q

منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الذي حدثت في تركيا ووقعت في 18/يوليو تموز الماضي وتشهد تركيا فوضى عارمة بسبب حالة الطوارئ المفروضة على البلاد والتي تتيح للحكومة تجاوز البرلمان في سن قوانين جديدة والحد من الحقوق والحريات أو تعليقها عندما ترى أن ذلك ضروري.

في حملة تطهير كبيرة وقد اثار اتساعها قلق الاتحاد الاوروبي ومنظمات غير حكومية. حيث صرح بعض المتخصصون في ان تكون هذه الحملات تصفية حسابات من قبل الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان مع معارضيه خاصة ان الحكومة التركية تتهم فتح الله كولن بتدبير محاولة الانقلاب.

وغولن رجل دين تركي بمنفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999 وهو من أكبر المعارضين للحكومة التركية والذي كان يتوعد دائما بأنه سيتحرك ببطء من أجل تغيير طبيعة النظام التركي لكنه مع ذلك نفى التورط في محاولة الانقلاب الفاشلة لا بل وأدانها.

لكن الحكومة التركية لم تكترث بنفيه وأعلنت الحرب على غولن ومؤيديه في حملة تطهير كبيرة وواسعة على مؤيدي رجل الدين عبد الله كولن ونفذت انقرة اعتقالات واسعة استهدفت متعاطفين مع كولن. أيضا اعتقلت السلطات التركية شقيق غولن وذلك للضغط عليه في العودة الى انقرة.

وطالب اردوغان الولايات المتحدة الامريكية بتسليم غولن. لكن واشنطن رفضت تسليمه وطالبت انقرة بوثائق تدعم طلبها لتسليم رجل الدين التركي وهذا ما اثار خلافات بين امريكا وتركيا حيث يقول المحللون الاتراك أن الولايات المتحدة لم تتفهم جدية دعوة تركيا لتسليمها كولن. بينما ترد واشنطن ان عملية تسليم المتهمين في كل من الولايات المتحدة وتركيا "خضع لعملية قضائية وتبعا لذلك يجب أن تستوفي (الطلبات) معايير البلد المعني بالطلب. وتستمر النقاشات والتحاورات لتسليم غولن.

من اجل ذلك تستمر الحكومة التركية في خوض الحرب على غولن ولم تكتفي بشن الحرب عليه داخل تركيا وانما اتسعت لتضغط على دول أخرى بها مؤسسات يدعمها رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي تدير حركته حوالي ألفي مؤسسة تعليمية تضم شبكة مدارس ومنظمات غير حكومية وشركات تنشط في عدة مناطق عبر العالم في حوالي 160 بلدا ومنها افريقيا.

يعتبر النظام التركي هذه الحركة "منظمة ارهابية" فيما يكثف المسؤولون الاتراك مبادراتهم على الصعيد الدبلوماسي، مطالبين باغلاق مدارس غولن ومؤسساته في الخارج لذا طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من نظيره التنزاني جون ماغوفولي التحرك ضد شبكة المؤسسات التي يديرها الداعية فتح الله غولن.

ووعد اردوغان باكستان التي تعاني من حرب بلاهوادة ضد الإرهاب ان يمدها بمعونة تركية ويقف معها في حربها على الإرهاب بمقابل ان تتصدى لمنظمة غولن الإرهابية حسبما يسميها الرئيس التركي وفعلا نفذت باكستان الاتفاق من خلال ترحيل 450 معلم تركي مع عوائلهم وذلك لأنهم على صلة برجل الدين التركي المعارض للحكومة التركية. هذا القرار بث السعادة الى اردوغان. لكن بالمقابل اثار ردود أفعال دولية مناهضة لهذا القرار والذي اعتبرته منظمة العفو الدولية قرار غير مدروس ويضر فقط بأطفال باكستان.

من جهة أخرى قامت الشرطة الماليزية بأعتقال تركيان أحدهما مدير مدرسة دولية للاشتباه بممارستهما أنشطة تهدد الأمن القومي حسب ما صرح به مدير الشرطة ولكن بحسب التحقيقات وحسب ما وصفه محللون سياسيون انهم سيسلمون الى السلطات التركية لكون لديهم صلات مع رجل الدين التركي فتح الله غولن.

