. في سوريا سيكون ذلك متاحا". وعاد نحو 4 الآف لاجئ إلى سوريا في شهر أغسطس/آب.

وأضاف : "نحن منقسمون لأننا لا نملك خيارا. بعض المواقف أقوى منا، وابنتي لها الأولوية. تستيقظ من نومها ليلا على حالة اختناق، وأنا لا أملك سيارة لأذهب بها إلى المستشفى كما لا أملك المال لشراء الدواء". وتتذكر زوجته رحلة الخروج من سوريا وتصفها بـ"عذاب"، وتتابع أخبار القتال المستمر وهي تدرك مخاطر العودة. وقالت زوجته : "لسنا سعداء بالذهاب لكن الوضع هنا سئ للغاية. باهظ جدا. لا نحصل على قسائم صرف التعينات الغذائية. ونضطر إلى شراء المياه التي نشربها". وأضافت : "زوجي لا يستطيع العمل بشكل غير قانوني لعدة أيام في الشهر".

"أشد خطورة"

وتعتزم أسرة سورية أخرى تعيش في إربد الانقسام مؤقتا. الأب ويدعى خالد سيأخذ ابنته، آية، البالغة من العمر 19 عاما ويعود بها إلى مدينته درعا حتى تستطيع الانتهاء من دراستها في المرحلة الثانوية والالتحاق بالجامعة. و ستبقى زوجته مع أطفالهما الآخرين لعدة شهور. ويقول خالد ""لا أنكر أني خائف جدا، لكنك تموت عندما ينفد الوقت". كان خالد ميسور الحال في سوريا، لكن مدخراته نفدت حاليا، وهو يعتمد على أقاربه لسداد نفقات الإيجار والغذاء والمواصلات، حوالي 847 دولارا في الشهر. وأضاف : " كان الأمر فظيعا، قصف يومي وقنابل برميلية. الناس تموت، على مدار 20 يوما الماضية ثمة حديث عن هدنة".

وتظهر لقطات فيديو من جنوب سوريا إسقاط طائرات تابعة للنظام السوري قنابل برميلية. ويقول الجيش السوري الحر المعارض إنه لا يملك الأسلحة اللازمة لحماية المواطنين وأن القوة الجوية الروسية التي تدخلت مؤخرا ستفاقم من إراقة الدماء. يستعد مقاتلو الجيش السوري الحر لتكثيف الضربات من جانب القوات الروسية. بحسب بي بي سي.

وقال الميجور عصام الريس، المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر : "نتوقع أن يزداد الوضع تعقيدا، ستزداد الغارات الجوية وستصبح أكثر قوة ودقة وسيهاجمون وسيقتلون الكثير من المدنيين". وأضاف : "ننصح اللاجئين بعدم العودة إلى سوريا حاليا، لأن الوضع سيكون أشد خطورة". وتختار الكثير من الأسر العودة إلى الصراع الذي لا يبشر بنهاية، بدلا من مواجهة الجوع وقسوة الحياة في الأردن.

محتالون ومتطفلون

الى جانب ذلك كان الحب هو السبب الذي دفع السوري نزار شكري للانتقال من بلده إلى كرواتيا وفي نهاية المطاف أصبح طبيبا للأسنان في بلدة توفارنيك الحدودية. وبعد 30 عاما تجبر الحرب ابناء بلده على التوافد بأعداد كبيرة في مشهد فوضوي يسوده اليأس ليمروا من أمام منزله في طريقهم الى المانيا على أمل الحصول على حق اللجوء.

لكن طبيب الأسنان البالغ من العمر 50 عاما- والذي أصبح ضابط اتصال غير رسمي بين الشرطة واللاجئين- يقول إن هناك محتالين بين الوافدين الجدد. وقال باللغة الكرواتية "أرى كثيرين من أفريقيا وأفغانستان وباكستان يقولون إنهم أتوا من سوريا ولا يتحدث كثيرون منهم اللغة العربية على الإطلاق." وأضاف "يسوءني أن كثيرين يستغلون مصيبة الشعب السوري للحصول على موطئ قدم في غرب أوروبا."

