q

تفاقمت في السنوات الاخيرة الكثير من صراعات الديانات والخلافات المذهبية وانتشار جرائم ازدراء الاديان في مجتمعات العالم لأسباب فكرية وسياسية واحيانا تكون اسباب اجتماعية فقد ادى انتشار الاضطهاد الديني والصراعات المذهبية الى اثارة قلق المنظمات الحقوقية واعتبرتها من الحقوق التي يجب الدفاع عنها وتوجيه الضوء نحوها.

خاصة بعد التقرير الذي نشرته مؤسسة "عون الكنيسة المتألمة"، والذي تحدث عن 38 بلدا تشهد حالات اضطهاد وتمييز على نطاق واسع، ولاسيما بسبب انتشار تيارات إسلامية متطرفة، كما في الشرق الأوسط، حيث وقعت أعنف الاعتداءات، مع تسجيل تراجع جديد للحرية الدينية في العالم بين عامي 2014 و2016.

ان كل شخص له حرية في التعبير عن دينه وفكره وشعائره الدينية والطقوس الخاصة به ولايجوز اي قانون او بند من البنود ان يقف امام تأدية تلك الشعائر سواء ان عمل بها امام الناس او مع نفسه في خلوة او في بيت العبادة سواء في المسجد او الكنيسة او غيرها لكن هذا لانجده مع اسرائيل التي تحتل فلسطين وبالرغم من انها محتله لكنها حاولت منع الاذان في بيت المقدس بحجة انه صوته يثير الضوضاء هذا مااثار ردود افعال دولية واعتبرها المختصين بأنها تهديدا لحرية الدين وانتهاكا لخصوصية الطقوس الدينية.

فإن الحرية الدينية هي واحدة من أوائل الحقوق التي تم الاعتراف بها بموجب القانون الدولي. وحتى في وقتنا هذا فإن مراجعة الوثائق الرسمية الدولية والوطنية حول الدين تشير إلى أن الحكومات والمجتمع الدولي يدركون مكانة الحريات الدينية ضمن كوكبة حقوق الإنسان.

لكن اكثر الدول تعاني من ازدراء الاديان سواء كانت دول عربية ام غربية فباتت قضية الاقليات الدينية وتعنيفها من قبل الاكثريات قضية منتشرة بأغلب الدول ففي باكستان يسود بها جماعات متعصبة تدعي الدين الاسلامي تجبر مجموعة الهندوس الاقلية هناك على اعتناق الدين بكل الطرق والوسائل.

بينما يحدث العكس في مصر البلد العربي ذو الاغلبية العظمى من المسلمين يتعرض الدين الاسلامي الى انتهاكات وانتقادات من خلال كاتبة معروفة على حسابها على الفيس بوك انتقدت الدين الاسلامي وتهجمت عليه في تدوينه لها وقد تم الحكم عليها لمدة ستة اشهر نتيجة ازدراء الدين الاسلامي.

اضافة الى ظهور جماعات متطرفة اسلامية شوهت شكل الدين الاسلامي من خلال التطرف والتعصب الديني وكان هذا واضح جدا في اندنوسيا البلد ذات الاغلبية المسلمة ظهرت فيها جماعات مسلمة مطرفة تطبق احكام عرفية بأسم الدين الاسلامي حيث تعاقب النساءالتي قدسها الدين الاسلامي وجعل لها حقوق وواجبات تتعرض في اندوسيا الى الضرب بالعصا وذلك تحقيقا للشريعة الاسلامية.

من جانب اخر تحاول فرنسا ان تفصل بين الدين والحياة فهي احدى الدول الاكثر علمانية في العالم وتمارس جميع الطرق لكي تطبق نظام العلمانية في نظامها السياسي فبعد ان منعت الحجاب على الفتيات المسلمات قامت باقرار قانون لإزالة تمثال السيدة العذراء من حديقة عامة استنادا الى مبدأ علمانية الدولة. وكان التمثال وضع عام 2011 في حديقة تابعة لبلدية قرية بوبلييه في مقاطعة سافوا العليا في شرق فرنسا، وصدر قرار قضائي اول في كانون الثاني/يناير 2015 بازالة التمثال.

