q

ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان (تقرير لجنة تشيلكوت للتحقيق في غزو العراق) للفترة من 15 الى 20 يوليو/تموز 2106، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين من بينهم ( عضو مجلس النواب العراقي النائب عمار الشبلي، وعضو مجلس النواب العراقي النائب عبد الهادي موحان السعداوي، و الدكتور احمد الميالي، والأستاذ حمد جاسم محمد)

أجرى الحوار مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني، وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.

لمشاهدة تقارير ملتقى النبأ للحوار http://annabaa.org/arabic/tags/5030

(محاور البحث)

قال رئيس لجنة التحقيق البريطانية الخاص بحرب العراق، السير جون تشيلكوت، أمام مجلس النواب البريطاني "إن القرار بغزو العراق لم يكن صائبا ولم يحقق الأهداف التي أعلنتها الحكومة"

وقال أيضا "أن المملكة المتحدة اختارت غزو العراق قبل استنفاد فرص الخيارات السلمية" وان قرار التدخل في العراق بني على "معلومات وتقييمات استخبارية واهنة" ولم يتم تحديها واختبارها.

وسلط التقرير الضوء على ما حدث بين بلير وبوش في الأشهر التي سبقت غزو مارس آذار 2003 وهو الأمر الذي ظل لفترة طويلة موضع تكهنات بشأن صفقات ووعود سرية.

وقال تشيلكوت إن بريطانيا لم تملك القدرة على المشاركة في حملات في العراق وأفغانستان وقال إنه كان من المذل أن يضطر الجيش في عام 2007 إلى إبرام اتفاق مع ميليشيا باتت مهيمنة على مدينة البصرة في جنوب العراق التي كان يفترض أنها خاضعة لسيطرة بريطانيا.

- هل سيتيح التقرير لبريطانيا من ان تتخلص من ارثها في العراق؟

- ما هي الأسباب التي تقف خلف اثارة الجدل حول هذا الموضوع، خصوصا ان القرار كان اسقاط نظام ديكتاتوري خطير؟

- وهل فعلا تم "غزو" العراق بطريقة خاطئة؟

- كيف لنا ان نقرأ هذا الموضوع في الوقت الحالي؟

النائب عمار الشبلي:

ان التقرير البريطاني يمثل استهانة بأرواح الشعب العراقي من ضحايا نظام صدام وهو مفاجأة للذين ينظرون الى بريطانيا بانها ام الديمقراطية، فالتقرير الذي كتب بسذاجة يتكلم عن اسباب زعم التقرير انها كانت الدافع لمشاركة بريطانيا في الحرب الا وهي امتلاك العراق لأسلحة محرمة علما ان حكومة بريطانيا تعلم تمام العلم ان نظام صدام استخدم مثل هكذا اسلحه محرمة دوليا في حلبجة وعمليات الانفال وان عشرات من الضحايا اخضعوا لفحوصات مختبرية في لندن وباريس اثبتت استخدام تلك الاسلحة.

وتناسى التقرير او كاتبوه الام العراقيين وضحاياهم وعذابات معتقلي الراي والابادة الجماعية في انتفاضة شعبان المباركة وانتهاك حقوق الانسان طيلة سنوات سبقت نية امريكا وبريطانيا لتغيير نظام صدام بعقدين من الزمن

و الغريب المستغرب ان هذا التقرير وجد صدى بين كثير من الناشطين والمحللين والاعلاميين وهناك من طبل له محاولا تبييض صفحة صدام بحجة ان اسباب غزو العراق لم تكن واقعية

ان التقرير بنظرتي القاصرة حمل في طياته تطمينات للأنظمة العربية الراديكالية والتي ثبتت قوائم سلطتها بالقمع تارة وبفتاوى وعاظ السلاطين تارة اخرى وكان التقرير يقول لتلك الانظمة (ان لا تخافوا منظمات حقوق الانسان لظلمكم شعوبكم ما دمتم بعيدين عن امتلاك الأسلحة المحرمة )، فاذا كانت الام الشعوب و تأخر تقدمها بسبب انظمة ديكتاتورية عبثت بمقدرات شعوبها وبدمائهم لا يعني شيء لدولتين تدعيان انهما راس نفيضة العالم الحر، فعلى الشعوب ان تصحو من غفلتها وان لا تدع خيالها الخصب يمني النفس بان هاتين الدولتين سيقض مضاجعهما قتل اطفال اليمن او هدر ثروات دول الخليج في صفقات اسلحه بأرقام فضائية او قمع الحريات ما دامت كل جرائم صدام مثلت لبريطانيا روتينيا اداريا وان بلير تبين انه غبي بالولادة لأنه صدق احدوثة الأسلحة المحرمة دوليا.

النائب عبد الهادي موحان السعداوي:

ان التقرير البريطاني ما هو اله ظرب بالخيال بعد ثلاثة عشر سنة يطلع علينا تقرير يوضح الحرب على العراق كانت خطئ انا ارى ان الموضوع اكبر من هذا الذي كتب بالتقرير

اولا / ان بريطانيا والدول الأوربية تعلم جيدا بوجود اسلحه محرمه دوليا لأنها هي التي زودت نظام المقبور صدام في الحرب العراقية الإيرانية واستخدمها صدام في محاربه شعبه

ثانيا / هناك مصالح خليجيه واقليميه في تغير نظام الحكم بالعراق بالتعاون مع الدول الأوربية لان اصبحه نظام صدام يهدد السلم القومي لهذه الدول وابتدئها بغزو الكويت واراد ان يكون امبراطور في الدول العربية.