ويذكي هذا الاتهام التوتر وفي بعض الأحيان العنف بين المهاجرين الذين يصلون الى شواطئ أوروبا ويسيرون في حقول الذرة عبر حدود البلقان. ووصل 350 الفا بالقوارب من تركيا الى اليونان هذا العام قبل أن يتوجهوا شمالا الى يوغوسلافيا السابقة وتم تسجيل نصفهم على أنهم سوريون فروا من الحرب الدائرة منذ اكثر من أربع سنوات والتي أجبرت أربعة ملايين على مغادرة البلاد وشردت 11 مليونا داخل سوريا.

وباعتبارهم لاجئين فروا من صراع مسلح يعرف السوريون أن بوسعهم توقع الحصول على حق اللجوء في غرب أوروبا بعد أن قالت المانيا إنها ستقبلهم دون النظر لقواعد الاتحاد الأوروبي التي تنص على تسجيل اللاجئ في أول بلد يصله من بلدان الاتحاد وبقائه فيه. لكن سوريين كثر يشعرون أن مواطنين من أفغانستان وباكستان وبنجلادش وغيرها يعطلونهم ويستولون على أماكنهم ويهددون فرصهم في الوصول لألمانيا قبل أن تغلق أبوابها في وجوههم.

واشتعل التوتر في توفارنيك وبيلي ماناستير القريبة وهي نقطة أخرى لتجمع المهاجرين الذين يتدفقون إلى كرواتيا من صربيا بعدما أغلقت المجر الطريق الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي من حدودها الجنوبية بإقامة سياج معدني وباللجوء لقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه. وتشاجرت مجموعات من السوريين والأفغان بالحجارة والزجاجات بسبب خلاف حول الأحقية في ركوب قطار من بيلي ماناستير. وهناك في هذه المدينة كما في توفارنيك ركضت أعداد كبيرة من المهاجرين وتدافعوا ليستقلوا حافلات وقطارات فأخذوا يقذفون أنفسهم وأمتعتهم من نوافذ القطار. ويوم الأحد كاد أن يندلع اشتباك بين عرب وأفغان بسبب أغطية جلبها موظفو إغاثة.

وقالت عايدة (28 عاما) التي جاءت من درعا في جنوب غرب سوريا "هذا ظلم" بعدما منعها التدافع من ركوب قطار في توفارنيك لتضيع فرصتها الأخيرة للفرار بعدما أمضت الليالي السابقة في العراء دون الحصول على قدر يذكر من الطعام والشراب. وأضافت "أبلغونا نحن (السوريين) أن الأولوية لنا. يستغلون هذه الفرصة التي تقدمها أوروبا لمواطنينا لتحقيق مكاسب على حسابنا وكل ما نريده هو الفرار من الحرب وبناء مستقبلنا في مكان آخر نشعر فيه بالتقدير."

ويقول الاتحاد الأوروبي إن كثيرين بين المهاجرين فرصهم محدودة في الحصول على حق اللجوء وبينهم من فروا من الفقر في أفريقيا وباكستان وبنجلادش. وسيستند الكثير من الأفغان والعراقيين في مطالبتهم باللجوء الى المخاطر التي يواجهونها في الداخل من جماعات متشددة مثل طالبان أو داعش. لكن السوريين يقولون إنهم الأحق وفي عدة مراحل خلال رحلتهم عبر منطقة البلقان منحتهم الشرطة أولوية المرور.

ويتخلص المهاجرون من أوراق هويتهم في الطريق وترجح روايات بعض المهاجرين أن البعض يحاولون إخفاء الهوية الحقيقية بادعاء فرارهم من سوريا على أمل السماح لهم بالمرور بسرعة. وقال شكري طبيب الأسنان في توفارنيك "أعتقد أن كثيرين يأتون من كوسوفو وألبانيا." ويشكل أبناء كوسوفو وألبانيا نسبة كبيرة من طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي رغم تحقيق السلام في كوسوفو قبل 16 عاما منذ الحرب التي دارت بها وإرساء الديمقراطية في ألبانيا الشيوعية السابقة.

وقال أحمد (23 عاما) الذي ذكر أنه حاصل على شهادة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق "كثيرون هنا يدعون أنهم سوريون ويساورني القلق بشأن ما اذا كنا سننجح في الوصول. عائلتي ليست ثرية. منحتني أمي كل مدخراتها لترسلني في هذه الرحلة الخطرة. أتمنى أن أنجح." وغذت الظروف السيئة والإرهاق في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر الغضب والشك والخوف بين العائلات والأصدقاء من التفرق في ظل الفوضى والتهافت على وسائل النقل.

