q

ملف العلاقة المحتملة بين مقربين من ادارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب وروسيا، وما تبعه من تطورات واتهامات وحرب إعلامية كبيرة، ما يزال يلقي بظلاله على ولاية الرئيس ترامب، الذي يواجه اليوم الكثير من التحديات والمشكلات ومنها قضية التحقيق حول وجود تنسيق بين الحكومة الروسية وافراد مرتبطين بحملة الرئيس دونالد ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية للعام 2016، وهو ما اجبر ترامب على اتخاذ قرارات سريعة أهمها عزل الجنرال مايكل فلين مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، بسبب اتصاله السري بالسفير الروسي في واشنطن وحجب الأمر حتى عن نائب الرئيس، قضية هذا الملف عادت بقوة، بعد اللقاء الأخير الذي جرى بين الرئيس الامريكي ووزير الخارجية الروسي، حيث قال مسؤولان أمريكيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن معلومات سرية للغاية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تتعلق بتنظيم داعش الأمر الذي أغرق البيت الأبيض في جدال آخر بعد شهور فقط من تنصيب ترامب. وأضاف المسؤولان المطلعان على الموقف أن المعلومات التي تم تناقلها خلال الاجتماع مع لافروف والسفير الروسي سيرجي كيسلياك جاءت عبر حليف للولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتشدد.

وردا على ذلك قال البيت الأبيض إن هذه المزاعم، التي كانت صحيفة واشنطن بوست أول من أشار إليها، ليست صحيحة. وقال اتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي لترامب للصحفيين في البيت الأبيض "القصة التي وردت ليست صحيحة" مضيفا أن الزعيمين استعرضا سلسلة من التهديدات المشتركة منها الطيران المدني. وأضاف "لم يتطرق النقاش إلى أي مصادر أو وسائل المخابرات. الرئيس لم يكشف عن أي عمليات عسكرية لم تكن معروفة علانية بالفعل... كنت في القاعة. لم يحدث".

ومنذ تنصيبه في يناير كانون الثاني ينتقل ترامب من جدل إلى جدل فقد شكا في اليوم الأول من توليه مهام منصبه من التغطية الإعلامية لعدد من حضروا مراسم تنصيبه ثم اتهم الرئيس السابق باراك أوباما بالتنصت عليه كما قام مؤخرا أقال كومي. وكان ترامب وهو جمهوري انتقد خلال حملته الانتخابية في 2016 منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون جراء طريقة تعاملها مع معلومات سرية عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية إذ استخدمت خادم بريد إلكتروني خاص بها.

تحقيق مستقل

وفي هذا الشأن دعا عدد صغير لكنه متنام من أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن تواطؤ محتمل بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا بل إن أحدهم تطرق إلى المساءلة مدفوعا بمذكرة من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) المقال تفيد بأن ترامب حاول عرقلة تحقيق الوكالة في الأمر.

وزادت حدة الصخب في واشنطن بشأن مزاعم عن سعي ترامب لإنهاء تحقيق (إف.بي.آي) في علاقة مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي لترامب، وروسيا. وشدد رئيس مجلس النواب بول ريان على أن جدول الأعمال التشريعي للجمهوريين لم يتعرض للشلل. وذكر مصدر، اطلع على المذكرة التي كتبها جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي المعزول، أن كومي قال في المذكرة التي تعرض بالتفصيل للتعليقات التي أدلى بها ترامب له في فبراير شباط إن الرئيس قال له "آمل أن تتوقف عن ذلك" في إشارة إلى تحقيق فلين. وأثارت إقالة كومي عاصفة سياسية.

وأقال ترامب كومي في خضم تحقيق (إف.بي.آي) في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 وفي العلاقات المحتملة بين حملة ترامب وروسيا. وفي تحقيق منفصل لكنه ذو صلة يبحث مكتب التحقيقات في علاقة فلين مع روسيا. ويطالب المشرعون الديمقراطيون بأن تعين وزارة العدل مدعيا خاصا للتحقيق في المسألة الروسية.