وتلاوة ايات قرانية من سورة مريم يثير حالة من الجدل والرفض في اسكتلندا حيث أعرب الأسقف ديفيد شليغوورث، رئيس الكنيسة الأسقفية الاسكتلندية، عن حزنه العميق إزاء ما وصفه بالإهانة التي وقعت عندما دعت كاتدرائية سانت ماري الأسقفية بغلاسغو، في عيد الغطاس مجموعة من المسلمين المحليين، حيث قرأت فتاة معهم آيات قرآنية من سورة مريم تتعلق بميلاد المسيح باعتباره نبيا وليس ابنا للرب.

اسكتلندا: سورة مريم تثير الجدل

أعرب الأسقف ديفيد شليغوورث، رئيس الكنيسة الأسقفية الاسكتلندية، عن حزنه العميق إزاء ما وصفه بالإهانة التي وقعت عندما دعت كاتدرائية سانت ماري الأسقفية بغلاسغو، في عيد الغطاس في وقت سابق، مجموعة من المسلمين المحليين، حيث قرأت فتاة معهم آيات قرآنية من سورة مريم تتعلق بميلاد المسيح باعتباره نبيا وليس ابنا للرب. وأثار هذا انتقادات من جانب بعض المسيحيين.

ولكن الأسقف ندد في الوقت ذاته بالإساءة التي تتعرض لها أسقفية سانت ماري. ومن جانبها تحقق الشرطة الأسكتلندية في الرسائل العدائية حول الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت كاتدرائية سانت ماري قد ردت على الانتقادات قائلة إنها أرادت تشجيع وبناء العلاقات بين الأديان. بحسب موقع BBC الاخباري.

ومن جانبه، دعا القس مايكل نظير علي، أسقف ريشستر السابق، سلطات الكنيسة الأسقفية إلى إجراء تحقيق فوري في الأمر، وتوقيع العقاب التأديبي المناسب على المشاركين في توجيه الدعوة. وقال القس كلفن هولدسوورث، من كاتدرائية سانت ماري، إن قراءة القرآن في الكاتدرائية تأتي في إطار الجهود الرامية إلى بناء العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في غلاسغو. ولدى سؤاله حول ما إذا كان يعلم ما تقوله الآية تحديدا عن المسيح، رفض هولدسوورث التعليق.

فرنسا: ازالة تمثال مريم العذراء

في الشأن ذاته للمرة الثانية خلال سنتين، أمر القضاء الفرنسي قرية صغيرة تقع في شرق فرنسا بازالة تمثال للسيدة العذراء من حديقة عامة استنادا الى مبدأ علمانية الدولة، كما اعلن رئيس بلدية القرية. وكان التمثال قد وضع عام 2011 في حديقة تابعة لبلدية قرية بوبلييه في مقاطعة سافوا العليا في شرق فرنسا.

وصدر قرار قضائي اول في كانون الثاني/يناير 2015 بازالة التمثال، قبل القرار الاخير. واعطيت البلدية مهلة ثلاثة اشهر لتنفيذ القرار القضائي تحت طائلة فرض غرامة بقيمة مئة يورو يوميا، حسب الحكم الصادر في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

وقال رئيس البلدية غاستون لاكروا الذي قدم نفسه على انه "جمهوري يضمن العلمانية"، انه ينوي البحث عن "ارض خاصة" لوضع تمثال السيدة العذراء فيها. واحتج السكان على نصب التمثال لان البلدية لم تبحث الامر على مستوى مجلس البلدية، واستخدمت مع ذلك مال البلدية لتنفيذ هذا المشروع.

اندونيسيا: تطبيق الشريعة

على صعيد متصل تعرض 13 اندونيسيا بينهم ست نساء للضرب بالعصي تطبيقا للشريعة في باندا اتشيه وبينهم اشخاص غير متزوجين تمت معاقبتهم على افعال مثل الانفراد او تبادل القبل. ومقاطعة اتشيه هي الوحيدة في اندونسيا، اكبر بلد مسلم، التي تطبق الشريعة معاقبة لافعال مثل شرب الخمر والعلاقات خارج الزواج والمثلية.