وكثيرون من السوريين الذين تحدث معهم صحفيون من رويترز شبان صغار أو موظفون أو طلاب من مدن كدمشق وحلب وهم في معظم الحالات يبدون أكثر تمدنا وفي وضع مادي أفضل من المهاجرين القادمين من أفريقيا أو آسيا الأمر الذي يزيد من مشاعر التحامل والاستياء. وقال أنور وهو رجل في التاسعة والأربعين من حلب عن الأفغان "إنهم أشرار.. يسرقوننا وهم فقراء. نحن راقون ومتعلمون. هم يأتون من بلد متخلف." بحسب رويترز.

واتهم رحيم شاه (35 عاما) وهو من العاصمة الأفغانية كابول السوريين وغيرهم من العرب بالتعالي. وقال شاه متحدثا باللغة الإنجليزية "لا يمكنهم معاملتنا كأطفال صغار.. نحن شعب ذكي.. لسنا أغناما. درست العلوم التكنولوجية في كابول وكنت أعمل في شركة أمريكية وكنت أغني أثناء حكم طالبان حين كان الغناء محظورا." وقال آخر من كابول واسمه محبوب فقيري وعمره 32 عاما إنه يخشى حرمان الأفغان من هذه الفرصة. وأضاف "لم نعد في أمان بأفغانستان." وتابع "يجب أن نحصل على فرصة. أفهم أن لكل بلد قواعده التي يجب أن نحترمها لكني الآن أشعر بالقلق من ألا تقبلنا المانيا.. لا أحد يهتم لأمرنا على ما يبدو."

الأسد ودول الغرب

من جانب اخر وجه الرئيس السوري بشار الأسد اللوم في أزمة اللاجئين في أوروبا على الدعم الغربي "للإرهابيين" بينما يتدفق الفارون من الحرب في بلاده على الاتحاد الأوروبي. وفي أول تصريحات علنية بثت بشأن الهجرة الجماعية قال الأسد إن على أوروبا أن تتوقع مزيدا من اللاجئين. وتريد دول مثل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية رحيل الأسد عن السلطة ودعمت جماعات معارضة لحكمه خلال الحرب المستمرة منذ ما يزيد على أربعة أعوام بما في ذلك جماعات مسلحة تقاتله.

وقال الأسد إن الدعم التركي لعب دورا كبيرا في نمو اثنتين من أكبر الجماعات المسلحة في سوريا وهما تنظيم داعش وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وتنفي تركيا هذه الاتهامات. وأضاف الأسد أن الضربات الجوية التي ينفذها تحالف تقوده الولايات المتحدة فشلت في التصدي لتنظيم داعش المتشدد. ورفض الرئيس السوري التلميحات الغربية بأن مسلك حكومته في الحرب هو الذي أدى لانتشار مثل هذه الجماعات.

وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية "طالما استمروا في اتباع هذا النهج الدعائي فإنهم سيستقبلون المزيد من اللاجئين... إذا كانوا قلقين عليهم فليتوقفوا عن دعم الإرهابيين." وتصف الحكومة السورية كل الجماعات المسلحة التي تحاربها بأنها إرهابية. وتتراوح الجماعات المسلحة من تنظيمات متشددة مثل داعش إلى القوميين الذين يعتبرهم الغرب معتدلين. وانتعشت آمال الأسد في الأسابيع الأخيرة بسبب مؤشرات على تزايد الدعم العسكري من حليفته روسيا. وفي تصريحاته لم يتحدث عن التقارير عن النشاط العسكري الروسي في سوريا.

وقال البيت الأبيض إنه يريد أن تشارك روسيا بشكل بناء في التحالف الدولي الذي يقاتل الدولة الإسلامية لا أن تعزز وجودها العسكري في سوريا. وتقول موسكو إن الحكومة السورية ينبغي أن تكون جزءا من تحالف واسع لمحاربة تنظيم داعش. وقال الأسد إنه لا يوجد تنسيق بين حكومته والولايات المتحدة ولا حتى بشكل غير مباشر في تراجع فيما يبدو عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق هذا العام ولمح فيها إلى أنه كانت هناك بعض الاتصالات. بحسب رويترز.