وسأل الصحفيون العضو الجمهوري بمجلس النواب جاستين أماش عما إذا كان يعتقد أن المزاعم ضد ترامب تبرر المساءلة فقال "إذا صحت المزاعم (فالإجابة) نعم. لكن الجميع في هذا البلد يحصل على محاكمة عادلة بمن فيهم الرئيس أو أي شخص آخر". وأماش عضو فيما يعرف بتجمع الحرية المحافظ في مجلس النواب الذي يدعو بالفعل إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق. وسئل عما إذا كان يثق في كومي أو ترامب فقال أماش "أعتقد أن من الواضح تماما أن لدي ثقة في المدير كومي".

وسيكون من المهم أن يبدأ مزيد من الجمهوريين الحديث عن مساءلة الرئيس إذ أن الحزب يتمتع بالأغلبية في مجلسي الكونجرس. ويلزم وجود أغلبية بسيطة في مجلس النواب لمساءلة الرئيس وهو ما سيقود إلى محاكمته من قبل مجلس الشيوخ وربما إقالته من منصبه. ومع اتساع دائرة الجدل في واشنطن تحدث ترامب بنبرة تحد خلال كلمة لخريجي أكاديمية خفر السواحل في كونيتيكت وشكا من التغطية الإعلامية قائلا إنه لا يوجد سياسي في التاريخ "تعرض لمعاملة أسوأ أو أكثر ظلما".

وقال ترامب إن "الخصومة تجعلك أقوى" مضيفا أن الأمور ليست دائما منصفة لكن "عليك أن تعمل بجد وتقاتل.. تقاتل.. تقاتل. لا استسلام مطلقا. الأمور ستنتهي نهاية طيبة تماما". وأحدثت مذكرة كومي حالة من الانزعاج في الكونجرس وأثارت أسئلة بشأن ما إذا كان ترامب حاول التدخل في تحقيق اتحادي وهو ما قد يشكل تعطيلا للعدالة وقد يجري الاستشهاد بذلك في محاولة لمساءلة ترامب. بحسب رويترز.

ونفى البيت الأبيض التقرير قائلا إنه "لم يصور المحادثة بين الرئيس والسيد كومي بشكل صادق ودقيق". وجاء التقرير في أعقاب فوضى في البيت الأبيض بعدما أقال ترامب كومي. وواجه الرئيس انتقادات متزايدة بعدما تبين أنه بحث معلومات حساسة متعلقة بالأمن القومي بشأن تنظيم داعش مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسفير الروسي في واشنطن في اجتماع في البيت الأبيض.

إعطاء معلومات

تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضغوط من مشرعين أمريكيين بينهم جمهوريون لتفسير سبب كشفه عن معلومات مخابرات شديدة الحساسية لمسؤولين روس خلال اجتماع في المكتب البيضاوي. وقال مسؤولان أمريكيان إن ترامب ناقش معلومات بشأن تنظيم داعش مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسفير الروسي سيرجي كيسلياك في اجتماع.

وأضاف المسؤولان أن المعلومات قدمها حليف للولايات المتحدة في قتال التنظيم المتشدد. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل هي الدولة التي قدمت المعلومات لكن مصدرين بالأمن القومي الأمريكي شككا في التقرير. وأربكت هذه التقارير الإدارة الأمريكية التي ما زالت تكافح لتجاوز تداعيات إقالة ترامب يوم التاسع من مايو أيار لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي الذي كان يقود تحقيقا للمكتب في صلات محتملة بين حملة ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016 وموسكو.