وصرخت امرأة وبكت متألمة لدى تعرضها للضرب وسط صيحات الاستهزاء من الحشد الذي جاء لمشاهدة تنفيذ العقوبات امام مسجد في باندا آتشيه عاصمة المقاطعة. انزلت العقوبة بالرجال والنساء الذين تتراوح اعمارهم ما بين 21 و30 عاما لادانتهم بارتكاب افعال مثل التلامس والمداعبة والقبل. فرانس برس.

وبين المحكومين رجل تلقى الضرب لانه انفرد بامرأة في مكان خاص. وتم تأجيل معاقبة امرأة حامل عمرها 22 عاما لكن مساعد رئيس بلدية آتشيه زين العارفين اكد ان العقوبة ستطبق بعد ان تلد طفلها. وقال انه يامل ان يكون تطبيق العقوبات رادعا.

مصر: ازدراء الإسلام

من جهتها قضت محكمة استئناف في مصر بتخفيف عقوبة الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت إلى الحبس ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بدلا من السجن لثلاث سنوات في قضية اتهامها بازدراء الدين الإسلامي. كانت محكمة للجنح أدانت ناعوت في يناير كانون الثاني الماضي بازدراء الإسلام عندما قالت في تدوينة على موقع فيسبوك إن رؤيا النبي إبراهيم أنه يذبح ولده إسماعيل كانت "كابوسا قدسيا".

وكانت ناعوت قد استنكرت ذبح ملايين الخراف في عيد الأضحى. وأبدت ناعوت رضاها عن الحكم الصادر وقالت لرويترز "الحكم يرضيني لأنه لا يتضمن عقوبة سالبة للحريات." لكنها أضافت "كنت أطمح في البراءة لأني واثقة من براءتي بيني وبين الله وبيني وبين نفسي. كل من يعرفني يدرك أنني لا يمكن أن أزدري دينا." بحسب رويترز.

وكانت النيابة العامة قد أحالت ناعوت إلى المحاكمة في ديسمبر كانون الأول 2014 بعد التحقيق معها في بلاغ تقدم به محام بعد أن كتبت بمناسبة عيد الأضحى "بعد برهة تساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان." وأضافت "مذبحة سنوية تكرر بسبب كابوس أحد الصالحين بشأن ولده الصالح.

وبرغم أن الكابوس قد مر بسلام على الرجل الصالح وولده إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنا لهذا الكابوس القدسي." وعوقب مدونون وإعلاميون مصريون بالحبس في السنوات الماضية بتهم تتصل بازدراء الأديان.

باكستان: الاكراه على تغيير الديانة

الى جانب ذلك تبنت ولاية السند في جنوب باكستان قانونا يجرم الإكراه على تغيير الدين، ويمنع القاصرين من تغيير ديانتهم بهدف حماية الأقليات في هذا البلد المسلم المحافظ. وحدد القانون الذي أقره برلمان الولاية مدة 21 يوما من الانتظار لأي شخص يرغب في تغيير ديانته.

وجاء في القانون أنه "من الضروري تجريم تغيير الدين عن طريق الإكراه وتوفير الحماية لضحايا هذه الممارسة البغيضة". ويعتبر الإكراه على تغيير الديانة لا سيما من الهندوسية إلى الإسلام مشكلة في السند وسائر أنحاء باكستان التي تعد 200 مليون نسمة، وحيث تكافح الأقليات من أجل نيل حقوقها.

وفي 2014، قالت "حركة التضامن والسلام" التي تناضل ضد العنف الديني في باكستان للكونغرس الأمريكي إن الإكراه على تغيير الديانة يتم غالبا عبر خطف فتيات وشابات وإكراههن على اعتناق الإسلام وتزويجهن. وقالت الحركة إن الفتيات غالبا ما يتعرضن للاغتصاب والضرب، وعندما تشتكي عائلاتهن للشرطة يدعي المختطف أن الفتاة اعتنقت الإسلام بمحض إرادتها.

ويحظر القانون على أي كان تحت سن 18 عاما تغيير ديانته، ويدعو إلى إنزال عقوبة حدها الأدنى السجن خمس سنوات وحدها الأقصى السجن المؤبد لمن تثبت عليه تهمة إكراه شخص لتغيير دينه. وقال المشرع الهندوسي ومعد القانون ناند كومار غوكلاني لفرانس برس "إنه قانون تاريخي قمنا بصياغته وتمريره. هذا سينهي محنة أبناء أقلية الهندوس الذين سيشعرون أنهم يحظون بحماية أكبر الآن".