واشنطن: ترحيل غولن

كشف مدير وكالة الاستخبارات سي آي أي السابق، جيمس وولزي، أن مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للأمن القومي، مايكل فلين، ناقش مسألة ترحيل فتح الله غولن إلى تركيا وتهم أنقرة غولن بتدبير محاولة الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز الماضي.

وقال وولزي في مقابلة مصورة مع صحيفة وول ستريت جورنال إنه كان حاضرا في نقاش بشأن ترحيل غولن دون المرور بإجراءات الترحيل القانونية. وجرى الاجتماع في سبتمبر/ أيلول الماضي بنيويورك، بحضور فلين، الذي كان مستشارا للأمن القومي في حملة ترامب الانتخابية، وصهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حسب الصحيفة. واعترف فلين، الذي كان هو أيضا مستشارا لترامب، أنه ربما فاتته بعض التفاصيل وأنه وصل إلى الاجتماع متأخرا. وأضاف أن النقاش كان "جاد ومثيرا ولكن بحضوري لم يصل إلى حد البحث عن خطة ترحيل مخالفة للقانون".

وفي مقابلة لاحقة مع سي أن أن وصف وولزي الاجتماع بأنه "مثير للشكوك والقلق" وقال: "شعرت بالحاجة إلى الحديث إلى أي شخص، ولكن الأمر لم يكن خطة واضحة لاعتقاله". وفند متحدث باسم فلين الذي يملك مكتب استشارات تعامل مع الحكومة التركية، رواية وولزي لما حدث في الاجتماع. وقال: "لم يحدث أن ناقش الجنرال فلين إجراءات غير قانونية لترحيل أي شخص دون حكم قضائي، أو أي نشاطات مشابهة".

يسبب وجود غولن في الولايات المتحدة مشاكل للعلاقات بين واشنطن وأنقرة، التي تطالب بترحيله من أجل محاكمته بتهمة تدبير الانقلاب. وينفي غولن، الذي يعيش في بنسيلفانيا منذ 1999، ضلوعه في محاولة الانقلاب. وأجبر فلين على الاستقالة من منصب مستشار ترامب للأمن القومي، بعد أسابيع قليلة من تنصيبه، بسبب مزاعم بأنه ناقش العقوبات مع روسيا، قبل أن يتولى ترامب الرئاسة رسميا.

تنزانيا: خطوات ضد المنظمة الارهابية

طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من نظيره التنزاني جون ماغوفولي التحرك ضد شبكة المؤسسات التي يديرها الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه بتدبير الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو الماضي. ويتزعم فتح الله غولن الذي نفى اي دور في محاولة الانقلاب "حزمت" التي تضم شبكة مدارس ومنظمات غير حكومية وشركات تنشط في عدة مناطق عبر العالم بينها افريقيا. وفق فرانس برس.

ويعتبر النظام التركي هذه الحركة "منظمة ارهابية" فيما يكثف المسؤولون الاتراك مبادراتهم على الصعيد الدبلوماسي، مطالبين باغلاق مدارس غولن ومؤسساته في الخارج وهو ما يسعى اليه اردوغان خلال جولته الافريقية التي بدأها من تنزانيا وستستمر حتى 26 كانون الثاني/يناير وتشمل موزمبيق ومدغشقر.

وقال الرئيس التركي عقب لقائه ماغوفولي ان "الجهة التي تسعى إلى الانقلاب علي ليست في تركيا وحدها (...) انا مقتنع بان تنزانيا ستتخذ من الآن فصاعدا خطوات ضد هذه المنظمة الارهابية". ولم يوضح الرئيس التركي ماهية التحرك الذي يطالب دار السلام باتخاذه ضد المدارس التابعة لغولن. حسب فرانس برس.

وتلقى شعبية وسط الطبقة المتوسطة في البلاد ويعرف عنها انها ضمن أفضل المدارس في تنزانيا. وتنشط "حزمت" التي تقول انها تروج للاسلام عبر التعليم والانشطة الخيرية في عدة دول، من تركيا نفسها إلى الولايات المتحدة حيث يقيم الداعية وصولا إلى آسيا الوسطى وافريقيا.

الا ان المسؤولين الاتراك يرون ان غولن يستخدم شبكته التعليمية الواسعة لزيادة نفوذه ويتهمونه بادارة "دولة موازية" في تركيا.