وقالت متحدثة باسم لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ إن اللجنة طلبت من البيت الأبيض مزيدا المعلومات بشأن التقارير التي أفادت أن ترامب أعطى معلومات مخابرات للروس. وقال مصدر في الكونجرس إن محققين من الكونجرس من المتوقع أن يطالبوا بنسخ من أي ملاحظات دونت أثناء الاجتماع. ومن النادر منح وزير خارجية فرصة إجراء محادثات ثنائية مع الرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي.

ويمثل لافروف السياسات الخارجية الروسية التي عادة ما تتعارض بشدة مع الأهداف الأمريكية في سوريا وأوروبا. وقال ترامب على تويتر إن له "حقا مطلقا" في تبادل الحقائق مع روسيا كي تكون أكثر نشاطا في قتال متشددي داعش. ولأي رئيس أمريكي سلطة الكشف عن أكثر المعلومات سرية لكن مسؤولين أمريكيين وحلفاء قالوا إن ترامب بإعطائه المعلومات لروسيا عرض التعاون مع أي حليف لديه معلومات عن داعش للخطر. ودعت النائبة باربرا كومستوك عضو مجلس النواب إلى إفادة للمشرعين.

وقالت كومستوك في بيان "نحتاج إلى إفادات سرية فورية بشأن ما حدث في هذا الاجتماع كي يتسنى للكونجرس أن يعرف على الأقل مثل الزعماء الروس ولمعرفة الأثر على أمننا القومي وحلفائنا ورجالنا ونسائنا الذين يحمون بلادنا". ولجأ ترامب إلى تويتر للدفع عن نفسه. وكتب ترامب على حسابه على تويتر يقول "أردت بصفتي رئيسا أن أتحدث مع الروس (في اجتماع مقرر معلن عنه بالبيت الأبيض)، وهو أمر لي فيه حق مطلق، عن حقائق تتعلق بالإرهاب وسلامة الرحلات الجوية... أسباب إنسانية، علاوة على أنني أريد أن تصعد روسيا بقوة قتالها لداعش والإرهاب".

وتسيطر داعش على مساحات من الأراضي في العراق وسوريا وهي عدو مشترك لموسكو وواشنطن. وطالما قال ترامب إنه يريد تحسين العلاقات الأمريكية مع موسكو بعدما تضررت بسبب خلاف مستمر منذ سنوات بشأن دور روسيا في أوكرانيا ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد. وقال مستشار الأمن القومي إتش.آر مكماستر إن ترامب لم يعرف مصدر المعلومات التي كشف عنها للروس. وأضاف مكماستر للصحفيين "الرئيس لم يكن حتى على علم بمصدر المعلومات. لم يتم إطلاعه على مصدر المعلومات وطريقة الحصول عليها... ما قدمه الرئيس كان ملائما تماما".

وقال عضو مجلس النواب إيليا كامينجز وهو ديمقراطي بارز في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بالمجلس إن كشف ترامب عن المعلومات يعزز دعوة الديمقراطيين لإجراء تحقيق مستقل. وقال كامينجز لمحطة (إم.إس.إن.بي.سي) "آمل عند مرحلة معينة أن ينضم الجمهوريون للديمقراطيين ويقولوا ‘علينا أن نتصدى لذلك‘. هذا لا يمكن الدفاع عنه". وأضاف "هذا لا يحدث يوميا... إنما يحدث كل ساعة. نحن بحاجة إلى لجنة مستقلة".

وطغت هذه الاضطرابات على الأولويات التشريعية للجمهوريين مثل الرعاية الصحية والإصلاح الضريبي. وكشفت عن انقسامات حادة بين البيت الأبيض ووكالات المخابرات الأمريكية التي خلصت في يناير كانون الثاني إلى أن روسيا حاولت التأثير على الانتخابات لصالح ترامب. وتنفي موسكو ذلك. بحسب رويترز.