ثالثا / المصالح الأوربية والبريطانية في دعم لاقتصادها في بيع الأسلحة وهذا الموضوع يعتبر من الموارد الاقتصادية الكبيرة لدعم الاقتصاد الداخلي في اوروبا ومما اصبح الوضع المالي لبعض الشركات العالمية على افلاس وارادت هذه الدول ان تجد لها منفذ لإنقاذ الاقتصاد الدول الكبرى

رابعا / نظام صدام اصبح بأوانه الأخيرة يناغم القاعدة وابن لادن وادخال مجاميع كبيره للعراق وقام بإظهارها في شاشات التلفاز على انهم مجاهدي من الدول العربية من اجل ظرب الدول الاوروبية التي فقد الثقة بها، هذه العوامل الأربعة هي من الاسباب الرئيسة التي دعت الغرب للتخلص من نظام صدام.

اما التقرير الاخير ما هو الى للمخطط للإطاحة بنظام الحكم بالعراق بحجه انا اخطأنا في حربنا على العراق وتبيض صوره النظام الدكتاتوري بالعراق وايجاد مخرج للتغير وايضا فشلت بريطانيا والدول الاوروبية بعد ٢٠٠٣ في اداره الحكم بالعرق، ومن الضروري ان تنتبه الدبلوماسية العراقية للمخطط الجديد الذي تعمل عليه هذه الدول وهذا واحد من المخططات ما بعد داعش.

د. احمد الميالي:

تقرير تشيلكوت لن يعيد العراق كما كان ولن يحرره من من الارهاب والفساد ولن يرجع ملايين الضحايا من قتلى وجرحى ومشردين إلى بيوتهم.

يحمل تقرير جون تشيلكوت خبر غير سار بالنسبة لكثير من البريطانيين والعراقيين الذين كانوا يتوقون إلى يوم يرون فيه توني بلير يحاكم عن جرائم حرب وامكانية ان يسحب على ادارة بوش الابن: إن رئيس الوزراء السابق لم يكذب على البريطانيين من أجل تبرير حرب العراق. لكن هذا التقرير لم يعفِ أيضاً بلير من الانتقادات، إذ يقول إن الأخير قد حُذِّر من أن غزو العراق يمكن أن يؤدي إلى تقوية شوكة القاعدة كما يخلص إلى أن بريطانيا لم تقم بالاستعداد على نحو كافٍ لليوم الذي يلي هزيمة قوات صدام. ويكشف عن رسالة من بلير إلى بوش يعده فيها بدعمه ومساندته في حرب العراق، مهما حدث.

غير أنه في ما يخص موضوع المعلومات الاستخباراتية قبل الحرب، يلاحظ أن انتقادات تشيلكوت كانت لطيفة جداً إلى درجة أنه بالكاد يمكن اعتبارها انتقادات. وهي تدور حول ملف للحكومة البريطانية يعود إلى سبتمبر 2002 حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وهو ملف يقول تشيلكوت إنه كان أكثر وضوحاً من مقدمة لتلك الوثيقة كتبها بلير.

المهم ان حرب العراق حققت الهدف النبيل (إسقاط نظام صدام حسين)، ولم يحقق هدفه الأهم، وهو إثبات الجدوى المتوخاة من تلك الحرب. وما بعدها ولذلك جاء تقرير تشيلكوت بمثابة محاكمة غير مباشرة لكل ما حدث، من عملية صنع قرار الحرب إلى إثبات ضرورتها والحرص على وضوح شرعيتها وبالتالي جدد النقاش على مسألة تغيير الأنظمة بتدخل خارجي، امتداداً إلى تقويم نتائج هذا التدخل والمخطّطات المسبقة لما ينبغي عمله بعد انتهاء العمليات العسكرية.

أ‌. حمد جاسم:

التقرير البريطاني حول حرب العراق جاء في وقت اشد الصراع الاستعماري بين امريكا ودول اوروبا. فالكل يعرف أن حرب احتلال العراق لم تحقق اهدافها والاسباب التي طرحت لم تكن واقعية . كذلك ان حماية المصالح عند هذه الدول اهم من العلاقات والمبادئ. فبريطانيا لديها مصالح في المنطقة والتي هي ساحة النفوذ التقليدية لها ولا يمكن ان تتخللها عنها بهذه السهولة. بعد الانسحاب البريطاني من الخليج عام 1970 قامت امريكا بمليء الفراغ العسكري الذي تركته في المنطقة. ولكن مصالح بريطانيا الاخرى الاقتصادية وغيرها بقيت. لهذا فان اندفاع امريكا نحو المنطقة بقوة السلاح قد دق ناقوس الخطر للمصالح الغربية. لهذا فان بريطانيا اول من تنبه لهذا الخطر وبدأت تعد العدة للعودة المنطقة من خلال خططها القديمة وهي خلق بؤر التوتر. ثم محاولة تقسيم المنطقة إلى فرق متناحرة . حتى ان خروجها من الاتحاد الأوروبي سببه هو أن تكون مستقلة في قراراتها ولديها هامش حركة لتحقيق اهدافها. لهذا ان بريطانيا كانت اول المنتقدين لقتل الشرطة الامريكية رجلا اسود وخرجت مظاهرات في بريطانيا تندد بعنف الشرطة الامريكية ضد السود. وهي تحدث لأول مرة ان تخرج مظاهرة في اوروبا ضد سياسات امريكا الداخلية. لهذا قد نرى مواقف اكثر خدما في المستقبل وتنافس قوي بين امريكا وبريطانيا حول المنطقة.

اضف تعليق