ماليزيا: تركيان يهددان الأمن القومي

قال خالد أبو بكر قائد الشرطة الماليزية إن الشرطة اعتقلت تركيين أحدهما مدير مدرسة دولية للاشتباه بممارستهما أنشطة تهدد الأمن القومي. وقال أبو بكر على تويتر إن التركيين ترجي كرمان، وهو مدير مدرسة، وإحسان أصلان، وهو رجل أعمال، اعتقلا بموجب قسم في قانون العقوبات يتعلق بالأعمال الإرهابية.

ويأتي تأكيد الشرطة بعد أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صورته دوائر تلفزيونية مغلقة ويظهر فيه خمسة رجال يجبرون كرمان على دخول سيارة لا تحمل علامات مميزة في ساحة سيارات بإحدى ضواحي كوالالمبور. وأبلغ أحد أصدقاء كرمان الشرطة باختفائه. كما أبلغت زوجة أصلان باختفائه بعدما فشلت في الاتصال به لأكثر من 24 ساعة.

وقال روسلي دهلان محامي كرمان لرويترز إن الواقعة تشبه أحداثا دارت في أكتوبر تشرين الأول عندما تلقت الشرطة بلاغا باختفاء تركيين ليتبين لاحقا أن السلطات رحلتهما إلى تركيا. ونفى دهلان التكهنات بأن يكون الرجلان من مؤيدي الداعية التركي فتح الله كولن المقيم. وفق رويترز.

وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) إنه يتعين على السلطات الماليزية ألا تسلم الرجلين قسرا إلى تركيا ودعت لفتح تحقيق عاجل في القضية. وقال فيل روبرتسون نائب مدير منطقة آسيا في المنظمة في بيان "هناك قدر من القلق من أن يواجها تعذيبا في الحجز إن تم تسليمهما إلى تركيا ومن أن يخضعا لمحاكمة تفتقر كثيرا لمعايير المحاكمة العادلة إذا وجهت إليهما هناك تهم بارتكاب جرائم".

باكستان: ترحيل معلمين اتراك

أمرت باكستان معلمين أتراكا يعملون في مدارس يزعم أنها على صلة برجل دين تركي معارض للرئيس رجب طيب إردوغان بمغادرة البلاد تزامنا مع استعداد باكستان لاستقبال إردوغان وقالت مجموعة مدارس وكليات باكتورك الدولية في بيان إن المعلمين وعائلاتهم ويبلغ إجمالي عددهم نحو 450 شخصا منحوا مهلة لمدة ثلاثة أيام لمغادرة البلاد.

ويدرس في باكتورك أكثر من 10 آلاف من الطلبة في باكستان. وتنفي المجموعة أي صلة لها برجل الدين التركي فتح الله كولن أو حركته "خدمة". ويتهم إردوغان حليفه السياسي السابق كولن بأنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو تموز. وكانت تركيا طلبت من باكستان وقف عمل أي جماعات ذات صلة بكولن على أراضيها. وفق رويترز.

وقبل مغادرته لأنقرة أشاد إردوغان بإجراءات باكستان ضد ما تسميه حكومته "منظمة كولن الإرهابية." وقال إردوغان "إن قرار باكستان بترحيل الأشخاص ذوي الصلة بمنظمة كولن الإرهابية يبعث على السعادة." وأضاف "مثل تركيا تخوض باكستان حربا بلا هوادة ضد الإرهاب. وتدعم تركيا معركة باكستان حتى نهايتها."

العفو الدولية: تضر فقط بأطفال باكستان

اثار القرار الباكستاني بترحيل الالاف المعلمين ردود أفعال مناهضة لهذا القرار حيث قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها ان هذه الخطوة "ستضر فقط باطفال باكستان". وصرح تشامبا باتيل مدير المنظمة في جنوب اسيا "ما تحتاجه البلاد هو المزيد من الغرف الصفية والمعلمين وليس قرارات مسيسة بتطهير المعلمين بناء على تعليمات الحكومة التركية".

وذكرت صحيفة "دون" التي تصدر باللغة الانكليزية في مقالها الافتتاحي "الخطوة المفاجئة لاصدار اوامر بالترحيل عشية زيارة اردوغان تدل على نوايا لا علاقة لها بمستوى التدريس او التعليم". وعبرت ادارة الشبكة الباكستانية للمؤسسات التعليمية في بيان على موقعها الالكتروني عن اسفها لهذا "القرار المتسرع"، موضحة ان طلباتها لتمديد تأشيرات المدرسين العاملين في المدارس وعائلاتهم رفضت.

اضف تعليق