وخلال حملته الانتخابية هاجم ترامب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون لتعاملها مع معلومات سرية بالبريد الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية. وخلص مكتب التحقيقات الاتحادي بعد تحقيق العام الماضي إلى عدم وجود أساس لتوجيه أي اتهامات لكلينتون. وجاء رد فعل أكبر عضوين جمهوريين في الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وهما رئيس مجلس النواب بول ريان وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل، هادئا. وقال مكتب ريان إنه يتطلع لتفسير كامل في حين قال مكونيل إنه كان يتمنى ألا يتسبب البيت الأبيض بهذا القدر الكبير من الدراما.

لكن جمهوريين آخرين أبدوا قلقهم. فقالت سوزان كولينز عضو مجلس الشيوخ "سيكون من المزعج جدا أن يكون (ترامب) كشف عن معلومات سرية للروس" رغم أن الرئيس يملك الصلاحية القانونية للكشف عن معلومات سرية. وطالبت كولينز بإطلاع لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ على الأمر. ووصف بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المزاعم بأنها "مثيرة جدا للقلق".

تعاون الحلفاء

من جهة اخرى قال مسؤولون إن من المستبعد أن يتسبب إفشاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزعوم لمعلومات سرية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقف التعاون بين الحلفاء الذين يتبادلون المعلومات مع واشنطن. لكن بعض الخبراء قالوا إن التقارير التي تزعم كشف ترامب عن معلومات مخابرات قد تقوض الثقة بين الشركاء.

وقال آدم تومسون السفير البريطاني السابق في حلف الأطلسي والخبير في مركز شبكة القيادة الأوروبية للأبحاث في لندن "إن حدث حقا فهذا مؤسف". وتابع يقول "لكنهم سيتخطوا الأمر. لماذا؟ لأن دولا أخرى تحتاج للتعاون المخابراتي مع الولايات المتحدة أكثر من وقفه". وقلل اثنان من حلفاء واشنطن في شبكة تبادل المعلومات المعروفة باسم "فايف آيز" من تأثير القضية على العلاقة مع واشنطن. وتضم الشبكة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا.

وقال رئيس وزراء استراليا مالكولم ترنبول لمحطة إذاعية إنه سيظل يتحلى "بالحذر والحيطة الطبيعيين" فيما يخص الأمور السرية مضيفا أن التحالف مع الولايات المتحدة "أساس أمننا القومي". وأوضح وزير خارجية نيوزيلندا جيري براونلي أن مسؤولين أمريكيين نفوا ما أوردته وسائل الإعلام. وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني عبر المتحدثة باسمه‭ ‬"نفى مسؤولون أمريكيون كبار حضروا الاجتماع ما أوردته التقارير الإعلامية". وتابع يقول "إن كان للموقف المروع في سوريا حل فإنه سيستلزم جهدا منسقا من الولايات المتحدة وروسيا معا".

وقال مسؤول بالحكومة اليابانية إنه ببساطة لا يمكن وقف التعاون مع واشنطن في شؤون معلومات المخابرات. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "إن كان التقرير صحيحا وتبين أن ترامب شخص غير جدير بالثقة فإن هذا لا يعني بالضرورة ألا نتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة بعد ذلك". وقال المسؤولان الأمريكيان إنه رغم امتلاك الرئيس صلاحية الكشف عن معلومات وحتى شديدة الحساسية فإنه في هذه الحالة قام بذلك دون الرجوع للحليف الذي قدم هذه المعلومات وهو ما يهدد بتعليق اتفاقية تبادل المعلومات الطويلة للخطر.

وقال محللون في الأمن القومي إن العلاقات قد تتضرر. وقالت ستيفاني كارفين المحللة السابقة للأمن القومي في الحكومة الكندية "عمليا، تصرفات ترامب وضعت أهم شراكة لتبادل المعلومات في موضع شك على أقل تقدير وفي خطر بالغ على أسوأ تقدير". وقال جيمس كوران أستاذ السياسة الخارجية في جامعة سيدني إن علاقات تبادل المعلومات أكثر أهمية من أن تضرر بالإفشاء المزعوم من قبل ترامب".