اسرائيل: استهداف المساجد بشكل خاص

على صعيد اخر أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مع استعداد لجنة وزارية لمناقشة مشروع قانون يحد من استخدام مكبرات الصوت في المساجد، أنه سيدعم مثل هذه الخطوة التي وصفها البعض بأنها تثير الانقسامات دون مبرر. وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن مشروع القرار سيؤدي إلى وقف استخدام مكبرات الصوت للدعوة إلى الصلاة.

وقال نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة "لا أستطيع أن أحصي المرات العديدة جدا التي اشتكى فيها مواطنون من جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي ومن جميع الأديان من الضجيج والمعاناة التي يتسبب بها الضجيح المفرط من أنظمة البث العامة لدور العبادة".

ورغم أن مشروع القرار يطبق على جميع دور العبادة، إلا أنه ينظر إليه كاستهداف للمساجد بشكل خاص. ويشكل العرب نحو 17,5% من سكان إسرائيل، وغالبيتهم من المسلمين الذين يتهمون الغالبية اليهودية بالتمييز ضدهم. كما يشكل الفلسطينيون غالبية سكان القدس الشرقية ويسمع الأذان في جميع أنحاء البلاد.

وانتقد معهد "ديموقراطية إسرائيل" غير الحزبي مشروع القرار. واتهم مسؤولون من المعهد سياسيين من التيار اليميني الإسرائيلي باستخدام هذه القضية بشكل خطر لتحقيق مكاسب سياسية تحت غطاء تحسين جودة حياة المواطنين. بحسب فرانس برس.

وكتبت نسرين حداد الحج يحيى في صحيفة معاريف تقول أن "الهدف الحقيقي" لمسودة القرار "ليس منع الضجيح ولكن خلق ضجيح سيؤذي المجتمع بأكمله كما سيؤذي مساعي خلق واقع عاقل بين العرب واليهود". ويرأس نتانياهو ما يعتبر أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل.

تراجع للحرية الدينية

في السياق نفسه يشهد 38 بلدا حالات اضطهاد وتمييز على نطاق واسع، ولاسيما بسبب انتشار تيارات إسلامية متطرفة، كما في الشرق الأوسط، حيث وقعت أعنف الاعتداءات، مع تسجيل تراجع جديد للحرية الدينية في العالم بين عامي 2014 و2016، وفق تقرير لمؤسسة "عون الكنيسة المتألمة" نشر.

وتؤكد المؤسسة الدولية التي درست أوضاع 196 بلدا، بين حزيران/يونيو 2014 والشهر نفسه من 2016، أن 24 من هذه البلدان شهدت حالات من الاضطهاد الديني، من أندونيسيا إلى ليبيا مرورا بالهند. وفي 14 بلدا آخر مثل إيران وأوكرانيا حيث عانت أقليات مسيحية من التمييز.

لكن المؤسسة، التابعة للفاتيكان، لم تتحدث هذه المرة عن "تدهور حاد" في الحرية الدينية، كما فعلت في تقريرها السابق الصادر كل سنتين في خريف 2014. بحسب فرنس برس.

ومن ناحية ثانية، تدهور الوضع بصورة كبيرة منذ 2014 في 14 بلدا، أي أكثر من ثلث تلك التي تطرح مشكلات، ومنها بنغلادش ذات الغالبية المسلمة، حيث نفذت 48 عملية اغتيال استهدفت أفرادا من أقليات دينية خلال 18 شهرا، والسودان حيث أكدت المؤسسة الكاثوليكية توقيف رجال دين ومصادرة أراض تعود للكنيسة، أو في الجزائر حيث تم "توقيف وإدانة عدة أشخاص في عدة مدن لأنهم لم يلتزموا بصيام رمضان". وعزت المؤسسة هذا "التدهور" العالمي إلى ظاهرة عنيفة هي "المغالاة في التطرف الإسلامي" في إطار "عملية تطرف مستفحلة" و"زيادة كبيرة في الهجمات".

اضف تعليق