وأضاف "ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأمريكية أو بين الجيش السوري والجيش الأمريكي... ليس هناك أي طرف ثالث بما في ذلك العراقيون." وقلل من أهمية مقترحات لمبادرة سلام قالت إيران حليفة الأسد إنها طرحتها على مسؤولين سوريين. وقال "حاليا لا توجد مبادرة إيرانية وإنما توجد أفكار ومبادئ لمبادرة إيرانية تستند بشكل رئيسي إلى موضوع سيادة سوريا... وتستند إلى موضوع مكافحة الإرهاب."

كندا واسبانيا

في السياق ذاته تعهدت الحكومة الكندية -في حال بقيت في السلطة بعد الانتخابات التي ستجرى في تشرين الأول/أكتوبر- باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري خلال عام، وعلى أن تعمل على تعديل الإجراءات الإدارية، حسب ما أعلن وزير الهجرة "كريس ألكسندر". وقال الوزير إن هؤلاء اللاجئين العشرة آلاف، وهم من ضمن حصة حددتها الأمم المتحدة، سوف يدخلون إلى كندا "قبل أيلول/سبتمبر 2016 أي قبل 15 شهرا مما كان مقررا". وأضاف خلال لقاء مع الصحافيين على هامش حملة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 19 تشرين الأول/أكتوبر "سوف نقوم بتخفيف الإجراءات ولكن في إطار ضمان أمن الكنديين".

من جهتها، أوضحت وزارة الهجرة في بيان أن تعليمات بهذا الخصوص وجهت إلى الطواقم المكلفة منح التأشيرات لإجراء المقابلات. وأشارت الحكومة إلى أن كندا تعتبر من الآن وصاعدا أن "الأشخاص الذين يفرون من النزاع يتمتعون بوضع لاجئ" بهدف تسريع النظر في الطلبات.

ووعدت الحكومة الكندية أيضا باتخاذ قرار "حول كل ملفات السوريين" الذين قدموا طلبات حتى الآن بقبولها، قبل نهاية هذا العام لتسهيل وصولهم بعد ذلك حتى أيلول/سبتمبر 2016. ويذكر أن حكومة رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر تعهدت استضافة 20 ألف لاجئ سوري في غضون أربع سنوات، ولكن من أصل هذا الرقم، فقط 1002 لاجئ سوري استقروا في كندا حتى نهاية تموز/يوليو، بحسب أرقام رسمية سابقة.

على صعيد متصل اعلن وزير الداخلية الاسباني ان اللاجئ السوري الذي اوقعته مصورة مجرية ارضا وصل الى اسبانيا حيث سيتم منحه الاوراق اللازمة باسرع وقت. وصرح الوزير خورخيه فرنانديز دياز للاذاعة الوطنية "لن افرض اي عراقيل او اعتراض على ان يقوم هذا الشاب وهو مدرب لكرة القدم نعرف قصته، باحضار عائلته من سوريا وان يقيموا في خيتافي، احدى ضواحي مدريد، لبدء حياة جديدة سعيدة والاندماج في المجتمع الاسباني".

ووصل اسامة عبد المحسن الذي كان مدربا لاحدى فرق الدرجة الاولى لكرة القدم في سوريا مع اثنين من ابنائه الى خيتافي بناء على دعوة من ناد لمدربي فرق كرة القدم. وانتشر تسجيل في جميع انحاء العالم يظهر عبد المحسن الهارب من قوات الامن المجرية وابنه زيد بين ذراعيه وهو يقع ارضا عندما قامت مصورة باعتراضه بساقها في التاسع من ايلول/سبتمبر. ولا تزال زوجة عبد المحسن واثنين من ابنائهما في تركيا. وكان ميغيل انخيل غالان مدير المركز الوطني لتاهيل مدربي كرة القدم وجه دعوة الى اللاجئ السوري بعد ان قرا في صحيفة انه كان مدربا لنادي الفتوة من فرق الدرجة الاولى. وشدد الوزير على ان "المبدا الانساني يطغى فوق اي اعتبار". بحسب فرانس برس.

الا انه اوضح ان الامر يتعلق "بحالة استثنائية... لايمكن تعميمها" مذكرا بموقف اسبانيا التي تطالب بحل شامل يتضمن تدخلا في سوريا واعادة المهاجرين الذين يغادرون بلادهم لاسباب اقتصادية واعداد خطة مساعدة لافريقيا. وتعهدت اسبانيا باستقبال اكثر من 17 الف لاجئ من اصل مئات الاف وصلوا الى اوروبا منذ كانون الثاني/يناير هربا من النزاع في سوريا وغيرها.

اضف تعليق