وقال كوران "لا تأثير عملي حقيقي لكن أعتقد أنه سيثير المزيد من الدهشة بشأن أسلوب هذا الرئيس ونهجه المختال في هذه الأمور". وأضاف أنه على المدى الطويل فإن من الممكن أن يكون لهذا السلوك "تداعيات خطيرة للغاية على علاقات تبادل المعلومات الأمريكية عبر العالم". وحتى قبل اجتماع ترامب بالروس تحدث شركاء مخابرات لواشنطن في الخارج عن تقارير حول ترامب والروس والجواسيس. بحسب رويترز.

وشملت التقارير تحقيقات في ارتباط حملة ترامب الانتخابية بموسكو وتحقيقات في تدخل روسي في الانتخابات وتعبيرات السخط التي أبداها ترامب تجاه أجهزة المخابرات الأمريكية وزعمه بتجسس سلفه باراك أوباما عليه. وقال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي "أولا عزل مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (جيمس كومي) وهذا الآن". ومضى يقول "كيف نضمن ألا يعزل وزير الدفاع أو أن نضمن ألا تقع معلومات المخابرات في الأيدي الخطأ".

اقتراح بوتين

على صعيد متصل تهكم الرئيس فلاديمير بوتين على فضيحة المعلومات السرية التي قيل إن الرئيس الأميركي أفشاها متحدثا عن "غباء" لدى مروجي هذه الأنباء ومقترحا كشف مضمون اللقاء بين دونالد ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وهذا أول تعليق علني لبوتين على فضيحة المعلومات السرية التي كشفتها صحيفة واشنطن بوست في حين لم يتوقف دونالد ترامب خلال أربعة أشهر من حكمه عن الرد أو تبرير علاقاته مع روسيا.

وبعد الإقالة المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي اتهم ترامب "بالثرثرة" مع الدبلوماسيين الروس، بالإضافة إلى العمل على انهاء تحقيق تجريه "اف بي آي" حول علاقات محتملة بين فريقه الانتخابي وروسيا. وخلال مؤتمر صحافي في سوتشي عقده مع رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني، رد بوتين على أسئلة الصحافيين بلهجة تجمع بين التهكم والنقد، قائلا "علي أن أوجه توبيخاً (لسيرغي لافروف) لأنه لم يتقاسم هذه المعلومات السرية معنا. لا معي ولا مع مسؤولي الاستخبارات الروسية"، فأثار ضحك لافروف وعدد من المسؤولين الروس الحاضرين.

ثم أضاف بلهجة أكثر جدية "إذا وافقت الإدارة الأميركية، نحن مستعدون لان نقدم تسجيلا للحوار الذي دار بين لافروف وترامب الى الكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ". وأوضح المستشار في الكرملين أوري أوشاكوف بعد انتهاء المؤتمر الصحافي أن بوتين لم يكن يقصد "تسجيلا صوتيا" لما دار خلال الاجتماع في البيت الابيض بل "محضرا مكتوبا يعده عادة شخص متخصص في اجتماعات من هذا النوع". بحسب فرانس برس.

وقالت واشنطن بوست إن ترامب كشف معلومات استخباراتية عن عملية يخطط لها جهاديون في أثناء اجتماعه في 11 أيار/مايو بلافروف والسفير الروسي بواشنطن سيرغي كيسلياك في البيت الابيض. وقالت ان المعلومات قدمها شريك للاميركيين لم يأذن لواشنطن مشاركتها. وقال بوتين ان هذه الفضيحة تسلط الضوء على "أجواء الانفصام السياسي المتزايدة" التي تخيم على الولايات المتحدة. وتساءل "ماذا سيخترع هؤلاء الناس الذين يروجون لهذه التفاهات؟ واذا كانوا لا يدركون انهم يسيئون الى بلدهم، فهم ببساطة اغبياء. اما اذا كانوا يدركون فهم خطرون وغير شرفاء".

اضف تعليق